أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - قراءة أدبية لــهايكو -أجواء تشريتية- بقلم :الدكتور عادل جوده














المزيد.....

قراءة أدبية لــهايكو -أجواء تشريتية- بقلم :الدكتور عادل جوده


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8508 - 2025 / 10 / 27 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


أجواء تشرينية~
كيف يزهر اللوز فيها،
أطراف أصابعك!


أجواء تشرينية~
كيف تحتل نوارس العشق،
تاريخ الذات!


أجواء تشرينية~
شهر الهزائم والانتكاسات،
سجل غير مغلق!


أجواء تشرينية~
اعتكف مكانًا شرقيًا،
تستمر الحكاية!


أجواء تشرينية~
افتقد تشردك المجنون،
وحرفك الماطر!


أجواء تشرينية~
زخم من الغيوم،
سوريالية اللون!


أجواء تشرينية~
رمادية الأنياب،
كظل عقيم!


تانكا
أجواء تشرينية~
لا زالت بغموضها تصنع،
من جلدي !
ورقة تنثر بقاياها فوق،
رماد الأغاني الراحلة.

فاطمة الفلاحي - فرنسا


أجواء تشرينية..
تلك العبارة التي تفتح أبواب الذاكرة على مصراعيها لتطل منها شذى الذكريات وأطياف الأحلام.
في هذه القصيدة التي نسجتها الشاعرة فاطمة الفلاحي بخيوط من ضباب فرنسا
نجد أنفسنا أمام لوحة شعرية مطرزة بالحسرة والأمل
بالألم والجمال بالضياع والوجود.

"أجواء تشرينية~ كيف يزهر اللوز فيها، أطراف أصابعك!".. مطلع يختزل عالمًا من الدلالات.
التشرين ذلك الشهر الذي يحمل في طياته تناقضات الوجود يجمع بين احتضار الصيف وولادة الخريف بين ذبول الأوراق وعهد الأمطار.
وكأن الشاعرة تطرح سؤالاً وجوديًا:
كيف يزهر الجمال في قلب التلاشي؟
وكيف تثمر الأحلام في تربة الغياب؟
إنها معجزة الحب التي تجعل من أطراف الأصابع بساتين تزدهر في قسوة الفصول.

"أجواء تشرينية~ كيف تحتل نوارس العشق، تاريخ الذات!"..
هنا تتحول النوارس من مجرد طيور إلى رموز للعشق الطليق الذي يغزو مساحة الذات ويُعيد كتابة تاريخها.
إنه غزو جميل يشبه احتلال الموسيقى للصمت واحتلال الضوء للظلمة.
وكأن الشاعرة تقول إن العشق قادر على أن يمحو كل ما سبق وأن يبدأ من حيث ينتهي الآخرون.

"أجواء تشرينية~ شهر الهزائم والانتكاسات، سجل غير مغلق!"..
في هذه الكلمات تتعانق المرارة بالأمل.
فالتشرين قد يحمل في ذاكرته هزائم شخصية أو جماعية انتكاسات في الحب أو الحياة لكنه يبقى سفرًا مفتوحًا على احتمالات المستقبل.
إنه اعتراف بالجراح مع إيمان بإمكانية الشفاء.

"أجواء تشرينية~ اعتكف مكانًا شرقيًا، تستمر الحكاية!"..
في هذه العبارة يبرز الحنين إلى المشرق إلى الجذور إلى المنابع الأولى.
والاعتكاف هنا ليس هروبًا بل تجلٍّ وصفاء بحث عن الجوهر وسط زحام الصور.
والحكاية التي تستمر رغم كل شيء هي حكاية الحياة ذاتها حكاية الإنسان الباحث عن معناه.

"أجواء تشرينية~ افتقد تشردك المجنون، وحرفك الماطر!"..
كم في هذه السطور من حنين إلى الحرية إلى الجنون الخلاق إلى الكلمة المتدفقة كالمطر. إنها تفتقد ذلك التشرد الذي يعني التحليق لا الضياع وتفتقد ذلك الحرف الذي يروي العطشى للمعنى.

"أجواء تشرينية~ زخم من الغيوم، سوريالية اللون!"..
هنا تتحول القصيدة إلى لوحة تشكيلية حيث تلتقي الكثافة بالشفافية والواقع بالخيال. والسوريالية التي تتحدث عنها الشاعرة هي ذلك العالم حيث تذوب الحدود بين الحلم واليقظة بين الممكن والمستحيل.

"أجواء تشرينية~ رمادية الأنياب، كظل عقيم!"..
صورة قاسية لكنها ضرورية لإكمال اللوحة.
إنها الجانب المظلم من الحياة القوة العاقر التي لا تخلق إلا الدمار.
إنه الوجه الآخر للتشرين الذي يجمع بين نعومة المطر وحدّة البرد.

ثم تأتي التانكا الختامية لترسم المشهد الأخير:
"أجواء تشرينية~ لا زالت بغموضها تصنع من جلدي ورقة تنثر بقاياها فوق رماد الأغاني الراحلة."..
هنا يصل التوتر الشعري إلى ذروته.
الغموض الذي يخلق من الجلد الألم الذي يتحول إلى إبداع الورقة التي تتناثر كلمات أخيرة على قبر الأغاني الراحلة.
إنها صورة الوجود الإنساني في أعمق تجلياته:
الخلق من الجرح والغناء فوق الرماد.

إن هذه القصيدة ليست مجرد كلمات تناثرت على الورق بل هي نبض قلب يحمل جراح المنفى وعبق الأصول يحمل مرارة الغربة وحلوة الإبداع. إنها قصيدة تثبت أن الشعر يظل ذلك المكان الذي نلتقي فيه جميعًا حيث تذوب المسافات وتتحول الآلام إلى أناشيد.
تحياتي واحتراماتي

#فاطمة_الفلاحي
#هايكو_عراقي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زاباي/ zappai هايكو الخيال العلمي
- سومونكا للأديبة فاطمة الفلاحي .. وقراءة تحليلية للنصوص التان ...
- قصائد النانو: إضاءة أدبية برفقة الأديبة سلسبيل محمد نعيم
- قراءة أدبية في قصائد النانو للأديبة فاطمة الفلاحي .. بقلم ال ...
- قراءة أدبية في قصيدة -غيمة ماطرة- للشاعرة فاطمة الفلاحي بقلم ...
- -محاصرة في اليأس- بقلم ن. س. كوليت. ترجمة فاطمة الفلاحي
- هايكو السينريو (Senryu) الساخر - قراءة أدبية بقلم الدكتور عا ...
- قراءة أدبية في قصيدة -هل تدري- بقلم الدكتور عادل جوده
- قراءة أدبية لنص -نرسم مرتين- لفاطمة الفلاحي بقلم: الدكتور ال ...
- قراءة نقدية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم الشاعر ال ...
- قراءة نقدية للمجموعة الشعرية - ترانيم تقترف الوله للشاعرة فا ...
- قراءة أدبية تحليلية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم ا ...
- قراءة نقدية لهايكو مرافئ بقلم الأديب الناقد هاشم مطر
- إليك قراءة أدبية تحليلية لقصيدة -صفعة الريح- للشاعرة فاطمة ا ...
- قراءة أدبية للناقد محـمد ابو الهيجاء في نص -صفعة الريح- للشا ...
- بلا ولا شيء -2 في مدار الشيئيات إضاءة كل من الناقد الجزائري ...
- قراءة أدبية في نصوص – تانكا 1 ، 2 للأديبة فاطمة الفلاحي بقلم ...
- بلا ولا شيء على مدار الشيئيات رقم 5 قراءة الدكتور أيمن دراوش ...
- قراءة أدبية في نص -هايبون - مجاهيل- للشاعرة فاطمة الفلاحي بق ...
- على أبواب الخريف نصوص هايكو- بصحبة الناقد الدكتور عادل جوده ...


المزيد.....




- مونيكا بيلوتشي تشوق متابعيها لفيلم 7Dogs بلقطة مع مع أحمد عز ...
- صورة الصحفي في السينما
- تنزانيا.. سحر الطبيعة والأدب والتاريخ في رحلة فريدة
- -في حديقة الشاي- لبدوي خليفة.. رواية تحاكي واقعا تاريخيا مأز ...
- -أوبن إيه آي- تدرس طرح أداة توليد موسيقى
- محمد بن راشد يفتح -كتاب تاريخ دبي-.. إطلاق -دار آل مكتوم للو ...
- حبيب الزيودي.. شاعر الهوية والوجدان الأردني
- -ذهب أسوان-..هكذا تحوّل فنانة واجهات المباني إلى متحف مفتوح ...
- الشاعرة الفلسطينية بتول أبو عقلين تكشف عن أسرار تجربتها الشع ...
- المفكر اللبناني خالد زيادة: لم تعد أوروبا مصدرا للأفكار الكب ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - قراءة أدبية لــهايكو -أجواء تشريتية- بقلم :الدكتور عادل جوده