فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 14:16
المحور:
الادب والفن
هل تدري؟
أدري أن لي في قبضتي منك؛ عهود ومواثيق موشومة،
أُلقي بها في حبل الوريد،
فيتجلى بزوغك في ليلي،
وتتهادى فوق نبضي،
حلمًا ورديًا يراودني،
وعهدًا يقتسمني...
وظلًا أستفيئه.
* * *
هل تدري، إن المثول بين يديك،
طاعة لقلبي، وأنت لا تدري؟
* * *
يعاتبني المداد؛
كيف لا أكتبك وأنت شريعة سننتها بيديّ؟
وأنا أدري، أنك تحفظني حكايةً تبحر،
في مرافئ النسيان.
وأنت ترسو في الجوانح...
وأنت تدري،
أنك حكايتي، كيفما اتّسعتْ وصغرت،
في رحلة ختمت نهايتها على قلبي.
* * *
وبها أتناسى ارتشافي، لسقم البعاد،
كي لا أُسجل من بقايا ثمودٍ وعاد.
فاطمة الفلاحي – فرنسا
يا صاحبة القصيدة الرقيقة الشاعرة فاطمة الفلاحي
قصيدتك تنبض بصدى الحبّ الموعود والافتتان المحبوس:
ثمة تداخل فنيّ بين الجسد واللغة
بين العهد والنبض
يجعل من الكلام جسراً يربط بين ليلةٍ داخليةٍ طويلةٍ وابتسامةٍ واهيةٍ من الفجر. الصور التي اختَرْتِها
— «حبل الوريد»، «بزوغك في ليلي»، «حلمًا ورديًا»، «ظلًا أستفيئه» —
تقرأ العشق من زاوية وجودية لا من زاوية غرامٍ سطحيّ
العاشق هنا لا يطالب بوجود
بل يختبئ ويتبرع بذاته كقِربان حقيقي.
الإيقاع الداخلي للقصيدة رشيق
تتناوب جُمَل قصيرة تواشج أطوالاً تفصيلية فتخلق ارتعاشاً عاطفياً يسبق المعنى أحياناً ويؤخِّره أحياناً أخرى ليدفع القارئ إلى استدعاء ما بين السطور. ثنائياتك (عهد/مواثيق، قلب/يدٍ، نسيان/رسوّ)
تمنح النص توازناً درامياً وتؤسس لتوترٍ جميلٍ لا ينفلت.
أعجبني التوهج الاعترافي في السؤال المتكرر «هل تدري؟»
— يفتح مساحة مخاطبة حميمة وتكاد أن تكون محاكمة للذاكرة. أما الخاتمة فذات فعاليةٍ عالية:
مسكٌ ينأى بالشاعر عن الشحنات الانتقامية فيختار النسيان كطقسٍ تطهيريّ.
اقتراح بسيط عن اذنك:
قد تزدين النصّ عمقاً لو أضفتِ لمسة حسّية فعلية (رائحة، ملمس) تمنح التجربة بعداً حسّياً يكمل الانفعال الوجداني.
لكنّ في حضوره الحالي
تظلُّ القصيدة نصّاً مؤثّراً يحمل توقيعاً شخصياً صافياً وألماً جميلًا لا يُنكر.
تحياتي واحترامي🌸🌺
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟