قراءة أدبية في قصائد النانو للأديبة فاطمة الفلاحي .. بقلم الدكتور أيمن دراوشة

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 20:11
المحور: الادب والفن
    

1.
ليل متأخر / متخم بالعربات الساهرة.

2.
زحام شديد / كان منظرًا لإخفاقة قديمة.

3.
رسالة عن أنطونين أرتو / غرابة مفاجئة ثم انتحار.

4.
طاولة عتيقة / شهقة مني وزفرة منه.

5.
ضحكات خبيئة / قيعان الذاكرة.

6.
المرآة لا تشبهنا / إلا في سديم التيه.

7.
مكالمة صوتية / تشقق الحنايا.

8.
مساء رطب / وندى أعمى.

9.
أمنيات قديمة / تراقب مشاغبات الأفق.

10.
حتى الضجيج / يمتلك الصمت.


فاطمة الفلاحي.

مجموعة "قصائد النانو" لفاطمة الفلاحي تقدم تجربة شعرية فريدة، تعتمد على شكل قصيدة مختصر للغاية، حيث كل قصيدة لا تتجاوز السطرين. هذا الأسلوب يخلق شعورًا بالتركيز الشديد، فكل كلمة محسوبة بعناية، وكل فكرة تحمل عمقًا كبيرًا رغم قصرها. الفلاحي هنا لا تصرح مباشرة بما تريد قوله، بل تترك مساحة للإيحاء والتأمل، مما يجعل النصوص تبدو غامضة أحيانًا لكنها محفزة للتفكير.
من أجمل ما يميز هذه المجموعة هو قدرة الشاعرة على استخدام الصور الشعرية بشكل مبتكر وغير تقليدي. مثلاً، عندما تقول: "حتى الضجيج / يمتلك الصمت"، تفتح أمامنا أبوابًا لفهم التناقضات التي نعيشها، وتدفعنا للتوقف والتفكير في الأشياء من منظور جديد. كذلك في قولها: "ضحكات خبيئة / قيعان الذاكرة"، تستحضر صورة عميقة تربط بين الضحك والذاكرة بطريقة غير مألوفة، كأن الضحكات مخفية في أعماق النفس.
الأمر المثير في هذه القصائد هو أنها لا تعطي كل المعاني جاهزة، بل تترك للقارئ الحرية في تفسيرها وتأويلها، وهذا يجعل تجربة القراءة شخصية ومختلفة من شخص لآخر. النصوص هنا بمثابة ومضات قصيرة تلمس جوانب مختلفة من المشاعر والأفكار، وتدعونا للتوقف والتأمل فيما وراء الكلمات.

#نانو_عراقي
#فاطمة_الفلاحي

#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل