أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - العفن والعنف المقدس














المزيد.....

العفن والعنف المقدس


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 8508 - 2025 / 10 / 27 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في روضة مالك بن نبي..

قبل البدء نطرح السؤال التالي: لماذا سمّى مالك بن نبي مذكراته بالعفن و لم يعطها اسما آخر؟ هل يعود ذلك إلى حالة التعفن التي عاشها المجتمع الإسلامي في العالم الإسلامي كله؟ أم هي وصفٌ لحالة مجتمع العالم الثالث و بخاصة الجزائر و ما يعانيه من التخلف و الانحدار و الانهيار في النظم التربوية، الأخلاقية و السياسية و حتى الدينية لأنها بلغت مرحلة "التعفن" ، بعيدا عن الجانب العلمي ( و ما تقوم به الفطريات متعددة الخلايا)، فالتعفن من العفن و هو يشكل خطرا على الصحة النفسية و العقلية للإنسان، خاصة في عالمنا الرقمي، عالم نستهلك فيه كل الأفكار دون أن نعرف مصدرها و ماذا يراد بها ، الحديث إذن عن العفن الفكري و ماهي الأضرار التي تعود على الإنسان و محيطه ، ففيما يتعلق بالأفكار، فالعفن الفكري يرادُ به غياب المقدس، و غياب المقدس له تأثيرات سلبية ، إذ يسبب صراعا مدمرا، صراع الإنسان مع نفسه، و مع الأخر، و قد يؤدي به إلى الإجرام، ( القتل) أي العنف عندما تنغلق كل أبواب الحوار و سبل الوصول إلى التفاهم، خاصة إن تعلق الأمر بالدين .

و العفن هو وصفٌ للفساد والانهيار الأخلاقي في المؤسسات السياسية ( الأحزاب) والاجتماعية، و الدينية ، هو وصف للقابلية للاستعمار، و هي واحدة من الظواهر التي تتسبب في شقاء الإنسان و تهدد أمنه و استقراره، و تجعله يعيش حياة العبودية ، حينها يصعب عليه تنظيم أفراده، ويصعب عليه كذلك تشكيل حاضنة فكرية للبناء و التقدم، إن السلطة كآلية لتنظيم المجتمع كما يقول ميشال فوكو بحاجة إلى السلم و الاستقرار و بناء علاقات إنسانية بين الأفراد و من ثمّ تحرير المجتمع من قيود التخلف و الجهل و التبعية، فإن مارست السلطة الضغوطات على الأفراد وأظهرت بطشها تجاههم من أجل فرض عليهم الطاعة و الانصياع لأوامرها ، و إن كانت هناك قابلية للاستسلام، فنحن إذن إزاء الحديث عن مجتمع العفن، مجتمع تطغى عليه السلبية و يرضى بالانهزامية، لقد عبّر الشعب الجزائري عن رفضه لكل هذه السياسات العفنة، البداية كانت بمواجهته الاستعمار الفرنسي، ثم مواجهته السلطة بعد الاستقلال ، بدءًا من الربيع الأمازيغي 1980 ، إلى أحداث أكتوبر 1988 ثم العشرية السوداء التي يمكن وصفها بمرحلة "العفن" في أعلى مستوياته، حين جَمَّدَ الخطاب الديني العقل و التقى السلاح مع السلاح ، انفجر البركان، و كسّرت المعارضة الصّمت و خرجت إلى الشوارع باسم "الجهاد"، فقدت السلطة كل وسائل التحكم.

هي عشرية سوداء حملت كل ألوان العفن و الركود الأخلاقي، اتخذت المعارضة من الجهاد شعلة مقدسة ، و قالت إنه العنف المقدس، نقوده لنحصل على الشهادة، هي الحرب الأهلية التي عاشها الجزائريون، و قد فسرها البعض بأن المجتمع الجزائري بعيد عن مجتمع الرفاهية و الوفرة لذلك انتفض و كثرت فيه نزعات العنف و وصلت به الأمور إلى حالة العفن، و هذه نظرية مغلوط فيها أو أن طارحوها أرادوا أن يغلطوا الرأي العام ، فما حدث في الجزائر عنف سياسي تطور حتى تعفن ، لأن مجتمعات الرفاهية و الوفرة كما نراه في الدول الأوروبية كفرنسا مثلا كانت و لا تزال تحمل نزعة العنف تجاه الشعوب ، ليس لأنها بحاجة إلى الرفاهية و الوفرة عن طريق الاستيلاء على ثوراتها النفطية فحسب ، بل لتغريبها و طمس هويتها و محاربة عقيدتها، كذلك هي الحرب على الإسلام التي تقوم بها الأنظمة الغربية و اللوبي الصهيوني ، و نسيت أن النزعة السلمية pacifism للعيش المشترك ضرورية، دون اللجوء إلى القمع و التجويع و التقتيل.

و العيش المشترك لا يعني أن يتخلى شعب أو يتنازل عن دينه و أرضه و ثقافته و هويته، إن ما يحدث في غزة مثلا هي حرب دينية تريد إسرائيل و مَن وراءَها إلغاء فلسطين من خريطة العالم لتحقيق حلم العودة و جعل القدس عاصمة لها، و إن كانت هذه الحرب هي حرب بين دولة و دولة مزعومة اسمها إسرائيل، فمن المفارقات أن يقوم العنف بين أفراد داخل دولة واحدة، مثلما حدث في الجزائر، فالدافع لم يكن اقتصاديا كما زعم البعض، كما لم يكن عقائدي من أجل بناء الدولة الإسلامية، كما توهمه البعض، ففي مخيل كل طرف أن ما يقوم به هو عنف "مقدس" ، إن انتشار الفساد الفكري و السياسي في البلاد العربية لا يعبر عن التخلف أو الدفاع عن المقدسات، و إنما كان صراع على السلطة و الحكم، و كان الصراع سببا في تعفن الوضع، و هذا هو العفن الذي أراد مالك بن نبي أن يوصله إلى القارئ العربي.



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معمر القذافي أراد من مشروعه الصحراوي الكبير تأسيس دولة الأزو ...
- الفيسبوك أصبح البديل الإعلامي في الجزائر
- صيّودة.. الجزائر الدولة الوحيدة التي تمنح السكن الاجتماعي مج ...
- سكن لكل شاب بلغ سنّ 18 سنة.. هو مطلب الشباب اليوم في الجزائر
- حديث الرّوح للرّوح ..
- هكذا أجهض ملتقى -القدس- الدولي في الجزائر وفي آخر لحظة
- خطاب وزير الفلاحة الجزائري أمام الفلاحين و الفاعلين الاقتصاد ...
- عاصمة النوميديين بحاجة إلى نهضة سياحية
- النقد السلبي قَهْرٌ و القهر يؤدي إلى انهيار الحضارات
- حقوقيون: الصراع في فلسطين هو توصيف لصراع الحدود
- رفع تحفظات عن أحداث الشمال القسنطيني ( الجزائر ) في ندوة تار ...
- باحث في التاريخ يرفع التحفظات عن أحداث الشمال القسنطيني في ا ...
- هكذا ردّ الدكتور امبارك خالفة على معارضيه
- رسالة إلى أبناء المجاهدين في الجزائر
- الكرسي العلمي مالك بن نبي للدراسات الحضارية
- مع الكاتب و المحلل السياسي الجزائري عبد اللطيف سيفاوي
- 40 مليار سنتيم الميزانية الإضافية لعاصمة الشرق الجزائري
- حسين مشومة شهيد الحوار الوطني في عيون رفقائه و تلامذته
- الخطاب الديني.. كيف نُسَوِّقُهُ للأخر؟
- مقترح تطبيق -الدفع المسبق- لفاتورة الكهرباء لحماية حقوق المس ...


المزيد.....




- -جئتُ لأُفضفض لكم-.. أب من غزة لا يزال يبحث عن جثث عائلته بع ...
- ما الذي يكشفه حجم رقبتك عن صحتك؟
- ساحل العاج: فوز الرئيس الحسن وتارا بالانتخايات الرئاسية للمر ...
- إعادة انتخاب الحسن واتارا رئيسا لساحل العاج وفق نتائج أولية ...
- الولايات المتحدة: تأجيل أكثر من 1400 رحلة جوية وسط استمرار إ ...
- مشاهد وصور بالأقمار الصناعة توثق مجازر مروعة بالفاشر
- مصرع 4 مهاجرين غرقا قرب السواحل اليونانية
- صحف عالمية: سلاح حماس والقوة الدولية أكبر تحديات وقف الحرب ب ...
- شجار طلاب مدارس في العراق يتحول إلى حرب شوارع والمنصات تضج
- مئات الشكاوى بلا تحقيق.. مؤشرات تواطؤ الشرطة الإسرائيلية مع ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - العفن والعنف المقدس