فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 00:16
المحور:
الادب والفن
رحمُ الضوء
في صمتٍ يشبهُ البدءَ، تهيّأت الكلماتُ لتصيرَ ضوءًا. الذرّاتُ تتذكّرُ صلاتَها في نَفَسِ الخلقِ الأوّل، والضوءُ يتطهّرُ بندى الغياب. الجبالُ خاشعةٌ لشعاعٍ لا يُرى، والمطرُ يكتبُ الرحمةَ على أوراقِ الشجر. الأفقُ يتنفّسُ أجراسًا من لطفٍ خفيّ، والفصولُ نائمةٌ في العروق. تستيقظُ فتُزهرُ الدنيا من نَفَسٍ واحد. كلُّ ما يزهرُ حلمٌ قديم، وكلُّ ما يذبلُ طريقٌ إلى الصفاء. المحبّةُ تسري في الترابِ كنسيمٍ يعرفُ أصله، والنورُ يتدرّبُ على التوازنِ في ظلّه. الفجرُ يتوضّأُ بالدمع، والصخرُ يحتضنُ نجمتَه النائمة. الصمتُ صلاةٌ من هواءٍ يتشكّلُ معنى، والكونُ ينصتُ لسكونِه. الزمنُ يخلعُ ساعاته، والأبديةُ تتنفّسُ أنفاسًا من إشراقٍ خفيّ. الفناءُ قبلةُ الخلود، والغيابُ وجهُ الوجود. نَفَسٌ واحدٌ يتجلّى في كلّ شكلٍ حيّ. إشراقةُ الخفاء، رحمُ الضوءِ الأوّل، سلامُ الكائناتِ كلّها. من يقرؤه يصيرُ ضوءًا في النشيد، ومن يلمسُ هذا النشيدَ يوقظُ في نفسهِ ضوءَ الوجود.
ديترويت
24 اكتوبر 2025
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟