فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 19:06
المحور:
الادب والفن
لم يكن لقاؤهما صدفة، ولا خضوعًا لقانون فيزيائي، بل خيانة مدهشة للمنطق، كتبتها الرغبة حين ضاقت بالانتظار. الشمس لم تكن تسير، بل تتموّج على جلد الضوء، كأنها تبحث عن صدر لم تقبّله النار من قبل. والجليد لم يكن نائمًا، كان يتظاهر بالثبات ليُخفي رجفة بدأت في عمقه حين سمع خطواتها. قالت له، وصوتها لا يُسمع بل يُشعر: “أنا لا أذيبك، أنا فقط أفتحك لتلامس ما لم تلمسه فيك.” وقال لها، وعيناه تتشقّقان مثل مرآتين قديمتين: “أنا لا أخافك، أنا فقط أطيل لحظة انصهاري لأراكِ أكثر.” اقتربت، ولم تحترق. وانفتح، ولم يذُب. بل حدث ما لم تفسّره العلوم، تبادل جوهري بين اللذعة واللمعة، فأصبح هو وهجها الداخلي، وصارت هي صمته الأبيض. ذابت الفيزياء في شهقة، وكل كتب القوانين أغلقت صفحاتها، وكل العيون أطفأت نفسها خشية أن تصاب بالغيرة من هذا الحريق الجميل. ما تبقّى من تلك الحكاية ليس جملاً، ولا عبراً، بل قطرة دافئة تنزلق ببطء فوق خد الزمن، تقول لمن يراها: “نحن لم نُخلق لنلتقي، لكننا التقينا، فاختلّ الكون وتنهّد.”
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟