أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لماذا القطار الجوي الأمريكي إلى «إسرائيل»؟














المزيد.....

لماذا القطار الجوي الأمريكي إلى «إسرائيل»؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم: راسم عبيدات
يبدو القطار الجوي من القادة الأمريكيين إلى دولة الاحتلال شبيهاً بالقطار الجوي الذي شاهدناه في اليوم الثاني لمعركة السابع من أكتوبر/2023، حيث توافد قادة أمريكيون – سياسيون وعسكريون وأمنيون – إلى دولة الاحتلال، وشارك رئيسهم السابق جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن في اجتماعات «مجلس الحرب» الذي جرى تشكيله آنذاك، وأُعلن عن تولّي أمريكا مقود قيادة الحرب العسكرية والأمنية على قطاع غزة، وإقامة جسر جوي وبحري متواصلين إلى «إسرائيل»، التي بدت على حافة الانهيار، ولولا هذا الجسر الجوي والبحري، وباعتراف قادة «إسرائيل» أنفسهم، لكانت «إسرائيل» قد انهارت خلال ثلاثة أيام، حيث لأول مرة في تاريخ وجودها تواجه مثل هذا التهديد الوجودي.
ما يجري اليوم شبيه بما جرى في اليوم الثاني لمعركة السابع من أكتوبر/2023، فعلى ضوء الفشل العسكري «الإسرائيلي» في القضاء على المقاومة الفلسطينية، وتحقيق أهداف الحرب بحدودها الدنيا – استعادة الأسرى دون مفاوضات مع المقاومة – وعدم القدرة على تدمير القدرات العسكرية والتسليحية للمقاومة وأنفاقها، وهو مطلب يتقدم على مطلب نزع سلاح المقاومة، ويحتل أولوية في المطالب الأمريكية والإسرائيلية، وكذلك الفشل في تحقيق أهداف الحد الأقصى للاحتلال والحكم العسكري وإعادة الاستيطان والتهجير بواسطة التدمير، كان لا بُدّ من الذهاب إلى هدف جديد، الغرض منه الإخلال بالتوازن الديمغرافي في فلسطين التاريخية لصالح المستوطنين.
فـ «إسرائيل» أيضاً هنا تواجه أزمة وجودية وبمثابة كابوس كبير لها، وهي الهجرة العكسية من «إسرائيل» إلى خارجها، فحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن 25٪ من الإسرائيليين أبدوا استعدادهم للهجرة من «إسرائيل»، و6٪ غادروا بالفعل، ناهيك عن وجود نحو 2 مليون إسرائيلي يحملون الجنسية المزدوجة، منهم 400 ألف لا يردّون العودة.
اليوم، بعد الفشل العسكري «الإسرائيلي» في تحقيق أهداف الحرب الدنيا والقصوى، بات المطلوب محاصرة المقاومة سياسياً، كي يتمكنوا من تحقيق أهداف الحرب، وخاصّة ما يتعلق بهدف الانتداب الدولي «مجلس السلام العالمي». ولذا فإن هذا القطار الجوي من القادة الأمريكيين، الذين وصلوا ويصلون تباعاً إلى «إسرائيل»، يأتي في هذا السياق: من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، وتولي الإدارة الأمريكية لقيادة هذا المشروع السياسي من الألف إلى الياء، ما يتعلق بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات والمعدات الثقيلة، وفتح المعابر، وإعادة الإعمار، واليوم التالي للقطاع، وتشكيل القوة، وإزالة الاعتراضات من قبل نتنياهو على المشاركة المصرية والقطرية والتركية في تلك القوة الدولية المنوي تشكيلها، مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية «الإسرائيلية». ولذلك كان موقف نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فاينس في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في تل أبيب واضحاً بأنه: «أي خرق لهذا الاتفاق، بحادثة هنا أو هناك، لا يعني بأن الاتفاق قد سقط» — فالهدف المطلوب تحقيقه كبير جداً، ويتجاوز قطاع غزة إلى المنطقة والإقليم.
وقبل التفصيل في جوهر المخطط والمشروع الجديد، رأينا كيف شارك ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، وصهره جاريد كوشنر، في اجتماع المجلس السياسي والأمني المصغّر («الكابينت») لتمرير خطة ترامب، واستعان نتنياهو ببني غانتس من المعارضة لتمريرها، في ظل رفض إيتامار بن غفير ويائير لابيد (أو ساموتريتش) لهذه الخطة، ما لم تتضمن نزع سلاح حماس.
وعلينا أن ندرك بأن تهديدات ترامب لحماس، والقول بأنها إذا خرقت الاتفاق فهناك حلفاء جاهزون للتدخل السريع والقضاء عليها بكل قوة ووحشية، تجعلنا متيقنين، رغم عدم المفاجأة، من مواقف وتصريحات هذا المخبول. فهذه الوقاحة والتماثل مع الموقف «الإسرائيلي»، عبر النّبرة العالية التي استخدمها في الحديث الموجه إلى قيادة حركة حماس، بمثابة غطاء ناري لمعركة تدور في مكان آخر، ونوع من الإرضاءِ لرئيس حكومة الاحتلال بنتنياهو، لقاء مطالبته بالتراجع عن تحفظاته على مشاركة مصر وتركيا وقطر في تشكيل القوة الدولية المطلوب أن تنتشر في غزة. بعدما كشفت زيارة نائب الرئيس الأميركي بوجود المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر، أن مهمة الوفد الأميركي المعزّز هي مكاشفة نتنياهو بأن عجزه عن إنهاء المقاومة عسكرياً يفرض عليه القبول بحصارها سياسياً، والسعي لإضعافها، وإن أمكن نزع سلاحها، وأن التحفظات التي يضعها على المشاركة التركية والمصرية والقطرية تطيل أمد سيطرة حماس واستعادة حضورها وبناء قوتها، وأن عليه تسهيل البدء بالمرحلة الثانية من خطة ترامب، بما فيها فتح المعابر وإدخال المساعدات والآليات الثقيلة، وتشكيل القوة الضامنة ومشاركة من تطمئن لهم حركة حماس ويستطيعون التحدث معها، تمهيداً لنشر شرطة فلسطينية تحت إشراف مصر، وتسليم حكومة من فلسطينيين تحت رعاية مصرية شؤون الحياة والخدمات والإدارة في غزة، لفتح الطريق للحديث السياسي عن مستقبل المنطقة ومعادلات التطبيع مقابل مسار سياسي تفاوضي مع السلطة الفلسطينية.
اللقاء الذي جمع نتنياهو برئيس المخابرات المصرية كان أحد نجاحات مهمة الوفد الأميركي، لكنه يبدو نجاحاً نسبياً حتى ليل أمس، حيث إن استعداد نتنياهو للتعاون لا يعني قبول انتشار قوات مصرية — يعترض نتنياهو على انتشارها في سيناء ويصعُب أن يقبل انتشارها في غزة — ومثلها القوات التركية التي لا يقبل بوجودها في سورية، فكيف يقبل بها في غزة؟ ومثلها قطر التي يعتبرها قوة دعم وإسناد لحركة حماس، ويتّهم أي قوات قطرية بحمل معدات وأموال لحماس.
فلسطين – القدس المحتلة
22/10/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهمة الراهنة: إسقاط مجلس الوصاية «السلام العالمي»
- لماذا جرى استبعاد القادة من صفقة التبادل؟
- غزة للنموذج اللبناني
- أسطول الحرية... الجبهةُ الثامنة
- قرارات عزل وضم قرى شمال غرب القدس: مقدمة لقرارات أوسع
- البوابات الألكترونية اهاف مباشرة وأخرى استراتيجية
- هل ينتقل العرب والإيرانيون من الإشتباك إلى التشبيك؟
- البلاد العربية والإسلامية على مفترق طرق،بعد كسر نتنياهو الجر ...
- -اسرائيل- صعود الى ذروة القوة،أم صعود نحو الهاوية ..؟؟
- مصر وجيشها في قلب الاستهداف -الإسرائيلي–الأمريكي-
- -عصا موسى- في مواجهة -عربات جدعون𔇘-
- الحرب على لبنان باتت قريبة
- المشاريع والمخططات إقليمية وأكبر من معركة غزة
- حل الدولتين أُسقط بالضربة القاضية
- المنطقة والإقليم أمام مخاطر مصيرية ومفصلية
- هي حرب حسم الساحات في المنطقة والإقليم
- الأقصى وذكرى خراب الهيكل
- قرار الكنيست الرمزي تمهيد قانوني وسياسي لإعلان الضم الفعلي
- هم لن ينتصروا لا لديانتهم ولا قوميتهم ولا إنسانيتهم
- أحداث السويداء-بروفات- لتكريس تقسيم سوريا


المزيد.....




- -نكيد العوازل-.. محمد عبده وهاني فرحات يتبادلان قبلة على الي ...
- كيم كارداشيان وكريس جينر بفساتين -قديمة- على السجادة الحمراء ...
- بعد سجن ساركوزي، من أبرز الرؤساء والقادة الذين لاقوا مصيراً ...
- محكمة العدل الدولية تصدر حكمها بشأن التزامات إسرائيل تجاه وص ...
- ما هو الجسم الغامض الذي اخترق زجاج قمرة قيادة طائرة بوينغ ال ...
- لوتان: تحت حكم ترامب.. 5 من أركان أميركا تترنح
- -توقيت حساس-.. لماذا يثير مشروع قانون ضم الضفة خشية نتنياهو؟ ...
- إسرائيل تواصل حربها على الصحفيين.. شهداء ومصابون ومعتقلون بغ ...
- أمير قطر يجري مباحثات مع الرئيس التركي في الدوحة
- الأمن السوري يحاصر مجموعة مسلحة في مخيم بريف إدلب


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لماذا القطار الجوي الأمريكي إلى «إسرائيل»؟