أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لماذا جرى استبعاد القادة من صفقة التبادل؟















المزيد.....

لماذا جرى استبعاد القادة من صفقة التبادل؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحليل / راسم عبيدات

القادة السياسيون والعسكريون الكبار، من أمثال الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، وقادة القسام عبد الله البرغوثي، حسن سلامة، إبراهيم حامد، عباس السيد، وغيرهم من القادة — مع أن هذا لا يُقلل من أهمية ووزن ودور أيّ أسير — كل الدلائل تشير إلى أنهم لن يكونوا من ضمن صفقة التبادل الحالية، التي يُرجّح تنفيذها يوم غد الاثنين.

يبدو أنّ عملية الاستبعاد لهؤلاء القادة، رغم قناعتي بأن الوفد المفاوض الفلسطيني بذل جهودًا كبيرة من أجل إطلاق سراحهم، لم تكن نابعة فقط من اعتراض جهاز «الشاباك الإسرائيلي» على إطلاق سراحهم، بل إن المستوى السياسي في حكومة الاحتلال رفض ذلك أيضًا، كي لا يظهر أن حماس والمقاومة قد حققا نصرًا في هذا الجانب؛ ولأن إطلاق سراحهم من شأنه أن يعزّز محور المقاومة في الساحة الفلسطينية والعربية، ويُخلط الأوراق، ويشكّل اعتراضًا جادًا على المشاريع والمخططات التي تُطبَخ حيال القضية الفلسطينية والمنطقة والإقليم.

من المرجّح أن تتسارع خطوات ما يُعرف بـ «السلام الإبراهيمي» في المنطقة، ولعل طبيعة الوفود التي ستشارك في قمة شرم الشيخ غدًا — التي ستقودها مصر وأمريكا بمشاركة ثلاثين زعيمًا من دول عربية وإسلامية وعالمية — تدل على أن دائرة التطبيع وما يُعرف بالسلام الإبراهيمي ستمتد إلى دول عربية وإسلامية، وربما تكون باكستان وإندونيسيا والسعودية في مقدّمة هذه الدول.

كما أن هؤلاء القادة يحظون بشعبية وجماهيرية وحضور ليس فقط في تنظيماتهم، بل على صعيد الشعب الفلسطيني؛ ولهم امتدادات عربية وإسلامية وحتى دولية. وهم يشكّلون روافع للنضال الوطني الفلسطيني، ولديهم القدرة على توحيد الساحة والموقف الفلسطيني، وهو ما لا تريده «إسرائيل» ولا أمريكا، ولا العديد من الدول العربية التي تحرص على أن يبقى دورها وحضورها في الساحة الفلسطينية، والتي توظف هذا الدور لخدمة أهدافها ومصالحها. ومن هنا، فإن خيار هؤلاء القادة يتعارض مع الخطّ الرسمي للنظام العربي والإسلامي.

ولعلّ ما كشفته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، وفق مصادرها الخاصة، بعد حصولها على وثائق سرّية من القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم)، من أن ستّ دول عربية كانت منخرطة في نظام أمني إقليمي وقدّمت مساعدات أمنية واستخبارية ولوجستية لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، رغم كل الضجيج الإعلامي الذي صدر عن مؤسساتها وقياداتها الرسمية بأنها تقف ضد هذا «التغوّل» و«التوحش» الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

هنالك أسئلة مستحقة يطرحها الشارع الفلسطيني وأهالي هؤلاء الأسرى، وغيرهم من الأسرى المؤبدين: لماذا لم تشمل الصفقة أبناءهم الأسرى؟ وهل جرى التضحية بهم؟ رغم أن الصفقة لم تعتمد المعيار الحزبي والتنظّمي، بل اعتمدت على الأقدمية في السجن ومدة الحكم.

الاحتلال وأجهزته الأمنية وحكومته، كالعادة في التلاعب وبث الفتن والسموم، اعتمد سياسة المراوغة والتسويف، والتلاعب بالأسماء، وبث معلومات مثيرة للفتنة، حول استبدال أسماء أسرى بآخرين، ليُفسَح المجال أمام وسائل إعلام الفتنة والمأجورين والمرتزقة من صحفيين وإعلاميين وكتاب ومحلّلين، ليمارسوا دورهم في التحريض والتشكيك.

من وجهة نظري، الوفد الفلسطيني المفاوض والفريق الذي قاد عملية التفاوض، لم يعش فقط تحت ظروف ضاغطة، بل كان يدرك أن هناك قضايا كبرى ومشاريع ومخططات تنتظر التفجير من قِبل المقاومة للصفقة؛ خاصة أن حرب الإبادة والتهجير كانت واحدة من أهم أهداف نتنياهو وحكومته وشريكه ترامب. والمواقف العربية والإسلامية الرسمية لا يُبنى عليها، فهي في أحسن الأحوال تتحرك على الحياد السلبي، أقلّ من «صليب أحمر». لذا، ربما فضل الفريق المفاوض وقف مخططات الطرد والتهجير على أولوية إطلاق العديد من القادة السياسيين والعسكريين للمقاومة، رغم أنهم كانوا يدركون أن ذلك قد يضعف الصفقة. فهؤلاء القادة يرمزون لتحرّر جانبي رمزي ومعنوي ونفسي عند الشعب الفلسطيني، إلى جانب الحضور الشعبي والجماهيري والحزبي والسياسي، لكن الظروف المحيطة بهذه الصفقة — والتي تُقال عنها إنها أسوأ مقارنة بالصفقات السابقة — والإكراهات المحيطة بقبولها والموافقة عليها تجعل رفضها من حيث المكاسب والخسائر قد يسبّب تداعيات أسوأ على الشعب الفلسطيني، حيث الأولوية هي لوقف سيل الدم الفلسطيني وإفشال مخططات الطرد والتهجير.

الآن، في ظل توقف سيل الدم مؤقتًا، ومع أن ما هو آتٍ أخطر وأشرس، فإن العدو لن يسلّم بحقوق شعبنا، وسيسعى بكل قوّته إلى تخريب الاتفاق، وسيعمد مع الأمريكي شريكه إلى اختلاق الحجج والذرائع للتهرّب من تنفيذ استحقاقاته والتزاماته.

نعم، قادة الحركة الأسيرة هم طليعة النضال الوطني الفلسطيني، ونيل حريتهم واجب على القوى الفلسطينية، لكن علينا أن لا نكون متطيرين، وألا نستمر في جلد الذات. الضمانات لهذا الاتفاق وحرية الأسرى ليست مكفولة، وقد رأينا بأعيننا ما جرى بحقّ الأسرى المحرَّرين في صفقة «شاليط – الوفاء للأحرار»، حين أعادت إسرائيل اعتقال أكثر من 50 منهم عام 2014، وفي صفقات التبادل التي جرت بعد معركة السابع من أكتوبر جرى تحرير القسم الأكبر منهم، لكن بشرط إبعادهم عن الوطن، وفرض بعضهم على الخروج.

لذلك، في هذه المرحلة التي تمرّ بها قضيتنا أدقّ وأخطر مراحلها، وفي الوقت الذي بات فيه في دائرة الاهتمام العالمي، حين دخلت إلى كل بيت في العالم، ورأينا حجم التضامن مع شعبنا في الساحات والميادين الأوروبية، وما شكّل هذا من ضغط كبير على دول كانت حليفة استراتيجية لإسرائيل — كيف اضطُر هذا الضغط إلى الاعتراف بدولة فلسطين، تجنبًا لضغوط أكبر، بفرض الحصار والمقاطعة على إسرائيل — وترمب، بعد عامين من الحرب المتواصلة، قال لشرير نتنياهو: «إسرائيل لا تستطيع محاربة العالم أجمع، ولولا أمريكا لما بقيت إسرائيل موجودة».

علينا أن نزيح خلافاتنا جانبًا، وأن نغادر خانة التحريض والتحريض المضاد، وأن ننهي انقساماتنا، وأن نخوض المعركة الآن في ميدان وساحات الوعي، وعلى كل الصعد؛ فهي أولوية وتتقدّم على أشكال النضال الأخرى.

فلسطين — القدس المحتلة
12 / 10 / 2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة للنموذج اللبناني
- أسطول الحرية... الجبهةُ الثامنة
- قرارات عزل وضم قرى شمال غرب القدس: مقدمة لقرارات أوسع
- البوابات الألكترونية اهاف مباشرة وأخرى استراتيجية
- هل ينتقل العرب والإيرانيون من الإشتباك إلى التشبيك؟
- البلاد العربية والإسلامية على مفترق طرق،بعد كسر نتنياهو الجر ...
- -اسرائيل- صعود الى ذروة القوة،أم صعود نحو الهاوية ..؟؟
- مصر وجيشها في قلب الاستهداف -الإسرائيلي–الأمريكي-
- -عصا موسى- في مواجهة -عربات جدعون𔇘-
- الحرب على لبنان باتت قريبة
- المشاريع والمخططات إقليمية وأكبر من معركة غزة
- حل الدولتين أُسقط بالضربة القاضية
- المنطقة والإقليم أمام مخاطر مصيرية ومفصلية
- هي حرب حسم الساحات في المنطقة والإقليم
- الأقصى وذكرى خراب الهيكل
- قرار الكنيست الرمزي تمهيد قانوني وسياسي لإعلان الضم الفعلي
- هم لن ينتصروا لا لديانتهم ولا قوميتهم ولا إنسانيتهم
- أحداث السويداء-بروفات- لتكريس تقسيم سوريا
- المنطقة تحت مخاطر التقسيم مجدداً
- مخاطر الإنفجار تتعاظم في كامل المنطقة والإقليم


المزيد.....




- مصادر: أجزاء من غزة ستصبح -مناطق مغلقة- وهذا السبب
- -ليس ضعفا-.. السيسي يثير تفاعلا وتحليلات لمعنى تصريحه عن سد ...
- تعقّيب مصري رسمي على وفاة دبلوماسيين قطريين بحادث شرم الشيخ ...
- رغم توقّف الغارات على غزة.. مظاهرات في عواصم أوروبا تدعو لمح ...
- خبراء: منصات محادثة الذكاء الاصطناعي قد تزيد الأمراض العقلية ...
- أفغانستان تعلن مقتل 58 جنديا باكستانيا في مواجهات حدودية وإس ...
- صحفي فلسطيني يكشف معاناة الأصوات الفلسطينية بفرنسا بعد 7 أكت ...
- دراسة: 61% من أنواع الطيور في العالم تتراجع أعدادها
- معتقلو -أسطول الصمود- يصلون عمّان
- -كوانتاس- الأسترالية تعلن سرقة بيانات أكثر من 5 ملايين من عم ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لماذا جرى استبعاد القادة من صفقة التبادل؟