أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - غزة للنموذج اللبناني















المزيد.....

غزة للنموذج اللبناني


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 14:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم: راسم عبيدات

رغم الترحاب بالقرار الذي اتخذته حماس والمقاومة بالموافقة على خطة ترامب تحت عنوان "نعم ولكن"، والذي لم يكن، في ظل الحالة العربية البائسة على كل المستويات – الرسمية والحزبية – خطوة رسمية واضحة، وما لحق بمحور المقاومة من جراح عميقة بفقدان الساحة المركزية التي كانت من خلالها تُمدّ المقاومتان اللبنانية والفلسطينية بالسلاح— والمقصود هنا سوريا— بالإضافة إلى الجراح العميقة التي أصابت حزب الله بما عرف بـ ثلاثية "الحزمة القاتلة" وارتقاء أمينيه العامين، السيد نصر الله والشيخ هاشم صفي الدين— مما أدى إلى توقف جبهتي الإسناد اللبنانية والعراقية واقتصار الإسناد على جبهة اليمن، التي ما زالت حاضرة وتضغط على جبهة الاحتلال الداخلية من أجل وقف العدوان وفك الحصار عن قطاع غزة.

أمريكا و"إسرائيل"، طوال عامين كاملين، لم تفلحا في تركيع غزة لا عسكرياً كمقاومة ولا كحاضنة شعبية، رغم كل استخدام للتوحش والتغوّل والتجويع والحصار كسلاح في الحرب، وممارسة سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية. ولذلك كانت تهديدات نتنياهو وترامب بأن لا وقف للقتال في القطاع إلا بنزع سلاح حماس والمقاومة وابعاد قياداتها إلى الخارج، وأن لا يكون لحماس حضور مدني (حكم) ولا عسكري.

لهذا كانت أبواب جهنم مشرعة على أهلنا في القطاع، باستهداف الحاضنة الشعبية لدفعها للخروج على المقاومة. لكن بعدما فشلت كل أساليب الترهيب والترغيب، وعجز نتنياهو عن تحقيق ما يسميه بـ "النصر المطلق" واستعادة أسرى بدون تفاوض، وفي ظل ازدياد عزلة دولة الاحتلال وتصاعد تحولات في الرأي العام العالمي التي باتت تشكل عامل ضغط على حكوماته من أجل قطع علاقتها ب"إسرائيل" وفرض عقوبات عليها، ازدادت الضغوط على الاحتلال. هذه التحولات دفعت العديد من الدول التي تُعد داعمة ل"إسرائيل" أساساً— مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وغيرها من الدول الأوروبية— إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الدورة الثمانين للجمعية العامة، في مسعى لمحاصرة الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في مدنها وعواصمها والتي تدعو لحصار إسرائيل وفرض عقوبات عليها.

في ظل هذا الحصار والعزل الدوليين المتزايدين لدولة الاحتلال، ووسط مخاطر انفجار الأوضاع في الدول العربية، جاءت خطة ترامب التي تعبّر عن جوهر الموقف "الإسرائيلي"، والتي – كما صرح سفير "إسرائيل "السابق لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان – إن من أشرف على صياغتها هو وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.

جوهر هذه الخطة هو إطلاق سراح الأسرى "الإسرائيليين"، ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية، ورفض الربط بين التطبيع العربي وإقامة الدولة الفلسطينية، مع تولي حكومة دولية انتقالية إدارة القطاع تحت ما يسمى بمجلس السلام، ويتصدره المأفون ترامب إلى جانب مجموعة من التجار والمستثمرين، بينهم توني بلير (الذي يوصف بمجرم الحرب لقيادته غزو العراق) ومن قاد ما يُعرف بـ "السلام الإبراهيمي". الهدف من الخطة هو تصفية القضية الفلسطينية نهائيًا، لا إحياء "صفقة القرن" فحسب، بل التعامل مع الفلسطينيين كمجموعات سكانية عالمية، لا كشعب له وطن وأرض وقضية وحقوق. وقد مُنحت حماس 72 ساعة لإطلاق سراح الأسرى، وإلا فستفتح أبواب جهنم على حماس والمقاومة بطرق غير مسبوقة.

طرح هذه الخطة، والموافقة العربية والإسلامية عليها من قبل وفد الدول العربية الثمانية الذي التقى بترامب بناء على طلبه، أتى بعد إجراء تغييرات على نصها لتعبّر فعليًا عن الموقف الإسرائيلي، ودون الرجوع للطرفين العربي والإسلامي. وقد امتلك وزير خارجة باكستان الجرأة ليقول إن النص الذي عرضه عليهم لم يكن نفس النص الذي طرحه ترامب ونتنياهو في المؤتمر الصحفي.

الخطة جاءت كخشبة نجاة لنتنياهو، لكسب الوقت وتحويل الأنظار عما حقق من إنجازات سياسية فلسطينية، ولإلقاء الكرة في ملعب حماس والمقاومة الفلسطينية، وتقليص هامش المناورة أمامها، خاصة بعد الموافقة العربية والإسلامية. وفي هذا الإطار، أُطلق أسطول الصمود العالمي نحو فلسطين، بمشاركة متضامنين من 46 دولة، وبما يزيد عن 45 زورقًا وسفينة، وقرابة 500 ناشط بينهم برلمانيون أوروبيون، وحفيد نيلسون مانديلا، والناشطة السويدية غريتا ثونبرغ وغيرهم، بهدف إعادة إحياء القضية الفلسطينية والحراك الشعبي العالمي، الذي شهد تصاعدًا غير مسبوق، ليس للتضامن مع فلسطين فقط بل أيضاً مع المتضامنين، ممن كان مصيرهم بين الاعتقال والاستشهاد على يد جيش الاحتلال وبحريته.

رد حماس وفصائل المقاومة الإجماعي عبر تبني شعار "نعم، ولكن" عبّر عن حكمة وذكاء ومسؤولية، فليس بالإمكان أبداً أن يُبدعوا أكثر مما قدموا، فهامش المناورة ضيّق، والخذلان العربي والإسلامي كبير، والجبهات الداعمة لم تعد إلا جبهة اليمن العزة والكرامة. ومن هنا جاءت الموافقة على الاستعداد لقبول صفقة التبادل وإطلاق سراح الأسرى الأحياء والأموات، والانخراط في التفاصيل، بشرط أن تكون القضايا المتعلقة بمستقبل القطاع وحقوق الشعب الفلسطيني مرتبطة بموقف وطني جامع، واستنادًا إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة.

نحن ندرك المزاج المتقلّب لترامب، وتبدل مواقفه خلال اليوم الواحد مرات عديدة، وأن همّه الأساس، بالتعاون مع نتنياهو، هو استعادة الأسرى ليُعلن أنه نجح في حل صراع وهمي عمره ثلاثة آلاف سنة، بل ليطالب بجائزة نوبل. للأسف، وبالرغم من الثمن الكبير الذي دفعه شعبنا، أقول إن هذه الحرب الهمجية على شعبنا في القطاع والضفة والقدس والداخل (48) لن تتوقف، لأن المشروع أكبر من غزة ويشمل المنطقة والإقليم، ولأن النموذج القائم في سوريا ولبنان غير مشجّع. الشيطان يكمن في التفاصيل، وقادة دولة الاحتلال وترامب بارعون في المماطلة والتسويف، والقضية المحورية بالنسبة لهما (وهي التي تهم الرأيين العامين الإسرائيلي والأمريكي) هي إطلاق سراح الأسرى؛ بقية القضايا (من قوة دولية وتركيبتها وانتشارها وآلية عملها) ستطول المفاوضات حولها.

ما سنصل إليه قد يكون انسحابًا جزئيًا من القطاع، ووقف إطلاق نار جزئي بوتيرة منخفضة، وتنفيذ عمليات انتقائية ضد مواقع وقادة المقاومة، وسنكون أمام النموذج اللبناني: “معركة بين حربين” — أي أن إسرائيل تستمر في عملياتها دون رد من المقاومة، وستخضّ الربط بين الانسحاب الشامل ونزع سلاح المقاومة، كما نشهد في لبنان حاليًا. وبما يخص الربط بين التطبيع وإقامة الدولة الفلسطينية، فدولة الاحتلال مستعدة للتخلي عن التطبيع مقابل رفض إقامة الدولة الفلسطينية.

القرار بوقف الحرب ورفع الحصار هو قرار جيد وصائب، لكن إنهاء الاحتلال سيطول، كما حصل في لبنان، إلا إذا أصرّت أمريكا و"إسرائيل" على مخططات الطرد والتهجير ضمن خطة أوسع وأشمل تستهدف المنطقة والإقليم. المنطقة والإقليم حُبلى بالتطورات، وربما يكون الهدف من الاتفاق تحييد جبهة القطاع للتفرغ لشن عدوان أشمل وأوسع على اليمن وإيران.

فلسطين = القدس المحتلة
4/10/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطول الحرية... الجبهةُ الثامنة
- قرارات عزل وضم قرى شمال غرب القدس: مقدمة لقرارات أوسع
- البوابات الألكترونية اهاف مباشرة وأخرى استراتيجية
- هل ينتقل العرب والإيرانيون من الإشتباك إلى التشبيك؟
- البلاد العربية والإسلامية على مفترق طرق،بعد كسر نتنياهو الجر ...
- -اسرائيل- صعود الى ذروة القوة،أم صعود نحو الهاوية ..؟؟
- مصر وجيشها في قلب الاستهداف -الإسرائيلي–الأمريكي-
- -عصا موسى- في مواجهة -عربات جدعون𔇘-
- الحرب على لبنان باتت قريبة
- المشاريع والمخططات إقليمية وأكبر من معركة غزة
- حل الدولتين أُسقط بالضربة القاضية
- المنطقة والإقليم أمام مخاطر مصيرية ومفصلية
- هي حرب حسم الساحات في المنطقة والإقليم
- الأقصى وذكرى خراب الهيكل
- قرار الكنيست الرمزي تمهيد قانوني وسياسي لإعلان الضم الفعلي
- هم لن ينتصروا لا لديانتهم ولا قوميتهم ولا إنسانيتهم
- أحداث السويداء-بروفات- لتكريس تقسيم سوريا
- المنطقة تحت مخاطر التقسيم مجدداً
- مخاطر الإنفجار تتعاظم في كامل المنطقة والإقليم
- لم ينفرط عقد حجارة الدومينو،التي تحدث عنها نتنياهو في حروبه


المزيد.....




- رغم أمر ترامب.. الجيش الإسرائيلي: شمال غزة لا يزال -منطقة قت ...
- تحليل: ما وافقت عليه حماس في خطة ترامب وما لم توافق عليه
- استفحال التسرب من المدارس الألمانية : حجم -ملعب كرة قدم-
- إيران وإسرائيل ومؤشرات مواجهة جديدة محتملة
- فصائل المقاومة الفلسطينية تعلن تأييدها لرد حماس على مقترح تر ...
- موقع إسرائيلي: خطة ترامب أطاحت -بقائمة أمنيات- حكومة نتنياهو ...
- أبرز المظاهرات التي دعا إليها -جيل زد- عبر العالم
- حرب النجوم.. من مشروع ضد الاتحاد السوفياتي إلى وكالة للدفاع ...
- مياه تبتلع المنازل.. غرق أراضي -طرح النهر- يثير جدلا في مصر ...
- خطة غزة.. حديث عن مؤتمر للفصائل و-محادثات العريش-


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - غزة للنموذج اللبناني