أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - -عصا موسى- في مواجهة -عربات جدعون𔇘-














المزيد.....

-عصا موسى- في مواجهة -عربات جدعون𔇘-


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"عصا موسى" في مواجهة "عربات جدعون𔇘"
بقلم: راسم عبيدات

بعد أن تفككت "عربات جدعون𔇗" أمام "حجارة داود"، ولم تتمكن من تحقيق أهدافها العسكرية والأمنية في القضاء على المقاومة أو استعادة الأسرى، جاء فشل تلك العملية —حسب التقرير السري الصادر عن الجيش، والذي نشرت أجزاء منه القناة العبرية الثانية عشر— بسبب التركيز على تجنب الخسائر على حساب إنجاز المهمة، إضافة إلى أن الجيش خاض تلك المعركة بروح قتالية منخفضة، مع تهالك معداته العسكرية ونقص في العنصر البشري.

وما ينطبق على "عربات جدعون𔇗" ينطبق على "عربات جدعون𔇘"، التي ستواجه "عصا موسى"، التي وضعها موسى أمام سحرة وكهنة فرعون، إذ سعت بينهم كأنها أفعى فهربوا منها. كذلك هي "عربات جدعون𔇘": بدأ الجيش عمليته في حي الزيتون، وحيّ الزيتون قال كلمته من خلال عمليات نوعية وكمائن، مخلفة قتلى وجرحى من جيش الاحتلال، ناهيك عن تدمير العديد من آلياته ودباباته.

عمليات "عربات جدعون𔇘" تُخاض خلال نقص في العنصر البشري، بسبب تمرد جنود الاحتياط عن الالتحاق بوحداتهم، ورفض اليهود الحريديم التجنيد. العدد الذي كان مقررًا تجنيده لهذه الحرب الإجرامية انخفض من 200 ألف إلى 100 ألف، ثم إلى 60 ألف، ثم إلى 30 ألف؛ والثلاثون ألفًا الباقون التحقوا بالقوات الجوية والبحرية والمراكز الإدارية.

كما قُصّرت مدة الحسم وتحقيق الأهداف، فقلّت من عام ونصف إلى أشهر، ثم إلى عدة أسابيع، بناءً على طلب ترامب، بسبب ما أثارته تلك العملية من خسائر لإسرائيل على الصعيد العالمي، وما تنذر به من انهيار داخلي إسرائيلي.

هذه العملية العسكرية الواسعة تُخاض —أو ستُخاض— بجنود غير مدربين وقوات احتياط غير محترفة، ناهيك عن الاهتلاك وتراجع الروح المعنوية لدى جيش الاحتلال، وقناعتهم بأن هذه الحرب بلا أفق، وأن هدفها فقط خدمة المصالح السياسية والشخصية لنتنياهو وحكومته. لذلك، من المتوقع أن تتفكك "عربات جدعون𔇘" أمام "عصا موسى"، فالأرض تقاتل مع أهلها بروحهم المعنوية العالية، والصمود الأسطوري لأهل غزة.

ولا نغفل أن الثورة العالمية ضد إجرام جيش الاحتلال ومجزرة التجويع والحصار بدأت تدق أبواب المقرات الحكومية للدول الداعمة للاحتلال. يستعد "أسطول الصمود العالمي" المكوّن من مئات السفن والقوارب وأكثر من 5000 متضامن للابحار نحو غزة لكسر الحصار عنها. وهذا من شأنه أن يراكم خسائر دولة الاحتلال على صعيد العلاقات الدبلوماسية والسياسية والتجارية والاقتصادية، كما يعرقل تزويدها بالسلاح، ويسقط الرواية والسردية الإسرائيلية التي يوظف فيها "الهولوكوست" وعبارة "معاداة السامية" ضد كل من ينتقد "بقرتهم المقدسة" أو يطالب بفرض عقوبات عليها بسبب خرقها القانونين الدولي والإنساني وارتكابها جرائم حرب وإبادة جماعية —كما أكدت المؤسسات الدولية وكل دول العالم باستثناء أمريكا، الشريك المباشر في هذه الحرب العدوانية.

رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، غيورا آيلاند، قال لـ"القناة 12" يوم أمس الخميس إن "العملية في غزة أثمانها واضحة جدًا". وأشار إلى أن هذه "الأثمان الخمسة" هي: موت الأسرى، ومقتل وإصابة الكثير من الجنود، إضافة إلى إنهاك تشكيل الاحتياط، وارتفاع الأثمان الاقتصادية، وتدهور العلاقات الدولية لإسرائيل.

وتعجّب من عدم صدور توضيح من أحد: "كيف للعملية في غزة أن تحقق الشيء الذي لم يتحقق خلال الأشهر الـ23 الأخيرة؟" وأضاف: "بعد 23 شهراً، من الواضح أننا لم نحقق أهداف الحرب، ومن الجدير أن يسأل الكابينت نفسه لماذا لم نحقق أهداف الحرب".

وفي هذا السياق أيضاً، يجمع مسؤولو الأجهزة الأمنية الإسرائيلية (الجيش، الشاباك، الموساد، والاستخبارات العسكرية) على رفض العملية العسكرية في مدينة غزة، ويؤيدون اتفاقاً جزئياً لتبادل الأسرى، كونهم يرون الهجوم الواسع على غزة غير ضروري وغير مجدٍ. وانضم لأول مرة وزراء من حزب "الليكود" نفسه إلى المعارضة. وفقاً لما سربته صحيفة "هآرتس" نقلاً عن مصادر أمنية، "فوجئ" المسؤولون الأمنيون في جلسة الكابينت بالوزراء مثل وزير الخارجية جدعون ساعر، وزيرة العلوم والتكنولوجيا غيلا غمليئيل، ووزير التعاون الإقليمي دافيد أمسلم، وحتى وزير العدل يريف ليفين، وهم يشككون في جدوى الهجوم على غزة.

ووصل بالوزير أمسلم التحذير من تحول غزة إلى "فيتنام لإسرائيل"، فيما نبّه ساعر إلى تدهور مكانة إسرائيل الدولية. وعلى المستوى نفسه، جاء تحذير رئيس الأركان إيال زامير واضحاً ومباشراً حين قال: "أنتم ذاهبون إلى حكم عسكري. التخطيط الخاص بكم يقودنا إلى هناك".

إلى ماذا يشير هذا؟
يشير هذا الرفض من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين ووزراء الليكود للعملية العسكرية الواسعة في غزة إلى وجود انقسام عميق ومخاوف جدية داخل المؤسسة الإسرائيلية نفسها بشأن الجدوى والمخاطر والتداعيات المتوقّعة.

في هذه العملية العسكرية سيُقتل الإسرائيليون الكثير، منهم أطفال ونساء، كما سيزداد حجم الدمار، محولاً قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للسكن، حيث باتت 88% من منازلها مدمّرة، وبنيتها التحتية ومشافيها ومراكزها الصحية خرجت عن الخدمة. لكن إسرائيل ستخسر الكثير كذلك، إذ أن أرواح الشهداء تتحول إلى متظاهرين، والقوارب الزاحفة نحو سواحل فلسطين تصبح رموزًا. لكن مصير الحرب سيتقرر في ميدان يخسره الإسرائيليون رغم كل عناصر القوة التكنولوجية التي بين أيديهم، في حين يقاتل الفلسطينيون بإيمانهم وما يكفيهم من الأسباب، ليكتبوا فصلاً جديداً من حروب الحرية.

فلسطين – القدس المحتلة
5/8/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على لبنان باتت قريبة
- المشاريع والمخططات إقليمية وأكبر من معركة غزة
- حل الدولتين أُسقط بالضربة القاضية
- المنطقة والإقليم أمام مخاطر مصيرية ومفصلية
- هي حرب حسم الساحات في المنطقة والإقليم
- الأقصى وذكرى خراب الهيكل
- قرار الكنيست الرمزي تمهيد قانوني وسياسي لإعلان الضم الفعلي
- هم لن ينتصروا لا لديانتهم ولا قوميتهم ولا إنسانيتهم
- أحداث السويداء-بروفات- لتكريس تقسيم سوريا
- المنطقة تحت مخاطر التقسيم مجدداً
- مخاطر الإنفجار تتعاظم في كامل المنطقة والإقليم
- لم ينفرط عقد حجارة الدومينو،التي تحدث عنها نتنياهو في حروبه
- من خطة مناحيم مليسون الى خطة مردخاي كيدار
- الحرب لم تحسم ايران واليمن ولبنان ساحات قابلة للإشتعال
- حرب المستوطنين على شعبنا تزداد شدة وضراوة
- خيار الرد الإيراني كان مدروساً بعناية
- ايران ملزمة بالرد
- نتنياهو لن يتوج ملكاً لإسرائيل وترامب لن يتوج ملكاً للعالم
- الشراكة الأمريكية - الإسرائيلية في الحروب العدوانية
- -اسرائيل- زمن الحسم لا الحلول الوسط


المزيد.....




- -أوكسفام أميركا-: أهل غزة يعانون ظروفا مروعة والموت يلاحقهم ...
- محللون: نتنياهو يتسلح بترامب المؤيد لاحتلال غزة
- أين يذهب سكان غزة بعد تحذيرات الاحتلال بالتوغل؟
- شاهد..رغم الفوز الثمين من يتحمل مشاكل دفاع المنتخب الجزائري؟ ...
- الإمارات تجدد تحذيرها: ضم إسرائيل للضفة الغربية أو أي جزء من ...
- شبح جيفري إبستين يطارد ترامب من أمام الكونغرس، فما القصة؟
- تقرير أممي يحمّل واشنطن وأبوظبي مسؤولية احتجاز تعسفي للاجئ أ ...
- 20 وزيرا إسرائيليا يؤيدون تعزيز احتلال الضفة والشاباك يحذر م ...
- مسؤولة أوروبية تندد بالإبادة في غزة وإسرائيل تعتبرها -دعاية ...
- تحقيق أوروبي بـ-جرائم جنائية- محتملة في مشروع كابل شرق المتو ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - -عصا موسى- في مواجهة -عربات جدعون𔇘-