|
الشراكة الأمريكية - الإسرائيلية في الحروب العدوانية
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 09:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو بأن هناك من هم عميان البصر والبصيرة،ولا يقرأون ولا يبصرون الأنمذجة والأمثلة بشكل واضح،بأن أمريكا لا يمكن في يوم من الأيام ان تكون ضامن ووسيط لأي اتفاقيات وحلول ، لا تلبي مصلحة اسرائيل واهدافها، فإمريكا ترى في اسرائيل القاعدة المتقدمة في المنطقة لحماية مصالحها وتنفيذ مشاريعها ومخططاتها، ولذلك جرى خوض الحرب العدوانية على قطاع غزة،تحت شعار امريكا صهيونية واسرائيل القاعدة المادية المتقدمة لحماية مصالحها في المنطقة،والحرب وما يعرف بحلف الإزدهار،حلف الدمار الذي شكلته لشن حرب بالوكالة عن اسرائيل ضد اليمن- انصار الله،هو لم يأت فقط من أجل استمرار التفرد بالسيطرة الأمريكية على البحار والممرات المائية ،وحماية ما يعرف بالملاحة البحرية وخطوط التجارة الدولية،بل من أجل منع اليمن من فرض حصار بحري اقتصادي على اسرائيل ووقف اليمن عن الإستمرار بحربه الإسنادية لصالح قطاع غزة ،شعبها ومقاومتها،ولو كان اليمن،كما حال اصحاب النظريات الصبر الإستراتيجي والتردد والبرودة من ايرانيين وصينيين وروس،وسبق ذلك هذا التردد في لبنان،للحقت به هزيمة ساحقة.
ولكن صلابة القيادة اليمنية وتحصينها الداخلي والإلتحام بينها وبين الشعب ،ومبادراتها المستمرة،اجبرت أمريكا الى الهروب والتوقف عن مواصلة حربها ضد اليمن،بشروط تعتبر مذلة لها،وهي وقف إسنادها العسكري على جبهة اليمن لإسرائيل،دون الزام اليمن بوقف حربه الإسنادية لقطاع غزة،وهذا يؤشر ويؤكد على نظرية انتظار الضربات ،وامتصاص الضربة الأولى ومن ثم التدرج والتركيم من أجل تغيير موازين القوى لصالح الطرف المعتدى عليه،هي التي اصابت سوريا ولبنان في مقتل،وسعت امريكا مع اسرائيل لفرضها على قطاع غزة،ولكنها لم تتمكن حتى اللحظة من فرض منطقها ورؤيتها وخيارها هذا في قطاع غزة.
ما حصل ويحصل في ايران،فإن رهان البعض الإيراني او ما يعرف بالتيار الإصلاحي الإيراني على ان امريكا،تسعى لحل سلمي للملف النووي الإيراني،حل يقود الى تحقيق مصالح ايران،بإمتلاك تقنية التكنولوجيا والبرنامج النووي السلمي ،فهو يعيش خارج الواقع، أمريكا شريكة مباشرة في كل حروب اسرائيل على قوى المحور،وليس هذا فقط،بل الجميع استمتع الى نتنياهو،وهو يقول بعدما يجري التخلص من ايران وهزيمتها، سيكون الدور على باكستان،لأن امن اسرائيل وحماية وجودها،يمتد حتى كوريا الشمالية،وهذا جعل القيادة الباكستانية،تصحو مبكراً وتتخذ قرارها بالوقوف الى جانب طهران ودعمها عسكرياً وسياسياً،وهذه الصحوة لن تكون عربية،فالعرب أمة ماتت وهي على قيد الحياة،وهي محميات امريكية،تنشر فيها القواعد العسكرية الأمريكية بشكل كبير،وهي من تساعد اسرائيل في اعتراض والتصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية، لأنها ترى في نفسها جزء من الحلف الأمريكي - الإسرائيلي في المنطقة،ولذلك الهجوم والعدوان الذي شنتها اسرائيل على ايران في فجر الجمعة ،13/6/2025 ،هو بشراكة امريكية وبقرار امريكي واضح ومن ترامب نفسه،الذي اعترف بذلك،حيث قال بأن هذا العدوان اتى من اجل معاقبة ايران على رفضها لشروطه للتوصل الى اتفاق نووي،وفي الوقت الذي كان يواصل حديثه عن خيار التفاوض مع طهران،وأنه حذر نتنياهو من مغبة شن عمل عسكري ضد المنشأت النووية الإيرانية،لكي لا يفشل الخيار التفاوضي والوصول الى حل سلمي للملف النووي الإيراني، وبالمقابل كان ينسق مع نتنياهو الضربة العسكرية لطهران،ويقدم كل اشكال الدعم العسكري والمالي والإستخباري والأمني واللوجستي لإسرائيل في هذه الحرب،وبعد العدوان الإسرائيلي على طهران،وصف هذه الضربة الإسرائيلية بالناجحة،والتي تستحقها ايران ،لرفضها الإستجابة لشروطه لتوقيع الإتفاق حول برنامجها النووي.
في ظل استيعاب ايران السريع للضربة والصدمة،رغم الخسارة القاسية التي تلقتها، قال ترامب انه يدعو اسرائيل وايران الى التفاوض ،والبعض بدا في " التخبيص" و"التفغيص" و"التهريف" و"الهذرمة"والتحليلات المتذاكية،على الفضائيات، بأن ترامب تراجع عن تصريحاته السابقة،وبأنه سيقود مسار تفاوضي يوصل الى نهاية سلمية،لقضية عقد اتفاق مع طهران حول برنامجها النووي،ولكن سرعان ما اتضح بان هذا المأفون الذي،يناقض تصريحاته في زمن قياسي، اعلن بشكل واضح بانه كان شريك في حرب نتنياهو،منذ بدايتها على طهران،وهو يعلن الآن بأنه يدرس الإنتقال الى جانبها من حالة الحرب الدفاع الى الحرب الهجومية على طهران،حيث دعا الى اخلاء طهران،وفي نفس الوقت واستمرارا في الخديعة،قال بانه كلف مبعوثه الخاص ويتكوف لإستكشاف عقد لقاء تفاوضي مع طهران،وهذا استمرار للخدائع والمكائد وحروب الخداع والتضليل،التي تمارس من قبله وقبل اسرائيل،والغريب بأن اسرائيل تعربد وتقصف وتشن العدوان وتنتهك سيادة الدول،وتتمتع بكل اشكال الحماية من قبل امريكا ودول الغرب الإستعماري،والبعض يصدق تلك الخدائع والحيل الأمريكية.
البعض يصدق بأن نتنياهو يسعى لجر امريكا للمشاركة المباشرة في العدوان على ايران،وكأن امريكا خارج تلك الحرب،وليس هي من تسلح وتمول وتوفر المعلومات الأمنية والإستخبارية ،وتحمي اسرائيل سياسياً وقانونياً في المؤسسات الدولية.
الإدارة الأمريكية بدولتها العميقة ومحافظي ادارتها الجدد واللوبيات الصهيونية، يريدون ليس فقط تدمير برنامج ايران النووي وقدراتها العسكرية في مجال الصواريخ البالستية والفرط صوتية، بل تغيير النظام الإيراني واعادة ايران الى "الحضن الأمريكي، لكي تجعل المنطقة بكاملها ،تحت السيطرة المطلقة الأمريكية،وبأن تكون اسرائيل الوكيل الحصري في اخضاع وتأديب،كل من يقول لا لمريكا،على ان يرافق ذلك المزيد من فك وتركيب الجغرافيا العربية والإسلامية،وخلق المزيد من الكيانيات الإجتماعية الهشة المرتبطة بأحلاف أمنية وعسكرية مع اسرائيل،على ان تدار اقتصادياً من قبل مركز الإقتصاد العالمي في واشنطن،ولكي نجد ترامب ينضم الى نتنياهو في حربه على ايران،والتي حدد نتنياهو شروطها بإغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي الخامينائي وتدمير المنشأة النووية "فوردو" الموجودة على عمق مئات الأمتار،وهذا سيسقط النظام الإيراني.
وفي الوقت الذي يعلن فيه الرئيس الأمريكي،عن انضمامه لنتنياهو في حربه على طهران،والسعي للإنتقال من الحرب الدفاعية الى الحرب الهجومية ،يمارس نفس الخديعة قبل الهجوم الإسرائيلي في فجر13/6/2025 على ايران، بالطلب من مبعوثه الخاص ويتكوف استكشاف عقد مفاوضات مع طهران للوصول الى اتفاق حول برنامجها النووي،واذا ما جرت الإستجابة وانتصر الإصلاحيين في طهران،بتفضيل هذا الخيار، فلن يكون مصيرها بأفضل من حصل في سوريا ولبنان وما يسعون لفرضة على غزة ومقاومتها في قطاع غزة،والمطالب والشروط،لن تصل فقط الى المطالبة لطهران لتفكيك مشروعها النووي وتدمير منشأتها النووية ووقف التخصيب وفك ووقف عمل المفاعلات النووية،بل تدمير برامجها الصاروخية البالستية والفرط صوتية،ومناقشة دورها الإقليمي ودعمها لحركات وقوى المقاومة العربية والفلسطينية.
ولذلك على الإيرانيين قيادة عسكرية وسياسية ودينية ومرشد أعلى ،ان يتعلموا جيداً ، بأن الهدف تدمير ايران بالكامل وإسقاط نظامها ،وتغيير ايران بالكامل،لكي تعود للحضن الأمريكي،ولذلك يجب ابداء اعلى قدر من الحيطة والحذر من الأفخاخ الأمريكية.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-اسرائيل- زمن الحسم لا الحلول الوسط
-
بعد مقترح ويتكوف الإسرائيلي المقاومة بحاجة الى الثبات الإستر
...
-
يوم ثقيل عاشته القدس والأقصى
-
عُقد التفاوض الأمريكي- الإسرائيلي
-
الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين
-
الهجمة على القدس تشتد وتمتد وتتسع
-
هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة،وهل يعيد تشكيل قوة الردع..
...
-
سوريا تحت -مقصلة- التفكيك و-التذرير-
-
هل بدأت مرحلة أفول نتنياهو ..؟؟؟
-
اسرائيل تضيق الحيز المكاني للمحافظ وللوزير المقدسيين
-
نصف حرب ونصف تفاوض
-
لا بد من حماية النسيج الوطني والمجتمعي والسلم الأهلي
-
نتنياهو يقوض ما يعرف بالدولة العميقة
-
نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار
-
حرب في خدمة حرب
-
هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة عسكرية استباقية لإيران..؟؟
-
زيلنيسكي يخضع لترامب وسوريا نحو الفيدرالية
-
مفاوضات امريكا- حماس،اعتراف امريكي بشرعية حماس،ام خطوة تكتيك
...
-
ترامب التهم زيلنسكي مباشرة على الهواء
-
العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمن
...
المزيد.....
-
أفيخاي أدرعي في قرى درزية بجبل الشيخ، فإلى أي مدى اقترب من ا
...
-
جدل كبار السن والتيك توك في المغرب ومشروع قرار مرتقب
-
قانون أوروبا الأخضر في مهبّ الغاز القطري
-
بوتين: نريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا
-
الغارديان: إسرائيل تدير الجوع في غزة عبر -حسابات بسيطة-
-
العلماء يحلون لغزًا عمره ملايين السنين... هل يعود أصل البطاط
...
-
-خمس ساعات في غزة-.. تفاصيل زيارة ستيف ويتكوف إلى القطاع
-
رغم تحذيرات.. إسرائيل تؤكد مواصلة عمل سفارتها وقنصليتها في ا
...
-
الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان يصف الحرب في غزة بـ-الإبادة
...
-
-يأكلون مما نأكل-.. القسام تبث مشاهد أسير إسرائيلي بجسد هزيل
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|