أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عُقد التفاوض الأمريكي- الإسرائيلي















المزيد.....

عُقد التفاوض الأمريكي- الإسرائيلي


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات

على جبهة ايران والمفاوضات حول الملف النووي الإيراني،عقدة تخصيب اليورانيوم، فأمريكا نتيجة ضغوط المتشددين في البيت الأبيض من القوى الصهيونية واليمين المتطرف الأمريكي الإنجليكاني،يرفض الحق الإيراني في تخصيب اليورانيوم،وامتلاك برنامج نووي سلمي،وطرحت مسألة تخصيب ايران لليورانيوم بشكل منخفض،عبر اقامة منشأة تخصيب ايرانية في قطر،أثناء زيارة مشتركة للوسيط العُماني ورئيس وزراء ووزير خارجية قطر الى طهران،بحيث تكون تلك المنشأة تحت اشراف وكالة الطاقة الذرية،وبأن تكون المنشأة بمثابة ارض ايرانية تتمتع بحقوق الحصانة،ولكن يبدو بأن هذا المقترح والذي ينتقص من حق ايران، في التخصيب على اراضيها،رفض ايرانياً،وعلى لسان المرشد الأعلى الإيراني الإمام خامينئ يقال" بأن منع او سلب ايران حقها في التخصيب،بمثابة هراء" ،وهذا العقدة ،اذا لم يجر التفكير بحلول ابداعية لها، فواضح بأن العودة ستكون الى سياسة ما تسميه امريكا بالعقوبات القصوى،أو ربما الخيار العسكري،وخاصة بأن الحديث يجري،بأن اسرائيل قد تحاول استغلال الظرف الناتج عن عقدة التفاوض هذه،لكي تقوم ب"ببروغندا" ،عملية عسكرية استعراضية ضد منشأت ايران النووية وقدراتها العسكرية من الصواريخ البالستية،بدعم من صقور البيض الأبيض والمتصهينين والمتشددين فيه.

ايران والتي لها تجربة سيئة مع الإدارة الأمريكية التي انسحبت من الإتفاق النووي في عام2018 ،والتي شاركت في التوقيع عليه روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا والأمم المتحدة عام2015، تريد ضمانات بأن لا يجري التحلل من هذا الإتفاق من قبل الرئيس الأمريكي القادم،وضمان رفع العقوبات،وامريكا تريد ان لا يتحول البرنامج النووي الإيراني الى برنامج عسكري.

أما عقدة اسرائيل التفاوضية في قطاع غزة،فهي لربما اعقد من العقدة الأمريكية،فإسرائيل التي تواصل حربها الجنونية على القطاع،وارتكاب المجازر بحق المدنيين وسياسة الحصار والتجويع،والتهديد بعملية برية واسعة " مركبات جدعون" التوراتية،واستخدام "عقيدتي" الضاحية وجباليا معاً،أي تدمير ممنهج وإبادة للحاضنة الشعبية ،كما جرى في لبنان،وحرق لتلك الحاضنة في قطاع غزة،والهدف الوصول الى اتفاق يستجيب لطموحاتها بنزع سلاح المقاومة واسقاط "طحن" كل من يقول بفكرة المقاومة او ينظر لها او يدعمها او يمولها او يمارسها،او يبشر بها او يقول بنهجها وخيارها وثقافتها،واعتبار" اسرائيل" بمثابة البقرة المقدسة،التي لا يجوز المساس بها بالمطلق،ولتكن لبنان وغزة،نموذج ومثال،لكل من يحاول أن يمس بها ،أي ما يتعدي " كي" الوعي العربي والفلسطيني الى "تجريف" كامل لهذا الوعي،ولعل دول النظام الرسمي العربي، قاطبة تقف الى جانب اسرائيل في هذه النقطة الجوهرية، أي انها تكره حتى سماع لفظة مقاومة،وتريد التخلص من كل من يقوم بها،ولذلك جزء من دول النظام الرسمي في المفاوضات الدائرة للوصول الى وقف إطلاق النار، تضغط لنزع سلاح المقاومة واسقاطها.

اسرائيل وامريكا كمن يبتلعون منجلاً ،فهم غير قادرين على مواصلة الحروب او التراجع عنها والذهاب الى تسويات قادرون على دفع ثمنها،فقوة الدفع لحروب نتنياهو تقترب من النفاذ سواء على الصعيد الداخلي،حيث لم يعد المجتمع الإسرائيلي متماسكاً حول الحكومة والجيش،ويشعر بان هذه الحرب المستمرة،هي فقط من أجل خدمة اهداف نتنياهو السياسية والشخصية،وهي استنفذت اهدافها العسكرية والأمنية،وكذلك الجيش لم يعد متماهياً مع الحكومة في حربها،وهذا الجيش يشهد حالة من تراجع الروح القتالية،والتمرد وعدم الإلتحاق بالوحدات العسكرية،وانخفاض الروح المعنوية،والنقص في العنصر البشري،ناهيك عن توقيع عشرات الآلاف الجنود والضباط والمفكرين والسياسيين والأطباء على عرائض تطالب بوقف الحرب واستعادة الأسرى،في حين قوة محرك الدفع الخارجي لإستمرار هذه الحرب،حرب الإبادة والتجويع،يتراجع خارجياً،حيث لم تعد هناك فقط حركة شعبية واعلامية وسياسة ضاغطة لوقف هذه الحرب ،والدعوة الى ادخال مساعدات عاجلة الى سكان القطاع،ورفض سياسة التجويع كأداة في الحرب،بل ارتفع هذه الحراك ليصل الى العديد من الحكومات الأوروبية،فهناك 19 دولة أوروبية وقعت على بيان يدعو الى وقف الحرب وادخال المساعدات الإنسانية ورفض سياسة التجويع،وثلاث دول أوروبية ،وهي الأكثر مناصرة ودعماً لإسرائيل،بريطانيا وفرنسا وكندا،دعت الى اعادة النظر في اتفاقية الشراكة للتجارة الحرة مع دولة الإحتلال،وتفعيل المادة الثانية منها الخاصة بحقوق الإنسان،وبريطانيا التي رعت دولة الإحتلال منذ قيامها،واستمرت في دعمها عسكرياً ومالياً وسياسياً واعلامياً،ووقفت الى جانبها في رفض أي عقوبات قد تفرض عليها في المؤسسات الدولية،نتيجة لخرقها السافر للقوانين الدولية او الدولية الإنسانية ،او ارتكابها لجرائم حرب، باتت تتخذ قرارات بوقف تصدير السلاح الى اسرائيل،ودراسة فرض عقوبات عليها ، اذا لم توقف حربها العبثية على القطاع،ولا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية.

مأزق نتنياهو يتعمق ونسبة المؤيدين لإستمرار الحرب،والتي كانت في بدايتها ،تصل الى 94%،في تموز 2024 هبطت الى 58%،وهي الآن تقف عند حدود 20%،وبات الإنتقاد لهذه الحرب يطال قيادات عسكرية وأمنية اسرائيلية،فها هو زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائليين يائير جولان،يصف دولته بان جيشها يقتل الأطفال كهواية،في حين رئيس الوزراء الأسبق أولمرت، يقول بأن هذه الحرب العبثية،قد ترتقي الى جريمة حرب،ونتنياهو يعرف جيداً بانه في النهاية سيجبر على وقف الحرب،دون ان يحقق اهدافه في نزع سلاح المقاومة او ابعاد قادتها،وهذا يعني العودة للتساكن مجدداً مع قوى المقاومة على حدود مستوطنات الغلاف،وهذه المقاومة،قد تعيد بناء نفسها مجدداً،ولو بعد سنوات،كما حصل بعد 2005 ،وبالتالي يستمر المأزق الوجودي لإسرائيل،وحتى في إطار التعويض المعنوي، هو لن ينجح لا هو ولا ترامب، في " هندستهم" الديمغرافية ولا الجغرافية للقطاع،ولا مخططاتهم،للتهجير سكان القطاع، بما يشكل تعويض معنوي للمستوطنين، عن عدم القضاء على المقاومة الفلسطينية، بأن يبقون ما بين النهر والبحر اغلبية،بعد تهجير مليون فلسطيني.

ومأزق ترامب لا يقل عن مأزق نتنياهو،فهو يدرك تماماً بان فشل المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي،قد يقود الى نتائج كارثية،اذا ما ذهب الى الخيار العسكري،والذي ستكون كلفته باهظه،استهداف للوجود والقواعد الأمريكية في المنطقة، اهتزازت عميقة في الإقتصاد العالمي،واضطرابات في اسواق البورصة والأسهم،وتأثير كبيرلى خطوط توريد وسلاسل الطاقة،ناهيك عن ذهاب ايران لخيار البرنامج النووي العسكري.

ترمب استخلص العبر من حربه التي شنها على وسببت له مأزق استراتيجي وفشل كبير،اضطره للإنسحاب من حربه الإسنادية لدولة الإحتلال، وهو يدرك بان الرسائل التي اراد توجيها لطهران،قد ارتدت عليه،فاليمن امكانياته متواضعة امام ما تمتلكه ايران من قدرات عسكرية،ولذلك قضية اللجوء للخيار العسكري ،قد يدفع نحو تفجر الأوضاع وخروجها عن السيطرة وتوسع الحرب بشكل أعم واوسع واشمل،ولذلك على ترامب ونتنياهو،كل من ملفه،البحث عن تسويات من خارج تفكيك برنامج ايران النووي ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية.

كل التطورات التي تحدث في المنطقة والإقليم، تقول بأن الوقت ينفذ أمام نتنياهو لمواصلة حربه العبثية بدون اهداف وبدون انجازات على الصعيدين الداخلي مجتمعاً وجيشاً والخارجي دعم عسكري وسياسي ومالي واعلامي وتبني رواية وسردية.

فلسطين – القدس المحتلة
21/5/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين
- الهجمة على القدس تشتد وتمتد وتتسع
- هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة،وهل يعيد تشكيل قوة الردع.. ...
- سوريا تحت -مقصلة- التفكيك و-التذرير-
- هل بدأت مرحلة أفول نتنياهو ..؟؟؟
- اسرائيل تضيق الحيز المكاني للمحافظ وللوزير المقدسيين
- نصف حرب ونصف تفاوض
- لا بد من حماية النسيج الوطني والمجتمعي والسلم الأهلي
- نتنياهو يقوض ما يعرف بالدولة العميقة
- نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار
- حرب في خدمة حرب
- هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة عسكرية استباقية لإيران..؟؟
- زيلنيسكي يخضع لترامب وسوريا نحو الفيدرالية
- مفاوضات امريكا- حماس،اعتراف امريكي بشرعية حماس،ام خطوة تكتيك ...
- ترامب التهم زيلنسكي مباشرة على الهواء
- العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمن ...
- أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة
- في القدس:- حرب على الوعي ،المناهج ،الهوية ،الذاكرة، والتاريخ
- ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني
- مشروعترامب للتطهير العرقي،استهداف لفلسطين قضية وهوية


المزيد.....




- بيان للنيابة العامة في مصر بشأن حريق سنترال رمسيس وسط القاهر ...
- غزة.. غارات إسرائيلية وعشرات القتلى وسط أوامر إخلاء لمعظم سك ...
- جهود قطرية وزيارة مرتقبة لويتكوف.. استئناف المفاوضات بين حما ...
- رشيد حموني، يعرض أعطاب الصحة ويستشرف البدائل. أثناء تعقيبه ع ...
- ثلاثة قتلى و2 مصابين في هجوم جديد على سفينة شحن في البحر الأ ...
- مقتل 29 فلسطينيا على الأقل و5 جنود إسرائيليين في غزة
- زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى بريطانيا.. استقبال ملكي وقمة ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على انضمام بلغاريا إلى اليورو بداية 2 ...
- سلطات شرق ليبيا تأمر بمغادرة وزراء أوروبيين فور وصولهم لبنغا ...
- انعكاسات كمين بيت حانون على مفاوضات وقف إطلاق النار


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - عُقد التفاوض الأمريكي- الإسرائيلي