أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - سوريا تحت -مقصلة- التفكيك و-التذرير-















المزيد.....

سوريا تحت -مقصلة- التفكيك و-التذرير-


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
هنري غورو الجنرال الفرنسي عند احتلاله لسوريا في القرن الماضي ،قال بشكل واضح انه يصعب احتلال المنطقة والسيطرة عليها،في ظل بقاء سوريا موحدة،ولذلك سموتريتش وزير مالية الإحتلال يعود لخرائط غورو،فهو وضع هدفاً رابعاً للحرب،يضاف للأهداف الثلاثة التي اشترطها لوقف الحرب والعدوان على كامل المنطقة،اضعاف حزب الله الى أقصى حد ممكن،تجريد ايران من قدراتها النووية،وأن تصبح بلا "انياب" ،و"تطهير" قطاع غزة من حماس والمقاومة،وطرد وتهجير مئات الألآف من سكانها إلى خارج فلسطين التاريخية،وعودة الأسرى الإسرائيليين الأحياء الى أسرهم والأموات الى المقابر الإسرائيلية.

هدف سموتريتش الرابع،هو تفكيك وتفتيت سوريا،واشغالها في حروب اهلية مفتوحة عبر الفتن المذهبية والطائفية والعرقية،وهو نفس هدف رئيس وزرائه نتنياهو الذي قال في كلمة له في ذكرى "يوم الإستقلال"،بأن جيشه سيحارب وينتصر من رفح وحتى جبل الشيخ.

في ظل غياب قيادات وازنة سورية،كما كان الحال عليه في عهد الإحتلال الفرنسي،قيادات اتفقت على الوحدة والإستقلال،من امثال سلطان باشا الأطرش وصالح العلي وابراهيم هنانو وعبد الرحم الشهبندر ،فالمنطقة في حالة نكوس وانقسام وتشرذم،وتخضع الى عملية "هندسة" شاملة،هندسة العقول البشرية و"تزييف" الوعي،نحن نشهد حالة النكوس نحو المذهبية والطائفية والعشائرية والقبلية ،ويجري " استولاد" قيادات وزعامات محلية،تستقوي بالخارج على أبناء شعبها،اسرائيل ترى بأن الفرصة مؤاتية لها،لكي تفرض التقسيم والتفتيت في سوريا،واهداف الحرب الإسرائيلية ،ليست مرتبطة بوجود مقاومة او عدم وجود مقاومة،ووجود سلاح أو عدم وجود سلاح،بل لها اهداف بعيدة في السيطرة والإحتلال ،وأن تستعمر وتستوطن في جنوب سوريا وفي جنوب لبنان،وأن يكون لها مناطق أمنية،يحظر على الجيشين السوري واللبناني دخولها،ولجيشها وأجهزتها الأمنية،حرية الحركة والعمل في أي وقت تدعي بأن هناك مخاطر على جيشها وأمنها ،واضح بأن اسرائيل لم تكتف بما تحقق لها على يد النظام الجديد الذي اتى بتوافق امريكي- اسرائيلي- تركي وتمويل قطري ،نظام بنيته تقوم على اللون المذهبي والعقائدي والحزبي للحكومة والمؤسسات العسكرية والأمنية،من تدمير كبير لكل مقدرات سوريا العسكرية والتسليحية وتفكيك جيشها واخراج ايران وحزب الله من سوريا،وقطع شريان امداد حزب الله من السلاح،وطرد التنظيمات العسكرية الفلسطينية واغلاق قواعدها ومقراتها العسكرية.

لم تعتبر اسرائيل بأن ما تحقق لها،هي مكافأت وجوائز كافية من قبل النظام السوري، فهي تريد الوصول بالنظام الى ابعد من ذلك،فهي رفضت بشكل قاطع اقامة قواعد عسكرية تركية في سوريا او توقيع اتفاقية دفاع مشترك وبناء شبكة دفاع جوي وتحديث الجيش السوري،بل قصر الأمور على قيام تركيا بتدريبات للجيش السوري،وعلى النظام الجديد ان يسلم بضرورات واحتياجات اسرائيل الأمنية في منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا،وأن يتخلى عن المطالبة بالجولان السوري المحتل،وفي رد الحكومة السورية على الرسالة التي وجهتها الإدارة الأمريكية لحكومة الشرع حول شروط رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، قالت بأن سوريا لن تشكل اي تهديد امني لدول الجوار،بما في ذلك اسرائيل،وهي ستراقب نشاط التنظيمات الفلسطينية،ولن تسمح بأي وجود لإيران وحزب الله،وأبدت استعدادها لكي تنضم الى اتفاقيات ابراهام التطبيعية،وكذلك جرى الإتفاق بين اسرائيل وتركيا في الإجتماع الذي عقد بينهما في نيسان الماضي في اذريبيجان على تقاسم النفوذ في سوريا.

واضح بأن ما يجري اليوم في سوريا من بعد الإشتباكات وعمليات القتل الواسعة التي جرت على الهوية في منطقة الساحل،وانتقلت الى جرمانيا وصحنايا في ريف دمشق والسويداء،دقت ناقوس الخطر أمام كل المكونات السياسية والمركبات الأثنية والعرقية والطائفية في سوريا،بأن هذا النظام في بنيته الحالية،والقائمة على ايدولوجية دينية متطرفة،والإستحواذ والإستفراد على وبكل مفاصل الحكم والدولة،لن يكون قادراً أن يشكل جامع وموحد لكل المكونات والمركبات السورية،ولذلك نجد بأن هناك من يستغل الوضع الناشيء في سوريا،لكي يطالب بوضع سوريا تحت الحماية الدولية،وهناك من يطالب بحماية من اسرائيل،والتي هي بالأساس تعبث بالنسيج الإجتماعي السوري،ولذلك تدخل طيرانها لقصف تجمعات لقوات النظام السوري الجديد،خدمة لصالح الدروز، الذين أكدت قياداتهم بأنهم جزء ومكون اساسي من النسيج السوري.

الصراع مع الخارج المعتدي يتحول رويدا إلى صراع داخلي تناحري والانقسام يحول بعض القوى الداخلية الملونة الى اداة طيعة مجندة وطابورا خامسا والخطوط الحمراء تصبح باهتة والتابوهات المقدسة تداس على يد صناعها انفسهم.

ليست وحدها الساحة الفلسطينية من تعيش حالة اغتراب ،و"هندسة" على يد الحلف الأمرو صهيوني،بل هي تنسحب على سوريا ولبنان،والكثير من الدول العربية التي تحولت الى دول فاشلة،وتنخرها الصراعات والحروب الداخلية المذهبية والعرقية والقبلية،وباتت تعيش حالة من التفكك والتقسيم،ليبيا،السودان وسبقها الصومال واليمن،والعدوى تنتقل الى بقية الأقطار العربية،واسرائيل تقول بأن أمنها لن يتحقق إلا عبر احكام سيطرتها على جبهات سوريا ولبنان والأردن ومصر وفلسطين.

ليست فلسطين وحدها من تعيش حالة الإغتراب عن ذاتها،فالثورة لم تعد ثورة،وباتت المقاومة توسم بالمغامرة والأجندات الخارجية والمشبوهة،وحتى يتم وصف المقاومين بالخارجين عن القانون، نفس الحالة نشهدها في لبنان،حيث يجري توجيه الإتهام الى حزب الله وسلاحه، بأنهما السبب في كل مأسي لبنان،وتبرئة الإحتلال الإسرائيلي من المسؤولية عن ذلك.

المنطقة كلها تحت "الهندسة"والتقسيم ، والناس في حالة نكوص للوراء نحو الجماعة العرقية والطائفية والقطرية على حساب الكل الجامع الموحد.

ما جرى وما يجري خطير جداً على مستقبل سورية، وما منع الجنرال غورو من تنفيذ مشروعه القرن الماضي ليس موجوداً اليوم بغياب قادة من طراز سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وصالح العلي وعبد الرحمن الشهبندر، وما لم تتم إعادة تشكيل المشهد السياسي والحكومي والأمني والعسكري بصورة تشاركية تطمئن الجميع فإن المشهد القائم لا يبشر إلا بالمزيد من الاشتعال.

فلسطين – القدس المحتلة
1/5/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بدأت مرحلة أفول نتنياهو ..؟؟؟
- اسرائيل تضيق الحيز المكاني للمحافظ وللوزير المقدسيين
- نصف حرب ونصف تفاوض
- لا بد من حماية النسيج الوطني والمجتمعي والسلم الأهلي
- نتنياهو يقوض ما يعرف بالدولة العميقة
- نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار
- حرب في خدمة حرب
- هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة عسكرية استباقية لإيران..؟؟
- زيلنيسكي يخضع لترامب وسوريا نحو الفيدرالية
- مفاوضات امريكا- حماس،اعتراف امريكي بشرعية حماس،ام خطوة تكتيك ...
- ترامب التهم زيلنسكي مباشرة على الهواء
- العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمن ...
- أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة
- في القدس:- حرب على الوعي ،المناهج ،الهوية ،الذاكرة، والتاريخ
- ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني
- مشروعترامب للتطهير العرقي،استهداف لفلسطين قضية وهوية
- الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
- التهدئة في لبنان،الغموض سيد الموقف
- بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة
- هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة..؟؟


المزيد.....




- ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية- ...
- ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير ...
- هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
- ماكرون يصل غرينلاند لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك
- إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
- مصادر دبلوماسية عربية تتحدث عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران ...
- ترامب: قد نتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النوو ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن إلغاء مراسم تشييع قتلى الضربات ال ...
- الدفاع الروسية: استهداف مركز قيادة أوكراني بصاروخ إسكندر قرب ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - سوريا تحت -مقصلة- التفكيك و-التذرير-