أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - -اسرائيل- زمن الحسم لا الحلول الوسط















المزيد.....

-اسرائيل- زمن الحسم لا الحلول الوسط


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
دولة الإحتلال تقول هذا زمن الحسم وليس زمن الحلول الوسط مع الشعب الفلسطيني، فالخيار والمشروع المطروح حالياُ في ظل حكومة اليمين والتطرف والإستيطان والتهويد،فقط مشروع وخيار الطرد والتطهير والتهجير،زمن الحلول الوسط انتهى،وامريكا دولتها العميقة والمحافظين الجدد والتيار واللوبي الصهيوني فيها،يقفون خلف هذا المشروع والمخطط بكل قوتهم، في ظل حالة فلسطينية منقسمة على ذاتها وضعيفة،وفي ظل حالة عربية بائسة ونظام رسمي عربي منهار ومرتجف وفاقد لإرادته وقراره السياسي.

المستوطنون،يتغولون " و"يتوحشون" على شعبنا بطريقة غير مسبوقة،حيث الإعتداءات اليومية التي تطال مدن وبلدات وقرى ومخيمات شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، لا تتوقف وعلى مدار الساعة،عمليات حرق منازل ومركبات ومحاصيل،إطلاق نار قتل وجرح،اقامة بؤر استيطانية جديدة،تكثيف الإستيطان الرعوي والديني للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض الفلسطينية،ولم يكتفو بذلك،حيث شرع المستوطنين،بإضافة لافتات على اللافتات الموجودة على الشوارع الرئيسية في الضفة يضيفون اليها لافتات تشير الى ما يسمونه بجبل الهيكل "هار هابيت"،المقصود المسجد الأقصى،وما جرى فيما يعرف بمسيرة او رقصة الأعلام في الذكرى الثامنة والخمسين لما يعرف بتوحيد القدس،إستكمال احتلال القسم الشرقي من المدينة ،وما اعقب ذلك من تقديم عضوي الكنيست دان ايلوز وارئيل كلنر من اقتراح للنقاش في الكنيست حول حرية العبادة لليهود العلنية في "جبل الهيكل" بشكل كامل،وان يخصص لهم مكان في الأقصى للقيام بذلك، هذا يعني اننا امام منعطف خطير،ليس على صعيد الأقصى،بل شمولية الإستهداف من النقب حتى الجليل فالضفة فالقدس والقطاع وحتى مخيمات اللجوء..ونحن نعيش حالة من الفراغ والغياب القيادي.

حكومة اليمين والتطرف لم تكتف فقط ،بالرفض لإقامة دولة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين التاريخية،بل "قوننة" ذلك في الكنيست عبر قانون،بإعتبار اقامة هذه الدولة خطر يهدد امن ووجود دولة الإحتلال، ورفضوا وجود شيء اسمه شعب فلسيني له حقوق وطنية وسياسية وارض يقيم دولته عليها،فالوزير المتطرف سموتريتش يقول" لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطين،وهذا اختراع عمره أقل من مئة عام".

ولذلك نحن اليوم أمام مخطط اقصاء لوجود الشعب الفلسطيني وكل تمظهراته،ويعمل سموتريتش ليل نهار على ضخ المزيد من المستوطنين الى الضفة الغربية،لكي يصل عدد المستوطنين فيها مليون مستوطن،واقامة المزيد من المستوطنات وشرعن بؤر استيطانية قائمة،حيث جرى مؤخراً المصادقة على اقامة وشرعنة 22 مستوطنة وبؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية،التي جرى تغيير اسمها الى دولة " يهودا والسامرة".

سموتريتش في حديث عن حرب الإبادة بحق سكان قطاع غزة،يقول بشكل واضح لن نوقف الحرب إلا بعد تحقيق اربعة اهداف، ليس فقط في السيطرة الجغرافية على سوريا،بل بقاءها مجزءة ومفككة ودويلات متناحرة،والقضاء على حزب الله،وان تكون ايران بدون برنامج وقدرات نووية،وان يجري " تطهير" قطاع غزة من حماس والمقاومة،وتهجير مئات ألآلاف الفلسطينيين خارج حدود قطاع غزة،وفي نفس الإطار والسياق نتنياهو يقول" بأننا سنقاتل من رفح جنوباً وحتى قمة جبل الشيخ شمالاً وسننتصر".

نحن امام عملية "هندسة" جغرافية وديمغرافية، تجري في الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى الجليل والنقب والقدس ،والهدف هو منع وجود أغلبية فلسطينية ما بين النهر والبحر،ولتحقيق ذلك لا بد من تنفيذ مخططات الطرد والتهجير،حيث نشهد في شمال الضفة الغربية،هجمة واسعة على جنين ومخيمها وقراها وطولكرم ومخيميها نور شمس وطولكرم وبلداتها،فتدمير المنازل والبنى التحتية من شوارع وطرق زراعية وحتى خطوط وشبكات مياه وصرف صحي،وتهجير للسكان من المخيمات على وجه الخصوص ،ومنعهم من العودة الى منازلهم، يندرج في سياق مخططات الطرد والتهجير،بداية الطرد والتهجير الداخلي مع هدم أكبر عدد ممكن من المنازل في المخيمات وبالتحديد جنين وطولكرم وصولاً لمخيمات نابلس.

نحن ندرك تماماً بأن هناك حالة من التماهي بين اليمين التلمودي التوراتي اليميني الصهيوني مع اليمين الأنجليكاني المسيحاني اليميني الأمريكي المتطرف،حيث ما يصدر عن اعضاء كونغرس متطرفين ووزراء وسفراء أمريكان،يقول بشكل واضح أنهم أكثر صيهونية من الصهاينة أنفسهم في العداء لحقوق شعبنا الفلسطيني، فالسفير الأمريكي في دولة الإحتلال مايك هاكابي،رد على دعوة الرئيس الفرنسي ماكرون للإعتراف بالدولة الفلسطينية،بدعوته لإقتطاع جزء من الأرض الفرنسية " الريفيرا" واقامة الدولة الفلسطينية عليها،ووزيرة الأمن الداخلي الأمريكي كريستني نوم" حضرت وشاركت في الذكرى الثامنة والخمسين، لإستكمال إحتلال القسم الشرقي من مدينة القدس،ذكرى ما يعرف بتوحيد القدس،بطقوس تلمودية وتوراتية في ساحة حائط البراق،وعضو الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري رندي فاين دعا لقصف قطاع غزة بالسلاح النووي،رداً على مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن،على يد استاذ جامعي أمريكي،هاله وراعه مشاهد المجاعة وموت الأطفال والمدنيين من الجوع والحصار والقصف الإسرائيلي.

يبدو ان خطوة الحسم الإسرائيلية،رغم كل قوة الدفع خلفها،والشراكة الإمريكية وصمت المجتمع الدولي وتخاذل النظامين الرسميين العربي والإسلامي،ولكن هناك تصميم عالي من قبل الشعب الفلسطيني على الصمود والبقاء والتشبث بأرضه،وهو يدرك التداعيات الخطيرة الناتجة عن نكبة جديدة بحق هذا الشعب،ولذلك حالة الصمود الأسطوري التي يسجلها الشعب الفلسطيني على طول وعرض مساحة الوطن ،ومقاومته لكل مشاريع ومخططات التهجير والتطهير العرقي والتهجير والتصفية،تثبت بان هذا الشعب تحمل ما لا تستطع تحمله الجبال،ونتاج هذا الصمود،تواجه دولة الإحتلال " تسونامي" سياسي واعلامي في من قبل الشعوب والقوى والأحزاب الأوروبية والثورات الطالبية التي اجتاحت الجامعات الأمريكية والأوروبية الغربية، الضاغطة على حكومتها من أجل اتخاذ مواقف حاسمة وفرض عقوبات على دولة الإحتلال ،لوقف جرائمها وحربها التجويعية والإبادية بحق الشعب الفلسطيني،وباتت السردية والرواية الفلسطينية متفوقة على رواية وسردية الإحتلال،الذي بات عاجزاً عن ترويجها وتسويقها و"بيعها" للشعوب والجماهير الأوروبية.

التحولات الكبرى السياسية والإعلامية في دول أوروبا الغربية،تلعب دوراً مهماً في الضغط على حكومة الإحتلال،لوقف حرب التجويع والإبادة بحق الشعب الفلسطيني،ولكن يبقى الميدان العامل الحاسم في اعادة صياغة المشهد السياسي ووقف الحرب والعدوان على شعبنا،وإفشال مخططات الطرد والتهجير والنكبات الجديدة.

فلسطين – القدس المحتلة
3/6/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد مقترح ويتكوف الإسرائيلي المقاومة بحاجة الى الثبات الإستر ...
- يوم ثقيل عاشته القدس والأقصى
- عُقد التفاوض الأمريكي- الإسرائيلي
- الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين
- الهجمة على القدس تشتد وتمتد وتتسع
- هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة،وهل يعيد تشكيل قوة الردع.. ...
- سوريا تحت -مقصلة- التفكيك و-التذرير-
- هل بدأت مرحلة أفول نتنياهو ..؟؟؟
- اسرائيل تضيق الحيز المكاني للمحافظ وللوزير المقدسيين
- نصف حرب ونصف تفاوض
- لا بد من حماية النسيج الوطني والمجتمعي والسلم الأهلي
- نتنياهو يقوض ما يعرف بالدولة العميقة
- نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار
- حرب في خدمة حرب
- هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة عسكرية استباقية لإيران..؟؟
- زيلنيسكي يخضع لترامب وسوريا نحو الفيدرالية
- مفاوضات امريكا- حماس،اعتراف امريكي بشرعية حماس،ام خطوة تكتيك ...
- ترامب التهم زيلنسكي مباشرة على الهواء
- العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمن ...
- أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة


المزيد.....




- روبيو يعلن عن عقوبات جديدة ضد -الجنائية الدولية- لمحاولتها ا ...
- تفجير بخط للسكك الحديدية جنوب روسيا
- الناتو.. رفع ميزانية الدفاع ودعم كييف
- غارت إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ولبنان يعتبرها - ...
- أوكرانيا.. دوي صافرات الإنذار وإعلان حالة التأهب الجوي في كي ...
- إسرائيل تصعد.. قصف لضاحية بيروت الجنوبية
- شاهد.. مسيرة الفخر للمثليين في القدس تتحول إلى احتجاج سياسي ...
- تحذير أمني للأمريكيين الذين يستخدمون تطبيقات المواعدة في هذا ...
- ماذا يجري بين ترامب وماسك؟
- ماسك يتوقع حلول الركود في الولايات المتحدة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - -اسرائيل- زمن الحسم لا الحلول الوسط