|
بعد مقترح ويتكوف الإسرائيلي المقاومة بحاجة الى الثبات الإستراتيجي والمناورة التكتيكية
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 16:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد مقترح ويتكوف الإسرائيلي المقاومة بحاجة الى الثبات الإستراتيجي والمناورة التكتيكية بقلم :- راسم عبيدات
ويتكوف على خطى "مسيلمة الكذاب" بلينكن،وزير الخارجية الأمريكي السابق ،نفس السياسة ونفس المنهاج،ونفس الإدارات وان اختلفت التسميات إدارات ديمقراطية او جمهورية،يجمعها العشق الأبدي لإسرائيل والمفاخرة بصهيونيتها،وليس ادل على ذلك، سفير الإدارة الأمريكية السابقة ديفيد فريدمان، شارك وزراء وقادة اسرائيليين افتتاح نفق من سلوان الى البلدة القديمة،واستخدم مطرقة ثقيلة في التكسير للصخور،ووزيرة الأمن الداخلي الأمريكي الحالية كريستي نوم،شاركت بصلوات وطقوس تلمودية وتوراتية فيما يعرف بذكرى توحيد القدس ، استكمال احتلال القسم الشرقي من المدينة ،وكذلك فعل السفير الأمريكي الحالي في اسرائيل مايك هاكابي.
وويتكوف على خطى "مسيلمة الكذاب" بلينكن،وزير الخارجية الأمريكي السابق، بعد مفاوضات مطولة مع حماس ،جرى الإتفاق على ورقة وافقت عليها حماس، تتضمن وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوماً،وخلال تلك الفترة تجري مفاوضات،من أجل الإتفاق على إنهاء شروط الحرب،بما يضمن انسحاب اسرائيلي شامل من القطاع ووقف إطلاق نار دائم،وفتح المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية الى القطاع،وعقد صفقة لتبادل الأسرى، تتضمن إطلاق عشرة اسرى اسرائيليين احياء ، 5 منهم في اليوم الأول وخمسة اخرين في اليوم الستين،وأن يصار الى هدنة طويلة الأمد،وأن يكون هناك حكومة تكنوقراط تتولى إدارة شؤون القطاع،وان تكون مرجعيتها السلطة الفلسطينية.
الورقة او المقترح المتوافق عليه بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس،والتي اجرت عدت لقاءات سابقة مع ويتكوف وبولر مسؤول ملف الأسرى في الإدارة الأمريكية في الدوحة،أفضت الى قيام حركة حماس بإطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية الأمريكية – الإسرائيلية عيدان الكسندر،على امل ان يقود ذلك الى ضغط أمريكي على اسرائيل لفتح المعابر وادخال المساعدات الإنسانية،والقبول بوقف لإطلاق النار،ولكن هذا الرهان سقط،بعدما لم يتطرق ترامب اثناء زيارة "الإستحلاب" المالي التي قام بها الى ثلاث دول خليجية،منتصف هذا الشهر،وكنا نتوقع أن يتم اعطاء ترامب ترليونات المال العربي والهدايا من طائرات واقلام وشراء اسلحة بقيمة 142 مليار دولار، الى مقايضة ذلك بوقف العدوان على قطاع غزة،وفتح المعابر وادخال المساعدات الإنسانية،ولكن كما يقول المأثور الشعبي " تمخض الجبل فولد فأراً".
المقترح والإتفاق نقله ويتكوف الى وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر،والذي اجرى عليه تعديلين جوهريين، الأول شطب الفقرة التي تقول بإستمرار بوقف القتال بعد الستين يوماً،اذا لم يتم انجاز الإتفاق حول شروط إنهاء الحرب،أي استمرار المفاوضات ،أما التعديل الأخر فهو،ان يتم اطلاق سرح العشرة اسرى الإسرائيليين في الأسبوع الأول من الإتفاق ،5 منهم في اليوم الأول والخمسة الأخرين في اليوم السابع.
ويتكوف تبنى الموقف الإسرائيلي،ولذلك نتنياهو،ابلغ اهالي الأسرى بموافقة المجلس السياسي والأمني المصغر الموافقة على المقترح الأمريكي،وهذا المقترح الذي جرى تبنيه،لم يجعل كالعادة بن غفير وسموتريتش يهددان بالإنسحاب من الحكومة،فهم يعرفان جديداً، بأن ثمن الموافقة،ليس فقط إطلاق أيديهم في عمليات التهويد والضم في الضفة الغربية واغراقها بالمستوطنين،وشرعنة المزيد من المستوطنات واقامة المزيد منها،واستمرار عمليات الطرد والتهجير والعدوان بحق وعلى سكان مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة من قبل زعران المستوطنين المنفلتين من عقالهم بلا حسيب او رقيب.
كذلك هذا المقترح يخرج نتنياهو من مأزقه الداخلي، فسيف التهديد بإسقاط حكومته من داخلها من قبل بن غفير وسموتريتش رفع،وضغوط المعارضة السياسية وأهالي الأسرى ستتراجع بشكل كبير،وكذلك الضغوط الدولية،والتي باتت تنظر الى اسرائيل كدولة مجرمة تقتل الأطفال والنساء.
هذا المقترح يضع حماس والمقاومة الفلسطينية في مأزق وموقف حرج،سواء لجهة رفض المقترح او القبول به،أو حتى صيغة اللعم على رأي الرئيس الراحل ابا عمار ،فهو أصلاً صيغ بهذه الطريقة،لكي يتم رفضه، ولكي تقول المقاومة لا ويتمّ تحميلها مسؤولية إفشال التفاوض ومنح استمرار الحرب والتجويع غطاء كافياً لمنح نتنياهو جائزة كبرى، أو أن تقول المقاومة نعم، فتقبل بوقف نار لمدة سبعة أيام بحيث يمكن لنتنياهو إنهاء الهدنة بعد تسلم الدفعة الثانية من الأسرى ويعود للحرب بألف ذريعة، وبين خياري القبول المذلّ والمهين الذي يفرط بأهم ورقة بيد المقاومة وهي الأسرى ومن دون الحصول على هدنة معقولة وليس على وقف الحرب نهائياً، أو الرفض الذي يمنح نتنياهو شرعيّة سياسيّة لمواصلة الحرب وجرائم الإبادة والتجويع.
الأسابيع القادمة بعد موافقة حماس على مقترح ويتكوف،كنا ننتظر ولادة اتفاق ينهي هذه الحرب،وينقذ شعبنا من براثين القتل والحصار والتجويع،ولكن تعقد الموقف بتبني ويتكوف للمطالب الإسرائيلية،التي تذكر بمواقف بلينكن وبايدن،واللذان كانا يقدمان المقترح ،وبعد موافقة حماس والمقاومة عليه،ورفضه من قبل نتنياهو وحكومته،واضافة شروط تعجيزيه عليه،ترفضها حماس والمقاومة، يعودان لتحميل المقاومة وحماس المسؤولية عن فشل الإتفاق وعدم اتمام صفقة التبادل،ونذكر هنا ما عرف بمبادرة الرئيس الأمريكي بايدن،في أيار /2024،والتي هي بالأساس مقترح اسرائيلي،حيث تبناها بايدن واصبحت مبادرة امريكية،صادق عليها مجلس الأمن الدولي تحت قرار رقم 2735 في 11حزيران/2024،ووافقت عليها حماس والمقاومة في 2/تموز /2024،والتي رفضها نتنياهو وذهب الى معركة رفح.
من بعد ذلك كان مبادرة امريكية أخرى من ثلاثة مراحل ،جرى الإتفاق عليها بضمانة وواسطة امريكا ،والتي هي ليست بضامن ولا وسيط ،بل شريك في 17/كانون ثاني/2024،لم ينفذ منها نتنياهو سوى المرحلة الأولى بدون تنفيذ البرتوكول الإنساني،لا مساعدات إنسانية غذائية وطبية كافية دخلت ولا معدات اعمار ولا أليات ثقيلة ولا منازل متنقلة ولا خيام للنازحين،ومن بعد ذلك طلبت اسرائيل،تمديد المرحلة الأولى ،بفترة انتقالية دون الولوج في المرحلة الثانية،وامريكا،كما فعلت في لبنان،فعلت في غزة وقبل الذرائع والحجج الإسرائيلية،واتهمت حماس والمقاومة بعدم الإلتزام بالإتفاق،واطلق ترامب تهديداته، بان أبواب جهنم ستفتح على حماس والمقاومة،اذا لم يجر إطلاق سراح كل الأسرى خلال فترة محددة،أي قبل دخوله للبيت الأبيض وتنصيبه رئيساً،وتكرر نفس السيناريو من التهديدات وفتح أبواب جهنم بعد تنصيبه.
هذا المنعطف يفرض نفسه على قيادة المقاومة،ويدفعها إلى التمييز بين حاجات الثبات استراتيجياً والحاجة إلى المناورة تكتيكياً.
نحن ندرك بأن أهل مكة أدرى بشعابها،والقدرة على تقدير وتقييم الموقف، دون أن تلتفت الى
المتحذلقين والمتفذلكين وتجار الدم والوطن،واذا ما قالت حماس والمقاومة نعم ولكن،أو لعم على غرار سياسة الرئيس الراحل عرفات،فهي تدرك طبيعة العناصر التي تقبل بها او لا تقبل بها، على سبيل المثال تأخذ حماس العناصر التي تتحدث عن الحل المستدام كهدف، وتؤكد على قبوله وتأخذ إطار الستين يوماً وتقبل به، ومعه بنود إدخال المساعدات وتقبل بها، وبند الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وتضع له مفاتيح غائبة عن المقترح، ثم تطرح في نص مكتوب أسئلة حول أسباب تعديل بنود مثل استمرار وقف النار ما لم يتمّ التوصل إلى اتفاق، وتوزيع الإفراج عن الأسرى بين اليومين الأول والستين، وتطلب إجابة خطّية حول درجة التزام الجانب الأميركي بإنهاء الحرب وتقديمه ضمانات تؤكد أن هذا الهدف سوف يتحقق بنهاية مرحلة تبادل الأسرى، في اليوم الستين، أو في نهاية مسار التفاوض إذا تمّ تمديده.
فلسطين – القدس المحتلة 30/5/2025 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم ثقيل عاشته القدس والأقصى
-
عُقد التفاوض الأمريكي- الإسرائيلي
-
الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين
-
الهجمة على القدس تشتد وتمتد وتتسع
-
هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة،وهل يعيد تشكيل قوة الردع..
...
-
سوريا تحت -مقصلة- التفكيك و-التذرير-
-
هل بدأت مرحلة أفول نتنياهو ..؟؟؟
-
اسرائيل تضيق الحيز المكاني للمحافظ وللوزير المقدسيين
-
نصف حرب ونصف تفاوض
-
لا بد من حماية النسيج الوطني والمجتمعي والسلم الأهلي
-
نتنياهو يقوض ما يعرف بالدولة العميقة
-
نتنياهو بارع في تصدير أزماته وحرف الأنظار
-
حرب في خدمة حرب
-
هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة عسكرية استباقية لإيران..؟؟
-
زيلنيسكي يخضع لترامب وسوريا نحو الفيدرالية
-
مفاوضات امريكا- حماس،اعتراف امريكي بشرعية حماس،ام خطوة تكتيك
...
-
ترامب التهم زيلنسكي مباشرة على الهواء
-
العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمن
...
-
أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة
-
في القدس:- حرب على الوعي ،المناهج ،الهوية ،الذاكرة، والتاريخ
المزيد.....
-
روسيا توسع سيطرتها في منطقة سومي الأوكرانية وسط مخاوف كييف م
...
-
فيديو متداول لـ-حدث غريب- خلال عاصفة الإسكندرية الأخيرة.. هذ
...
-
ويتكوف يوجه رسالة لحماس بعد تسليمها للمصريين والقطريين ردها
...
-
حماس تسلم ردها على مقترح الهدنة: طالبنا بوقف دائم لإطلاق الن
...
-
وزير الدفاع الأمريكي يحذّر من تهديد صينيّ -وشيك- لتايوان، وي
...
-
ليبيا .. هل تكسر الاحتجاجات والاقتتال حالة الجمود السياسي؟
-
لثلاثة أشهر.. السعودية وقطر تقدمان دعما ماليا مشتركا للقطاع
...
-
فاغنكنيخت: على ميرتس والأوروبيين أن يحثوا زيلينسكي على قبول
...
-
-ستجرنا إلى الحرب-.. خطط مفوضة السياسة الخارجية تجاه روسيا ت
...
-
نائب الرئيس الفلسطيني يدين منع إسرائيل وصول الوفد العربي الإ
...
المزيد.....
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|