أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - غزة














المزيد.....

غزة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 غزة  بين واقع الحرب وأوهام السلام

شهدت المنطقة حدثًا مهما" بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة  بين إسرائيل وحماس، والذي تضمن تبادل الرهائن بالمعتقلين الفلسطينيين، أعقبه مؤتمر في شرم الشيخ تحت شعار “السلام في الشرق الأوسط”.

وقال الرئيس الأميركي قبل مغادرته مصر "لقد نجحنا معا في ما اعتقد الجميع أنّه مستحيل. أخيرا، لدينا سلام في الشرق الأوسط .

ورغم الأجواء الاحتفالية التي أحاطت بالحدث، يبقى السؤال الأهم: هل هو سلام فعلي أم مجرد هدنة مؤقتة؟

تأتي هذه التطورات ضمن المرحلة الأولى من خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تضمنت إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وإنهاء الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عامين على الأراضي الفلسطينية، والذي خلّف دمارًا واسعًا وحوّل أحياء غزة إلى أنقاض .
لكن الانتقال السياسي يبدو أكثر تعقيدًا؛ إذ تنص المقترحات على تشكيل حكومة انتقالية فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية ، مهمتها إدارة الخدمات العامة فقط، دون أن تمتلك سلطة سيادية حقيقية.

رغم إعلان الهدنة جاءت تصريحات زير الدفاع الإسرائيلي لتؤكد أن الجيش “يستعد لمرحلة ما بعد الإفراج عن الرهائن”، في إشارة إلى إمكانية استئناف الحرب بهدف نزع سلاح حماس وتدمير ألانفاق .
هذا الموقف يعكس رفض حكومة اليمين المتطرف، برئاسة نتنياهو، لأي مسار سلام حقيقي أو حل سياسي دائم، في وقت تواصل فيه إسرائيل قضم الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات، رافضةً بشكل قاطع مبدأ حل الدولتين الذي اعترفت به العديد من الدول دعمًا لدولة فلسطين .
في المقابل،  اكدت دول أوروبية عديدة اعترافها بدولة فلسطين،  بينما أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن “السلام العادل والدائم يجب أن يقوم على حل الدولتين”، مع التزام الاتحاد الأوروبي بالمساهمة في الحكم الانتقالي وعمليات إعادة الإعمار ودعم السلطة الفلسطينية.
اما الولايات المتحدة فتمضي في سياستها التقليدية الداعمة لتل أبيب  معتبرة ان الاستقرار يمر عبر الأمن الإسرائيلي،  لاعبر العدالة للشعب الفلسطيني. 
وفي ظل استمرار التعنت الإسرائيلي ورفض الانسحاب الكامل من غزة، يظل مستقبل المنطقة عرضة لمخاطر الحروب والنزاعات. فالحرب الأخيرة، التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر، لم تكن سوى مواجهة غير متكافئة، استخدمت فيها إسرائيل مختلف أنواع الأسلحة ضد شعب أعزل، فحوّلت غزة إلى “مدينة أشباح”.
ورغم توقف القتال،  تبقى حالة اللايقين هي السمة الغالبة ، اذ لا احد يعرف ما إذا كانت الهدنة مقدمة لسلام مستدام ام مجرد فاصل بين حريين .

أخطر ما في خطة السلام المطروحة أنها تفتقر إلى وضوح في القضايا الجوهرية: لا جدول زمني محدد للانسحاب الإسرائيلي، ولا تصور واضح لقوات حفظ السلام أو إدارة المعابر. بل إن إسرائيل تحتفظ – بحسب بنود الاتفاق – بالسيطرة على أكثر من نصف مساحة القطاع في المرحلة الأولى.
هذا يعني عمليًا أن "السلام" المعلن لا يلغي الاحتلال، بل يُعيد تعريفه بأدوات جديدة، سياسية واقتصادية هذه المرة.
كما تبقى التساؤلات مطروحة حول طبيعة قوات حفظ السلام ودورها، ومن سيضمن فتح المعابر وتدفق المساعدات وإعادة الإعمار في ظل غياب الثقة بين الأطراف كافة.

إن ما جرى في شرم الشيخ يبدو مشروعًا سياسيًا أمريكيًا أكثر من كونه مسارًا حقيقيًا للسلام، هدفه إعادة توجيه المنطقة بما يتماشى مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية، لتبقى فلسطين الضحية الدائمة لأي مشروع تحت لافتة “الشرق الأوسط الجديد”.
لقد أصبحت الحرب عبئًا سياسيًا واستراتيجيًا على كل من إسرائيل وواشنطن، مما دفعهما الى إنهاء القتال، الا ان ذلك لا يعني تحقيق السلام، بل مجرد توقف مؤقت لإعادة ترتيب الأوراق.

صحيح أن وقف الحرب المروعة على غزة يستحق الاحتفاء، غير أن الفرح يتضاءل أمام فظائع الحرب والدمار والمعاناة الإنسانية الهائلة.
وعلى إسرائيل أن تتقبل حقيقة أن الحرب انتهت دون تحقيق “نصر” حقيقي، وأن شرعيتها الدولية تضررت بعمق، ولن يُصلحها مجرد اتفاق أو هدنة مؤقتة.

إن المشاريع المطروحة لا يمكن أن تحقق السلام ما لم تُربط صراحةً بالاعتراف بدولة فلسطين على وفق حل الدولتين .
فالمنطقة لن تشهد "شرق أوسط جديد"  إلا عبر تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية .
والى ان يتحقق ذلك ،ستبقى المنطقة تعيش بين سلام معلن وهدن مليئة بالشكوك .
ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
- تداعيات العقوبات الدولية تجاه إيران وأثرها على العراق
- الطبقة الوسطى بيضة القبان في العراق
- شرق أوسط جديد صراع القوى وفراغ الرؤية العربية
- إسرائيل على منحدر العزلة
- الفقر يدفع الشباب العراقي إلى أتون الحرب الروسية الأوكرانية
- الذكاء الاصطناعي قوة حضارية أم اداة للهيمنة الرقمية
- قانون الحشد الشعبي. . حجر الزاوية لمستقبل النظام في العراق
- قراة في التغول الإسرائيلي
- الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية
- الشرق الأوسط من يرسم خرائطه
- شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
- سيناريو المواجهة ومستقبل النظام الإيراني
- اشكالية استقلال القضاء في العراق. .
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة


المزيد.....




- انفراج مرتقب.. وزير الداخلية الفرنسي يبحث سبل استئناف الحوار ...
- القصر الملكي: المغرب يرفع الإنفاق على الصحة والتعليم إلى 15 ...
- القصر الملكي : المغرب يخصص في ميزانيته 15 مليار دولار للصحة ...
- المغرب يرفع ميزانية الانفاق على الصحة والتعليم إلى 15 مليار ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها في جورجيا بسبب -التحريض- ضدها
- وزير الدفاع الأفغاني: نتوقع من قطر وتركيا مراقبة تنفيذ الاتف ...
- إسرائيل تتراجع عن قرار إغلاق معابر قطاع غزة
- وزير الحرب الأميركي: وجهنا ضربة جديدة لمركب مخدرات كولومبي
- طوفان أرهورمان يفوز بالانتخابات الرئاسية في قبرص التركية
- مخاوف من استغلال تعديلات قانونية لتقييد الحريات بالسودان


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - غزة