أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي














المزيد.....

فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادهم ابراهيم 


شهدت القمة العربية الرابعة والثلاثون في بغداد ضعفًا واضحًا في مستوى التمثيل العربي، حيث غاب العديد من قادة الدول العربية، واكتفى البعض الآخر بإرسال ممثلين من مستويات أدنى حتى من وزراء الخارجية. هذا الحضور المتواضع يعكس بوضوح تعقيدات المشهد السياسي العربي والعراقي على حد سواء.

لقد سعت بغداد من خلال هذه القمة إلى تأكيد عودتها إلى الساحة الإقليمية، إلا أن النفوذ الإيراني المستمر وضعف سيطرة الحكومة العراقية على الفصائل المسلحة ألقى بظلاله على هذا الحدث. وكانت زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إلى بغداد قبيل ساعات من انعقاد القمة دليلاً على استمرار التدخلات الخارجية في الشأن العراقي.

كما أن الوضع السوري كان حاضرًا في خلفية المشهد، مع دخول سوريا مرحلة جديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد، مما تسبب في بروز خلافات عربية جديدة ألقت بظلالها على مستوى التمثيل السياسي في القمة.

وعلى الصعيد الدولي، طغت قمة ترامب الخليجية على قمة بغداد، حيث تشابه جدول الأعمال بين القمتين في مناقشة قضايا مثل الحرب في غزة، والأوضاع الاقتصادية، والأزمة السورية، ما جعل من قمة بغداد حدثًا باهتًا مقارنة بالتغطية الإعلامية والدعم السياسي الذي حظيت به القمة الخليجية.

إن فشل القمة العربية في بغداد لم يكن مجرد انعكاس للنفوذ الإيراني ولتعقيدات الوضع السياسي الداخلي للعراق، بل كان أيضًا مؤشرًا على أزمة أعمق في النظام العربي برمته. فالانقسامات العربية، والتدخلات الإقليمية، وعجز الدول عن بلورة رؤية مشتركة تجاه القضايا المصيرية، كلها عوامل أدت إلى ضعف هذا التجمع العربي.

ومن هنا، فإن الدول العربية تتحمل مسؤولية دعم العراق وتعزيز استقراره كجزء من استقرار المنطقة بأسرها. كما أن عليها إدراك أن ترك العراق يواجه وحده التدخلات الأجنبية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاضطرابات.

لقد كان للحروب والنزاعات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط أثر مدمر على العالم العربي، حيث تبخرت الآمال في مشروع نهضوي قومي، وتعمقت الخلافات السياسية والطائفية، وأصبحت الدول العربية مسرحًا لصراعات النفوذ بين قوى إقليمية ودولية.

ومع ذلك، فإن هذه التحديات يجب أن تكون دافعًا لإعادة إحياء مفهوم التضامن العربي، ليس كشعار، بل كمنظومة عمل مشتركة تقوم على المصالح المتبادلة والتنسيق السياسي والاقتصادي. وتمتلك الدول العربية موارد هائلة بشرية وطبيعية، وإرثًا حضاريًا وروحيًا غنيًا، مما يمكنها من النهوض إذا ما توفرت الإرادة السياسية.

في ظل هذه الظروف، بات من الضروري إعادة تفعيل الدور الفكري للمؤسسات الثقافية والعلمية، ودعم منظمات المجتمع المدني ورجال الفكر لتعزيز الوعي العربي، في مقابل إخفاق النخب السياسية في بناء مشروع عربي مشترك على مدى عقود.

إن فشل القمة العربية في بغداد يجب أن يكون حافزًا لمراجعة السياسات القومية العربية، والبحث عن آليات جديدة لإحياء المشروع القومي العربي، بما يحقق الحد الأدنى من الوحدة والتكامل في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وهذا يتطلب قيادة واعية وإرادة شعبية تؤمن بأن التضامن العربي ليس خيارًا بل ضرورة للحفاظ على الهوية والمصالح العربية المشتركة.
أدهم إبراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...
- ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام ا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو. . انتصار العدالة ل ...
- نظرة في سياسة ترامب الخارجية
- تناقضات السلطة في العراق القاضي حيدر حنون يتهم القاضي ضياء ج ...
- ايران واسرائيل . . نزاع نفوذ وليس صراع وجود
- انحسار الثقافة والفن في العراق. ودور الاحزاب الحاكمة
- ازمة الفساد في العراق. .
- دكتاتورية الاغلبية
- فشل الديموقراطية في العراق
- الحشد الشعبي ومخالفات الإطار الدستوري
- الطائفية في منطقتنا سياسية وليست دينية
- اشكاليات القضية الكردية بين الحكومة المركزية والاقليم
- انفلات السلاح في العراق. . تحديات خطيرة
- فن الاستماع والحديث
- إسرائيل من العنصرية الى الفاشية


المزيد.....




- شواطئ وأبراج فاخرة وآلاف الغرف في كوريا الشمالية.. كيم جونغ ...
- لوحات تُعرض لأول مرة في قصر باكنغهام.. أعمال فنية من جولات ا ...
- بعد يوم من تهديدات ترامب.. وزير خارجية روسيا يلتقي الرئيس ال ...
- انخفاضٌ في معدلات التلقيح بأوروبا وآسيا الوسطى يضع صحة ملايي ...
- الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على إسرائيل.. هل يفعلها؟
- المدرب البرتغالي جورجي جيزوس يخلف الإيطالي ستيفانو بيولي كمد ...
- هجمات بمسيرات تستهدف مطار أربيل وحقل خورمالا النفطي بالعراق ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 131 قتيلا
- توم باراك.. -مندوب سام- أميركي لسوريا ولبنان
- اجتماع -مجموعة لاهاي- بكولومبيا صرخة وسط الصمت عن جرائم إسرا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي