أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام














المزيد.....

الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع في اليمن . . حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام 
بقلم: أدهم إبراهيم

يشهد الصراع اليمني تحولات جذرية ، بعدما كان لعقود ساحة لتنافسات إقليمية ودولية عانى منها الشعب كثيرا.
فالحرب في اليمن ليست حربًا اهلية بين اليمنيين، بقدر ماهي  حرب اقليمية بالوكالة ، وان استمرارها يزيد من معاناة الشعب اليمني ، ويعقد الوضع الجيوسياسي في المنطقة . 

ومع تقليص إيران دعمها العسكري والسياسي لجماعة الحوثيين، بدأت ملامح تغيير حقيقي تلوح في الأفق. إلا أن هذا التغير لا يعني نهاية الصراع، الذي ما يزال متشابكًا مع مصالح وتوترات إقليمية ودولية معقدة.

خصوصا بعد تدخل الولايات المتحدة بشن غارات جوية مكثفة للضغط على الحوثيين واجبارهم على وقف هجماتهم في البحر الأحمر ، قد ترافقها مستقبلا عمليات برية من قوات امريكية او فصائل مسلحة محلية لإضعاف الجماعة المتمردة . مما يجر ذلك الى حرب اهلية جديدة في وقت يكافح الشعب لمداواة جراحه بعد عقود من العنف .

ولذلك ، أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن الحل العسكري لم يعد خيارًا قابلاً للاستمرار، وأن الحوار هو الطريق الوحيد نحو إنهاء معاناة اليمنيين.

لطالما كان تاريخ اليمن الحديث مليئًا بالصراعات. فمنذ سقوط النظام الملكي على يد الرئيس عبد الله السلال في ثورة سبتمبر 1962، دخلت البلاد في دوامة من الحروب والانقلابات. استمرت الحرب الأهلية بين أنصار الجمهورية والمملكة المتوكلية حتى عام 1970، بدعم مباشر من مصر في ذلك الحين. ومنذ ذلك التاريخ، لم تهدأ البلاد، لتتحول إلى ساحة صراعات متكررة، غالبًا ما يدفع المدنيون الأبرياء ثمنها.

في الجنوب، اندلعت ثورة أكتوبر عام 1967 ضد الاستعمار البريطاني، لكنها سرعان ما تحولت إلى صراع دموي بين الرفاق أنفسهم، مما أدى إلى نفي الرئيس علي ناصر محمد. أما بعد تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990، فلم يتحقق الاستقرار المنشود، بل دخل اليمن في حرب أهلية جديدة، خاصة بعد أن تولى علي عبد الله صالح رئاسة البلاد.

وفي ظل أجواء الانقسامات والتوترات، داهم الحوثيون من صعدة شمالاً إلى صنعاء في أغسطس 2014، ليسيطروا على الحكم، وهو ما أدى إلى تفكك الدولة. واستمرت الحرب بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين حتى إعلان هدنة في أبريل 2022 برعاية الأمم المتحدة، لكنها لم تنجح في تحقيق سلام حقيقي بسبب تعنت الأطراف المتصارعة.

اليوم، يشكل تخلي طهران عن الحوثيين فرصة تاريخية لوقف نزيف الدم، وبداية لمسار تفاوضي شامل ينقذ ما تبقى من اليمن. فقد أثبتت السنوات الماضية أن الحرب لم تنتج سوى الدمار والتشريد والمجاعة، وأضعفت البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

لكن السلام لن يُبنى فقط على انسحاب الأطراف الداعمة، بل على إرادة حقيقية من داخل اليمن. فمع انشغال إيران بتأمين مصالحها عبر التفاوض النووي، وإعادة السعودية والإمارات تقييم أدوارهما في الملف اليمني، يبرز أمل في تسوية سياسية ممكنة، على أن يكون مفتاحها بيد اليمنيين أنفسهم.

إن إنهاء الحرب لا يضمن فقط إعادة بناء الدولة، بل يتيح أيضًا صياغة عقد اجتماعي جديد يؤسس لسلام عادل وشامل، ويبعث برسالة أن الحوار ليس ممكنًا فحسب، بل ضرورة ملحة.

وعلى القوى اليمنية مراجعة سياساتها، وتجاوز الانقسامات المناطقية والمذهبية التي مزقت البلاد، فالحرب استنزفت الجميع، ولن تكون الدول الإقليمية، مهما بدت حليفة، قادرة على ضمان مستقبل اليمن، ما دامت تسعى وراء مصالحها أولاً.

لقد آن الأوان لأن يدرك اليمنيون أن مستقبلهم يصنع في الداخل، لا في عواصم القرار الإقليمي والدولي.



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...
- ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام ا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو. . انتصار العدالة ل ...
- نظرة في سياسة ترامب الخارجية
- تناقضات السلطة في العراق القاضي حيدر حنون يتهم القاضي ضياء ج ...
- ايران واسرائيل . . نزاع نفوذ وليس صراع وجود
- انحسار الثقافة والفن في العراق. ودور الاحزاب الحاكمة
- ازمة الفساد في العراق. .
- دكتاتورية الاغلبية
- فشل الديموقراطية في العراق
- الحشد الشعبي ومخالفات الإطار الدستوري
- الطائفية في منطقتنا سياسية وليست دينية
- اشكاليات القضية الكردية بين الحكومة المركزية والاقليم
- انفلات السلاح في العراق. . تحديات خطيرة
- فن الاستماع والحديث
- إسرائيل من العنصرية الى الفاشية
- مقال
- دعونا نعيد بناء الوطن


المزيد.....




- ترامب يهدد وسائل إعلام أمريكية برفع دعاوى قضائية بسبب التقار ...
- ما الذي يميّز أسبوع الموضة الرجالي في باريس هذا العام؟
- دور قوات قطر والـ120 ثانية قبل وصول صواريخ إيران لقاعدة العد ...
- -حفظ ماء الوجه-.. ضجة يشعلها خامنئي بإعلان -الانتصار- على أم ...
- مؤشرات جديدة على مدى تضرر المنشآت النووية الإيرانية، ورغبة إ ...
- -أطفال حسب الطلب-.. قفزة علمية نحو كتابة الشيفرة الوراثية وس ...
- حتى أفريقيا تتأثر بصراعات الشرق الأوسط!
- واشنطن تخصص تمويلا بقيمة 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية ...
- المبعوث الأميركي إلى سوريا: دمشق تجري محادثات بهدوء مع إسرائ ...
- مواجهات مع مستوطنين في نابلس واقتحامات جديدة بكفر مالك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام