أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - دعونا نعيد بناء الوطن














المزيد.....

دعونا نعيد بناء الوطن


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7875 - 2024 / 2 / 2 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعونا نعيد بناء الوطن  

تعرض العراق لدمار واسع النطاق على الصعيد العمراني والانساني نتيجة الحروب , والحصار ، ثم الغزو الامريكي الغاشم ، الذي جلب معه الاطروحات الدينية والطائفية لتكريس الفوضى والفساد . والناس في كل مكان يعانون من الفقر والجهل وتفشي المخدرات ، وانعدام الامن والخدمات العامة .
  وتكالبت دول عديدة عليه للتدخل بشؤونه سرا وعلنا . واصبح الان قاب قوسين او ادنى من حرب اقليمية تستنزف قواه البشرية والاقتصادية لعقود طويلة اخرى . كل ذلك نتيجة استقطابات دينية وطائفية تخدم دول الجوار ولا تخدم الشعب العراقي بكل اطيافه المتنوعة .

ويقف العراق الان على مفترق طرق، وهو يصارع التحديات التي واجهت شعبه وبنيته التحتية ، بعد عجز  النظام السياسي عن معالجة الازمات المتلاحقة حتى وصل الى مرحلة الاحتضار  .
  وبينما نفكر في طريق إعادة بناء وطننا، علينا ألنظر إلى الهوية الوطنية البعيدة عن الانقسامات الدينية والطائفية كمنطلق اساس . 
وتدعونا الحاجة الماسة للوحدة المبنية على القيم المشتركة والرؤية الجماعية التي تمهد الطريق لوطن مزدهر ومتناغم .

    العراق يضم العديد من الأعراق والثقافات والمعتقدات الدينية المتنوعة ، وبدلاً من النظر إلى هذا التنوع باعتباره مصدراً للانقسام، يجب علينا الاعتراف باعتباره قوة تثري المجتمع . ومن خلال الارضية المشتركة يمكننا بناء دولة أكثر شمولا ووحدة .

‬وقد اصبحت الحاجة ملحة الى مشروع‭ ‬عراقي‭ ‬وطني‭ ‬لا‭ ‬يستثني‭ ‬أحدا‭ ‬وينبذ‭ ‬الطائفية‭ ‬التي تفرق ، ولاتجمع  .
   والتاريخ العتيد يزودنا بدروس قيمة لتجاوز العواقب المترتبة على التوترات الدينية والطائفية التي يثيرها اصحاب المصالح النفعية والحزبية الضيقة ، ويصبح لزاما علينا التمسك بوطن موحد لتحقيق الاستقرار ، والاستقلال الناجز .
ومن خلال التعلم من التجارب المريرة ، يمكننا تحقيق مستقبل زاهر يسود فيه التعاون والرؤية الواحدة على الفرقة والانقسام .

إن إعادة بناء الوطن تتطلب جهودا غير اعتيادية ، فالتغيير المنشود  يتمثل في تغيير البنية الأساسية   للعملية السياسية ، بمعنى آخر التخلي عن الطائفية والمناطقية التي مهدت لتدخل دول كبرى ، واخرى اقليمية ، حتى صار العراق ساحة لتصفية الحسابات افقدته  سيادته واستقلاله .

ولاجل تقويم العملية السياسية وإعادة بناء الدولة في العراق لابد من اتخاء تدابير  أساسية لعل اهمها:

مراجعة شاملة للدستور العراقي :

 اول الخطوات لتصحيح المسار،  لابد من تعديل الدستور بما يوائم الطبيعة الاجتماعية والثقافية للشعب العراقي وضمان وحدته ، بعيدا عن التقسيمات الطائفية والمناطقية .
والذهاب نحو نظام شبه رئاسي يُنتخب فيه الرئيس من قبل الشعب مباشرةً . ورئيس الوزراء من قبل البرلمان ، وتوزع الصلاحيات بينهما لتجنب الاستئثار بالسلطة . مع حضر الاحزاب الدينية والطائفية ، لكونها مدعاة للتفرقة والانقسام .

السلام والأمن
تعد سيادة القانون والاستقرار الأمني من أهم متطلبات بناء الدولة، حيث يجب توفير الحماية للمواطنين من العنف والإرهاب واستغلال النفوذ . وفي العراق، يعد انتشار السلاح والفصائل الحزبية المسلحة من أبرز التحديات التي تواجه عملية إعادة البناء، والتي يجب مواجهتها بشكل حازم من خلال بناء جيش وشرطة وطنية وانهاء الميليشيات الحزبية التي تستنزف موازنة الدولة وتعبث بامن المواطنين .

استقلالية القضاء
مبدا إستقلال القضاء يعني قدرة  المحاكم على إتخاذ القرارات في الدعاوى والنزاعات المعروضة أمامها بحيادية ، دون تدخلات  خارجية وخصوصا من السلطة التنفيذية او الاحزاب المتنفذة .

التنمية:
تحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل أمر ضروري لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل ويشمل ذلك الاستثمار في الصناعات الرئيسية، وتشجيع ريادة الأعمال، وتعزيز الصناعة ، والتخلص تدريجيا من الاقتصاد الريعي المعتمد على مبيعات النفط .

بناء الهوية الوطنية
يتوجب تعزيز الهوية الوطنية العراقية المشتركة، وبناء شعور بالانتماء للوطن بعيدا عن طغيان الانتماءات الفرعية كالعشيرة والطائفة والقبيلة . وان لايكون الايمان بهذه الانتماءات على حساب الانتماء الكلي للوطن وأن أي خلل في ذلك الانتماء سيعود بلا شك بالسلبية تجاه الهوية الوطنية
لدى جميع المواطنين .
    وفي قلب الوحدة الوطنية يكمن العيش المشترك المستند على القيم الوطنية المتجذرة في التاريخ، والتراث الثقافي، وتجمعنا رؤية واضحة للمستقبل،  تكون اساسا للاحساس بالانتماء للوطن بدل الانتماءات الفرعية الواهية التي تكرس للطائفية والعنصرية .
وهنا يلعب الاعلام دوراً محورياً في كسر الصورة المشوهة للهوية الوطنية الواحدة . 

 وكذلك من خلال تعزيز التفاهم في المناهج الدراسية المبنية على روح التسامح والاحترام المتبادل،  بما يحقق تنشئة اجيال تقدر الوحدة وترفض التحيزات الجهوية .

    إن إعادة بناء العراق تتطلب حكماً شاملاً يضمن التمثيل والمشاركة من جميع شرائح المجتمع .
ومن خلال تفكيك الهياكل التي تديم الاحتكارات الدينية أو الطائفية، يمكننا خلق مشهد سياسي يعكس الوحدة الحقيقية لأمتنا .

وفي الختام، فإن رحلة إعادة بناء العراق تتطلب التزاماً جماعياً بالوحدة التي تتجاوز الاختلافات الدينية والطائفية.  ومن خلال الاعتراف بتنوعنا، والتعلم من التاريخ، والتأكيد على القيم المشتركة، وتعزيز التعليم من أجل التفاهم، والدعوة إلى الحكم الشامل، يمكننا وضع الأساس لعراق مزدهر ومتناغم.  لقد حان الوقت لصياغة مسار يوحدنا في هدفنا المشترك المتمثل في إعادة بناء وطننا على اسس علمية مجربة .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوجه الشبه بين حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وإسرائيل
- صناعة الجهل
- اهمية الثوابت الوطنية في توحيد المجتمع
- موقف مجلس الامن السلبي تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة
- فوز الحزب الشعبوي الهولندي نقطة تحول في التاريخ الأوروبي الح ...
- التعرض الفلسطيني والحرب الاسرائيلية على غزة وما بعدها
- هيمنة الولايات المتحدة على العالم
- تداعيات عملية طوفان الأقصى
- طريق الخلاص من التناحر
- هل كانت ايران مخلب قط في تدمير المنطقة؟
- العرب وعصر الظلام
- زمن التفاهة والالهاء
- تضليل الشعوب
- النوافذ المحطمة في بلداننا
- الانتماء الديني والمذهبي لايوجب التفريط بالحقوق الإنسانية
- فرص الاصلاح السياسي في العراق
- اثر الأحجار الكريمة على الإنسان
- اثر الاحجار الكريمة على الإنسان
- ظاهرة تعيين الاقارب في مؤسسات الدولة
- المخدرات في العراق. . المشكلة والحل


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - دعونا نعيد بناء الوطن