أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الشرق الأوسط من يرسم خرائطه














المزيد.....

الشرق الأوسط من يرسم خرائطه


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ان تحولت المعارك والنزاعات في المنطقة من الحروب بالوكالة إلى المواجهة المباشرة بين اللاعبين الإقليميين. اصبحنا على اعتاب مرحلة جديدة وعالم مضطرب يموج بتحولات جيوسياسية . وهنا يقف الشرق الأوسط عند مفترق طرق حاسم وخطير .
هل سنكون نحن العرب — حكوماتً وشعوبًا — من يحدد ملامح هذه المرحلة، أم سنترك الآخرين يرسمون لنا حدودًا جديدةً مليئةً بالألغام؟ 
نحن لا نطمح إلى شرق أوسط تُخطّط له عواصم غربية، أو تفرضه جماعات متطرفة عابرة للحدود، بل إلى شرق أوسط نصنعه بأيدينا، بما يضمن أمننا ويحمي مستقبل أجيالنا.

فالتاريخ اثبت أن السكوت عن مشاريع خارجية للعبث في شؤون المنطقة يقود إما إلى صراعات اهلية، أو إلى إعادة إنتاج الأزمات القديمة بأدوات معاصرة.

ومع ذلك، فإن الطريق نحو شرق أوسط مستقر ومزدهر سوف لن يكون مفروشًا بالورود، بل يواجه تحديات جدّية، لا يمكن إنكارها .
ولعل التحدي الأكبر يكمن في القوى التي تعمل على استمرار الفوضى في المنطقة كأداة نفوذ، لدول كبرى او اقليمية ، او لحركات إسلاموية ما زالت تعيش على أوهام الماضي، وتحاول إحياء مشاريعها الأيديولوجية المتطرفة. كل هذه الأطراف لها توجهاتها ومشاريعها ، وهي تخشى من شرق أوسط جديد يدار بمنطق السلام والتنمية ، لا بمنطق الإقصاء والتحريض بدعوات متطرفة .
تسعى هذه القوى إلى تأجيج المظالم القديمة، وتغذية النزعات الطائفية والعرقية والمناطقية، مستندة إلى آلة دعائية فعالة، تستغل الانقسامات، وتنكأ الجراحات المفتوحة، لتحول دون أي مشروع يهدف إلى رأب الصدع، وبلورة رؤية جامعة لمستقبل زاهر .

إن الدعوة لرسم ملامح شرق أوسط جديد واعادة تشكيل المنطقة ليست جديدة ، الا انها قد استجدت بشكل ملحوظ بعد الحرب الاخيرة على غزة وماتلاها من صراعات لتغيير البيئة الاستراتيجية في المنطقة، وهي بالاساس نتاج صراع إرادات بين أطراف عديدة :

الدول الكبرى، التي ترى في المنطقة ساحة لتحقيق مصالحها الاستراتيجية ومسرحًا للصراع غير المباشر.

القوى الإقليمية التي تسعى للهيمنة، وتوسيع نفوذها،  أو على الأقل لإعادة تموضعها للشروع بدور جديد .

المنظمات والحركات غير الرسمية، التي تحاول التأثير على الرأي العام وصناعة القرار من تحت الطاولة .

كلّ هذه الأطراف تسعى — بدرجات مختلفة — إلى مصادرة حقّ العرب في تقرير مصيرهم. لكنّ اللحظة الحاسمة تتطلب قرارات عاجلة قبل فوات الأوان. 

وعلى العرب الخروج بمشروع موحد ، او تصور واضح لمستقبل المنطقة بعيدا عن الانانية والتفرد .
اننا لا نسعى إلى وحدة عربية شاملة
، فذلك ليس عمليًا في ظل الفوارق السياسية والاقتصادية والثقافية . أو تقليد النموذج الأوروبي، بل إلى حدّ أدنى من التوافقات التي يجب أن تحكم المستقبل،  يتخذ من السلام العادل والدائم أولوية آنية ، لا كشعارات مؤجلة ، بل الاجماع على مسائل ملحة ، اولها القضية الفلسطينية التي كانت ومازالت الخاصرة الضعيفة للعرب ، لايجاد حل عادل لها ، سواء عبر دولة مستقلة، أو اتحاد مع الأردن، أو نموذج المواطنة المتساوية. 
وإنهاء الصراعات في ليبيا والسودان  لأنها بيئات خصبة للتطرف. 

في خضم مايجري حاليا من مواجهات ساخنة، واجتماعات عديدة لرسم شرق اوسط جديد يتجاوز حدود سايكس-بيكو فان الامر يتطلب تصمیم مشروع عربي واحد لا يحتمل المزايدات والمزاجيات، بل يستند إلى التوافق بين القادة والشعوب، ويقطع استمرار إرث سبعين عامًا من الشعارات دون نتائج .

ان الشرق الأوسط الجديد لن يولد من رحم المؤتمرات والاجتماعات الدولية والإقليمية وحدها. إنه مشروع يجب ان يبدأ من داخلنا، من إدراكنا أن مصلحتنا المشتركة تتجاوز الحسابات الضيقة، وأن استقرار كل بلد عربي لا يكتمل إلا باستقرار جواره .

ان تحقيق السلم الاهلي والازدهار الاقتصادي يقوم على الشراكات، لا  المحاور؛ على العمل الوطني، لا الدعايات الدينية او الطائفية ؛ على تعزيز البنية التحتية والعلم ، لا الاستثمار في التطرف والغلو والعمالة .
لم يعد هناك وقت للانتظار. فإما أن نكون شركاء في صناعة تاريخنا ، أو نُترك مجددًا على هامشه .
الشرق الأوسط الجديد ليس وعدًا... بل قرارًا يجب ان نتخذه عاجلا" قبل ان يسبقنا الطوفان ، ويعاد رسم حدودنا بما لايتوافق مع أهدافنا ومستقبل اجيالنا .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
- سيناريو المواجهة ومستقبل النظام الإيراني
- اشكالية استقلال القضاء في العراق. .
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...
- ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام ا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو. . انتصار العدالة ل ...
- نظرة في سياسة ترامب الخارجية
- تناقضات السلطة في العراق القاضي حيدر حنون يتهم القاضي ضياء ج ...
- ايران واسرائيل . . نزاع نفوذ وليس صراع وجود
- انحسار الثقافة والفن في العراق. ودور الاحزاب الحاكمة
- ازمة الفساد في العراق. .
- دكتاتورية الاغلبية
- فشل الديموقراطية في العراق
- الحشد الشعبي ومخالفات الإطار الدستوري


المزيد.....




- بسبب -كثرة المصافحات-.. البيت الأبيض يكشف سبب ظهور كدمات على ...
- للمرة الأولى في الإتحاد الأوروبي.. سلوفينيا تمنع وزيرين إسرا ...
- مراسلون بلا حدود: ترامب يستلهم أساليب الأنظمة الاستبدادية
- حرب غزة تسبب مشاكل عقلية لآلاف الجنود الإسرائيليين
- مسؤول سوري: القصف الإسرائيلي يعرقل البحث عن الأسلحة الكيميائ ...
- -عدالة مُضللة-.. كيف دمرت خوارزميات البريد البريطاني حياة ال ...
- بيت ديفيدسون ينتظر مولوده الأول من شريكته إلسي هيويت
- راجت إحدى أغانيها على تيك توك مؤخرا.. وفاة كوني فرانسيس عن ع ...
- أردوغان: الهجمات الإسرائيلية على سوريا تُهدد المنطقة بأكملها ...
- محلل درزي سوري لـCNN: إسرائيل لا تحمي الدروز.. وتستخدم السوي ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الشرق الأوسط من يرسم خرائطه