أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية














المزيد.....

الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر الأنظمة السياسية في الشرق الأوسط بمرحلة انتقالية حساسة، تتسم بصراعات متجددة على النفوذ والسلطة، تتخذ أحيانًا طابعًا دينيًا أو طائفيًا. وغالبًا ما يُستغل الانتماء المذهبي كأداة سياسية لتعبئة الجماهير وتشكيل التحالفات، على حساب وحدة المجتمع وتماسكه الوطني.

في هذا السياق، تسبب صعود "هيئة تحرير الشام" إلى السلطة ، في شنّ هجمات ضد أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري، ما أدى إلى أعمال قتل وتنكيل بحق مدنيين أبرياء لا ذنب لهم سوى انتمائهم الطائفي. وبعدها، توجهت الأنظار إلى السويداء حيث تعرض الدروز لحملات مماثلة من العنف والتضييق ، بغض النظر عن التفاصيل.

ما حدث في سوريا ليس بعيدًا عما جرى في العراق. فبعد تفجير مراقد الائمة في سامراء ، شهدت البلاد موجة من التصفيات الطائفية ، حيث استهدفت بعض الفصائل السياسية المكوّن السني بشكل مباشر.
وفي وقت لاحق حصل توتر وعداء  تجاه الأكراد، رغم كونهم حلفاء الامس .

هذه الأحداث تتكرر تحت مظلة "حكم الأغلبية"، إلا أن الديمقراطية الحقيقية لا تعني دكتاتورية الأغلبية، بل تقوم على مبدأ الشراكة وتوزيع السلطة على أساس المواطنة المتكافئة والمتساوية ، بما يضمن تمثيل جميع مكونات المجتمع.

لقد ولّدت هذه الممارسات مخاوف متبادلة بين الشيعة والسنة، حيث يشعر كل طرف بالقلق من استئثار الآخر بالسلطة . ما يوجب العمل على عدم تكريس هذا التناحر، بل السعي لتأسيس أرضية مشتركة تقوم على التسامح والتعايش، لكون غياب مثل هذه القيم لا يخدم سوى أعداء الداخل والخارج .

وقد شهدنا مثالًا على ذلك في سياسات حكومة نتنياهو، التي أظهرت دعمًا للدروز ليس بدافع حماية الاقليات كما يدعون ، بل كجزء من محاولات تمزيق النسيج الوطني. وتنفيذ مخططات مشبوهة. فهناك أطراف متعددة، تسعى لتغذية الانقسامات الطائفية والمناطقية تحت ذرائع دينية متباينة .

بناء الدول لا يمكن أن يتحقق على أسس التفرقة الدينية أو القومية أو المناطقية، ولا يجوز تحميل المدنيين من أي طائفة مسؤولية جرائم الأنظمة الدكتاتورية. فالتطرف، سواء كان دينيًا أو طائفيًا، يؤدي إلى فشل الدول وتراجعها، نتيجة تسييس الدين وتوظيفه لأهداف أيديولوجية منحرفة.

ينبغي العودة إلى جوهر الإسلام، الذي يقوم على التوحيد والسلام، وتجاوز المظالم التاريخية والانقسامات، والانتقال إلى آفاق جديدة من التنمية والتعليم ومكافحة الفقر، واستثمار الموارد البشرية والطبيعية بوعي وانفتاح لقطع الطريق على الاعداء المتربصين .

إن تدهور البيئة الجيوسياسية في منطقتنا يترافق اليوم مع استخدام التقنيات الحديثة لنشر الفرقة والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، وهو مخطط يؤدي إلى ارتفاع في مستويات العنف، حتى أصبح عنصرًا رئيسيًا في المعادلة السياسية.

وفي ظل هذه الظروف المعقدة، أصبح من الضروري على العرب جميعًا تبني نهج استراتيجي يستند إلى القيم المشتركة، والاحترام المتبادل، والسعي لتحقيق المصالح الوطنية الجامعة. فالتعصب الطائفي لم يعد مجرد مشكلة مذهبية، بل تهديد مباشر لاستقرار الدولة ومستقبل الأجيال القادمة.

إن رعاية مصالح الشعب الحيوية يجب أن تتقدّم على أي ولاءات طائفية أو مناطقية.
واي نظام حكم ديمقراطي يستمد شرعيته من إرادة الشعب ، كل الشعب ، وليس من طائفة دينية أو عرقية معينة. واستقرار الدول يعتمد بدرجة أساسية على التنمية، وعلى دور التعليم والإعلام في ترسيخ وحدة المجتمع وتحصينه ضد الانقسام .
ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط من يرسم خرائطه
- شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
- سيناريو المواجهة ومستقبل النظام الإيراني
- اشكالية استقلال القضاء في العراق. .
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...
- ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام ا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو. . انتصار العدالة ل ...
- نظرة في سياسة ترامب الخارجية
- تناقضات السلطة في العراق القاضي حيدر حنون يتهم القاضي ضياء ج ...
- ايران واسرائيل . . نزاع نفوذ وليس صراع وجود
- انحسار الثقافة والفن في العراق. ودور الاحزاب الحاكمة
- ازمة الفساد في العراق. .
- دكتاتورية الاغلبية
- فشل الديموقراطية في العراق


المزيد.....




- إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ودوي صفارات الإنذار ...
- علماء يكتشفون أكبر اندماج على الإطلاق بين ثقبين أسودين هائلي ...
- طواف فرنسا: الهولندي آرينسمان يحقق انتصارا بطوليا وبوغاتشار ...
- مظاهر تصاعد وتيرة التحريض العنصري والسياسي على فلسطينيي 48
- خامنئي: تطوير القدرات العسكرية والعلمية سيشهد تسارعا
- فرنسا تدعو لتوحيد سوريا عبر حلول سلمية وضمان حقوق الأكراد
- وسط مواقف متباينة.. فرنسا تدافع عن قرارها الاعتراف بدولة فلس ...
- حرائق جديدة تلتهم غابات تركيا والحكومة تعلن منطقتي كوارث
- مراقبون: مقتل العشرات بهجمات للدعم السريع في قرية بغرب السود ...
- بسبب الحرب في غزة.. هل ستنهج ألمانيا موقفا أكثر صرامة إزاء إ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية