أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - قراة في التغول الإسرائيلي














المزيد.....

قراة في التغول الإسرائيلي


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت المنطقة العربية تحولات جذرية بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، الأمر الذي أفسح المجال أمام إيران لاستغلال حالة الفوضى والفراغ الأمني والسياسي، لترسيخ نفوذها الإقليمي وتحقيق مشروعها التوسعي الذي بدأ منذ عودة الخميني إلى طهران عام 1979.

فمنذ قيام الجمهورية الإسلامية، كانت طهران تسعى إلى تصدير ثورتها إلى خارج حدودها، ووجدت في العراق وسوريا ولبنان واليمن ساحات خصبة لتحقيق احلامها . وكان للتمدد الإيراني من وجهة النظر الغربية عنصر توازن إقليمي لتخفيف الضغط العربي عن إسرائيل .

في هذا السياق، استفادت إيران من تجاهل العالم عن تهديداتها الإقليمية لتتموضع كلاعب استراتيجي في الشرق الأوسط ، مستغلة عوامل دينية وطائفية لبسط سيطرتها على العواصم العربية. وسرعان ما أصبحت صاحبة نفوذ مباشر في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وتطمح لبسط نفوذها في مناطق أخرى.

دعم إيران للفصائل الولائية في سوريا والعراق ولبنان لم يكن بهدف مقاومة إسرائيل أو تحرير فلسطين، بل وسيلة لإضعاف الحكومات العربية، وخلق شبكات نفوذ موالية لإيران، ما أدى إلى تشتيت انتباه العالم العربي عن الخطر الإسرائيلي، ومكّن تل أبيب من تنفيذ سياساتها التوسعية دون مقاومة حقيقية.

وقد اصبح الانشغال العربي بوكلاء  ايران في المنطقة فرصة ذهبية لإسرائيل للتوسع في بناء المستوطنات وقضم الاراضي العربية والفلسطينية ، وفي وقت لاحق تهجير سكان غزة والضفة الغربية، ضمن خطة ممنهجة لإعادة تشكيل ديمغرافيا الأرض لصالح المشروع الصهيوني .

ومع صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يتبنى أفكارًا متشددة، ازدادت سياسات الاحتلال تطرفاً، وتحوّلت الوعود الانتخابية الدينية والتوراتية إلى قرارات سياسية وتنفيذية على الأرض. فتمددت إسرائيل في سوريا ولبنان، واخترقت الأجواء اللبنانية آلاف المرات، مخلفة قتلى وجرحى، وسعت لبناء مناطق نفوذ على الحدود الشمالية تحت ذريعة تعزيز دفاعاتها.

تقوم الإستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة على مزج بين أوهام توراتية دينية ومصالح جيوسياسية واقتصادية. فمشروع “أرض إسرائيل الكبرى” يُعاد تسويقه ضمن الخطاب الرسمي للحكومة اليمينية المتطرفة، التي تستغل الفوضى العربية والانقسام الطائفي لتعزيز مشروعها التوسعي على حساب الفلسطينيين والعرب عموماً.

وفي هذا السياق، كشفت السياسات الإسرائيلية الأخيرة الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال، التي طالما زعمت تبنيها لقيم الديمقراطية والعدالة. إذ انكشفت ازدواجية المعايير من خلال العنف المفرط الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والضفة، والذي قوّض صورتها الأخلاقية التي كانت تتمظهر بها أمام الرأي العام العالمي .

وازاء التغول الإسرائيلي في المنطقة أصبح من الواضح أن المواجهة العسكرية المباشرة معها لم تعد خيارًا واقعيًا في ظل تفوقها العسكري والتكنولوجي ، وتحالفها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة. ورغم ذلك مازال للعرب أدوات فعّالة يمكن استخدامها للحد من التوسع الإسرائيلي منها على سبيل المثال :

   مواجهة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة عبر تحالفات سياسية داخل أمريكا، وضغط الجاليات العربية والإسلامية على مراكز القرار فيها .

توحيد الجبهات الداخلية للدول العربية من خلال تجاوز الخلافات الدينية والمذهبية، وتمتين الصف الوطني العربي في وجه أي اختراقات خارجية .

إطلاق رؤية عربية موحدة لمواجهة التغول الإسرائيلي، والعمل على وقف سياساته العنصرية، وتعزيز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية.

تعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وبذل الجهود لتوحيد الفصائل الفلسطينية في كيان سياسي وأمني قادر على تمثيل كافة شرائح الشعب الفلسطيني، بعيدًا عن الفساد والبيروقراطية.

الضغط على الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، لتغيير سياساتها المنحازة، عبر استخدام ورقة المصالح الاقتصادية والأمنية في الشرق الأوسط.

توحيد الخطاب الإعلامي العربي والتركيز على كشف الانتهاكات الإسرائيلية وفضح خطابها العنصري أمام العالم، بالتوازي مع مبادرات خلاقة لتقوية حضور الرواية العربية .

الاستثمار الفعال في التربية والعلوم وبناء نهضة تكنولوجية واقتصادية عربية شاملة تضع الشعوب العربية في موقع القوة والندية، بدلاً من الوقوع في فخ الاستقطاب الديني والطائفي .

إن التغول الإسرائيلي في المنطقة لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة فراغ عربي، وانشغال العرب بمعارك جانبية اجبروا عليها أضعفت الموقف الجماعي. في الوقت الذي ينبغي فيه إعادة ترتيب الأولويات العربية، وبناء تحالفات قوية تعيد التوازن في وجه المشروع الصهيوني، فإن الطريق لن يكون سهلاً، لكنه ليس مستحيلاً إذا توافرت الإرادة السياسية والوعي الشعبي والرؤية الإستراتيجية الواضحة.



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية
- الشرق الأوسط من يرسم خرائطه
- شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
- سيناريو المواجهة ومستقبل النظام الإيراني
- اشكالية استقلال القضاء في العراق. .
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...
- ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام ا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو. . انتصار العدالة ل ...
- نظرة في سياسة ترامب الخارجية
- تناقضات السلطة في العراق القاضي حيدر حنون يتهم القاضي ضياء ج ...
- ايران واسرائيل . . نزاع نفوذ وليس صراع وجود
- انحسار الثقافة والفن في العراق. ودور الاحزاب الحاكمة
- ازمة الفساد في العراق. .
- دكتاتورية الاغلبية


المزيد.....




- مصر.. صورة مبنى -ملهوش لازمة- تشعل سجالا واستشهادا بهدم كنيس ...
- حصري لـCNN.. نجمة يوتيوب -السيدة راشيل- ترد على انتقادات دعم ...
- في إيران.. بحرينية تستكشف كهفًا ينبت فيه الشَّعر احتار العلم ...
- إسرائيل تقرّ خطة للسيطرة على مدينة غزة
- الولايات المتحدة تزيد مكافأة القبض على مادورو إلى 50 مليون د ...
- -قمة سلام تاريخية-.. ترامب يستضيف زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي.. أوبن إيه آي تطلق التحديث ا ...
- -كمين- في ريف بنسلفانيا.. مسلح يقتل جارته ويصيب شرطيين
- لماذ يقلل الخبراء الروس من أهمية لقاء بوتين-ويتكوف في موسكو؟ ...
- لماذا يكره -نبي الجغرافيا- أميركا وأوروبا إلى هذا الحد؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - قراة في التغول الإسرائيلي