أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - مقارنة بين التعليم في تونس وفي ألمانيا















المزيد.....

مقارنة بين التعليم في تونس وفي ألمانيا


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


درسْت و درّست في تونس ثم انتقلت إلى ألمانيا و درسْت هناك كما واكبت تعلم أبنائي في كل المراحل: ابتدائي، ثانوي وجامعي .

سأنقل لكم ما عايشته لنقارن بين تعليم كارثي وآخر جيد.

من أكبر وأفضع الكوارث في تونس(وكل بلدان العالم الإسلامي !!!) هو التعليم!!! وهنا أقصد التعليم العمومي بالذات(حتى التعليم الخاص كان كارثيا، لكنه قفز سنوات ضوئية إلى الإمام مؤخرا)!!

في تونس هناك تعليم رديء جدا في المدن والمناطق الحضرية وآخر يفوقه رداءة وخرابا أشواطا وأشواطا في الأرياف و المناطق الداخلية!!!!!

لتتبينوا درجة الخراب في الأرياف هو أنه لا يغادر هناك المدرسة الإبتدائية إلى المدرسة الثانوية إلا تلميذ واحد كل ست، سبع وأحيانا عشر سنوات!!! وكل مائة سنة تلميذة، ذلك أن الريفي يرى في المعاهد الثانوية في المدن دور دعارة، و أن ابنته ستصبح عاهرة و ،،قحبة،، متى انتقلت إلى هناك !!! من ستين تلميذا في السنة الأولى ابتدائي لا يصل إلا 12 تلميذا السنة السادسة، أي أن جل الأطفال يغادرون المدرسة شبه أميين، لا يستطيعون تحرير جملة واحدة دون أخطاء فضيعة !!! هذه الأرقام لم أسترجلها وأتخيلها للمبالغة والتهكم بل عايشتها كمعلم مدرسة ابتدائية في الريف!! وبالريف لا أقصد القرى في الجبال الوعرة والفيافي فقط بل مدارس المدن في الأحياء القصديرية في كل المدن التونسية!!!

أما المعلم التونسي فهو إما درس في مدرسة تكوين معلمين يختمها بشهادة الباكالوريا أو متحصل على الباكالوريا من المعاهد الثانوية وكلهم من شعبة الآداب الذين هم أميون في المواد العلمية كالرياضيات والكيمياء والفيزياء يضيف سنة أو سنتين في ،، الجامعة،، يحسن من تكوينه في العربية والبيداغوجيا أو طلاب جامعيون فشلوا في دراستهم الجامعية أو انقطعوا لسبب أو لآخر أو أولئك الذين فشلوا في اجتياز مناظرة التأهيل للتدريس التي تكون فيها معايير النجاح أصعب بكثير . يستنجدون بالأخيرين لسد ثغرات نقص المربين.

التلميذ التونسي يدرس طوال النهار من الثامنة صباحا حتى السادسة عصرا!! كامل أيام الأسبوع ما عدا يوم الأحد!! متى سيراجع ويطالع ويمارس الرياضة والأنشطة الثقافية في الجمعيات والنوادي و يقوم بواجباته المنزلية؟؟؟؟ سؤال محير، أتمنى أن يجيب عنه من يحكمون بلداننا منذ الإستقلال ؟؟

يمكن القول أن 99 % من أبناء الأرياف شبه أميين وأن 70 % من خريجي المدرسة التونسية عموما يستطيعون قراءة عناوين الصحف ومقالات حظك اليوم كأقصى تقدير وأن 7 % فقط من التلاميذ والطلاب من هم كفاءات جيدة تنهض بأنفسها وبالبلاد.

القلة من التلاميذ في المدن من تجتاز مناظرة المدرسة الإعدادية(10 سنوات دراسة) تتوجه إثرها إلى أحد الشعب: رياضيات، علوم، إعلامية، تصرف أو آداب. جل طلاب شعبة الآداب يغادرون المعاهد دون الحصول على الباكالوريا . النخبة فقط تدرس الرياضيات و-7% فقط من المتقدمين إلى مناظرة الباكالوريا هم من تلك الشعبة!!

هذا يعني أن أقل من 1% من التونسيين لهم تكوين جيد في الرياضيات. فحتى طلاب العلوم معرفتهم في الرياضيات رديئة أو متواضعة !! هذا يعني أن أقل من 1 % من شباب تونس يمكن أن يدرس الهندسة والميكانيكا والفيزياء المعقدة في مراحلها الجامعية العليا!!!

كل من يتحصل على الباكالوريا في ألمانيا يجب أن يكون جيدا في الرياضيات، لأنه بدون معرفة معمقة في تلك المادة لن يكون للبلاد مهندسون وباحثون وعلماء في المواد العلمية!! وبدون مهندسين لا يوجد تصنيع وازدهار، بكل بساطة، فمن سيصنع المحركات والسيارات والطائرات والآلات، من سيخترع و يطور ؟؟؟ الوعاظ أو موظفو الإدارات؟؟ في ألمانيا 100% من المتحصلين على الباكالوريا يمكنهم الإلتحاق بجامعات الهندسة والتقنية والعلوم التجريبية!! الفرق سنوات ضوئية!!

في ألمانيا لافرق بين المدرسة الحضرية والريفية بتاتا!! في المدرسة الريفية هناك المسبح والقاعة الرياضية المغطاة و قاعات الدراسة المكيفة!!

هناك التعليم في حصة واحدة في كل مراحل التعليم: ابتدائي وثانوي ولا يتعدى الساعة الثالثة مساء على أقصى تقدير، يغادرون المدرسة على الساعة الواحدة بعد الظهر غالب الأيام ، لهم الوقت الكافي للإستراحة، للمطالعة واللعب و التحضير والمشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية.

في ألمانيا المدرسون لكل المراحل يتلقون تدريسا معمقا في كل المواد التي سيدرسونها وفي البيداغوجيا كما يجب عليهم اجتياز امتحان عسير يختبرون فيه في إلمامهم المعمق بما سيدرسونهم وبعلوم البيداغوجيا كما يجب على مدرسي المواد العلمية أن يجتازوا اختبارا قبل الإلتحاق بالجامعة. في حال تأهلهم تنتظرهم أجور مرتفعة وامتيازات باهرة لأنهم يعتبرون كموظفي دولة سامين .

المدرسون نخبة من أحسن كفاءات البلاد وليس من فشلوا في دراستهم الجامعية أو في امتحان التأهيل كما في دولنا!!

في ألمانيا يندر أن يتعدى عدد التلاميذ العشرين في القسم الواحد بينما يتعداه في تونس في المدن الأربعين!! أما في الأرياف فيدرس تلاميذ ثلاثة مراحل مختلفة في قاعة واحدة سويا!!!

في ألمانيا تقدم حصص تدارك مجانا و تقدم الإحاطة بالتلاميذ بعد ساعات الدراسة بأجر زهيد لمن أولو أمره يشتغلون كامل اليوم.

هناك كل من يتقدم لمناظرة الباكالوريا يجب أن يكون ملما بالمواد الأساسية: الرياضيات واللغة الألمانية والأنجليزية أو لغة حية أخرى وبالتاريخ والعلوم السياسية. أي كل ألماني يمكن أن يصبح مهندسا إلى جانب العلوم الإنسانية والإعلامية وليس حفنة من التونسيين تعد على الأصابع.

بناء عليه يجب في تونس و كل بلداننا :

-أن تزول الفوارق بين مدارس المدن والريف والأحياء القصديرية.

- أن يكون المدرسون من أنجب طلاب البلاد، من النخبة وأن يخضعوا إلى نظام فرز قاسي وتكوين عالي كما أن يتمعوا بامتيازات موظف سامي .

- أن يكون نظام التدريس بحصة واحدة يكون أقصاها الثالثة مساء ويومي راحة في الأسبوع السبت والأحد.

- أن تتوفر النوادي الثقافية والرياضية ودور المطالعة في كل شبر من البلاد .

- أن تكون مادة الرياضات مادة أساسية من السنة الأولى ابتدائي إلى الباكالوريا.

- أن تلتحق الفتاة الريفية بمقاعد المدارس الثانوية والجامعية رغما عن أنف وليها إن لزم الأمر.

- أن تتوفر حصص التدارك مجانا والإحاطة خارج أوقات الدراسة بثمن رمزي لمن يشتغل أوليائهم كامل اليوم.

- أن يتحصل طلاب مدارس التكوين المهني على شهادة إتمام التعليم الإعدادي(10 سنوات دراسة ) كحد أدنى. فكيف لميكانيكي أو بناء أو تقني لم يكمل تعليمه الإبتدائي أن يفقه في حرفته؟؟؟؟
ننتظر إصلاح التعليم منذ عقود وكأنهم سيخترعون العجلة من جديد!! عليهم أن يستنسخوا تجارب الأمم الناجحة فقط.



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياحة الجنسية : كيف تُشوّه وسائل الإعلام الغربية العلاقات ...
- الاندماج الصامت بين شعبين،، العرب والبربر،،
- ما الحل للفلسطينيين ضد الماجعة والترويع والإبادة؟؟
- المحركات الكهربائية التي تعمل بالميثانول – تقنية المستقبل لل ...
- جمال عبد الناصر: إنجازات وإخفاقات
- كيف قوّضت قطر وتركيا ثورات الربيع العربي عبر إيصال الإسلاميي ...
- ،،التغلب على الجفاف ، إسرائيل كقدوة،،
- الدكتاتورية في المؤسسات سم زعاف
- زحف بني هلال لشمال إفريقيا: النكبة و الطامة الكبرى!!!
- كيف أثرت الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي على تصويت الأمم ...
- هل قيس سعيد رئيس تونس حقا دكتاتور؟؟
- الدول المتقدمة والديمقراطية وليدة الصدفة
- ،، من من الشرق الأوسط سيغادر التخلف؟؟،،
- إسرائيل و وهم الأمان وسط أغلبية يهودية !
- الفلسطينيون وهنود الولايات المتحدة الأمريكية!!
- حرب 7 أكتوبر:مرحلة من مراحل التصفية العرقية الشاملة لفلسطين! ...
- تونس بعد 25 جويلية، صمت وخمود!!
- ،هزيمة روسيا بوتين وشيكة،،
- ،،جحافل جائعة لا تترك أخضر ولا يابس!!،، قصة قصيرة
- كيف تتخلص الدول من ديونها ؟؟


المزيد.....




- تحليل.. باستخدام المعادن النادرة والدبلوماسية البارعة والكثي ...
- كلب يشعل حريقًا في منزل مالكه.. كاميرا مراقبة ترصد مشهدًا صا ...
- ترامب يسعى للاستفادة من زخم اتفاق غزة.. كيف؟
- بعد انهيار الهدنة.. الدوحة تستضيف محادثات بين كابول وإسلام آ ...
- حملة -نحو قانون عادل للإجراءات الجنائية-: موقفنا من تعديلات ...
- اتهامات بوجود -أثار تعذيب- على جثامين فلسطينيين سلمتها إسرائ ...
- هل يتعلم الجنين اللغات الأجنبية وهو في رحم أمه؟
- بعد تدهور سمعته.. الأمير البريطاني أندرو يتخلى عن لقبه الملك ...
- بين الفَوضى الخَلّاقة والتَّدمير الخَلّاق
- وكالة التصنيف الائتماني -ستاندرد آند بورز- تخفض تصنيف فرنسا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - مقارنة بين التعليم في تونس وفي ألمانيا