أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - هايكو السينريو (Senryu) الساخر - قراءة أدبية بقلم الدكتور عادل جوده














المزيد.....

هايكو السينريو (Senryu) الساخر - قراءة أدبية بقلم الدكتور عادل جوده


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 22:09
المحور: الادب والفن
    


أطفال ~
يرددون "مطرًا"، "مطر"
خيام مهترئة!


جندي ~
تشغله أغان النازحين،
قتلته حجارة!


مهاجرون "حراقة" ~
يراهنون على الريح،
غدرهم البحر!


برد تشرين~
خيام في العراء تحترق،
شمعة حب!


لا كهرباء البتة~
كتب طفل رسالة إلى الله،
خذ الرئيس!


طفل نازح~
تغوص قدماه في الوحل،
سوق النخاسين!


ينصب خيمته~
على حدود ابتسامة أطفاله،
الريح تخرمها!


الشوارع~
تضيئها أسلاك الكهرباء،
فوانيس!


تانكا
عرس الجيران~
دام سبع ليالي،
ذبائح!
وعلى رائحة الشواء،
يغمسون الخبز، ويثملون بالجوع.

فاطمة الفلاحي - فرنسا
الأدب الساخر


هذه القراءة الأدبية تحاول الغوص في أعماق النصوص الشعرية المقدمة لتسليط الضوء على جمالياتها الساخرة ومراراتها الإنسانية
هايكو السينريو الساخر لفاطمة الفلاحي يمثل لوحات شعرية مكثفة تلتقط لحظات مأساوية من واقع إنساني متأزم باستخدام صورة شعرية حادة تخلط بين البراءة والعنف بين الأمل واليأس
في المقطع الأول يصبح ترداد الأطفال لكلمة مطر كأنه نشيد بريء لكنه يصطدم فجأة بخيام مهترئة تكسر توقع القارئ فالمطر الذي يفترض أن يكون رمزا للخصب والحياة يتحول إلى نذير شقاء في مكان لا يقى من بلله
ثم تأتي صورة الجندي المشغول بأغاني النازحين لتمثل مفارقة مريرة انشغاله بالمظاهر الثقافية للاجئين لا بمعاناتهم الحقيقية لينتهي مصرعه على يد حجارة تذكرنا بأدوات المقاومة البدائية في مواجهة آلة الحرب الحديثة
صورة المهاجرين الحراقة الذين يراهنون على الريح تشي بثقتهم العمياء في القدر والحظ لكن البحر يغدر بهم فيتحول رهانهم إلى خسارة مروعة تذكرنا بقسوة الطبيعة التي لا ترحم
في برد تشرين تتحول الخيام المحترقة إلى شمعة حب في استعارة مدهشة تخلق تناقضا صادما بين الدمار والدفء بين الاحتراق المادي والاحتراق العاطفي
أما رسالة الطفل إلى الله التي يطلب فيها أخذ الرئيس فهي قمة السخرية السوداء حيث يلجأ الطفل إلى القوة العليا بعد أن فقد إيمانه بالسلطة الأرضية في غياب الكهرباء الذي يرمز إلى غياب التنوير والأمل
صورة الطفل النازح الذي تغوص قدماه في الوحل لترمز إلى انغراسه في واقع آسن يقوده إلى سوق النخاسين في إشارة إلى استمرار أشكال الاستعباد بأشكال حديثة
ثم تأتي خيمة الأب المنصوبة على حدود ابتسامة أطفاله لتمثل هشاشة الأمان الذي يوفره والده بينما تخرمها الريح كما تخرم الابتسامة برودة الواقع
أما أسلاك الكهرباء التي تضيء الشوارع بدل الفوانيس فتكشف عن تناقض حضاري حيث تحل التكنولوجيا محل الجمال التقليدي في صورة تخلو من الدفء الإنساني
تانكا العرس تقدم مشهدا آخر من السخرية المرة حيث يدوم العرس سبع ليالي مع ذبائح تذكرنا بأعياد الأضاحي بينما يجوع الجيران فيتسكعون برائحة الشواء ويغمسون الخبز في الهواء ويثملون بالجوع في صورة تخلط بين الفرح والألم بين الشبع والحرمان
هذه النصوص تستخدم لغة شعرية مكثفة تعتمد على المفارقة والتناقض والانزياح لتكشف عن جراح إنسانية عميقة فاطمة الفلاحي تقدم من فرنسا رؤية ناقدة لواقع عربي متأزم باستخدام أشكال شعرية يابانية الأصل في حوار ثقافي مفتوح
السخرية هنا ليست مجرد تهكم بل هي أداة لكسر حاجز الصمت واللامبالاة إنها صرخة فنية تخلق الجمال من رحم القبح وتصنع الأمل من خلال كشف اليأس هذه النصوص تثبت أن الأدب الساخر يمكن أن يكون أعمق تعبيرا عن المأساة من البكائيات التقليدية
تحياتي واحتراماتي


#فاطمة_الفلاحي
#هايكو_عراقي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أدبية في قصيدة -هل تدري- بقلم الدكتور عادل جوده
- قراءة أدبية لنص -نرسم مرتين- لفاطمة الفلاحي بقلم: الدكتور ال ...
- قراءة نقدية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم الشاعر ال ...
- قراءة نقدية للمجموعة الشعرية - ترانيم تقترف الوله للشاعرة فا ...
- قراءة أدبية تحليلية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم ا ...
- قراءة نقدية لهايكو مرافئ بقلم الأديب الناقد هاشم مطر
- إليك قراءة أدبية تحليلية لقصيدة -صفعة الريح- للشاعرة فاطمة ا ...
- قراءة أدبية للناقد محـمد ابو الهيجاء في نص -صفعة الريح- للشا ...
- بلا ولا شيء -2 في مدار الشيئيات إضاءة كل من الناقد الجزائري ...
- قراءة أدبية في نصوص – تانكا 1 ، 2 للأديبة فاطمة الفلاحي بقلم ...
- بلا ولا شيء على مدار الشيئيات رقم 5 قراءة الدكتور أيمن دراوش ...
- قراءة أدبية في نص -هايبون - مجاهيل- للشاعرة فاطمة الفلاحي بق ...
- على أبواب الخريف نصوص هايكو- بصحبة الناقد الدكتور عادل جوده ...
- التحليل الأدبي والفني والفلسفي بمنهج أكاديمي لهيكوهات متتابع ...
- قراءة و تحليل أدبي وفني لومضة غطرسة - الناقد الجزائري إبراهي ...
- تانكا: بين الحقيقة والخيال؛ قراءة أولية وإضاءة بضيافة الأديب ...
- تانكا: بين الحقيقة والخيال.. بضيافة الناقد الجزائري الأستاذ ...
- قراءة فلسفية تفكيكية للنصين - زمن الأقنعة- بقلم: فاطمة الفلا ...
- من رسائل الحب المنسية؛ رسالة بائتة رقم 2 .. بضيافة الناقد ال ...
- بلا ولا شي هايكو: بضيافة الاديبة الناقدة رانية فؤاد مرجية وا ...


المزيد.....




- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- الدرعية تحتضن الرواية: مهرجان أدبي يعيد كتابة المكان والهوية ...
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- يهود ألمانيا يطالبون باسترداد ممتلكاتهم الفنية المنهوبة إبان ...
- هل تقضي خطة ترامب لتطوير جزيرة ألكاتراز على تقاليد سكانها ال ...
- محافظ طولكرم ووزير الثقافة يفتتحان مهرجان ومعرض يوم الكوفية ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - هايكو السينريو (Senryu) الساخر - قراءة أدبية بقلم الدكتور عادل جوده