أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - بدلاً من تضييع الوقت والجهد في الرد علي الفتاوي الهزلية: تعالوا نحتفل بشعرائنا العظام















المزيد.....

بدلاً من تضييع الوقت والجهد في الرد علي الفتاوي الهزلية: تعالوا نحتفل بشعرائنا العظام


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1829 - 2007 / 2 / 17 - 09:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكن سرا أو مفاجئا أن ينعقد ملتقي القاهرة الدولي للشعر العربي في المكان والزمان المحددين سلفا.
واستباقا لهذا الحدث الثقافي المهم طرحت جريدة «عقيدتي» سؤالا «بريئا» علي أحد مشايخ الأزهر، يدعي عثمان إبراهيم عامر، عن موقف الدين الإسلامي من الشعر.
ولم تكتف «عقيدتي» بطرح السؤال، بل نشرت رد الشيخ «عثمان» في عددها رقم 838 الصادر قبيل انعقاد ملتقي القاهرة الدولي للشعر العربي.
فماذا قال فضيلة الشيخ؟!
قال باختصار ودون لف أو دوران ان الشعر حرام!
هكذا ببساطة!
لماذا يا مولانا؟!
قال إن الله تعالي قد «نزه الرسول صلي الله عليه وسلم عن تعلم الشعر من حيث تعلم القوافي والأوزان وغيرهما»، بدليل قوله تعالي «وما علمناه الشعر وما ينبغي له».
ومضي قائلا إن «تنزيه الله لرسوله عن تعلم الشعر جاء لعدة أمور، أهمها: أن الله تعالي ذمّ الشعراء فقال: «والشعراء يتبعهم الغاوون.. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون». كما أن للشعر شرائط لا يسمي الإنسان بغيرها شاعرا كما قال بعضهم.. وقد سئل عن الشاعر فقال: إن هزل أضحك وإن جد كذب. فالشاعر بين كذب وإضحاك. فنزه الله تعالي نبيه عن هاتين الخصلتين التي يوصف بهما من تعلم الشعر. كما أن صناعة العروض نوع من الإيقاع والنغم وهو ضرب من الملاهي ولا يصح ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم صاحب الرسالة».
هذه هي «فتوي» الشيخ عثمان التي تكفر الشعراء وتسفه الشعر وتسخر حتي من متذوقيه.
ولا أعرف لماذا اهتمت جريدة «عقيدتي»، التي تصدر من دار الجمهورية للصحافة، بنشر مثل هذه «الفتوي»؟!
ولا أعرف هل كان السؤال والجواب قبيل انعقاد ملتقي القاهرة الدولي للشعر العربي صدفة، أم أن الأمر كان مقصودا ومتعمدا؟!
ولا أعرف إذا كان زملاء الشيخ عثمان من «علماء الأزهر» يؤيدون رأيه في الشعر أم أنه لا يمثل رأي المؤسسة الدينية الرسمية.
لكن الذي أعرفه أن هذا «الرأي» الذي قاله الشيخ عثمان لا يمكن أن يكون تعبيرا عن رأي الإسلام بهذا الصدد، خاصة أن التلميذ بالمدرسة الابتدائية يعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يشجع «الشاعر» حسان بن ثابت، وأنه أهدي بردته إلي «شاعر» آخر لعله كعب بن زهير إن لم تخني الذاكرة.
كما نعلم جميعا أن الكثيرين من الأئمة والدعاة الإسلاميين الأوائل والمحدثين علي حد سواء نظموا الشعر وألفوا القصائد أو استشهدوا بها في كتاباتهم وعظاتهم وخطبهم.
ونعلم أيضا أن تفسير القرآن والحديث ليس أمرا هينا، بل إن له أصوله ومناهجه. وأن هذه المناهج ليست سواء. فمنها ما هو عتيق وضيق ومتزمت، ومنها ما يلجأ إلي المعارف والعلوم الحديثة بما يعطيه سعة في الأفق وثراء في الاستدلال وسماحة في الاجتهاد وشجاعة في التأويل.
ومن سوء حظ الأجيال الحالية أنها ابتليت بمفسرين كثيرين منهم من ينتمي إلي الصنف الأول.
وهذا الصنف من المفسرين يتلازم وجوده مع عصور الانحطاط التي تفرز لنا الأسوأ من كل شيء.
وهؤلاء يسيئون إلي الإسلام قبل أي شيء.
فالإسلام دين العقل والحكمة والتسامح والدعوة إلي الحق والخير والجمال، بينما يلصق هؤلاء ـ زورا وبهتانا ـ كل ما هو متزمت بالإسلام، فيحرمون الشعر اليوم وفن النحت بالأمس، والغناء في الغد.. وكل الفنون الجميلة في كل وقت، واضعين علي الإسلام والمسلمين غلالة من الجهامة لا علاقة لها بجوهر الإسلام الحنيف.
بينما رأينا شيوخا عظاما، مثل الشيخ محمد عبده وغيره، يحتفون بالفن ويدافعون عن الإبداع ويتذوقون الجمال ويبشرون به.
فما بالنا قد ابتلينا بهذا النوع المخيف من المفسرين؟
ومن الذي أعطاهم الحق أصلا في الإفتاء؟
وهل أصبحت الفتوي «سداح مداح» يدلي بدلوه فيها كل من يريد بدون ضابط ولا رابط؟!
وماذا يفعل المواطن البسيط المسكين وهو يسمع اليوم فتوي من هذا الشيخ، ثم يفاجأ غدا بفتوي مناقضة من شيخ آخر، بل حتي إنه يسمع اليوم فتوي تحرم شيئا اليوم ثم يسمع غدا نفس الشيخ يتراجع عن فتوي الأمس ويحلل ما حرمه من قبل؟!
لكن كل هذه التساؤلات تبقي في إطار الفوضي الراهنة في مجال الفتوي.. ومهمة مفتي الديار المصرية وشيخ الجامع الأزهر وغيرهما من المراجع الدينية هي بحثها وإيجاد الحلول لها.
أما المجتمع المدني فإنه لا يقوم علي الفتوي وإنما يسير وفقا لـ «القانون». والمعيار فيه ليس هو التكفير أو منح صكوك الغفران، وإنما المعيار هو الصواب والخطأ والرأي والرأي الآخر، ونسبية الحقيقة دون ادعاء أحد للعصمة أو احتكار الحكمة.
ولهذا.. فإنه مما يبعث علي الدهشة والاستغراب أن نجد هذا «الطلب» المتزايد من المجتمع علي «الفتوي» حتي من أشخاص قدراتهم ومؤهلاتهم ليست فوق مستوي الجدال.
بل إن هذا الطلب علي الفتوي وصل إلي أمور غاية في الغرابة تتعلق حتي بطريقة إقامة علاقة حميمة بين الزوج وزوجته، ناهيك عن أمور سياسية أو اقتصادية أبعد ما تكون عن دائرة نفوذ المشايخ مثل قضايا الحرب والسلام وغيرهما.
والأغرب أن نشجع كثيراً من الجهات، ومنها أجهزة إعلامية يفترض فيها أنها تنويرية، علي زيادة هذا «الطلب» الذي مارس ضغطا علي الطرف الآخر، أي طرف «العرض». وبما أن سيل الأسئلة الباحثة عن فتوي قد فاق قدرة المشايخ المؤهلين للفتوي، فقد كان طبيعيا أن تظهر فئة جديدة من المشايخ غير المؤهلين لتلبية هذا الطلب المتزايد!
أي أن أجهزة الإعلام بدلا من أن تقوم بالدور التنويري المنوط بها، انخرطت في إعادة إنتاج الظلامية والأفكار الخرافية التي تسيء إلي جوهر الإسلام قبل أي شئ آخر.
ولدينا قائمة طويلة بهذا النوع من الفتاوي والتفسيرات المروعة التي لا داعي للتذكير بها.
ورأيي الشخصي هو ألا تكترث وسائل الإعلام الجادة بمثل هذه الفتاوي المتخلفة المسيئة للإسلام، وألا تهتم حتي بالرد عليها، ففي ذلك ترديد لها لا تستحقه.
وبدلا من تضييع الجهد في تفنيد هذه الآراء السطحية، التي لن تتوقف، يجب علينا تكريس ما تبقي لنا من جهد في تسليط الأضواء علي الثقافة الحقيقية والفنون والآداب الإبداعية والأفكار التنويرية التي تقود بلادنا وأمتنا إلي الأمام ولا تجرها إلي الخلف وتزيدنا تخلفا علي تخلف.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأن العمر .. ما كانا!
- حتى فى السودان
- التعليم..غارق فى بحر من الفساد
- الذكرى السنوية الأولى للكارثة
- ثقافة الإضراب
- التعذيب.. يا حفيظ 1-2
- جلال الغزالى
- ذيول جريمة بنى مزار
- التعذيب.. يا حفيظ 3
- راحت السكرة وجاءت الفكرة
- لبنان .. فى مفترق الطرق
- -الحمار- يهزم -البروفيسور- .. في جامعة المنصورة!
- التعذيب .. يا حفيظ 2
- الرابحون والخاسرون فى اضراب لبنان
- رجاء النقاش .. مكتشف المواهب
- رؤية بديلة للتعامل مع الجماعة »المحظورة«
- اعتذار عمارة وعذر الأوقاف
- 6 + 2 + 1 لا تساوي تسعة!
- حوار الطرشان
- خطة بوش الجديدة : كثير من اللغو المفخخ


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - بدلاً من تضييع الوقت والجهد في الرد علي الفتاوي الهزلية: تعالوا نحتفل بشعرائنا العظام