أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجدي جعفر - مقاربة نقدية في رواية ( الماء العاشق) للشاعر والكاتب أحمد فضل شبلول















المزيد.....



مقاربة نقدية في رواية ( الماء العاشق) للشاعر والكاتب أحمد فضل شبلول


مجدي جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


عن دار غراب للنشر والتوزيع بالقاهرة صدرت رواية (الماء العاشق) للشاعر والكاتب المعروف أحمد فضل شبلول.
والرواية موزعة على ثنتا وأربعون فصلا أو مقطعا سرديا في (١٤٠) صفحة من القطع المتوسط.
والرواية تمتح من واقعنا المعاصر، وهناك وقائع وأحداث تشير إلي الزمن الداخلى للرواية مثل الإشارة إلى اتفاقية السلام مع العدو الإسرائيلى 1979م ص91 وإلى حدث افتتاح مكتبة الإسكندرية في العام 2002م ص102، وغيرها الكثير من الحوادث التي تشير إلى ماقبل العام2020م بقليل. ص122
أما الزمن الداخلي للرواية فهو مُمتد إلى الأزمنة السحيقة-لايعود إلى زمن كليوباترا وأنطونيو وحسب، بل يمتد إلى زمن الربة إيزيس وماقبلها .. إلى زمن الخلق الأول قبل آدم عليه السلام.
اما الفضاء المكانى الرئيس الذى تدور فيه الأحداث: الإسكندرية- بيروت- تل أبيب-فرنسا- مكة- وغيرها.
ولأن الرواية تتكأ أيضا على التاريخ- فكما يمتد الزمن الداخلي فيها إلى الأزمنة السيحقة-تمتد أيضا الأماكن- لتشمل معظم أنحاء العالم القديم الذى دارت فيه حروب وصراعات ومعارك كثيرة ورد ذكرها بالرواية.
وجاء البحر كفضاء مكاني أيضا، ففيه وحوله وفي أعماقه دارات حوادث غريبة وعجيبة، وإذا كانت لليابسة شخصياتها فإن للبحر شخصياته، ولكل خصائصه الجسدية والنفسية والعقلية.
ومن الشخصيات الترابية الطينية: هدى إسماعيل، عمرياسين، عبدالصمد المكي، عاتيد بن يامين، والفنانة ليلى علوي، وغيرهم.
ومن الشخصيات المائية: أم الماء وبناتها (جنية البحار)، وجني البحار، والماء العاشق وغيرهم.
ومن الشخصيات التي جمعت بين الاثنين(بين التراب والماء): كليوباترا ومسعود.
واهتم الكاتب اهتماما بالغا بالماء وبقصة خلقه وعلاقته بالنار والتراب (إبليس وآدم) ص ص: 8-10
..................................................................................................
الماء العاشق.
الماء العاشق هو ماء حر- يختلف عن الماء الذى يتم ضخه فى مواسير حديدية أو بلاستيكية، يرفض العبودية، ولايصعد إلى الأدوار العليا، وقد اختار شقة بالدور الأ رضي في سيدي بشر لمهمة مقدسة، فالذى أرسله هو مسعود الذي يحمل البئر المقابل للشقة اسمه، ليعاون عمر ويساعده في تحرير قنيئات عطر الملكة كليوباترا التى خبأتها في أماكن عدة، ليستفيد منها الناس.
والماء العاشق بدأت رحلته، من بئر زمزم وجاء مع كليوباترا الذي ذهبت إلى مكة قبل 2050 سنة، أي قبل الإسلام بكثير، ودفنت هناك قنينة عطرها على بعد مترين من البئر، كما دفنت قنينة أخرى بحمامات كليوباترا بمرسى مطروح، وغيرها من بقاع العالم القديم، واختار الماء العاشق شقة عمر بسيدى بشر المقابلة لبئر مسعود، فعمر فيه المواصفات المطلوبة للقيام بهذه المهمه.
الماء العاشق لعب دورا محوريا في تحريك الأحداث والدفع بها إلى الأمام،وبدونه ما كان عمر تحرك قيد أنملة، فيقول عنه:
(هل هذا الماء مجرد ماء أم هو عرّاف، نبي، ملاك، وحي من السماء؟) ص30
إذن نحن أمام شخصية مائية مثالية.
فالماء العاشق كان قطرة نزل مع جبريل وهو يفجر بئر زمزم لهاجر المصرية ورضيعها إسماعيل عليه السلام
................................................................................................
يهتم الكاتب برسم شخصياته بكل أبعادها، البُعد الخارجي والبُعد الداخلى /النفسي، والبُعد العقلي ومستوى تفكير الشخصية، فكان دقيقا في وصف ملامح هدى إسماعيل وتكوينها الجسدى، ونقل للقارئ مايدور في نفسها الباطنة، وما يعتمل ويموج في عقلها من رؤى وأفكار، مركزا على أزمتها الخانقة، وتتلخص أزمتها في رائحتها المنتنة الكريهة، والتي جعلت الزملاء والزميلات في العمل ينفرون منها، وكل من يقترب منها يتأفف من تلك الرائحة ويولي هاربا.
ولا تعود تلك الرأئحة إلى سبب بيولوجى أو وراثي، ولم تظهر تلك الرائحة إلا في حفل زفاف ابنة خالتها، عندما أردات أن تكون أشيك وأجمل من العروس ومن كل المدعوين، فكانت تحمل للعروس كرها وبغضا لأنها سبقتها إلى الزواج، فاشترت فستانا في غاية الأناقة والشياكة والجمال، لفت انتباه كل المدعوين، وانشغلوا فى بادئ الأمر بها وبفستانها عن العروس، ولكنهم سرعان ماكانوا يفرون منها بتقزز وقرف، بعد أن تكتم كل واحدة منهن طاقتيّ أنفها بمنديل، فينبعث من الفستان رائحة كريهة، وهي عندما اشترت الفستان كان به تلك الرائحة، وظنت أن رش بعض العطور عليه سيزيل تلك الرائحة، لكن تلك الرائحة الكريهة تمكنت منها، وتخللت مسام جلدها، وهذا ماكدر صفوها وعكر مزاجها.
ولم يتعاطف مع أزمتها سوى عمر ياسين، زميلها في العمل، الشاعر الجميل والمثقف النبيل، فاقترح عليها الذهاب إلى حمام كليوباترا والاستحمام به، لعل تلك الرائحة تزول، وهي كانت على استعداد أن تذهب إلى آخر الدنيا وتفعل أى شئ في سبيل زوال تلك الرائحة.
وعمر ياسين لا يُقدم على شيء ولا يتحرك إلا بإيعاز وبإيحاء من الماء العاشق، وبالفعل كانت هذه الرحلة إلى مرسى مطروح هي البداية لانفراج الأزمة، فعثر عمر هناك في أحد كهوف الحمام علي زجاجة عطر معتقة، كانت الملكة كليوباتراقد دفنتها هناك.
...................................................................................................
من هو عمر ياسين؟
يقدم الكاتب معلومات متتابعة ودفعة واحدة عنه، وتأني على لسان هدى إسماعيل وهي تسأل نفسها : هل انا أحببته حقا؟ ص ص31-35
وسنكتفي بنقل هذا المقطع الذي يقدم لنا صورة عامة عن عمر:
(إنه شاب مهذب رقيق، أسمر يميل إلى الطول، مثقف تقافة عالية، شاعر تخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، لم يشتغل بالتدريس بعد أن أمضى فترة تجنيده بالقوات المسلحة، تم تعيينه بعقد مؤقت إخصائي علاقات عامة بالشركة التي كان يعمل بها والده.
تم تثبيته بعد سنتين، أصبح رئيسا لقسم العلاقات العامة، الجميع يحترمونه ويقدرونه، ينظم ويشرف على رحلات العاملين التي تقررها الشركة إلى المصايف المصرية)
وعمر هو الوحيد من كان يدافع عنها، ويرد على اتهامات الزملاء الكريهة التي تنتشر أبعد مما تنتشر الرائحة.
.............................................................................................
رغم أن الحاسة الشمية من الحواس الثانوية ولكن الكاتب استطاع بمهارة فائقة، أن يجعلها في صدارة قائمة الحواس، متفوقة على الحواس الرئيسية كالحاسة السمعية والحاسة البصرية.
انظر إلى الكاتب وهو يستخدم المبالغة أو التكبير أو التضخيم للحدث.
(انتشرت رائحتي الكريهة، عبقت البيت كله، أغلق الجيران نوافذهم، وشرفاتهم، وضع سكان منطقة "كليوباترا حمامات" كممات على أنوفهم. هجر الناس مقاهي المنطقة، أغلقت المحلات قبل مواعيدها المعتادة. أصحاب السيارات يلجأون إلى شوارع جانبية هروبا من الرائحة المنبعثة من شارعنا.
سائقو ترام الرمل لا يتوقفون عند محطة " كليوباترا حمامات " يعبرونها سريعا، إشفاقا على الركاب من نفاذ الرائحة.
وصلت الرائحة إلى نادي اسبورتنج الرياضي الذي يقع على مسافة محطة ترام واحدة من منزلنا. رأيت رواد النادي يخرجون سريعا بسيارتهم قبل أن تشتد الرائحة التي بدأوا يشمونها في الحي.) ص34
والتكبير سمة عند الكاتب :
( شعرت أن الكون كله يتشمم تلك الرائحة ) ص41
وفي موضع أخر يقول :
( تحول جسدي كله إلى عيون وآذان ) ص41
وهكذا تشيع تقنية تكبير وتضخيم الحدث في جنبات الرواية.
أنظر إلى التحول في شخصية هدى إسماعيل، بعد أن دلك شيخ مغارة جعيتا بلبنان جسدها بعطر الملكة كليوباترا :
( ماذا تسمي رائحتها الجديدة؟
ليست مسكا ولا رحيقا ولا أريجا ولا طيبا ولا بخورا ولا نسيما ولا عبيرا ولا عنبرا.... إنها فتاة بهتانة : والبهتانة تُطلق على المرأة إذا كانت طيبة النفس والريح، إنها خليط من الخزّام والفل والياسمين والورد والزينب والكركب والزعفران والقرطنيثا " أصل شجرة بخور مريم " والبهرامج والدّاح " الخلوق من الطيب " والرّند والنّد والقنديد والكاذي والخطّار والخُمرة والصّمر والكافور والمردقوش " طيب تجعله المرأة في مشطها يضرب إلى الحُمرة والسواد " )
( إنها ضمّخت جسدها ولطخته ومضخته وحمرته وصمرته بالطيب حتى كأنه يقطر مسكا وبعضا من هذا الخليط، ففاحت رائحتها الذكية الحادة على هذا النحو الذي نشمه الآن )
هذا حال هدى عبدالسلام التي أطلقوا عليها من قبل الكثير من الألقاب والمسميات والصفات، مثل :
( الوزرة " المرأة الكريهة الرائحة "، والصّمكمك " الخبيث الريح "، والزّخماء " المنتنة الريح " ) ص48
.............................................................................................

إذا كانا قد تمكنا من الحصول على زجاجة عطر الملكة كليوباترا المدفونة في حمامها بمرسى مطروح, فإن الصعوبة كانت تكمن في فتح الزجاجة, فسيبطل مفعولها إذا انسكبت قطرة عطر منها على الأرض,أو سقط بداخلها فتيت من الغطاء الفلين أثناء فتحها, فأشار عاشق الماء على عمر – بأنه لا يمكن فتحها إلا عن طريق شيخ مغارة جعيتا التي تبعد عن بيروت نحو عشرين كيلومتر، ولم يترددا في الذهاب إلى بيروت ومقابلة الشيخ, الخبير في فتح مثل هذه الزجاجات، ودلك جسد هدى من هذا العطر,الذي اخترق كل جسدها, ومسامها, وأخذ مقابل عمله قطرات قليلة من الزجاجة وأعاد غلقها بإحكام-وأخبرهما بأنها لا تُفتح أبدا إلا عن طريقه وتحولت هدى إسماعيل مائة وثمانين درجة,هل تتحقق نبوءة الماء العاشق عندما أخبر عمر بأن هدى ستصبح نجمة عالمية وبأنه سيصبح من الأثرياء, ونصحه بخطبتها والزواج منها؟ إن قطرة صغيرة من زجاجة عطر الملكة كليوباتراـ تكفى لتشغيل مصنع عملاق لسنوات وسنوات.
وأصبحت هدى إسماعيل محط أنظار الجميع- فرائحتها الذكية تسبقها, ويتهافت الكل حولها, يسألونها عن سرهذا العطر وتلك الرائحة الذكية التي تسكر من يشمها, وعرضت شركة عطور فرنسية مليون دولار مقابل تلك القنينة.
وتضخمت أحلام عمر وهدى في الثراء والنجومية، وراحا يخططان لمستقبلهما.
وبدأت ملامح هدى إسماعيل إلى كليوباترا :
( بدأت ملامح وجه هدى إسماعيل تتحول إلى ملامح وجه كليوباترا، خاصة بعد أن أسدلت قُصة على جبهتها، وأصبحت تسريحتها مثل تسريحة كليوبترا تماما، وكحل عينيها مثل كحل عيني كليوباترا، وزجّجت حاجبيها كما كانت تفعل النساء في مصر القديمة ) ص 49
( هل روح كليوباتر السابعة البطلمية ابنة بطليموس الثاني عشر، حلت في روح هدى إسماعيل الإسكندرانية بعد أن تعطرت بعطرها؟ )
إن عطر كليوباترا الذي تعطرت به هدى إسماعيل جذب الفنانة المحبوبة ليلى علوي، وكم أُفتتنت بعطرها وبشكلها الذي يطابق شكل الملكة كليوباترا تماما، ووعدت عمر وهدى بأن تقدم إعلانا عن عطرهم الجديد، وأن تشارك أيضا في تمثل فيلم الملكة كليوباترا، الذي ينتجه ويكتب قصته عمر، فعمر يرى بأن كليوباترا قد ظُلمت كثيرا، وحاق بها وبسيرتها ظلم بين، وافتراءات لا حصر لها، ورأت الفنانة الجميلة أن تُمثل هدى دور كليوباترا، لأنها تشبهها تماما، وارتضت هي أن تمثل دور أم الماء ( جنية البحار )
........................................................................................
بئر مسعود :
الشقة التي يعيش فيها عمر آلت إليه ميراثا عن أبيه، تقع أمام بئر مسعود مباشرة، والكاتب يُعرف ببئر مسعود :
( البئر عبارة عن فجوة داخل كتلة من الصخر، عمقها نحو خمسة أمتار، وعرضها نحو المتر، تربط قناة " مجراة " بين سطحها وبين ماء البحر )
وحول البئر انطلقت الحكايات، فمن هو مسعود الذي أخذ البئر اسمه؟
حكايات غريبة وعجيبة نسجها الخيال الشعبي حول مسعود والبئر، استخدم الكاتب في سردها الفنتازيا، ولم يستخدم الفنتازيا لذاتها، ولكنه استخدمها كأداة، كما استفاد من تجارب العبث، وقدم أيضا واقعية سحرية مستوحاة ومُستقاه من البيئة المصرية الخالصة، ومن بين الحكايات التي سردها، تظل الحكاية الأبرز هي أن مسعودا :
( هو العبد الإفريقي الأسود الذي هرب من نخّاسه، وظهر زمن خلافة الحاكم بأمر الله " 985 – 1021م " وكان يمتلك جسدا فارعا وآلة جنسية ضخمة، استطاع الحاكم بأمر الله أن يوظفها ضد التجار الجشعين وأصحاب المحلات الذين يغشون، ويرفعون الأسعار، أو يخبئون البضائع ليفتعلوا الأزمات، فيسلط الحاكم بأمر الله مسعودا عليهم، ليأتيهم من الخلف أمام أعين الناس والتجار الذين يشاهدون وينظرون حتى يفرغ مسعود بعد وقت قد يقصر أو يطول، مما قلل من جشع التجار، خوفا من الفضيحة والعار، فاعتدلت الأسعار، وتوافرت البضائع في الأسواق ) ص58
وأشار الكاتب إلى ما قاله ابن كثير في مسعود في كتابه ( البداية والنهاية ) كما أشار أيضا إلى ما قاله ابن إياس عن مسعود في كتابه ( بدائع الزهور في وقائع الدهور )
المهم أنه ذات مرة وقع تاجر ضعيف البنية في قبضته، فمات التاجر من فوره خوفا وفزعا ورعبا قبل أن يفعل به الفاحشة، فأطلق مسعود ساقيه للريح، هربا، وحط في هذا المكان واختبأ في البئر، فكان أخشى ما يخشاه أن يقبض عليه الحاكم بأمر الله ويأمر بخصيه.
وقد يكون هذا الجزء من قصة مسعود هو الجزء الواقعي، ويأخذنا الكاتب في الجزء الثاني من قصة مسعود إلى السحر والخيال والفنتازيا والعبث، فترى إحدى حوريات البحر آلته الجنسية الضخمة، فتظهر له في صورة إمرأة في غاية الحُسن والجمال، وأطعمته من طعام البحر، وأسقته الخمر المعتقة، وضاجعها، فهامت به، واتفقت معه أن تأتيه أول كل شهر قمري، وإذا أنجبت منه سيصبح سيدا على البحار، ويعيش معها في قصرها الذي شيدته تحت الماء ويمتد من البئر إلى صخرة ميامي، وتبدأ رحلة مسعود تحت الماء، وهي رحلة غرائبية عجائبية.
وليس مسعود وحده هو الذي عاش في البئر، فأم الماء ( جنية البحار ) عاشت فيه أيضا هي وبناتها، وكليوباترا جاءت إلى البئر هي االأخرى لتعمدها أم الماء لتكون ملكة على مصر قبل أن ينصبها قيصر الروم ملكة.
وربط الكاتب ربطا عبقريا ودالا بين البئر الذي يحاول أن يأسطره، وعدة أماكن أخرى.
( وأن لهذا البئر ممرا سريا في اتجاهين الاتجاه الأول، بري يقود إلى واحة سيوة، وبالتحديد معبد " آمون " و " عين كليوباترا "، والممر الثاني بحري يقود إلى بيروت ثم إلى مغارة جعيتا )
وسيتم الربط لاحقا بيافا التي تُسمى الآن ( تل أبيب )!.
وهذه الأماكن كانت تُمثل لمصر أهمية خاصة، فقد كانت مستعمرات للدولة المصرية القديمة، عندما زحف تحتمس الثالث بجيوشه ليغزوها، ويقيم أول أمبراطورية في التاريخ، ونشر إخناتون ديانته التوحيدية الجديدة، وسرعان ما انتشرت في تلك البلاد، كأول ديانة عالمية.
وسيتم الربط لاحقا ببئر زمزم.
إذن مسارات الأماكن والربط الذكي والعبقري بينها، أصبحت ذات دلالة، وتحمل رمزية لا يمكن تجاهلها، وهذا ما سيتضح جليا عندما نتحدث عن مسارات الرواية، المسار السياسي والمسار التاريخي والمسار الثقافي والاقتصادي وغيرها من المسارات، والعلاقات غير المرئية التي تربط بين هذه الأماكن والشخصيات سواء كانت ترابية أو مائية، أو أخذت من الاثنين.
وبئر مسعود، الناس تتبرك به، ويلقون فيه بالعملات المعدنية، ويوشون تلك العملات بأمانيهم لكي تتحقق، فالعانس تتمنى الزواج، والعاقر تتمنى الحمل والإنجاب، والمريض يتمنى الشفاء، والمتعطل يتمنى العمل .... إلخ.
إن هذا البئر الذي أسطره الكاتب، يتم الاحتفاء به سنويا، احتفال مهيب، وأسطوري، ويقدم لنا الكاتب هذا الاحتفال في لوحة فنية يتعالق ويتعانق فيها الفنتازي بالعبثي بالواقعية السحرية :
( أجساد نورانية تصعد نحو السماء، وأجساد مائية منيرة تهبط من السماء، وعزف موسيقي يخلب الألباب، هل هي موسيقى حوريات الجنة؟ وفتيات من النور والبلور يرقصن في الهواء، كأنهن راقصات باليه في عرض ملكي خاص، يرتفعن، ويدرن، ... ) ص60
ويمكن تتبع الواقعية السحرية المدهشة ص82، ص98، وحفل الزفاف تحت الماء ص110، وروح أنطونيو التي تحلق ص138 وغيرها من الصفحات.
....................................................................................
المسار الثقافي :
1 – توظيف الشعر والأغاني توظيفا رائعا، فقد يأتي أحيانا بقصيدة طويلة تتجاوز الصفحتين، وتنساب بنعومة وعذوبة في ثنايا السرد، ولا تعوق مجراه، ولا تبتر الحكاية، ويأتي الشعر في الرواية إثراء للسرد، ويضيف إليه، وخاصة أن الكاتب يعرف كيف يوظفه التوظيف الأمثل، وكثرة الأشعار في هذه الرواية، جعلت الرواية أكثر اقتصادا واكتنازا وتكثيفا، فقد يأتي ببيت أو بيتين من الشعر يغنيه عن سرد صفحات، ولذلك خلت الرواية من الحشو والزوائد واللغو والثرثرة.
أنظر إليه وهو يوظف مقطع من أغنية لمحمد عبدالوهاب :
المية تروي العطشان / وتطفي نار الحيران / يا سلام على الميه ) ص6
ومقطع آخر من أغنية لعبدالحليم حافظ :
( يا أحلى بحر وأحلى رمل وأحلى ميه / وشبابنا وحبنا يا اسكندرية )
ويوظف مقطعا من أغنية لليلى مراد :
يا ساكني مطروح جنية في بحركم / الناس تيجي وتروح وأنا عاشقة حيكم ) ص27
ويردد الماء العاشق مقطع من أغنية :
( باحب اتنين سوا / يا هنايا في حبهم
الميه والهوا / طول عمري جنبهم ) ص51
وهذه الأغاني تأتي في سياق مديح الماء.
ولأحمد فضل شبلول حضوره كشاعر، فله قصائد كثيرة مبثوثة في الرواية وفي ثنايا السرد، وصارت مع السرد لحمة واحدة، وهذه القصائد موظفة توظيفا جميلا في السير بالحدث، والدفع به قدما نحو الأمام، وفي تطويره، وساعدت في تماسك الحبكة، والكشف عن خبايا الشخصيات، وفي مديح الماء أيضا له قصيدة جميلة ( الماء خليلي ) ص7، وقصيدة ( انثري العطر ) ص19، وقصيدة ( كل صباح ) ص ص : 31- 32، وقصيدة ص ص : 61- 62، وأغنية ص111 وما بعدها، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
2 – حضور المسرح في النص الروائي والإشارة إلى المسرحيات التي تناولت كليوباترا في الأدب العربي والعالمي ص ص : 25 – 26
3 – الاستشهاد من شعر أحمد شوقي في مسرحيته ( مصرع كليوباترا ) ص53، ص ص : 138 – 139 وغير هذه الصفحات.
4 – تبدو في مقاطع كثيرة ولع الكاتب وخبرته بفني الرقص والموسيقى، انظر على سبيل المثال لا الحصر ص ص : 80 – 81
5 – اللغة القاموسية أو المعجمية : أنظر ما قاله في المرأة المنتنة الريح، وما قاله أيضا في المرأة طيبة الريح. ويمكن الرجوع إلى ص 49 وغيرها من الصفحات.
6 – أورد في الرواية ذكر الكثير من الأفلام والممثلين وقادة وأدباء ... إلخ
7 – الاهتمام بالجانب المعلوماتي سواء كانت معلومات علمية أو تاريخية أو سياسية أو ثقافية، أنظر إليه مثلا وهو يقدم لقارئه معلومات عن العطر عند العرب وعلاقتهم بالعطور ومعرفتهم بها منذ الأزمنة السحيقة ص 74
ومعلوماته الوفيرة عن الماء، فهو يعرف كيف يقدم المعلومات بكثافة، وبالقدر الذي يخدم الموضوع الذي يتناوله، وأحيانا تأتي كأنها أبحاث قصيرة، أنظر إليه مثلا وهو يتحدث عن الغدد العرقية، وكأنه يقدم لقارئه مبحثا في الطب، ومبحثا في العطور، وأجمل ما في هذه المباحث أنها تقدم المعلومة والمعرفة دون أن تكون عبئا على الرواية، فالكاتب يقدم كل شيء بمقدار وبنسب متكافئة ومتوازنة، لا تقتير ولا إفراط، وكما قدم معلومات عن بئر مسعود، وتل أبيب وبيروت ومرسى مطروح والإسكندرية وبئر زمزم وغيرها، قدم أيضا ما هو أقرب إلى التراجم مثل ما قدمه عن بشر الجوهري على سبيل المثال.
......................................................................................
المسار التاريخي.
استخدم الكاتب المادة التاريخية في نصه الروائي، وأعاد إحياء شخصيات تراثية وتاريخية، مثل : الإسكندر المقدوني، ويوليوس قيصر، ومارك أنطونيو، والحضور الأبرز لكليوباترا، الشخصية التاريخية المختلف عليها، والتي أثارت جدلا كبيرا في حياتها وبعد مماتها، يستعيد تلك الملكة التي جاءت ( من نسل البطالمة أو البطالسة الذين حكموا مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر، ولكنهم تمصروا، وكان يُطلق عليها كليوباترا السابعة )
ويستعيد معركة أكتيوم الشهيرة ورفض كليوباترا الخضوع إلى إرادة المنتصر ص67، وما جرى في تلك الموقعة واحتلال الرومان لمصر، وصراع الفرس والروم على الحدود المصرية ص ص : 99 – 100
جمع الكاتب مادة وفيرة عن كليوباترا، ونثرها في الرواية، ويحاول القارئ أن يلملم نثار هذه المادة المبعثرة، لتتشكل في النهاية صورتها أمام عينيه، وبدت هذه المادة المبعثرة كالصلصال في يد الكاتب، ليصنع منها تمثالا لهذه الملكة المثيرة للجدل، فما زالت شخصية كليلوباترا، مانحة، وقادرة على الإشعاع، ولم يقدمها الكاتب بأسلوب أو طريقة نمطية، ولكنه استخدم حيل وأساليب فنية جديدة أخرجتها من المعتاد والنمطي والتقليدي، ويستطيع القارئ أن يتصور شكل الفيلم، الذي كتب له السيناريو والحوار، عمر ياسين، وساهم عبدالصمد المكي معه في إنتاجه، وقام بدور كليوباترا هدى إسماعيل والفنانة ليلى علوي، وأخرجه المخرج المعروف خالد يوسف، ونال الفيلم الحفاوة الطيبة في مهرجان ( كان ) السينمائي، وكان قاب قوسين أو أدنى من الحصول على السعفة الذهبية، لولا تدخل بعض الدول، لمنع الفيلم المصري من الفوز!
من حوار لعمر مع كليوباترا تحت الماء :
( أنا لم أمت في العام 30 قبل الميلاد يا عمر، كما تقول الكتب ويذكر بعض المؤرخين، لكن نجحت في الهروب من الغرفة التي حاول أن يأسرني فيها أكتافيوس أغسطس – الذي للأسف سموا شهر أغسطس باسمه، ولم يسموا يوما بإسمي أو اسم أنطونيو أو حتى قيصر اتجهت للشاطئ وسبحت فيه طويلا إلى أن التقيت أم الماء التي فحصت جسدي، أنبأتني أن سمّ ثعبان الكوبرا الذي وضعته على رقيتي ما هو إلا ماء الخلود الذي سرى في جسدي، اقنرحت أن أعيش معها هنا وأنسى كل ما حدث لي، وافقتها على الرغم من ذلك هناك من جُنّ بي ووصل جنونهم إلى الإدعاء بأنني اتخذت كيان مريم العذراء وانجبت المسيح عليه السلام ) ص 101
والماء العاشق هو أول من ذهب من مكة مع كليوباترا إلى الإسكندرية في قصرها على البحر المتوسط، وكليوباترا هي من ألقت بالأسرار في بئر مسعود، قبل أن تطأه أقدم بشر الجوهري الشيخ المبروك، والذي عُرفّ فيما بعد بسيدي بشر.
والكاتب عموما اهتم بالمادة التاريخية في روايته، فيذكر تاريخ بئر زمزم، وقصة هاجر المصرية ورضيعها إسماعيل، وترك إبراهيم عليه السلام لهما، في هذا المكان القحط الذي لا زرع فيه ولا ماء، إلى آخر هذه القصة المعروفة.
ويذكر بعضا من تاريخ الإسكندرية، التي ظلت مقرا للحكم تسعة قرون، ونتفا من تاريخ القاهرة، وتاريخ الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص في عهد عمر بن الخطاب، ورفض العرب الإقامة بالإسكندرية، لأنهم لا يجدون الحرب في الماء، فاختاروا الأماكن المناسبة لهم، القطائع، فالفسطاط، وأخيرا القاهرة، وسرد الكاتب تاريخا موجزا للجكام المسلمين الذين حكموا القاهرة، وصولا إلى حكم الدولة الفاطمية، ويعرف بها كإحدى فرق الشيعة، التي تشيعت للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويضيق المقام هنا عن ذكر الوقائع والأحداث التاريخية، ونحن نشير فقط إلى هذا المسار والملمح المهم في الرواية.
....................................................................................
المسار السياسي والاقتصادي
وسنقتصر في هذا المسار على العدو الإسرائيلي، الذي أبرزه الكاتب في أكثر من ثلاثة فصول، تحت العناوين الاتية : سفينة إسرائيلية، عاتيد بن يامين، جولة في تل أبيب.
في رحلة عمر وهدى الثانية سباحة تحت الماء من بئر مسعود إلى بيروت، وبرفقتهما مسعود، وبمباركة أم الماء، تصطاد سفينة إسرائيلية عمر وهدى، ويفر مسعود، فمسعود كائن ترابي مائي، له قدراته الخاصة والخارقة، ويستجوبهما قائد السفينة، ولا يقتنع بحديثهما عن زجاجة عطر كليوباترا، رغم أن عطر هدى يعبق في المكان، ويرسلهما إلى تل أبيب، ويلتقيان بعاتيد بن يامين، وهو يهودي من أصل مصري، وُلد جده لأبيه بحارة اليهود بالإسكندرية، وعمل بتجارة الذهب، وكان يعشق الإسكندرية، ويعشق مصر، ويحكي لهما عاتيد عن جده، وعن ندمه لتركه الإسكندرية والقدوم إلى تل أبيب، وعمل في تل أبيب في تجارة العطور بدلا من الذهب، فتجارة الذهب ليست رائجة كما هي الحال في الإسكندرية، وحببه جده في مصر، وعلمه العربية، ويجيدها بطلاقة، وعرّفه كل شيء عن مصر، أهلها، وناسها، حواريها وشوارعها، مقاهيها وأزقتها، يعشق أم كلثوم وأغانيها، وهي مطربته المفضلة، ومتيم بنجيب محفوظ ورواياته، قرأها كاملة، ويحفظ مقاطع كثيرة من رواياته، وخاصة روايتي الحرافيش وأولاد حارتنا، وهو يحلم بالعودة إلى مصر، ونكتشف في النهاية أنه يحلم بالعودة ليستعيد أملاك جده، وليشتري ويتاجر في مصر، ودار بينه وبين عمر وهدى حوارات مطولة، استنكر فيها عمر وعد بلفور، واغتصابهم لأرض فلسطين، والتوسع والاستيطان منذ 1948م، و1967م، ومازل حتى اليوم يتم قضم الأراضي وطرد السكان الفلسطينيين، وتطرق الحديث إلى معاهدة السلام، وفي النهاية نجح عاتيد بن يامين في الحصول على زجاجة عطر الملكة كليوباترا مقابل مبلغ عشرة ملايين دولار، وهذا المبلغ أضعاف أضعاف ما عرضته الشركة الفرنسية عليهما، وقد قبلا بيع قنينة العطر له تحت تهديد تهمة الإرهاب وبأنهما قادمان لتنفيذ عمليات إرهابية، وقد أرسلت لهما أم الماء ( جنية البحار ) رسالة تطلب فيها منهما قبول العرض حرصا على حياتهما، كما نصحهما بعض أصدقائهما بأن سلامتهما أهم من قنينة العطر، وأعد لهما عاتيد سفينة، بها الحقائب التي بها العشرة ملايين دولار، وامتعتهما، ووصلت السفينة إلى قرب المياه الإقليمية، لتجد سفينة أخرى في انتظارهما، وكان عليه مسعود، فنقلوا حقائب الأموال والأمتعة، وطار مسعود بالسفينة ووصل في لمح البصر إلى سيدي بشر، حيث يعيش عمر.
يرسل الكاتب إلى قرائه رسالة مبطنة، يشير فيها إلى معاهدة السلام وزمن الانفتاح، ويشير إلى هذين القرارين، اللذين كانا السبب في تغير الشخصية المصرية، وتحولها مائة وثمانين درجة، من نظام اشتراكي إلى نظام رأسمالي، وكان التزاوج بين الاقتصاد والسياسة، وأصبح عمر وهدى من الأثرياء، وانتقلا للعيش بإحدى الفيلات في أرقى الأحياء بالإسكندرية، وترك عمر شقته بسيدي بشر، وتركها أيضا الماء العاشق، وتركت هدى شقتهم في ( كليو باترا حمامات ).
الكاتب يفرق تماما بين اليهودية كديانة التي لا يعترف بكتبها عاتيد والصهيونية، الصهيونية التي أباحت لنفسها سرقة الأرض، وسرقة كل شيء، حتى المتحف في تل أبيب، معظم لوحاته الفنية، والموسيقى، يحاولون نسبتها إليهم، وعاتيد الذي حصل من عمر وهدى على عطر الملكة كليوباترا بطرق ملتوية، وغير مشروعة، نسبه إلى نفسه، وله فروعا في معظم أنحاء العالم، ويريد أن يفتح فرعا له بالقاهرة، هل يمكن أن يدخل إلى القاهرة في زمن العولمة والسموات المفتوحة، والاستثمار ومحاولة جذب المستثمرين، وتشجيعهم وتقديم التسهيلات لهم، هذا العاتيد ذهب إلى الإسكندرية بجواز سفر أمريكي ليشتري شقة عمر بسيدي بشر، وكان على استعداد أن يدفع للسمسار مبالغ خيالية في سبيل تسهيل تمكنه من الشقة، وهل كان عاتيد ومن على شاكلته هم الذين وقفوا حجر عثرة في حصول فيلم كليوباترا على السعفة الذهبية، ليصبح الطريق مسفلتا أمام فيلم إسرائيلي أمريكي ( انتاج مشترك ) للحصول على السعفة الذهبية؟
إن الاقتصاد أصبح يلعب دورا خطيرا في السيطرة على الدول من خلال الشركات العملاقة والعابرة للقارات، وبعض الدول بدأت تسيطر على دولا أخرى من خلال هذه الشركات، هل هذا ما تحاول أن تفعله دولة الكيان المحتل الغاصب مع مصر وغيرها من الدول المجاورة لها؟
ظهور عبدالصمد المكي في مكة، الذي اشتم عطر هدى، وهي تعتمر مع عمر، وقد ذهبا إلى مكة خصيصا من أجل الحصول على قنينة العطر التي دفنتها الملكة كليوباترا منذ أكثر من 2050 سنة – أي قبل الإسلام بزمن طويل، وقبل ميلاد المسيح بقليل، ساعدهما عبدالصمد المكي بكل نفوذه وإمكاناته ومحبته لهما، ورغبته أيضا مشاركتهما في زجاجة العطر التي تساوي ملايين الملايين من الدولارات، وينجحون في النهاية في الحصول على زجاجة العطر، ويبيعونها للشركة الفرنسية، ويذهب ثلاثتهم إلى باريس، ويتفقون مع الشركة الفرنسية، على بيعها لهم مقابل ثمانية ملايين يورو، ويكون عبدالصمد المكي ( أبو فهد ) شريكا للشركة الفرنسية، ويتم فتح فروعا لها بمصر والسعودية، وقد أبان الكاتب عن الصراع والتنافس بين شركة عاتيد والشركة الفرنسية، هل يعود عاتيد بن يامين إلى مصر مرة أخرى، وثالثة ليحقق حلمه، أعتقد أنه لن ييأس، فإذا كان السمسار صاحب المقهى المقابل لشقة عمر بسيدي بشر، فور أن عرف من عمر بأنه إسرائيلي، طرده ورفض التعامل معه، رغم أن هذا السمسار وصاحب المقهى، يستثمر المقهى في أعمال منافية للأداب ومخالفة للقانون، ورغم ذلك رفض التعامل مع هذا الصهيوني، المتخفي والمتنكر في رداء أمريكي، ولكن للأسف هناك من أصدقاء عمر الحميمين، صاحب محل العطور، الذي أبدى استعداده للتعامل مع شركة عاتيد، وفتح فرعا لها بالإسكندرية وآخر بالقاهرة!
..................................................................................................

وبعد :
هذه قراءة أولى في رواية ( الماء العاشق ) للشاعر والكاتب أحمد فضل شبلول، وأرجو أن أعود إليها لاحقا، في قراءة أكثر عمقا، في الرؤية والتشكيل، والوقوف عند الحيل الفنية العديدة التي لجأ إليها الكاتب، وهذه الرواية إضافة حفيقية للسرد العربي وللمكتبة العربية، والمزيد من الإبداع الروائي البديع والمائز والمتميز.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (من جراب الكونغر) للكاتب أحمد عبده على طاولة النقد بقص ...
- شهر زاد ( دكتورة هيام عبدالهادي صالح ) وحكاياتها على طاولة ا ...
- مقاربة نقدية في رواية ( طار فوق عش الخفاش ) للكاتبة هيام عبد ...
- أدباء وشعراء ونقاد الشرقية يتحلقون حول ديوان ( حكاية سريالية ...
- المجموعة القصصية ( السقوط من البندول ) للكاتب أحمد عثمان على ...
- التجربة الإبداعية لفكري داود بمنتدى السرديات باتحاد الكُتّاب ...
- سردٌ يلامس الروح.. قراءة في رواية -زمن نجوى وهدان- لمجدي جعف ...
- ( السرد الحاوي ) لفرج مجاهد على طاولة النقد بالمركز الدولي ل ...
- نظرات في شعر حسين علي محمد ( طائر الشعر المسافر )
- مقاربة نقدية في الرواية الشعرية ( آخر أخبار الجنة ) لحزين عم ...
- مقاربة نقدية
- وداعا لآلام مرضى كسور الضلوع


المزيد.....




- موسيقى وشخصيات كرتونية.. محاولات لمداواة جراح أطفال السودان ...
- مسرحي تونسي: المسرح اجتماعي وتحرري ومقاوم بالضرورة
- الفنانة تيفين تتعرض لموجة كراهية وتحرش لمشاركتها في نقاش عن ...
- وفاة الممثل الألماني أودو كير الذي تألق في هوليوود عن عمر نا ...
- -بينك وبين الكتاب-.. معرض الشارقة يجمع 2350 دار نشر من 100 د ...
- وفاة أيقونة السينما الهندية دارميندرا عن 89 عاماً
- تحولات السينما العراقية في الجمعية العراقية لدعم الثقافة
- وفاة جيمي كليف أسطورة موسيقى -الريغي- عن عمر ناهز 81 عامًا
- فيلم -الملحد- يعرض في دور السينما المصرية بقرار قضائي مصري و ...
- -شرير هوليود-.. وفاة الممثل الألماني الشهير أودو كير


المزيد.....

- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجدي جعفر - مقاربة نقدية في رواية ( الماء العاشق) للشاعر والكاتب أحمد فضل شبلول