|
( السرد الحاوي ) لفرج مجاهد على طاولة النقد بالمركز الدولي للكتاب بالقاهرة.
مجدي جعفر
الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 09:03
المحور:
الادب والفن
تحلق عدد من الكُتّاب والنقاد حول كتاب ( السرد الحاوي ) للكاتب والناقد فرج مجاهد عبدالوهاب، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب في أواخر العام2024م، وقارب فيه نقديا ما يقرب من الخمسين رواية مصرية وعربية لعدد من الكُتّاب من أجيال مختلفة، وأدار الندوة بدربة وحنكة واقتدار الشاعر والكاتب حسين عبدالعزيز، الذي عرّف بالكاتب : فرج مجاهد عبدالوهاب – أديب وناقد، عضو اتحاد كتاب مصر . ونائب الرئيس بالنقابة الفرعية بالمنصورة ودمياط (سابقا)- عضو مجلس ادارة نادي القصة. - عضو جمعية الأدباء.- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية. -عضو رابطة الأدب الحديث.– عضو أتيليه القاهرة – عضو أتيليه المنصورة – نائب رئيس تحرير مجلة (القصة) التي تصدر عن نادي القصة. نشر أعماله في العديد من الدوريات المصرية والعربية المؤلفات والاصدارات: 1 – هذا العبث (مجموعة قصصية) اقليم شرق الدلتا - هيئة قصور الثقافة 1998 2- رحيق الكلمة (مقالات نقدية) فرع ثقافة الدقهلية - هيئة قصور الثقافة 2001 3- أحلام عاجزة (مجموعة قصصية) هيئة قصور الثقافة- سلسلة إبداعات شرق الدلتا سنة 2012م 4- محـمد جبريل.. ألق الوجدان المصري (محاورات في الأدب والفن) سلسلة أصوات معاصرة (رقم 242) عام 2012م 5- محـمد يوسف .. الفقراء أخواتي (إعداد) سلسلة الآباء-هيئة قصور الثقافة" اقليم شرق الدلتا 2014 م 6 – السرد في جزيرة الورد(قراءة في نماذج من القصة والرواية) هيئة قصور الثقافة-فرع ثقافة الدقهلية 2015 م. 7- غواية شهر زاد (قراءات في السرد النسوي) مطبوعات اتحاد كتاب مصر-دار ميتا بوك2021م 8 – السرد والمدى الممتد (قراءات في القصة والرواية) دار الأديب للطبع والنشر والتوزيع 2021م 9 – ذكاء ابن الملك (قصص للأطفال) المجلس الأعلى للثقافة، المركز القومي لثقافة الطفل 2021م 10 – تباريح بين الفصحى والعامية (قراءة في دواوين مصرية) دار ميتا بوك 2022م 11 – قيثارة الرواية (تقنيات السرد في أعمال حلمي القاعود) دار النابغة 2022م 12 – ألوان الوجع (مجموعة قصصية) الهيئة المصرية العامة للكتاب (إبداعات قصصية رقم 64) سنة 2022م 13 – مسافة للممكن .. مساحة للإبداع (دراسات في المنتج الإبداعي للرائدة الكويتية د. فاطمة يوسف العلي- دار الشروق الأردن 2021م 14- تشكيلات ورؤى.. قراءة في سرد الدكتور عمر عبد العزيز – نشر الكتروني - دائرة الثقافة الشارقة (الامارات العربية المتحدة2021). 15 - قراءات ورؤى في السرد التونسي المعاصر - سلسلة (كتابات نقدية) هيئة قصور الثقافة 2024 16- السرد الحاوي (دراسات في النقد التطبيقي للرواية المصرية)- الهيئة المصرية العامة الكتاب 2024 17 - صناعة الدهشة – تأملات في سرد عمار علي حسن – دار نفرتيتي للدراسات والترجمة 2025 ......................................................................... وتحدث الكاتب والناقد والمفكر صبري قنديل، وجاء في مداخلته النقدية : ( ما معني أن يعكف الكاتب علي خمسين نصا روائيا و قصصيا كي يعيد مقاربتهم لمتلقيهم ، معناه أن هذا الكاتب صاحب رسالة ، مؤمن بدوره و ما يجب أن يؤديه عبر هذه الكتابة للارتقاء بالوعي و إثراء الحياة الأدبية بتلك الإضاءات النقدية . فمن الأدباء من يحمله دأبه و صدقه علي مواصلة الكدح و المثابرة في تحقيق ذاته بدرجة أو بأخرى ، و لا يكف عن متابعة كل ما حوله وهو يقطع خطواته الإبداعية نحو التحقق و تأكيد الحضور الجاد، سواء في كتابة نصه الإبداعي أو التواصل مع كتابات الآخرين . فرج مجاهد القاص و الناقد محب لكل مبدع حقيقي ، مقدر كبير لتراتب الأجيال و أهميته في تحقيق تراكم الخبرات و انعكاسها في تواصل الإبداع ، فالي جانب ما قدم لنا من مجموعات قصصية متتالية ابتداء من مجموعته الأولي ( هذا العبث الصادرة عام 1998، مرورا بالمجموعة الثانية ( أحلام عاجزة ) الصادرة عن هيئة قصور الثقافة عام 2012 و حتي مجموعته الأخيرة .، ( ألوان الوجع ) الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2022 ، ذهب مجاهدا في تواصله مع فضاءات أدبية محلية و عربية ، ثم عاد ليقدم لنا ثمرة قراءاته و تأملاته النقدية علي نحو جمع بين صدق المتابعة و جدية التقديم النقدي ، فكانت أولي إصداراته كتاب ( رحيق الكلمة)عام 2001 اعتمد فيه علي حماسة المتابعات الأولي ، ثم كتابه ( محمد جبريل ألق الوجدان المصري) عام 2013 وهو كتاب تغطية محبة و عرفان لكاتب و صحفي كبير فتح الطريق عبر دوره الصحفي أمام عشرات المبدعين شعراء و ساردين و نقاد ، ثم جاء كتابه (السرد في جزيرة الورد)عام 2016 ليقدم فيه مقاربة لأعمال عدد غير قليل من المبدعين في محافظته الدقهلية ، بعده صدر له كتاب نقدى في الكويت عن الكاتبة فاطمة يوسف العلي ، ثم كتاب في السعودية قارب فيه السرد السعودي ، أيضا كتابه عن الأدب التونسي الصادر هنا في مصر عن سلسلة كتابات نقدية التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة ، قبل أن يصدر الكتاب الذى بين أيدينا ( السرد الحاوي) عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2024. وقد كان واضحا من البداية مع نفسه و مع متلقيه في عدم التزامه بمنهج نقدي في تناوله للأعمال التي تناولها كتابه هذا ، و ربما مرجع ذلك بالأساس إلي تباين التوجهات الإبداعية و تفاوت القيم الفنية للنصوص التي توقف معها، إلي جانب اختلاف الانتماءات عند كتابها . هذا الكتاب يكمل به فرج مجاهد جهده الذى لا يتوقف ، حيث تواصل عبره مع مدارس و اتجاهات في الكتابة الروائية و القصصية لأجيال متعددة منذ الخمسينيات و الستينيات مرورا بالسبعينيات و الثمانينيات و التسعينيات ، الأمر الذى يؤكد علي ما ذهبت إليه هذه السطور ، و التي مرت علي ما تضمنه الكتاب من دراسات و مقالات بلغت الخمسين قراءة . اعتمد فرج مجاهد في كتابه هذا علي ذاءقته و انطباعاته المدعمة بخبراته عبر أكثر من عقدين ، فحرص حرصا شديدا عبر منهج النقد الثقافي مضفرا بحس إعلامي أن يقارب هذه النصوص التي تضمنها الكتاب في أسلوب سهل و رؤية عميقة و محبة . في البداية يهدى كتابه لزمن السرد العربي و لشباب المبدعين في ميادين السرد الروائي و القصصي علي مختلف الاتجاهات ، ما يعني أنه يعكس دلالة أهمية تواصل الأجيال ، ثم يصدر قراءاته النقدية بدراسة حول رواية (هنا القاهرة) للكاتب الكبير ابراهيم عبد المجيد فيصدرها بعبارة من الرواية (يا للقاهرة التي تحتاج إلي سنوات و سنوات من الفرجة) ص 165 انطلاقا مع تفاصيل توثيقية صاغتها وفقا لايديولوجية و رؤية الكاتب لتلك المرحلة ، هذه العبارة تعكس حالة الاغتراب التي انتهت بالمثقف إلي وضع مزرى ، خاصة وهو يرى كل شيء يتدهور اجتماعيا و سياسيا ، فازدادت آنئذن حدة السخط و الغضب . لكن فيما يتعلق بقاهرة نجيب محفوظ في الثلاثينيات فهي ليست قاهرة إبراهيم عبد المجيد في السبعينيات، في الثلاثينيات كان المجتمع المصرى يعاني كما نعلم من ظلم و طغيان النظام الملكي وتواطؤه مع المحتل ، و تغول فساده و عربدته في كل مفاصل البلد ، فكان المردود هو حصار التخلف و المزيد من الإفقار لحياة الناس . أما قاهرة السبعينيات فكانت تعاني من الوصاية السياسية للنظام من بني جلدتنا بصرف النظر عن الاتفاق او الاختلاف معه ، في الوقت الذى كان الفساد قد استفحل عبر مجموعة من فلول الحكم ، أطلق عليها في ذلك الوقت مصطلح ( مراكز القوى ) و ما نتج عن كل ذلك بعد حرب أكتوبر خاصة فيما يخص ما سمي بالسلام مع الصهاينة ، إلي جانب الانفتاح الاقتصادى الذى راهن علي تحقيق حراك إجتماعي و اقتصادى و تنموى ، لكنه لم يتحقق وفقا لطموح الرئيس السادات، و كان لتوغل هذا الفساد الدور الفاصل في تمرير مخطط اغتياله ، تلك إشارة لتحديد التصورات و المفاهيم . ثم توالت قراءات الكتاب لحوالي أربعين رواية أبرزهم رواية التأسيس (الشمندورة ) لمحمد خليل قاسم و (ست الحسن) لفتحي غانم و (البيضاء) ليوسف ادريس و ( السكة الحديد ) لإدوار الخراط و ( قهوة سادة ) للسيد حافظ ، ( شرق النخيل ) لبهاء طاهر و (حكاية المؤسسة ) لجمال الغيطاني و ( وكالة عطية ) لخيري شلبي و (السائرون نياما ) لسعد مكاوي و (السيد في حقل السبانخ ) لصبري موسى و (طرف من خبر الآخرة ) لعبد الحكيم قاسم و ( العنف السرى ) لعبد الفتاح الجمل و ( النمل الأبيض ) لعبد الوهاب الأسواني و (حلق وحيدا) لمحمد جبريل و (أجنحة الفراشة ) لمحـمد سلماوي و (باب الليل ) لوحيد الطويلة و ( قطار الصعيد) ليوسف القعيد و غيرها من الروايات المهمة، إلي جانب عدد محدود من المجموعات القصصية، و التي منها علي سبيل الاشارة مجموعة (شارع بسادة) لسيد الوكيل و مجموعة ( عطشى لماء البحر) لمحمد ابراهيم مبروك ، فقد بدا من مقدمة الكتاب التي أشارت لتزايد أعداد كتاب الرواية بعد نوبل محفوظ ، لذا غلبت الدراسات و المقاربات الروائية علي بنية الكتاب. في كل المقاربات يدخل فرج مجاهد إلي النص من عبارة أو إشارة أو تعليق من داخله ، قبل أن يستعرض بعض المشاهد و المواقف المفصلية التي تستند عليها رؤيته النقدية كما لاحظنا في مقاربته لرواية ( هنا القاهرة ) و غيرها . عندي بعض الملاحظات .. أولها: تبين لي عدم ترتيب القراءات النقدية في الكتاب وفقا لتاريخ إصدار النصوص و انتماء جيل كتابها. ثانيها: أن بعض القراءات تفاعلت مع بعض النصوص بعمق فني مثلما حدث مع رواية (هنا القاهرة ) و رواية ( قهوة سادة )، بينما لم يحدث ذلك مع نصوص أخرى مثل نص (التاريخ السرى لنعمان عبد الحافظ) و (سيرة الشيخ نور الدين)، و قد يرجع ذلك لاختلاف التوقيت و الظروف و المزاج القرائي عند الناقد أضف الي أن نصوص السيرة تختلف في تلقيها و مقاربتها. ثالثها: لم يتضمن الكتاب مقاربة عن كاتبة واحدة في حين أن لدينا عشرات الكاتبات المرموقات في مجال السرد القصصي و الروائي أمثال سكينة فؤاد و سلوى بكر و سناء فرج و حورية البدرى و مني عارف و مني سالم و غيرهن الكثيرات . لا أظن أن فرج مجاهد تعمد ذلك ، و هو إذن بهذا الكتاب يقف صادقا و محبا للكتاب ونصوصهم الأدبية ، كما كان الناقد الكبير رجاء النقاش رحمه الله في محبته للمبدعين و إيمانه بحق كل مبدع حقيقي أن يأخذ مكانه اللائق . الكتابة إذن تعلي من نعم الله في الأرض باعتبارها فعل مقاومة لكل ما يعوق سير الحياة و ضوء يكشف تجلياتها ، هذا ما فعله و يفعله الكاتب و الناقد فرج مجاهد فله مني التهنئة بصدور هذا الكتاب وكل التحايا ) .......................................................................... وفي مداخلة نقدبة أخرى للكاتب أحمد عبده، جاء فيها : جاء في عنوان الكتاب : (السرد الحاوي - قراءات في الرواية والقصة المصرية ) ويكتشف القارئ أن مقاربات الكاتب كلها في الرواية فقط، والكاتب وضع البيض كله في سلة واحدة، (خمسون ) رواية كانت بحاجة إلى تبويب، الروايات التاريخية في فصل، والروايات التي تناولت القرية في فصل آخر، والروايات ذات الصبغة الجنسية في فصل ثالث، والروايات السياسية في فصل رابع .. وهكذا. أما الخطوط العامة التي اتبعها المؤلف:- يقول في المقدمة تعددية الأساليب الروائية في هذه الأعمال، أبعدتني عن التمسك بمنهج نقدي واحد، لأن ما ينطبق على هذا لا ينطبق على غيره، فالمنهج النقدي الواحد يتعامل مع الظاهرة، وليس مع عدد من الأعمال المختلفة.- لذلك - وعلى حد قوله - اعتمدت المنهج المتكامل أو التكاملي، جاهدتُ أن أفكك مسروده ، وأحلل شخصياتهم، وأرسم مساراته الزمكانية ثم أعيدها في فضاء المنهج النقدي المتكامل لأنه الأرحب والأوسع . المنهج المتكامل أو التكاملي في حد ذاته يتناول العمل الأدبي من جميع زواياه ومنها البيئة والتاريخ والعامل النفسي لصاحب العمل، غير أنه ربما يجمع المناهج الأخرى، فهل هذه الدراسات تناولت هذه العناصر ؟؟ طريقة المؤلف / الناقد تركزت في العرض والتقديم والتعليق والحلول، تخلل ذلك خيوط رفيعة من التحليلات النقدية، وللحقيقة كان المؤلف دقيقا للغاية في عرض وتقديم الروايات، مما يسهل للقارئ خوض غمارها، وهي طريقة مارسها أيضا في كتابه غواية شهر زاد قراءات في السرد النسوي) لذلك لا توجد هنا كتابة واحدة، هذه الطريقة يتبعها بعض من يمارسون النقد من الروائيين من غير الأكاديميين.تركزت رؤية المؤلف النقدية بشكل ملحوظ في بدايات ونهايات الدراسات حيث تظهر ثقافته ورؤيته للإبداع الروائي والأدبي بشكل عام.في الافتتاحيات نهج منهجا واحدا، تركز في تقديم الكاتب وروايته وفي النهايات يفلسف الرواية بشكل عام، وطريقة الروائي فيما كتب.يتتبع مسيرة السرد في كل رواية، ويقوم بتقطيع الأحداث، وربطها في بعضها، يمشي في خط مستقيم مع سطح الرواية، دون الدخول أو التعمق في التشابكات النقدية الشائكة. إلا في القليل. ولذلك كان العنوان قراءة - فالرواية لها قراءات كثيرة، ونستطيع القول بأنه فكك ألغاز الروايات لتكون جاهزة لمن يقرأها. وسوف تظل الدلالات مخفية إلى أن يتوصل إليها كل قارئ للجمل التي صاحبت عنوان كل دراسة، فصاغها الكاتب صياغة أدبية دقيقة := عند على عطا : سرد روائي ساخن لمعاناة المبدع = عند صبحي موسى : تاريخ السرد الوثائقي في تماهي التاريخي والفني والواقعي= عند يوسف أبو رية : حيث الموت هو المقابل الحي للحياة = عند نشأت المصري: ميثاق سردي قائم على تجاوز إبداعي دون حواجز، نماذج من المعالجات النقديةعند سعد مكاوي السائرون نياما يقول: نموذج للرواية التقليدية المكتوبة بمفهوم الوعي التقني والموضوعي، تعرض الكاتب لتقنيات الكتابة التاريخية التي قامت عليها الرواية، ثم روايته الثانية الرجل والطريق التي تخطى فيها كثيرا من قيود الرواية الكلاسيكية إلى فضاء الواقعية المجتمعية تقدم شكلا تعبيريا يجسد حساسية فنية جديدة.عند صبحي موسى يقول : تاريخ السرد الوثائقي في تماهي التاريخ الفني والواقعي، وعن المفارقات عند نبيل عبد الحميد يقول : جمع الكاتب قضيتان متناقضتان في فضاء رواية واحدة.ويتساءل هل هي رواية تراسلية أو وصفية أو اجتماعية نقدية؟ويقول ( هي رواية ذات أدراج) عند حامد أبو أحمد صفوان الأكاديمي: جنوح السرد بين السيرة الذاتية وانتقال ضمير السرد بين الشخصيات بدون ترتيب فلا تعرف من يتكلم إلا متأخرا، وبعثرة السرد ووفرة الأشعار والاستشهادات بالأسماء الحقيقية الأوربية والعربية ورصد عشرات الصفحات بالأرقام.عند نشأت المصري: ذلك الميثاق السردي النابه الذي عمل عليه بتقانة إبداعية وحرفية تاريخية قدمها المبدع على شكل حكاية سردية كسرت رتابة السرد التاريخي.حيث يتألق السرد الحكائي في نص طويل بأحداث متشظية في حكاياته متفرع في أهدافها ومضامينهاعند سيد الوكيل في شارع بسادة: انتقد المؤلف عناوين الفصول الطويلة، وعلى طول الدراسة نقل فقرات كثيرة مطولة من الرواية، نهاية الدراسة نهاية نقدية جيدةعند رضا سليمان (ما قبل اليوم الأخير) ص ٩٣ ، دراسة نقدية متكاملة. وفي نهاية مداخلته طالب الكاتب أحمد عبده بضرورة مراجعة الكتاب قبل الطبع، والتأكد من التدقيق اللغوي والنحوي والتأكد من خلوه من الأخطاء المطبعية. ..........................................................................وفي مداخلة ثالثة للكاتب مجدي جعفر، جاء فيها : (استخدم فرج مجاهد في كتابه ( السرد الحاوي ) المنهج التكاملي، الذي غرس بذرته الأولى طه حسين، وتعهدتها بالرعاية تلميذته سهير القلماوي، وسار على نفس النهج أنور المعداوي وأيضا محمد مندور وشوقي ضيف وعبدالقادر القط ولويس عوض وغيرهم. وفرج مجاهد عمل بمقولة الدكتور عبدالقادر القط : ( الباحث الأدبي الحديث ينبغي أن يستضئ في عمله بكل المناهج والدراسات السابقة، إذ لا يكفي منهج واحد، ولا دراسة واحدة، لكي ينهض عمله على الوجه الأكمل، بل لابد أن يستعين بها جميعا، حتى يمكن أن يضطلع ببحث أدبي قيم ) وكأن فرج مجاهد قد أنصت أيضا إلى الدكتور شوقي ضيف ووعى ما قاله تماما في كتابه ( البحث الأدبي ) ودعوته إلى ضرورة استثمار هذا المنهج التكاملي وحدد عناصره، كإسناد النص إلى الواقع الذاتي والاجتماعي والطبيعي – وانفتاحه على أشياء أخرى، ومن ثم إعادة تشكيله فنيا، لأنه قابل للإجراء الفني والنقدي، وغير قائم على التناقض مع المناهج النقدية القديمة والحديثة، إنما يتعاون معها بشكل شمولي. ويدعو د . علي جواد طاهر في كتابه ( مقدمة في النقد الأدبي ) الى ضرورة ( الانتقاء، والاستعانة بالمناهج المتعددة ضرورة على استجلاء النص، وقد سُمي هذا المنهج الانتقائي " التكاملي ", والانتقاء لا يعني الأخذ بكل هذه المناهج مجتمعة، ولكن انتقاء ما يراه الناقد صالحا لاستجلاء خبايا النص، فقد يستعين الناقد بمنهجين معا أو عدة مناهج ) والكتاب بالفعل كان يحتاج إلى تبويب لضخامته، ولتنوع الروايات التي تناولها الكاتب، روايات مثلت كل الأجيال، خمسون رواية تباينت في موضوعاتها وفي أساليبها السردية، تباينت في رؤاها وفي تشكيلاتها، ولذلك كان الكاتب والناقد فرج مجاهد عبدالوهاب، موفقا غاية التوفيق في اختياره للمنهج الشمولي التكاملي، وجعل المنهج الفني والمنهج التاريخي والمنهج النفسي والمناهج الحديثة أيضا عناصر، يأخذ منها ما يكشف عن خبايا النص ويستجلي جمالياته. = من روايات السير .. سواء ذاتية أو غيرية، وعلى سبيل المثال : – سيرة الشيخ نور الدين لأحمد شمس الدين الحجاجي، يقول عنها الكاتب الناقد في عنوان دال ( سيرة رجل وشعب وقضية )، وبين كيف قدم الدكتور أحمد شمس الدين شخصية نور الدين كمثال ونموذج، هذا الفارس النبيل والشجاع والملتزم بمبادئه وأخلاقه، فنور الدين يمثل القيم الصوفية بعيدا عن الشطحات المعروفة عن الصوفيين، فالرواية تحكي عن الأيام الأخيرة في حياة ( نور الدين ) وهو شيخ من الأقصر، اكتسب المشيخة بالوراثة وبالدراسة، وهو يمثل التقاليد العربية والإسلامية للصعيد، ونجح بما يملكه من ملكات وقدرات وخصال أهمها العفة والزهد في المال، كل هذا جعله يُظهر الجوانب الجميلة للإسلام، بالإضافة إلى عدم انغلاقه وانفتاحه على الأخر، وحركته التي لا تهدأ في محيطه الاجتماعي. -وتناول أيضا روايات : ( صفوان الأكاديمي ) للدكتور حامد ابو أحمد، و ( إيثاكا ) لرؤوف مسعد، و ( التاريخ السري لنعمان عبدالحافظ ) للكاتب محمد مستجاب، و ( وكالة عطية ) لخيري شلبي وبين كيف اقتربت من السيرة الشعبية، وثلاثية ( سبيل الشخص ) لعبده جبير، وبين الكاتب والناقد كيف راوح جبير فيها بين الحكاية الشعبية ورواية المغامرات، وبعد أن قدم لنا نبذة عن الحكاية الشعبية ورواية المغامرات، ولج إلى عالم الرواية من خلال أربع عناوين دالة وكانت بمثابة المفاتيح التي بها كشف عن جماليات الرواية، واستكن جوهرها. = ومن الروايات التي عبرت عن الواقع المصري وتحولاته وعلى سبيل المثال لا الحصر : 1 – رواية ( هنا القاهرة ) للكاتب إبراهيم عبدالمجيد. وفيها يستخدم الكاتب القفزات الزمنية، ويعود إلى فترة الثلاثينات، والتشابك اليومي ، ويرصد الواقع المعيش، والواقع الاجتماعي والسياسي، والتنقل بين الأزمنة والأمكنة، وغرام الكاتب بوصف المكان بكل دقة، وصف القاهرة بحواريها وأزقتها، بمقاهيها، وحاناتها وباراتها، بمقاهيها، وخاصة القاهرة القديمة، والقاهرة الشعبية، وفترة السبعينات، وهي فترة التحولات الكبرى : واخطر قراريين اتخذهما السادات وهما قراري السلام والانفتاح، ويرصد الآثار التي ترتبت عليهما، وكيف عادت الرأسمالية بوجه أكثر بشاعة مما كانت عليه قبل ثورة يوليو 1952م، وكيف تم الدفع بالجماعات الدينية إلى الواجهة وتصدرها للمشهد!. ورغم الانكسارات والاحباطات والعتمة التي تغلف الواقع، يظل أجمل ما في هذه الرواية هو بصيص النور الذي يجاهد على استحياء في آخر النفق، وتلك الروح المفعمة بالأمل والبهجة والتي تلبست أبطال الرواية. 2 – رواية ( النمل الأبيض ) للكاتب عبدالوهاب الأسواني : ترصد هي الأخرى، التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي حدثت لأهلنا في الصعيد بعد أكتوبر الذي أُجهض بعد اتفاقية السلام، وقرار الانفتاح أيضا الذي تم اتخاذه ولم تكن البلاد مهيئة ومستعدة له. فانتهى ور العمة راضية برمزيتها الشفيفة والجميلة التي كانت تكشف الأخبار، وحل محلها الراديو ثم التلفزيون الأبيض والأسود فالتلفزيون الملون، وظهرت طبقات جديدة، طبقات طفيلية أفرزها عصر الانفتاح، فبقالة ( الأمانة ) صارت ( سوبر ماركت ) و الفتيات والنساء أصبحن يسرن سافرات، ويرصد الكاتب تأثير القرارات السياسية الخاطئة على الشخصية المصرية والصعيدية. = حضور الموت في عدد من الروايات، منها على سبيل المثال لا الحصر : ( هدوء القتلة ) لطارق إمام، ( هاجس الموت ) لعادل عصمت، ( طرف من خبر الآخرة ) لعبدالحكيم قاسم، و ( دماء جائعة ) لنشأت المصري. = روايات تتكأ على التاريخ وتسترفد التراث، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : 1 – ( السائرون نياما ) لسعد مكاوي وتسليط الضوء على حكم المماليك. 2 – ( صلاة خاصة ) لصبحي موسى، ويتماهى فيها السرد الوثائقي مع السرد التاريخي. 3 – ( دماء جائعة ) لنشأت المصري، حيث الهروب إلى العصر العباسي في زمن المهدي والاسقاط على الواقع، التاريخ هنا قناع، الدماء التي تُسفك والدسائس والمؤامرات. 4 – ( قهوة سادة ) للسيد حافظ، حكاية سهر وتدور الأحداث في سوريا ( أحداث معاصرة )، وأخناتون في مصر ( من العصور القديمة ) وحكايات شهرزاد. = روايات دارت أحداثها في الغرب، والعلاقة بين الشرق والغرب، منها : ( البيضاء ) ليوسف إدريس، و ( بيت النخيل ) لطارق الطيب، و ( عناق عند جسر بروكلين ) لعز الدين شكري، والروايتين الآخرتين قدمتا صورة واقعية وبعيدة كل البعد عن الصورة النمطية التي قدمها الكتاب العرب سابقا، وهي الاحساس بالدونية أمام الغرب فلايجد البطل أمامه غير ممارسة الجنس مع الشقراوات الأوربيات! = ومن الروايات التي تناولت ثورة يناير 2011، رواية ( أشياء عادية في الميدان )، ( سري ) بطل أكتوبريرفض اتفاقية السلام، ويعاني من آثار الانفتاح، ومن رئيس المصلحة التي يعمل بها، ومحاربته للوصول إلى رئاستها، ويتردد في الذهاب إلى الميدان، ويغريه بضرورة الذهاب الشاب الثائر مهدي الذي يعمل جرسونا بالمقهى المفضل لسري، يتردد سري في البداية، ولكنه سرعان ما يغالب تردده ويحسم أمره ويذهب إلى الميدان، ويقيم فيه، ولم يغادره إلا بعد تأكده بأن الثورة سوف تنجح. ماهر سر التناول غير العادي للكاتب السيد نجم في هذه الرواية؟ أ-الرمزية : مشهد الجرادة التي اكتشفها سري في مخبأها، ودلالة الانسلاخ، وحديثه مع الدكتورة عن هذه المسألة، فتخبره : ( الانسلاخ عملية أساسية للنمو في شعب مفصليات الأرجل في الحشرات ) ب – التماهي مع أسطورة ( هرقل ) اليونانية، هذا الهرقل نصف الإله، والربط بين مهدي / الثوار وهرقل وهامه الاثني عشر وحروبه. = ومن الروايات النفسية، رواية ( حافة الكوثر ) لعلي عطا، والكوثر هي المصحة النفسية التي يكشفها لنا الشاعر والمثقف والفنان المرهف الحس ( حسين )، وحسين الذي ذهب إليها بعد أن أُصيب باكتئاب بسبب بعض المشاكل العائلية، فدعاء الزوجة غيورة جدا ولا تقبل بضرة، وسلمى تلح في طلب الزواج، وخلافات حادة بين ابنته وخطيبها و .. و .. ولم يكن أمامه بُد من الذهاب إلى المصحة ليستعيد توازنه النفسي، ولكنه يكتشف أنها أصبحت وطنا بديلا لنزلائها!. الرواية تسير في عدة مسارات، مسار سياسي، ومسار اجتماعي، ومسار ثقافي، ومسار اقتصادي، ومسار نفسي، ويكشف لنا حسين عن الأزمات النفسية الخانقة ومنها الاكنئاب، ومن أهم أسبابها المسارات السابقة، ويسلط كاميراته بمهارة ووعي على المصحة والنزلاء بها، وينتقل بكاميراته إلى ما يجري خارجها، لعل القارئ الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب ومن ثم إلى الانتحار. في الخارج : يعود إلى نكسة 1967م، نصر أكتوبر ( استشهاد خاله الذي يحبه )، الارهاب، القرية التي أصبحت مسخا مشوها، مدينة المنصورة التي كانت عروس الدلتا فزحفت إليها الأحياء العشوائية، الفساد الذي ينخر كالسوس في كل ركن من أركان المجتمع، أصحاب النفوذ، ثورة 25 يناير والاحتشاد في ميدان التحرير وجمعة الغضب و وموقعة الجمل ومفاوضات المجلس العسكري مع الإخوان. وداخل المصحة :شاب ( 27 ) سنة يحب عمته!، أكثر من ضابط شرطة نزلاء بالمصحة!، عميد إحدى كليات الهندسة يقيم بالمصحة بأمر من فخامة الرئيس لأنه فكر في الترشح في الانتخابات ضده!، أب يضع ابنه بالمصحة حتى يمنعه من فضح أمر عائلي ، فمقطع فيديو متداول بين الناس لزوجته وهي في أحضان رجل لا يعرف أنه أبوه! و .. و ....!!! = ومن الروايات الحداثية التي استفاد كُتّابها من تجارب العبث والفنتازيا وأثروا ابداعاتهم برؤى من الواقعية السحرية، رواية ( قارئة القطار ) لإبراهيم فرغلي، ورواية ( محطة السكة الحديد ) لإداور الخراط، وغير هذه الروايات الكثير. ) ...................................................................... وفي مداخلة رابعة للكاتب محمود الديداموني، جاء فيها : (تقترب علاقتى بالصديق فرج مجاهد منذ ثلاثين عاما تقريبا ، حيث عرفنى عليه أستاذى الدكتور حسين على محمد ، فكانت ثمة تواصل بينهما فى أصوات معاصرة وفى غيرها من أمور الشأن الثقافي، ومنذ ذلك الحين لم تنقطع تلك العلاقة ، فقرأت له وعرفته ناشطا فى الحركة الأدبية والثقافية محبا ومحبوبا ، فقدم عدة مجموعات قصصية قرأتها جميعا ، منها أحلام عاجزة والتى كتبت عنها من قبل ، مجموعته الأولى ( هذا العبث ) ، ثم ما يلبث أن يخرج علينا بقراءة منشورة فى مجلة أو صفحة متخصصة بأحد الصحف ، يقدم فيها رؤيته وقراءته لأحد الإصدارات الأدبية السردية على وجه الخصوص، أو مشاركة بورقة بحثية فى مؤتمر من المؤتمرات أو فعالية من الفعاليات التى تلقى الضوء على أحد التجارب الأدبية ، لا يبخل بجهد ويسعى دائما للحضور الفاعل ، فاجأنا بهذا الكتاب ( السرد الحاوى ) الذي يحمل بين دفتيه العديد والعديد من القراءات المحبة لعوالم نخبة كبيرة من كتاب السرد العربي وساهموا فى تشكيله. ولنا أن ندرك منذ البداية اختلاف العوالم الروائية من كاتب لآخر واختلاف الطاقات الإبداعية من كاتب لآخر أيضا، فلكل كاتب رؤيته وأدواته، النصوص التي قدمها مستويات، فهناك النص الواضح الصريح البيّن، وهناك النص الغامض، المكتسي بغلالة شفافة، تحجبه بقدر ماتظهره؛ وهناك النص الأصم الأعمى الأبكم، الذي لايكاد يفصح عن شيء إطلاقاً. ويمكن التعامل مع مجمل النصوص إلى نوعين : نص واضح، ونص غامض. الأول يقول بصراحة ودقة وموضوعية مايريد أن يقوله، بحيث لايفهم منه إلا معنى واحد محدد بعينه؛ والثاني أنتج من قبل ذات تحرص على ترك بصماتها واضحة وماثلة دائماً، وكتب بطريقة تتيح لكل قارئ، أو بالأحرى، لكل متلق استنباط معنى، أو مستويات من المعنى، قد تختلف عما يستنبطه الآخرون.... وتتيح للقارئ (المتلقي) الواحد أن يحصّل معاني مختلفة، ومستويات مختلفة للمعنى الواحد عند كل تعامل جديد مع النص. إن هذه (القراءة /الكتابة) لا تتخلى عن إرادتها الخاصة، ولا تتنازل عنها تحت أية ظروف.. فيقدم الكاتب فرج مجاهد عبر قراءاته قراءة خاصة جدا يمنح فيها المتلقى زاوية للرؤية وقراءة عالم الكاتب الروائي، ولا يفرض عليه أن يتبنى القارئ رؤيته بل يقدم عرضا شفافا ، يحمله القارئ فى ذاكرته وربما يحفزه للذهاب إلى هذا العالم الروائي محل القراءة ، وبذلك تغدو (القراءة/ الكتابة) ليست قراءة سلطوية تفرض نفسها على المتلقي ، بل قراءة تعين على مواصلة القراءة والذهاب لى تلك الأزمنة والشخصيات والأماكن والتحاور معها نقضا أو اتفاقا . ويبدو لى أن الكاتب يفسر أفعال الشخصيات الروائية من خلال فهم النص وفهم مفرداته وجمله . والعودة إلى العلاقات الاجتماعية السائدة في عصر إنتاج النص، وإلى علاقات الإنتاج التي كانت سائدة، ومعرفة مكانة منتج النص وموقعه (الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي) ومعرفة المكان الذي عاش فيه. ولم يشأ الكاتب فى كثير من القراءات التى قدمها أن يدخل إلى عالم التأويل ، تاركا ذلك للمتلقى أو مكتفيا بعرض عوالمه التى انفعل بها وقدمها عبر متن هذا الكتاب الماتع ( السرد الحاوى ). وما كان للروائي أن ينتج نصوصاً مهمة، فنياً وفكرياً، قبل أن يستعيد ذاته، التي كانت مرهونة لدى نظام سياسي ما، أو مأخوذة به. هذا ما لمحناه بطريقة أو بأخرى فى استعراض هذا العالم الروائي الممتد لعدد كبير من الروائيين محل الدراسة ومحل اهتمام الكتاب عند فرج مجاهد، يقول فى مقدمة الكتاب : تداخلت معهم ودخلت عوالمهم ، عشت معهم بأحوالهم العامة والخاصة ، السلبية والإيجابية . هذه دلالة واضحة على أن فعل الكتابة لا يكون ناتجا إلا عن معايشة وانفعال . من ابراهيم عبدالمجيد وهنا القاهرة مرورا بقارئة القطار لابراهيم فرغلى ، ومحطة السكة الحديد لإدوار الخراط ، وتذكرة وحيدة للقاهرة لأشرف العشماوى والسيد نجم فى أشياء عادية فى الميدان ، وشرق النخيل لبهاء طاهر، وحكايات المؤسسة لجمال الغيطانى ، وخيرى شلبى فى وكالة عطية وسعد مكاوى فى السائرون نياما والنمل الأبيض للأسواني ، والبجعة البيضاء لمحمد ابراهيم طه ، ومحمد جبريل فى حلِّق وحيدا انتهاء بـ نشأت المصرى فى دماء جائعة ، وباب الليل لوحيد الطويلة، ويوسف القعيد فى قطار الصعيد يقدم الكاتب فرج مجاهد خمسين عالما سرديا لأجيال مختلفة وأزمنة متفاوتة ، يرصد فيها حركة السرد خلال نصف قرن تقريبا ، كما يرصد تفاوت النسج والرؤى تاريخيا واجتماعيا وسياسيا، وفى السياق ذاته يقدم عبر قراءاته دلالات للتطور فى حركة السرد، ومغايرة الأفكار والأحداث محل التناول من كاتب لآخر ، بما يفتح الشهية لمعرفة الأسباب الحقيقية لتمايز الكتاب والكتابة من زمن لآخر وبما يمنح أسرار التأثير السياسي والاجتماعى والتاريخي بانقضاء الزمن. ومن الملاحظ أن الكاتب لم يرتب قراءاته حسب منهج ما ، بل دفعها بشكل تلقائي ، وكان من الأولى أن يكون هناك رؤية لهذا الطرح الكبير ، تتعلق مثلا بزمان النشر أو توالى الأجيال من الأقدم إلى الأحدث ، بحيث يسهل الخروج بنتائج معينة عند التلقي. كذلك لم يقدم الناقد السمات المشتركة لحركة السرد الروائي أو يقدم توصيفا لمجمل ما قدمه .. مكتفيا بما ألمح إليه داخل الورقة المقدمة عن العالم الخاص لكل رواية . كل التهنئة للكاتب الصديق فرج مجاهد على هذا الجمال فى تقديم عوالم سردية ماتعة لكتاب ساهموا فى تشكيل حركة السرد الروائي والقصصى المصرى والعربي على حد سواء. يذكر أن كتاب السرد الحاوى صادر عن الهيئة العامة للكتاب 2024 . ويضم الكتاب خمسين قراءة تقع فى ما يزيد عن اربعمائة صفحة من القطع الكبير .) ................................................................. وعقب الكاتب صبحي موسى كأحد المبحوثين في الكتاب عن روايته ( صلاة خاصة ) وقد أثنى على الكتاب وعلى الكاتب، والعنوان البسيط والمراوغ، كما أثنى على المجهود الكبير الذي بذله الكاتب في التعامل النقدي المتنوع، منوعا في أساليبه النقدية، ومستخدما العديد من المناهج ، وغير مقيد بمنهج محدد، واثنى على لغته وقدرته على تناول الروايات وكيفية الدخول إليها والكشف عن جمالياتها وأسرارها، ومنها روايتي ( صلاة خاصة ) التي امتدت فيها المساحة الزمنية إلى ألفي عام، وتعج بالشخصيات، والأساطير، وطالب المسئولين عن معرض القاهرة الدولي للكتاب، بضرورة المحافظة على هذا العنوان، ويصدر سنويا ويحوي قراءات في الروايات التي تصدر كل عام، وهي لا تقل عن ثلاثمائة رواية سنويا، لماذا لا يتم تشكيل لجنة متخصصة، وتنتخب وتنتقي الجيد من هذا الكم الهائل من الروايات التي تصدر سنويا، ويلقى الضوء عليها، وقراءتها ودراستها، ويكون هذا الكتاب كشافا، ينثر قطرات الضوء على الروايات المتميزة والمائزة والتي قد تضيع وسط الروايات الضعيفة التي يكتبها أنصاف الموهوبين، وتجد من يحتفي بها، وهم للأسف أصحاب الصوت الأعلى!.
#مجدي_جعفر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرات في شعر حسين علي محمد ( طائر الشعر المسافر )
-
مقاربة نقدية في الرواية الشعرية ( آخر أخبار الجنة ) لحزين عم
...
-
مقاربة نقدية
-
وداعا لآلام مرضى كسور الضلوع
المزيد.....
-
شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي
...
-
هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
-
كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
-
مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال
...
-
شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية
...
-
ارتفاع شعبية فرقة -آي يولاه- البشكيرية في روسيا وخارجها (فيد
...
-
معرض الكتاب العربي العاشر في صور.. ثقافة تقاوم الدمار الإسرا
...
-
سينمائيو ذي قار يردون على هدم دور السينما بإقامة مهرجان للأ
...
-
بحضور رسمي إماراتي.. افتتاح معرض -أم الأمة- في متحف -تريتياك
...
-
مسلسل مصري شهير يشارك في مهرجان أمريكي عالمي
المزيد.....
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
المزيد.....
|