أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجدي جعفر - مقاربة نقدية في الرواية الشعرية ( آخر أخبار الجنة ) لحزين عمر















المزيد.....

مقاربة نقدية في الرواية الشعرية ( آخر أخبار الجنة ) لحزين عمر


مجدي جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 22:55
المحور: الادب والفن
    


(1)
إذا كان شعر التفعيلة قد خطا خطوات واسعة بالمسرح على يد صلاح عبدالصبور وعبدالرحمن الشرقاوي وغيرهما، فإنه يثب بالرواية وثبة هائلة على يد الشاعر والكاتب حزين عمر، فلم تأت روايته الشعرية (آخر أخبار الجنة) من قبيل المغامرة أوالتجريب، بقدر ما جاءت لأسباب موضوعية وفنية، فاستخدم الكاتب " الفنتازيا " كأداة أو كوسيلة فنية، كما استفاد من تجارب العبث، وأثرى روايته برؤى من الواقعية السحرية، والكاتب حزين عمر يمسك بتلابيب الحكاية، العمود الفقري للرواية، وبالشخصيات، والحوادث، والصراع، والزمان، والمكان، وبكل عناصر العمل الروائي الذي صاغه شعرا، ليؤكد أن شعر التفعيلة الذي أفاد المسرح، قادر على إثراء الرواية، والرواية من المرونة بحيث تستوعب الشعر دون أن تفقد خصائصها وطبيعتها.
وتضم الرواية ( 14 ) فصلا، تتراوح بين الطول والقصر، فأقصرها أقل من نصف الصفحة بعنوان "الصدق"، وأطولها (62) صفحة بعنوان "تحقيق عن الجنس".
(2)
الإهداء
(إلي : المصري القديم، أبي العلاء المعري، دانتي اليجييري، وكل من تجسسوا على الآخرة وهم مازالوا أحياء!!!)
أكد الكاتب من البداية، أنه ليس أول من تجسس على الآخرة، فهناك من سبقوه، وإذا كان دانتي قاده "فيرجل" في رحلة غرائبية ومثيرة إلى الجحيم ومنه إلى المطهر، ويختفي بعدها لتقوده "بياتريش" إلى الفردوس، وينقل لنا دانتي مشاهداته وحوارته مع من صادفهم هناك، وإذا كان المعري قام بدور الراوي متخذا من ابن القارح بطلا ليحاور الشعراء ويصف أحوالهم، القابع منهم في الجحيم والمخلد منهم في النعيم في الجنة، فإن حزين عمر يتخذ مجموعة من الصحفيين، ليعيشوا في الجنة بعض الوقت، ويلتقون هناك بالمئات ممن أثروا الإنسانية، وأضافوا إليها في العلم والسياسة والأخلاق والدين والفلسفة والأدب والفن وكل صنوف المعارف، ويذهبوا إلى القابعين في اللاجنة أيضا وهم بالمئات، وينقلون لنا أخبارهم، وهؤلاء الصحفيون يقررون إصدار جريدتهم لأهل الجنة بعد أن أحكم الساسة وأصحاب المال ورجال الدين الخناق حولهم وحول جريدتهم، التي كانت صوت الصدق، وتتواتر الأسئلة على ذهن المتلقي، هل تتماس جنة حزين عمر مع جنة المصري القديم أو تتقاطع معها أم تختلف عنها؟، وهل يتقاطع أو يتماس مع أبي العلاء في أرائه أم يختلف معه؟، ونفس الحال مع دانتي، وما أوجه التشابه إذا وجد؟ وما أوجه الاختلاف؟ وتحاصر المتلقي أسئلة أخرى تتعلق بالموت، والبعث، والخلود، والجنة والنار، تتعلق بالوجود ذاته وتبحث عن إجابات، فالرواية تثير الدهشة والأسئلة، كما تثير الخيال، وتدفع المتلقي إلى البحث والاستقصاء والاطلاع.
(3)
يستهل روايته بمشهد يمثل قيمة أخلاقية كبرى، وهي الصدق، فيقول :
"إصدار صحفيّ فاشلْ
يخلو من "ساسبنس" الفن
وعريِّ الرقاصاتِ
ومانشتات الكورة
ومقالات البصاصين الأفّاقين المرتزقة
جـــادُّ في زمن الهزل!!"
وبعيدا عن الانشاء الأجوف، يقدم لنا الصدق كقيمة أخلاقية من خلال ممارستها، فالصحيفة التي تبنت الصدق، فشلت، لأنها تخلو من "ساسبنس" الفن، وخلت صفحاتها من (عري الرقاصات / ومانشتات الكورة ) وخلت أيضا من ( مقالات البصاصين الأفاقين المرتزقة)، فهذا الإصدار الصحفي فشل لأنه (جاد في زمن الهزل).
وقد هيأ القارئ للدخول في أجواء روايته، واستفاد من خاصية التكثيف في الشعر، وجاءت الرواية وكأنها منزوعة المقدمة، وهي سمة العمل الجيد كما يقول تيشكوف، ففي أبيات قليلة قدم لنا أزمة الصحيفة، وينقلنا بعدها إلى الاجتماع الطارئ لمجلس التحرير، لمناقشة الأزمة وأسبابها، والبحث عن حلول.
ولا يذكر أسماء شخصياته، ولكنه يؤكد على صفتها الوظيفية، فقدم توصيفا دقيقا لعمل كل من بالجريدة، ولم يهتم أيضا برسم البُعد الخارجي للشخصية، متأثرا بالقصة القرآنية، بالتوقف عن الوصف الخارجي لها، والتركيزعلى وصفها من الداخل، مبينا أحوالها وحالاتها الفكرية، وانفعالاتها النفسية، وحركتها في محيطها الاجتماعي، وفصل (اجتماع مجلس التحرير) قائم على الحوار، فزاوج بذكاء وبوعي بصير بين المسرح الشعري والرواية.
والسرد يتراجع ويفسح المجال للحوار، فالشخصية تظل مجهولة حتى تتكلم، فنتعرف على أنماط وأساليب تفكيرها، ونتعاطف معها أو ننقم عليها وننفر منها، فآثر الكاتب أن يجعل الشخصية تقدم نفسها وتعبرعن داخلها، وما تحس به، بدلا من يكون لسان حالها.
وأزمة الجريدة، يلخصها رئيس التحرير:
(ينخرُ فينا إهمالُ القراء
وبخلُ الإعلانات
وبطش الدولة
ما منا إلّا معتقلُ, مسجون، مطحون،
متهم بمعاداةِ الواقع
وبفضحِ فسادِ الأرواح
الحال الآن تميل علينا:
توزيعُ جريدتنا عدةُ أصفارٍ
كلّ صباحْ!!)
تفصيل الأزمة:
1 – اهمال القراء:
يؤرقهم انصراف القراء عن جريدتهم التي تتبنى الدفاع عن قضايا البسطاء والمهمشين، يطالبون بحق هؤلاء العيش في كرامة إنسانية ويناضلون من أجل أن ينالوا حقوقهم المُستلبة، ولكنهم يعانون الجهل والفقر، وتم تغيبهم عمدا، وكُتّاب الجريدة يدفعون أثمانا غالية في سبيل الدفاع عنهم تصل إلى السجن وأحيانا إلى النفي أو إلى الإعدام، فالقراء يوازنون بين شراء رغيف الخبز وشراء الجريدة، فينتصرون لرغيف الخبز.
(علي صفحات جريدتنا :
كونوا يا قراءً معنا
شوفوا انفسَكم فينا
محرر التحقيقات : أنت كشفتَ السرَّ
نعوّل فيما نكتبُ، ننشر،
أن نستدعيَ همَّ الناس
وننبش في كبت الأيام
لأحلام الأميين
المنعدمين الممنوعين من الرفق
رئيس التحرير : أميون..وممنوعون..ومنعدمون
لا يدرون بأنّا منهم
لا يشرون ويطَّلعون)
2 – بطش السلطة:
وهؤلاء الذين تبنوا قضايا المعدمين والفقراء، أصبحوا في نظر السلطة من المارقين، والسلطة تتعامل بسياسة الجزرة والعصا، فهي تريد أن ينضوون تحت جناحها، ويزينون بطشها، ولكنهم آمنوا بقضايا الفقراء والوطن، ويعاديهم : رجال السلطة، وأهل المال، وتجار الدين.
(مدير التحرير: ....فنحاربُ في وهمٍ وجنون!!!
ويعادينا أهلُ المال،
تجار السلطة والدين!!
محرر الثقافة: فعلا..كلّ يتفقون!!
رئيس التحرير : ويرشون مفاسدهم ورشاواهم
سنطاً, حلفاءَ
بكلِّ طريقٍ نسلكه
للطبع وللنشر وللتوزيعْ
محرر التحقيقات : ..كيما نستسلمَ ونمدَّ الأيدي
نستجدي
فيفيضون علينا بالمال الأسود
يتسلل في دمنا
دولارا وريالا مسموما
حتى ندمنه فنضيعْ!! )
3 – قلة الاعلانات:
وبعد فشل محاولات السلطة لرشوتهم، للتخلي عن تبني قضايا الفقراء، لجأوا إلى الحيل الخبيثة، لغلق الجريدة، بحرمانها من الإعلانات، والتي هي شريان الحياة، فتصبح الجريدة مُدانة، ومن ثم يتم غلقها، واقتيادهم إلى السجن!.
(رئيس التحرير : مازال التهويم يقود الجلسة
والدَّين سوارٌ من نار يلتفُّ علينا
أثمان الأوراق، الطبع، أجور الصحفيين، العمال
فإمَّا ندفعُ
أو نُدْفَع للسجن بدون جريرةْ )
(4)
الهجرة:
يصف لنا هجرتهم خوفا من السجن أو القتل، ويعلن:
( انهزم الفكرُ : الوعي : الصدق :
الحكمة والوطنية
وانهزم الإنسانْ )
ومكان الهجرة:
(الهجرة في الصحراء تجاه جبال البحر الأحمر
حيث الكونُ هناك فراغٌ من شرِّ الإنسانْ)
ويذكر معاناتهم في هذه الرحلة، ويلجأوا إلى كهف، يختبئون فيه، وكأنه المعادل الموضوعي للقبر، وحيل وآلاعيب الكهف تتشابه إلى حد بعيد مع حيل وآلاعيب القبر، فالقبر قد يتسع وقد يضيق، وباب الكهف قريب منهم، بل أقرب إليهم من حبل الوريد، ولكنه – أي الباب – يخطو عكس مشيتهم!.
(غشيَتهم غاشيةٌ عظمى
سقطوا في غفوٍ موصوووولْ)
(5)
الجريدة التي يصدرونها في الجنة، تصدر بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة في الدنيا، فيذكر الكاتب الخبر، ويختر عنوانا جاذبا ولافتا ليشد القارئ :
(تجــــمع احتجاجي ..تحت الصفصاف ..للمطالبة بالبصل!!)
كتب ـ مدير التحرير:
الناس تَنادوا هذا الصبحَ
لكي يلتئموا تحت الشجرة
قالوا : ياربُّ
الثومَ، البصلَ، العدسَ، الكراتّ، الجرجير
إنَّا من نعمتك مللنا
أُرهقنا شبعاً من فاكهة الجنةِ
طير الجنة
عسلِ الجنة ومللنا التُّخَمةَ والدِّعَةَ
ما نحلُمُ إلَّا والحلمُ بأيدينا
يمثُلُ أطعمةً وشراباً وروائح عطرٍ
دعنا يا ربي نعمل
ــ وكذا هتفوا : دعنا يا ربي نعمل)
فالناس تحتج، ويتوقون إلى آكلات الدنيا، وضاقوا من رغد العيش بالجنة.
ويظهر اسرافيل، وهو المعادل لرجل الأمن:
(هبط ملاك فوق الشجرةِ
قالوا : يحيا إسرافيلُ ..يعيشْ
خوفاً أن يرميهم بقنابل غاز! )
وهذا هو حال المظاهرات الاحتجاجية عموما
ويخبرهم أحد الملائكة / رجل الأمن:
(قال الملك : يلبي ربي ما قد طلب الحشدُ جميعا
فإذا كلُّ الناس بأيديهم مسحاةٌ
وفئوسٌ ومناجلُ
ينكفئون على الأرضِ
وتنبتُ فوراً، أعلى التربة
أبصالٌ، كراتٌ، ثومٌ، جرجير
مازالوا منكفئين
إلى الأبد سيقتاتون
الكرات، الثوم، الجرجيرَ
ومن كل ثمار الجنة محرومون)
ويعقب رئيس التحرير على الخبر، يلوم المحتجين، ويستنكر ما قاموا به، فليس في الامكان أبدع مما كان! :
(في ذاك الوقت، صباحَ الأمس
انتفضتْ بعضُ حثالات الناس
والتمُّوا لملمة الحشرات الضارةِ
تحت الشجرة
هتفوا : ياربُّ
الكراتَ ، الثومَ ، الجرجير!)
ويضيف :
(وإذا كنا نحن ندين الثُّلَّةَ هذي
فنؤكد للقراء الشرفاء
بأنِّ عقابا سوف يحلُّ
بمن يتعاطفُ أو يتحاورُ أو يتواصلُ
معهم يوما!!)
استفاد الكاتب من تقنيات ولغة الصحافة، في صياغة الخبر وسرده والتعقيب عليه، وتناثرت الكلمات التي ترددها الصحافة: "حثالات الناس، الحشرات الضارة، القلة المندسة".
(6)
ويجري محرر الرأي، حوارا ماتعا، مع الملك مينا
(حـــــوار
مينــــا موحد القطرين:
لستُ أولَ ملوك مصر .. سبقني آخرون بآلاف السنين!!
حوار: محرر الرأي
وقدم لنا حياة كاملة لهذا الملك العظيم، وعرج على أعماله العظيمة، وخصالة الحميدة، وحياة الممالك في الجنوب والشمال قبل أن يوحدهما، والتي كان يسودها التشاحن والتباغض والقتال والتشرذم والتفرق، وكيف كان لماحا ذكيا نابها، وأخذ بكل الأساليب العلمية لإعداد جيش من الشباب الفتي، القوي، الإعداد البدني والنفسي والعسكري، وأخذ بكل الحيل وأساليب التمويه والخداع، وأحبه الناس في الشمال قبل الجنوب، وسعوا إليه لينقذهم مما هم فيه، وكان الشعب أقوى ظهيرا له ولجيشه العظيم.
قدم من خلال هذا الملك، النموذح المثالي للحاكم والقائد، وهي الشخصية الوحيدة التي وصفها من الخارج : الملبس، ولون الوجه
ويسرد شعرا أهم أعماله وخصائصه:
1 – تحقيق الأمن الغذائي، وهي من القضايا الضرورية.
2 – الأخذ بالأساليب العلمية في الزراعة والاقتصاد وكل شئون الحياة الدنيا.
3 – إنفاذ القاون، وتحقيق العدالة.
4 – الأخذ بالعلم كأسلوب حياة.
ومينا الذي أحبه الناس كان عازفا عن المُلك، والناس من كل فج يذهبوا إليه فرادى وجماعات، ويطلبون منه أن ينقذ البلاد والعباد، فانتقى خيرة الشباب، ودربهم في الجبال على كل فنون القتال، وكان نتيجة هذا الجهد والعرق والتدريب والأخذ بكل أسباب النجاح
(فضممتُ مصرَ من الجنوب إلى الجنوب
وأقمتُ مملكةً مكللةً بتيجان العدالة)
ويحدث مينا لمحاوره الصحفي عن التوحيد الذي أخذه عن جده الأكبر النبي إدريس.
ويطلب محرر الرأي منه أن يذكر له ماحملته ذاكرته من كتب إدريسن فيذكر له ما علق في ذهنه من نصوص إدريس وآياته المقدسة.
(7)
محاكمة مدير التحرير:
ومدير التحرير الذي أثار الزوابع والشكوك حول إدريس وأياته، يُحاكم، ولنرى كيف قدم لنا الكاتب شخصية مدير التحرير، من خلال بعض المواقف،هل يستحق العقاب بأن يعيش في اللاجنة إلى الأبد؟. وسنذكر بعض المواقف دون تعقيب ليستشف القارئ مدى انتهازية الرجل وطمعه وكذبه، وهذا النموذج يمثل للأسف الكثيرين من رجال الصحافة.
1 – (مدير التحرير : ماذا لو جارينا الريحَ
حملنا الصاجاتِ
وطبّلنا في الأفراحِ
وفي الأتراح؟!!)
2 – ويحاول أن يقنعهم بقبول رشاوي السلطة:
(مدير التحرير : قلتُ نسلِّم تكتيكيا!!
فنسدد دَين جريدتنا
ونعيد الإصدار
وننفي أشباح البؤس بعيدا)
3 – وعن الذهب الذي عثروا عليه في جبال البحر الأحمر، يقول:
(- فلنحملْ ما نقدر منه، ثم نعودْ
قال مدير التحرير)
4 – التآمر والخسة في سبيل بلوغ منصب رئيس الجورنال:
(مدير التحرير : كارثةٌ..كارثة كبري!!
أنتم ضيعتم أحلامي!!
رئيس التحرير: أحلامك؟؟!!
مدير التحرير: كانت أيامي قادمةً
كنتَ ستمضي – بمؤامرةٍ –
وأنا بعدَكَ في الجورنال!!
محرر التحقيقات: خسئتْ أفعالُكَ يا رجلا!
يتقلَّدُ كلَّ الألوان !! )
5 – يرفض توزيع الجريدة لأهل الجنة بالمجان:
(مدير التحرير: ولمَ بالمجان ؟!!
أَوَ أهلُ الجنة فقراء؟!)
6 – الطمع والأنانية:
(مدير التحرير: أرغب في قصرٍ منفرداً
وحدي أملأُه بالذهب الخالصْ)
7 – سرقته للخبر ونشره باسمه بدلا من نشره باسم المحرر الذي بذل جهدا في جلبه.
8 – افتئاته على النبي إدريس، وإشاعته بأن آياته ملفقة ووهم وكذب وتدليس.
(8)
ونطالع في الجريدة تحقيقا عن الجنس.
(تحــقيــــق:
سكـانُ الجنـةِ لا يدرونَ ..معاني الجنسِ ولذتَهُ!
ليس لديهم شهــواتٌ.. عــوراتٌ ..رغبـــهْ !!)
(محرر الثقافة: الجنسُ الآن هو الموضوع
تناول الكاتب الجنس، على أكثر من مستوى، ومن زوايا ورؤى مختلفة، منها:
1 – الجتس من الناحية البيولوجية، من أجل حفظ النوع، واستمرار الحياة.
2 - الجنسُ كعشقٍ وغريزهْ ولذة.
3– الجنس كطاقة إيجابية مبدعة.
واختاروا أن يسألوا في الجنة بعض رجال الأدب والفن والعلم والدين والسياسة عن رأيهم في "الجنس" وقد أدلى كل بدلوه حول هذا الموضوع.
(9)
حول جنة حزين عمر:
شرابهم: شمبانيا، ونبيذ، وفودكا.
طريقة الشرب:
(لا يمسكُ أحدهمو كأساً بيديهِ
الكأسُ يطيرُ إلى فمه يلمسُهُ لمساً
تقبيلاً زغزغةً
فإذا نفَدَ الكأسُ يطيرُ إلى لا شيء
يعودُ سواه!!)
الأكل:
(وإذا يهفو ذِكْرُ الجوع على الأمعاء
جاءت تعدو أطيارٌ، غزلانُ الجنة
حتي وقفتْ بين يديهم تغمرها الصحةُ والتيه
تقفزُ فوقَ المائدةِ فتهبطُ مشويهْ
يلتذُّ بها مَن يرغبها
فإذا كانت عظْماً وبقايا أكلٍ
هبَّتْ تعدو تغمرها الصحةُ والتيهْ!!)
لون أهل الجنة وأعمارهم:
(الناس هنا لا لونَ لهم
مزْجٌ من ليلٍ ونهارٍ وبياضٍ
وسوادٍ وصَفَارٍ.. مختلطون!
كلٌّ منا ــ هل لاحظتم؟؟ــ لونُ الآخرِ
كلٌّ منا عُمْرُ الآخرَ :
في العشرين ..يزيد قليلا)
ويذكر شعراء الجنة وأهل الموسبقى والفن والغناء.
والجنة مقسمة عنده إلى مدن وقرى وكفور ونجوع وخيام!
الصعود:
(فورَ النطقِ بلفظةِ (نصعد)
صعدوا في تحليقٍ حرٍّ!
دونَ جناحٍ أو رفرفةٍ !!
يتهادون، ويبتعدون، ويلتئمون!!)
الطقس:
(لا شمسَ هنا ..لا حرَّ ، ولا بردَ ، ولا إظلامْ
لا نَصَبَ ولا تعبَ ولا نومَ ولا أحلامْ)
وسائل الانتقال في الجنة:
1 - (هاتفَنا هاتفُ أنَّ الجنة تغرقُ تغرقْ!!
فركبتُ جواداً ذا سبعة أجنحةٍ
سبعةِ أقدامٍ، سبعةِ أعينْ
طارَ جوادي
حطَّ بجنةِ عدنٍ بعد ثوانٍ
فهنالك شُفنا مأساةً كبرى)
2 - ( في هذي اللحظة يهبطُ من أعلى
شئٌ ما، " شِبْهَ حمار "
ليس حمارا!!
قد جاء على ستٍ يمشي
وله رأسانِ صغيرانِ
في حجم الجروِ وفي وزنهْ
قالوا : هذا؟! ما أصغرَهُ
فتضخَّمَ ..أضحي كالفيل!!
وتطاولَ يعلو ..كالشجرة
وتحدَّثَ كثُغاءِ الطفل:
قد جئتُ لأرشد رحلتكم
إنْ شئتم عدْواً فسنعدو
أو شئتم نمشي هرولةً
أو خَبَّاً سنخِبُّ جميعا)
مكانة الشهداء:
يضع الشاعر الشهداء في مكانة عالية بالجنة، ويقدم شهداء الجيش المصري عمن سواهم.
المؤامرة:
ويلتقي إبليس، الذي يتآمر مع مدير التحرير، المعاقب في اللاجنة، ويقدم لنا إبليس وهو يمارس مهام عمله في الغواية، والكاتب يمنح له المساحة الكافية، والحرية، ليقول ما يشاء، ويسرد لنا شعرا حياته كاملة، منذ أن خرج من الجنة مطرودا بعد أن رفض أن يسجد لأدم الطيني وهو الناري، والعهد الذي قطعه بغوايته، وتزيين الكفر والفسوق والعصيان له، وتنتهي الرواية بهذا المشهد :
(أظلمتِ الأكوانُ
وحادَ الوعيُ زماناً
كم؟؟ لا يدرونْ
ولكنْ فورا يلتفتونْ
إذا هم في عتباتِ الغارِ
بصحراء الوطنِ المتغربِ عنهم ..
يستلقونْ!!)
لنكتشف أن الكاتب استخدم الحلم والفنتازيا والعبث والواقعية السحرية ، ليقول لنا من خلالها ما لا يستطيع أن يقوله بطريقة مباشرة، ويُسقط على واقعنا السياسي والاجتماعي والثقافي والديني، ويقدم لنا ملحمة روائية شعرية مائزة ومتميزة.



#مجدي_جعفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة نقدية
- وداعا لآلام مرضى كسور الضلوع


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجدي جعفر - مقاربة نقدية في الرواية الشعرية ( آخر أخبار الجنة ) لحزين عمر