أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - عن الاستماع إلى الموسيقى وقت الكتابة














المزيد.....

عن الاستماع إلى الموسيقى وقت الكتابة


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 14:07
المحور: الادب والفن
    


بعض الناس غير قادرين على الكتابة أثناء الاستماع إلى الموسيقى. هذه هي حالتي: من المستحيل أن أكتب نصا وأنا أستمع للحنين، إيقاعين مختلفين يتنافسان، أحدهما في أذني والآخر في رأسي. لأن الكتابة -من وجهة نظري- لها صفة موسيقية، ولمعرفة ما إذا كان النص يبدو جيدا أم لا، علي أن أكون قادرا على إدراك إيقاعه الخاص. من الصعب أن أشعر بالإيقاع المحدد للنص إذا كان هناك في نفس الوقت إيقاع مختلف تماما يحتكر انتباهي.

أرى أن الكلمات ليست معلومات فحسب، بل إنها تؤلف أيضا موسيقاها الخاصة. كل كتابة تحتوي على موسيقى. الكلمات، الجمل، والفقرات، لها إيقاع محدد، جرس، حجم، وكثافة. بعض الجمل تدفعنا للأمام وتتطلب قراءتها بسرعة كبيرة؛ والبعض الآخر طويل ومتعرج ويجبرنا على التباطؤ. الجملة، التي يتم مقاطعتها، دون سابق إنذار، بسلسلة من الفواصل، يمكن أن تجبرنا، سواء أحببنا ذلك أم لا، على تحديد الإيقاع، حتى لو كان ذلك، في كثير من الأحيان، في أذهاننا فقط. السجع، الجناس، علامات الترقيم، أطوال الكلمات، واللهجات الصوتية: تحتوي اللغة على عدد لا يحصى من الأدوات التي تجعل الكتاب أيضا ملحنين.

إذا كنت معتادا على تشغيل الموسيقى أثناء الكتابة، جرب التوقف عن ذلك مرة واحدة فقط. بدلا من ذلك، استمع إلى موسيقى كلماتك واسع إلى فهم ما إذا كان ذلك يحدث فرقا بالنسبة لك.

ومع ذلك، فإن الموسيقى عبارة عن خلاصة وافية للعواطف، ولدينا جميعا علاقات مختلفة جدا معها. بعض الناس يحبونها ولكنهم لا يعيرونها الكثير من الاهتمام: يمكنهم سماعها دون أن يؤثر ذلك على تركيزهم. بالنسبة لهم، ليست الموسيقى عنصرا مزعجا، بل على العكس من ذلك، عامل تنبيه. ومن هذا المنظور، كل ما تبقى هو اختيار نوع الموسيقى، أو اختيار الموسيقى المناسبة. هناك احتمالان رئيسيان: يجد الكاتب في الموسيقى وقت الكتابة وسيلة للراحة، أو مصدر إلهام.

بالنسبة للاحتمال الثاني، يستمع الكاتب إلى الموسيقى لأنها تحفزه، ولأنها تدخله في الحالة العاطفية التي تتوافق مع نوع النص الذي يكتبه. الموسيقى موجودة لمرافقته، مثل عصا المشي: كلاهما يذهبان إلى نفس المكان وبنفس السرعة. قرأت عن عدد لا بأس به من كتاب الخيال الذين يكتبون أثناء الاستماع إلى موسيقى الأفلام الخيالية، الأمر الذي يبدو أكثر منطقية من غمر آذانهم في حمام تايلور سويفت.

ومع ذلك، فإن هذا النهج يمكن أن يكون عقيما: الحصول على الإلهام لكتابة رواية خيالية مستوحاة من أعمال الخيال هو بمثابة عض الثعبان ذيله. إنها مخاطرة بالوقوع في الكليشيهات.

قد يكون من المثير للاهتمام أن تختار بشكل متعمد المرافقات الموسيقية لأخذ عقلك على طول مسارات جانبية. كيف تبدو ملحمتك الخيالية إذا كانت لديك الجرأة لكتابتها على أنغام موسيقى البي بوب أو الهيب هوب؟ يمكنك المراهنة على أنها ستتمتع بشخصية أكبر مما لو قمت بإعادة تشغيل كارينا بورانا للمرة الألف.

تنبغي الإشارة إلى أن دور الموسيقى كقوة دافعة للإلهام يمكن أن يتدخل أيضا بشكل جيد جدا بالنسبة للمؤلفين غير القادرين على الكتابة بمرافقة موسيقية، وأنا واحد منهم: على سبيل المثال، لكتابة رواية، من الممكن أن تنغمس في جو موسيقي عند التفكير في الحبكة أو عند بناء الخطة. أثناء التخطيط لمشاهد روايتي التي فرغت من كتابتها قبل أيام قليلة، والتي تدور أحداثها في مدينة استوحيتها من نيو أورلينز، استمعت إلى الكثير من موسيقى الزيديكو والكريول فانك، ومن يدري، ربما كان ذلك هو ما أثر على النتيجة النهائية...

النصيحة النهائية: إذا شعرت بالحاجة إلى استخدام الموسيقى، فاخترها بعناية. الموسيقى الكلاسيكية مثل موسيقى الأفلام لها اختلافات في الشدة يمكن أن تصرف ذهنك عن الكتابة. قد يكون الحل الجيد هو الرجوع إلى موسيقى ألعاب الفيديو، والتي تم تأليفها خصيصا لتكون بمثابة مرافِقة.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظِلُّ السنوار.. عمار بلخضرة
- إدانة نيكولا ساركوزي.. سيادة الشعب أم سيادة أوليغارشية أصحاب ...
- رواية أردت أن أعيش.. أديلايد دي كليرمون تونير
- توم.. من مجموعتي القصصية شيء مختلف
- رواية الاصطدام.. بول غاسنييه
- رواية القلب صياد وحيد.. كارسون ماكولرز
- دونالد ترامب.. أميركا أنا، وأنا أميركا
- رواية الساعات الهشة.. فيرجيني غريمالدي
- رواية 34 مترًا مربعًا.. لويز ماي
- ترامب وطموحاته الخيالية
- رواية البرية الجديدة.. ديان كوك
- أساليب الدكتاتوريات المتلاعبة في ممارستها للسلطة
- رواية وكل الحياة أمامنا.. أوليفييه آدم
- رواية الليل في القلب.. ناتاشا أباناه
- من قناعاتي
- رواية ظلال العالم.. ميشيل بوسي
- رواية برج الجرس.. آر جي إيلوري
- روايتي ذاكرة شمبانيا
- رواية أولئك الذين ظننا أننا نعرفهم.. ديفيد جوي
- رواية ذات مرة كان هناك ذئاب


المزيد.....




- الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للأدب
- تامر حسني يعيد رموز المسرح بالذكاء الاصطناعي
- رئيس منظمة الاعلام الاسلامي: الحرب اليوم هي معركة الروايات و ...
- الدكتور حسن وجيه: قراءة العقول بين الأساطير والمخاطر الحقيقي ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...
- انطلاق مهرجان زاكورا السينمائي في المغرب
- كل ما تحتاج معرفته عن جوائز نوبل للعام 2025
- -سلام لغزة-.. الفنانون العرب يودّعون الحرب برسائل أمل وتضامن ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - عن الاستماع إلى الموسيقى وقت الكتابة