أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير














المزيد.....

من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ محطة مفصلية استطاعت كشف عمق التصدعات البنيوية في المشروع الصهيوني، ووضع الاحتلال البغيض أمام امتحان وجودي لم يسبق أن واجهه منذ إعلان كيانه عام ١٩٤٨ على أرض فلسطين الكنعانية.

في ذلك اليوم المجيد، باغتت المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام، العالم، ونجحت في تنفيذ عملية مركبة من حيث الحجم والدقة والتوقيت والأهم الإيمان، واخترقت فيها واحدة من أكثر المنظومات الأمنية والعسكرية تحصينا في العالم، وجاءت العملية لتكون تعبيرا استراتيجيا عن إرادة مقاومة شعب محاصر في بقعة ضيقة مكتظة منذ سنوات كثيرة، كما جاءت معلنة رفضها لقواعد الاحتلال ومناخات الإذعان التي روج لها الكثيرون تحت لافتات "الردع" و"التطبيع" و"السلام الإبراهيمي".

لأول مرة منذ عقود، وجد الكيان نفسه في موقع رد الفعل، مفكك القيادة، مهزوز الثقة، عاجزا عن السيطرة على مجريات الميدان أو احتواء الصدمة. ذلك لأن العملية ضربت في عمق الرواية الصهيونية التي ألصقت بجيش العدو "صورة الجيش الذي لا يهزم، والاستخبارات التي لا مثيل لها ولا تخترق".

ولأجل ذلك كله، جاء الرد الصهيوني انتقاميا، عشوائيا، مفتقرا للبوصلة الاستراتيجية، متخبطا فاختار الذهاب نحو أقصى درجات الوحشية في القطاع، وعلى إثر الاختيار المجنون، استهدفت آلته الحربية الدموية، المدنيين والبنى التحتية والشجر والبشر والموتى في قبورهم، في محاولة يائسة لاستعادة هيبة زائفة وتأكيد قوة تآكلت صورتها.

ومع ذلك، وبعد عامين من القصف المتوحش والدمار الذي طال كل شيء والحصار الذي منع الحليب عن الرضع، لم ينجح في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، فلم يقض على حماس كما توعد، ولم يحرر الرهائن كما وعد، وعوضا عن ذلك فقد ذهب "الردع" المزعوم أدراج الرياح ، وزادت انقسامات الجبهة الداخلية لدولته الزائلة. كما تكبد الكيان الدخيل خسائر فادحة سواء على المستوى البشري أو العسكري أو الاقتصادي والسياسي والمعنوي. وتسببت المعارك مع أبطال المقاومة الفلسطينية بآلاف القتلى والجرحى من جنوده ومرتزقته، وفقدان مئات الآليات والمعدات، ونزف الاقتصاد حتى بلغت الكلفة اليومية المليارات من الدولارات، ناهيك عن الشلل الكامل في القطاعات الحيوية وانهيار السياحة وتراجع الاستثمار الخارجي وغيرها من الخسائر التي لا تعد ولا تحصى.

لكن الجرح الأعمق كان داخل المجتمع اليهودي، حيث تصدعت الثقة بين الجيش والحكومة، وانفجرت الخلافات بين التيارات السياسية، وتراجعت الهيبة المزعومة للقيادات العسكرية، وتفاقمت الأزمة بين العلمانيين والمتدينيين، وبين دعاة الأمن وشركاء اليمين المتطرف، فسقط القناع لدولة الشتات.

ورغم الكلفة الباهظة التي دفعها أهلنا في غزة تحديدا، فالإرادة لم تنكسر، وراية الاستسلام لم ترفع ولن. بل إن المقاومة ازدادت بسالة وخاضت معاركها في كل مرة كأنها الأولى، بتماسك، وبأدوات بسيطة، وبنفس سياسي قادر على المناورة والصمود والتفاوض من موقع قوة، وهذا طبيعي فصاحب الحق هو الأقوى دوما.

ويكفي أن نقول للمشككين في قدسية يوم السابع من أكتوبر، يكفيه أنه فرض على الإقليم والعالم أن يعيدوا النظر في المعادلات التي افترضت أن قضية فلسطين طويت، واندثرت، وأن "السلام الاقتصادي" يمكن أن يحل محل الحقوق التي سلبت من أهلها.
كما يكفيه أنه فضح ازدواجية المعايير الغربية في التعاطي مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.

ويكفيه أيضا أنه اليوم وبعد عامين على زلزاله المبارك، لا يزال الكيان يعيش ارتداداته، في أمنه، في اقتصاده، في مجتمعه، وفي علاقاته الخارجية. بينما تقف غزة، رغم الموت والدمار والفقد والدموع، شامخة بإرثها النضالي ومقاومتها التي كسرت أطول احتلال في العصر الحديث، وفتحت الباب أمام أجيال جديدة تؤمن بأن النصر قادم لا محالة مهما طال الظلم.

كنا يكفي السابع من أكتوبر أنه سيكون بإذن الله تعالى بداية النهاية لكيان قام على القوة، وهو اليوم يترنح على وقع صمود أهلنا في غزة وعلى وقع شراسة المقاومة الفلسطينية الباسلة. وعلى وقع صوت الشهيد المناضل عز الدين القسام، نصر أو استشهاد.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غزة..السرطان والحرب يتنازعان حياة النساء
- ما بعد موافقة حماس..هل يوقف التحالف الأميركي-الصهيوني حربه؟
- من غزة إلى الضفة..هل اقتربت لحظة الانفجار؟؟
- -نيتساريم- و-موراغ- وسيناريوهات التقسيم
- سجن الفقراء.. سياسة الاحتلال الجديدة!
- -ترامب- وسماسرة الحلول..مقايضة السلاح بالكرامة.
- تسونامي المقاطعة الأمنية..ما تنبأ به الشهيد يحيى السنوار
- الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة
- دولة على الورق تحت الاحتلال..عبثية الاعتراف الغربي بفلسطين
- خلة الضبع إنموذجا للتطهير العرقي الصامت
- غزة تنزف... ونحن نختنق بالصمت
- وحدة -الأشباح-..مرتزقة الغرب في حرب الإبادة على غزة
- الصليبيون الجدد في غزة برعاية أمريكية
- كي الوعي والقصف المتعمد..الأبراج في غزة
- الضربة في الدوحة..صاروخ صهيوأمريكي على طاولة التفاوض
- صواعق كهربائية مطورة ورصاص مطاطي في سجون الاحتلال
- لا مجاعة في غزة..-غوغل و-إكس- في خدمة البروباغاندا الصهيونية
- *عصا موسى* مقابل -جدعون ٢
- الشيخ رضوان يشهد ليلة دموية وسط صمت العالم
- ثلاثية أمنية في الزيتون والصبرة وخان يونس...جيش الاحتلال ومأ ...


المزيد.....




- حريق في منزل قاض بأمريكا.. والتحقيق جارٍ لكشف الأسباب الغامض ...
- جنيفر لوبيز تتألّق بإطلالة عنكبوتيّة مستوحاة من فيلمها الجدي ...
- بفيديو من زفافها.. سيلينا غوميز توجه رسالة لـ تايلور سويفت
- تحطم مروحية طبية على طريق سريع بأمريكا.. شاهد ما حدث
- تحفة معمارية..نظرة على دير منحوت بصخور جبل المقطم في مصر
- إسرائيل تحيي الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر
- سلوفينيا تختتم مهرجان R.o.R بمشهد فني يربط الإنسان بالكون
- تدخين التبغ في انخفاض مستمر والسجائر الإلكترونية تتصدر الأسو ...
- ألمانيا: مساعدات إعادة إعمار غزة جاهزة فور وقف إطلاق النار
- الضفة الغربية: أكثر من 31 ألف اعتداء إسرائيلي وأكثر من ألف ق ...


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير