أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - قراءة في خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة














المزيد.....

قراءة في خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في أبعاد خطة ترامب لوقف الحرب في غزة

أعلنت حركة حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين ضمن خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تضمنت عشرين بندًا تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس، مع برنامج لإعادة الإعمار وإعادة تنظيم الوضعين السياسي والأمني في القطاع.
تسعى الخطة إلى تحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح، بضمانات دولية وإقليمية، بما يضع الأساس لترتيبات أمنية جديدة في المنطقة.

تأتي خطة ترامب في ظل ضغوط داخلية وخارجية متزايدة .

في الداخل الإسرائيلي، يعاني الجيش من استنزاف معنوي وقتالي غير مسبوق، بحسب اعترافات جنرالات كبار، فيما تعيش الجبهة الداخلية حالة من الانقسام الحاد والاضطراب الاقتصادي العميق. أما على الصعيد الخارجي، فقد انهارت صورة إسرائيل في العالم، وواجهت موجة إدانات دولية غير مسبوقة بسبب جرائمها في غزة، إضافة إلى تحقيقات من المحكمة الجنائية الدولية وملاحقات قانونية ضد مسؤولين إسرائيليين.
كما شهد التحالف الغربي التقليدي الداعم لإسرائيل تصدعًا واضحًا، في ظل تحرك دبلوماسي عربي وأوروبي (سعودي–فرنسي) أفضى إلى موجة من الاعترافات بالدولة الفلسطينية.

جاءت خطة ترامب تحت وطأة هذه الضغوط لتقدّم مشروعًا لوقف الحرب، غير أن كثيرين وصفوه بأنه مشروع باهت أو بائس يهدف إلى حفظ ماء وجه الأطراف أكثر من تحقيق سلام حقيقي.
فقد استغل نتنياهو وحكومته المبادرة لتكون غطاءً لاستمرار أجنداتهم، بعد فشل محاولات الإبادة الجماعية والدمار الشامل في تحقيق أهدافهم بطرد الفلسطينيين من أرضهم.
إلا أن الخطة – ضمنيًا – اعترفت بفشل مشروع التهجير القسري، وأقرت بضرورة تأجيل إدارة القطاع من قبل السلطة الفلسطينية، في خطوة تهدف إلى طمأنة إسرائيل بأن قيام الدولة الفلسطينية غير وارد في المدى القريب.

ورغم ذلك، تضمنت الخطة بندًا بعنوان «مسار نحو تقرير المصير الفلسطيني»، يفتح الباب أمام إنشاء مسار موثوق نحو الدولة الفلسطينية عند توفر شروط معينة، ما يشير إلى اعتراف مبدئي بوحدة الضفة والقطاع تحت سلطة فلسطينية واحدة.

الخطة لا تتجاوب مع المطالب الفلسطينية والعربية والإسلامية القائمة على حلّ الدولتين، ولا يمكن اعتبارها اتفاق المنتصر لأن الحرب لم تُنتج طرفًا منتصرًا وآخر مهزومًا.
لذا فإن التعامل الواقعي والبراغماتي مع الظروف الدولية الحالية أصبح ضرورة، فالمرحلة تتطلب زيادة الأصدقاء لا الأعداء، خاصة وأن إسرائيل باتت تفقد حلفاءها التقليديين بفعل سياساتها العدوانية.

إن قضية غزة لم تعد مجرد عنوان لمعاناة فلسطينية، بل أصبحت قضية إنسانية عالمية خارج نطاق الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وباتت إسرائيل تُعرَف اليوم بانعزالها نتيجة جرائم الإبادة بحق المدنيين.

جاء ردّ حركة حماس على الخطة غامضًا وغير حاسم؛ لم تعلن قبولها الكامل ولا رفضها القاطع، بل تعاملت معها كمجال للمناورة، مع التركيز على إطلاق سراح الرهائن وقبول فكرة إبعادها عن إدارة غزة مؤقتًا.
يبدو أن ترامب اقتنع مبدئيًا بموقف حماس هذا، فطلب من إسرائيل وقف القصف الفوري على غزة.
وفي ظل غياب بدائل واقعية، فإن قبول الخطة يصبح أمرًا حتميًا، ليس لجودتها، بل لأنها السبيل الوحيد لوقف الحرب وإعطاء مساحة للتفاوض.

من الواضح أن حماس ستخرج من المعادلة السياسية مؤقتًا، ساعية إلى الحفاظ على الحد الأدنى من مكتسباتها الرمزية.
أما إسرائيل، فإن وحدتها الداخلية ستتصدع بسبب الخلافات بين أجنحتها المتطرفة، بينما يعرف نتنياهو جيدًا أنه بلغ أقصى ما يمكن تحقيقه عسكريًا.
ومن المرجح أن يؤدي السلام الهشّ المرتقب إلى نهاية المسار السياسي لنتنياهو نفسه.

تبقى غزة رمزًا للصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال، رغم الحصار البري والبحري والجوي، فيما يستمر قضم الضفة الغربية على يد المستوطنين وسط صمت دولي.
لكن مع كل ذلك، يظل الفلسطيني قادرًا على الحياة والمقاومة.

وفيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية يتوجب عليها القيام بإصلاحات إدارية وتشريعية ، وتوحيد النظام السياسي على قاعدة «قانون واحد، وسلطة واحدة، وأمن شرعي واحد»، مع برنامج وطني عملي وواقعي.

لقد آن الأوان لأن يتعامل الفلسطينيون والعرب بقدر أكبر من البراغماتية السياسية، وفق مبدأ «خذ وطالب».
فالأهداف الكبرى لا تتحقق دفعة واحدة، بل عبر خطوات متراكمة وواقعية تحفظ الثوابت وتحقق الممكن في ظل موازين القوى الراهنة.
ويبقى التحدي الحقيقي في إدارة الخلافات لا تجنبها، من أجل الحفاظ على تماسك الموقف الفلسطيني والعربي والسير بثبات نحو دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات العقوبات الدولية تجاه إيران وأثرها على العراق
- الطبقة الوسطى بيضة القبان في العراق
- شرق أوسط جديد صراع القوى وفراغ الرؤية العربية
- إسرائيل على منحدر العزلة
- الفقر يدفع الشباب العراقي إلى أتون الحرب الروسية الأوكرانية
- الذكاء الاصطناعي قوة حضارية أم اداة للهيمنة الرقمية
- قانون الحشد الشعبي. . حجر الزاوية لمستقبل النظام في العراق
- قراة في التغول الإسرائيلي
- الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية
- الشرق الأوسط من يرسم خرائطه
- شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
- سيناريو المواجهة ومستقبل النظام الإيراني
- اشكالية استقلال القضاء في العراق. .
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...


المزيد.....




- الانتخابات الأولى بعد الأسد وفي حكم الشرع.. سوريا تجري تصويت ...
- وقف النار في غزة.. نتنياهو بين ضغط ترامب وحلفائه في الحكومة ...
- -ما وراء الخبر- يتناول أول انتخابات بسوريا بعد سقوط الأسد
- صحف عالمية: خطة السلام قد لا تنجح وإسرائيل الخاسر الأكبر إذا ...
- 19 شهيدا في غزة بنيران الاحتلال منذ فجر اليوم
- فتح تعيد القدوة إلى صفوفها بعد 4 أعوام على فصله
- ترامب يوبخ نتنياهو بألفاظ نابية لتشاؤمه إزاء رد حماس
- الجزيرة نت ترصد توقعات السوريين في حماة من مجلس الشعب الجديد ...
- عاجل| ترامب: دمرنا برنامج إيران النووي وآمل ألا تبدأ في استع ...
- ابتكار سويدي يربك السماء.. سلاح جديد ضد أسراب المسيّرات


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - قراءة في خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة