أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - المحامي علي ابوحبله - ازدواجية الجنسية في المناصب الوزارية: خرق محتمل للقانون الأساسي الفلسطيني ومؤشر على أزمة الحوكمة في ظل غياب الشفافية














المزيد.....

ازدواجية الجنسية في المناصب الوزارية: خرق محتمل للقانون الأساسي الفلسطيني ومؤشر على أزمة الحوكمة في ظل غياب الشفافية


المحامي علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 12:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


ازدواجية الجنسية في المناصب الوزارية: خرق محتمل للقانون الأساسي الفلسطيني ومؤشر على أزمة الحوكمة في ظل غياب الشفافية
بقلم: المحامي علي أبو حبلة
تتصاعد منذ أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الإخبارية أنباء تتحدث عن استقالة وزير النقل والمواصلات الفلسطيني المهندس طارق زعرب، عقب قرار رفع الحصانة عنه تمهيدًا للتحقيق معه في قضية تتعلق بتلقي مبالغ مالية بصورة غير قانونية.
وبحسب ما تم تداوله، فإن الوزير لم يخضع للتحقيق فعليًا، وأنه غادر الأراضي الفلسطينية إلى كندا قبل استكمال الإجراءات، وأرسل استقالته من الخارج عبر البريد الإلكتروني، في حين أفادت تقارير غير مؤكدة أنه يحمل الجنسية الكندية إلى جانب الفلسطينية.
ورغم أن هذه المعلومات لا تزال ضمن نطاق التداول الإعلامي ولم تصدر بشأنها بيانات رسمية من الحكومة الفلسطينية، إلا أنها أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والقانونية، لما تنطوي عليه من دلالات دستورية تتصل بالقانون الأساسي الفلسطيني، ومن انعكاسات على صورة الحوكمة والمساءلة في مؤسسات الدولة.
أولًا: الإطار القانوني – ازدواجية الجنسية وتولي المناصب الوزارية
يُعد القانون الأساسي الفلسطيني المعدل لعام 2003 المرجعية الدستورية العليا في تنظيم شؤون الحكم وتحديد شروط تولي المناصب العامة.
وتنص المادة (68) بوضوح على أن:
"يشترط في من يعين وزيرًا أن يكون فلسطينيًا، وألا يحمل جنسية أخرى غير الفلسطينية، وأن يكون متمتعًا بالأهلية المدنية والسياسية."
وبناءً على هذا النص، فإن تولي منصب وزاري من قبل شخص يحمل جنسية أجنبية يُعد مخالفة قانونية محتملة، تستوجب التحقق الرسمي.
غير أن حسم هذه المسألة لا يمكن أن يتم إلا بناءً على معلومات دقيقة ورسمية تصدر عن الجهات المختصة، الأمر الذي يجعل من الضروري أن تبادر الحكومة الفلسطينية إلى توضيح الحقائق للرأي العام بصورة شفافة ومسؤولة.
ثانيًا: ما بين تداول المعلومات وغياب التوضيح الرسمي
في زمن الانفتاح الإعلامي وانتشار المنصات الرقمية، أصبحت المعلومة غير المؤكدة تنتشر بسرعة وتتحول إلى رأي عام مؤثر، وهو ما يفرض على الحكومات مسؤولية أكبر في التواصل والتوضيح.
إن غياب البيان الرسمي حول ما يُتداول بشأن الوزير طارق زعرب ترك فراغًا في المشهد العام، سمح بتنامي التكهنات والتأويلات، وأضعف ثقة المواطنين بقدرة مؤسسات الدولة على التعامل الشفاف مع القضايا الحساسة.
فالمطلوب في مثل هذه الحالات أن تبادر رئاسة الحكومة الفلسطينية بإصدار بيان واضح يحدد بدقة:
1. مدى صحة ما يُثار حول ازدواج الجنسية.
2. طبيعة الإجراءات القانونية والإدارية التي تم اتخاذها.
3. توضيح ما إذا كان الوزير قد غادر البلاد قبل أو بعد رفع الحصانة.
إن مثل هذا التوضيح ليس ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وطنية تعكس احترام الرأي العام، وترسّخ ثقافة الشفافية والمساءلة.
ثالثًا: أزمة الحوكمة وأهمية الرقابة المسبقة
حتى لو تبين لاحقًا أن ما جرى مجرد سوء فهم أو تداول إعلامي غير دقيق، فإن القضية تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول آليات التعيين والمساءلة في مؤسسات السلطة الفلسطينية.
فقد بات واضحًا أن هناك حاجة ماسة إلى:
تفعيل إجراءات التدقيق المسبق في الأهلية القانونية للمرشحين للمناصب الوزارية.
التحقق من مسألة ازدواج الجنسية قبل المصادقة على أي تعيين حكومي.
تعزيز استقلالية هيئة مكافحة الفساد لتكون قادرة على ممارسة دورها الرقابي دون قيود.
إن هذه الإجراءات تمثل جوهر الحوكمة الرشيدة، وتعد شرطًا أساسيًا لاستعادة ثقة المواطن الفلسطيني بمؤسساته الرسمية.
رابعًا: المطلوب الآن – بيان رسمي وتحقيق مهني شفاف
في ضوء ما تم تداوله إعلاميًا، فإن المسؤولية الوطنية والأخلاقية تفرض على الحكومة الفلسطينية ما يلي:
1. إصدار بيان رسمي يوضح الحقائق ويضع حدًا للشائعات.
2. فتح تحقيق مهني شفاف تشرف عليه هيئة مكافحة الفساد والنائب العام، للتحقق من صحة ما ورد في التقارير الإعلامية.
3. اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة إذا ثبتت أي مخالفات، وفق ما يقره القانون الأساسي والأنظمة ذات العلاقة.
فمثل هذا التوجه الشفاف يعزز ثقة الشارع بالحكومة، ويؤكد التزامها بمبدأ سيادة القانون والمساءلة العادلة، بعيدًا عن أية اعتبارات سياسية أو شخصية.
خاتمة
إن الجدل الدائر حول قضية الوزير طارق زعرب، سواء ثبتت تفاصيله أو لم تثبت، يعكس حاجة النظام السياسي الفلسطيني إلى وقفة مراجعة شاملة في آليات التعيين والمساءلة.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه التحديات السياسية والاقتصادية، يصبح الالتزام بالشفافية وتوضيح الحقائق للرأي العام واجبًا وطنيًا لا يحتمل التأجيل.
إن الحكومة الفلسطينية مطالبة اليوم بإعادة بناء الثقة مع مواطنيها من خلال المصارحة، وتفعيل أدوات الحوكمة الرشيدة، وإرساء مبدأ أن القانون فوق الجميع، دون استثناء أو تمييز. واذا ثبت خرق القانون الاساسي الفلسطيني في تعيين واختيار الوزراء مما يتطلب التحقيق والتحقق وفقا للقانون الأساسي الفلسطيني
واذا ما ثبت صحة ما يتم تداوله بعد التحقيقات يفترض في الحكومة الفلسطينية تقديم استقالتها






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطول الصمود العالمي: حين كُسر الحصار إعلاميًا قبل أن يُكسر ...


المزيد.....




- شاهد عملية إنقاذ بطولية لنمر صغير -مصاب بأعيرة نارية- وسط نه ...
- مصير حماس إذا أصرت على البقاء في السلطة.. ماذا قال ترامب لـC ...
- فيديو - إعصار -ماتمو- يضرب جنوب الصين ويتسبب بإجلاء مئات الآ ...
- بوتين: تزويد كييف بصواريخ توماهوك يقوض العلاقات الروسية الأم ...
- إسرائيل تقصف غزة والفلسطينيون يعلقون الآمال على خطة ترامب
- وزير الصحة اللبناني يشيد بريادة قطر في القطاع الصحي
- تعرف بالبيانات والأرقام آلية التجويع الممنهج والأزمة الإنسان ...
- ثقة الأميركيين بوسائل الإعلام في أدنى مستوياتها
- 355 مخططا هيكليا استيطانيا بالضفة خلال عامي الإبادة
- فرق إطفاء ألمانية تعيش حالة استنفار -غير مسبوق- بسبب فاكهة آ ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - المحامي علي ابوحبله - ازدواجية الجنسية في المناصب الوزارية: خرق محتمل للقانون الأساسي الفلسطيني ومؤشر على أزمة الحوكمة في ظل غياب الشفافية