أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - -قراءةُ فاطمةَ شاوْتِي فِي نصِّ الْكاتبةِ الرّسّامةِ - حفيظةَ لْمْسَلَكْ - - تجاهلْنِي إنْ كنْتُ فكْرةً سيّئةً -















المزيد.....



-قراءةُ فاطمةَ شاوْتِي فِي نصِّ الْكاتبةِ الرّسّامةِ - حفيظةَ لْمْسَلَكْ - - تجاهلْنِي إنْ كنْتُ فكْرةً سيّئةً -


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


قراءةٌ حوْلَ علاقةِ النّصِّ اللْفْظِيِّ بِالنّصِّ الْبصرِيِّ عنْدَ الْمبْدعةِ الْمغْربيّةِ "HAFIDA Msellek "
Hafida Msellek :
النّصُّ:

" تجاهلْنِي إنْ كنْتُ فكْرةً سيّئةً!"

" فِي بعْضِ الْمرّاتِ أجدُ السّؤالَ نفْسَهُ قبالتِي:

" هلْ تكْتبينَ ؟"

أكْتفِي بِالصّمْتِ ثمَّ أتحوّلُ بِالّتِي هيَ تسْكنُنِي فأجيبُ مسْرعةً:

" َأنَا لَا أكتْبُ أنَا أحْزنُ فقطْ " لديّ أشْياءُ كثيرةٌ أودُّ كتابتَهَا، لنْ يفْهمَهَا أحدٌ ،

أمْلكُ ذاكرةٌ بصريّةً وأتذكّرُ جيّدًا بعْضَ الْوجوهِ والْأشكالِ الّتِي لمْ تغادرْنِي يومًا ،

أعْرفُ أنَّ الصّورةَ تعْكسُ الْبدايةَ والْكتابةَ تعْكسُ الدّاخلَ،

أعْلمُ جيّدًا أنّنِي لمْ أكنْ مقْنعةً فِي كثيرٍ منَ الْمواقفِ و الْأحْداثِ ،

متأكّدةً تمامًا منْ أنّنِي أخْفقْتُ فِي الشّرْحِ والتّفْسيرِ وتبْيانِ مقاصدِي،

لمْ أقْترفْ ذنْبًا لِدرجةِ سحْبِ الْحياةِ منْ الْآخرينَ .

منْذُ سنة 2013 أسْتيْقظُ صباحًا وأنَا مصابةٌ بِجدّيةِ الْإفْراطِ والْقلقِ، ليْسَ لديَّ الْوقْتُ مثْلُ قريناتِي لِأعيشَ الْإكْتئابَ الْموْسمِيَّ ولَا كَموظّفٍ يعانِي منَ الْكفْرِ الْمسْتفِزِّ فِي التّوْقيتِ ومصائبِ الْقوْمِ،

كلُّ مَا أفْعلُهُ بدايةً عبارةٌ عنْ اعْتذارٍ رسْمِيٍّ لِحياتِي السّابقةِ ، لمْ تدُمْ طويلًا ، لمْ تقْنعْنِي بِجدْوَى التّغْييرِ الْمفاجئِ،

أخرُجْ منْ غرْفتِي كَمنْ يسْحبُ منِّي روحِي لِأواجهَ وجْهَ فتاةٍ تشْبهُنِي، إنْ كنْتُ هيَ أتمْتمُ أنِّي أعْرفُهَا ، إنْ رأيْتُهَا

فِي الْمرْآةِ أهْربُ منْهَا فوْرًا، تاركةً ورائِي مقابلةً مؤجّلةً وكأنَّ الْعالمَ مسْتعدٌّ لِيكونَ لِي فِي السّقوطِ فقطْ ،
وحْدِي أنَا طوالَ هذهِ الْفتْرةِ وسطَ الْعبادِ ..

يَا إلهِي .. إنّهُمُ الرّجالُ وإنّهُنَّ النّساءُ مثْلِي !

وهنَا أتذكّرُ حادثةَ اخْتفاءِ الْكاتبةِ "أجاثَا كْريسْتِي" عنْدَمَا اخْتفَتْ لِفتْرةٍ وعنْدَ ظهورِهَا واجهَتِ السّؤالَ الّذِي رفضَتِ الْإجابةَ عنْهُ بِصراحةٍ:

الصّحافةُ:

أيْنَ كُنتِ ؟

آجاثَا كْريسْتِي:

لَا أتذكّرُ شيْئًا.

التّاريخُ لَا يرْحمُ منْ يعْترفُ بِالْحقائقِ كلِّهَا، وحتَّى فِي حالةٍ تبْيانِ ذلكَ ، علَى الْمرْءِ أنْ يرْكضَ بِنشاطٍ وينامُ قليلًا ، ويتْقنُ قراءةَ الْجريدةِ الْمبلّلةِ،

لسْتُ شجاعةً لِأتسلّلَ إلَى أرقِّ وأحنِّ قلْبٍ، وإن فعلْتُهَا مرّاتٍ قليلةً طوالَ حياتِي ،فإنَّ الْحياةَ عادلةٌ لِثوانٍ وعامٍ وبضْعِ سنواتٍ وبعْدَهَا سيرْحلونَ، سيتحدّثونَ عنِّي مجازفةً.

هلْ تعْرفونَ أيْقونةَ الرْقْصِ الْكلاسيكِيِّ "آنَا بافْلوفَا" هيَ راقصةُ باليهْ روسيةٌ مشْهورةٌ، كلّمَا

رأيْتُ راقصةً تقفُ علَى حافّةِ أصابعِهَا وتمدُّ ذراعيْهَا لِلْفراغِ، أقولُ أنَا هيَ، أنَا الّتِي فرضَ عليْهَا الْوقوفُ مسْتقيمةً فِي داخلِي، بيْنمَا فِي الْخارجِ عليّ وضْعُ رأْسِي فِي الْمقدّمةِ والْإتْيانُ بِالْحلِّ طوالَ الشّهْرِ، السّنةِ،

الْعيْشُ يتطلّبُ رأْسَ حمارٍ يتْقنُ الْألمَ الْأنيقَ كلَّ يوْمٍ، و رأْسِي يسْكنُهُ أفْضلُ حمارٍ علَى الْإطلاقِ، يصْبرُ دونَ موسيقَى، يئنُّ دونَ تلْحينٍ ، يبْكِي دونَ صوْتٍ،

أصْلحُ كَلوْحةٍ فنّيةٍ يكونُ نصيبُهَا التّصْفيقُ والتّهْليلُ.
إنْ كنْتَ ترانِي ساخرةً يَا منْ تخْتبئُ فعليْكَ مشاهدةَ "آنَا بافْلوفَا" وهيَ تجسّدُ دوْرَهَا الْأسْطورِيِّ فِي" الْبجعةِ الْمحْتضرةِ" ، كمَا أنَّ قدميْهَا لمْ تكونَا مثاليتيْنِ بلْ مقوّستانِ وبِفضْلِ عزيمتِهَا لمْ يظْهرْ أيُّ نقٰصٍ، آخرُ كلماتِهَا لمْ تنادِ علَى أيٍّ لِيشْهدَ رحيلَهَا بلْ طلبَتْ قائلةً:

" احْضرُوا لِي زيَّ الْبجعةِ"

هلْ منْ أحدٍ هنَا؟

هلْ تقْرأُ مَا كتبْتُهُ ؟

هلْ تتمنَّى أنْ تكونَ بِجانبِي لِتشاركَنِي بعْضَ الْحيْرةِ؟

الْفكْرةُ ثمينةٌ وإنْ جاعَتْ، تمرّدَتْ، عاشَتْ الْأمرّينَ، مزّقتْ أشّلاءَ، والْكاتبُ عنْدَمَا يصلُ إلَى الْحضيضِ معيشةً لَا يسْرقُ بلْ يبيعُ كلماتِهِ بِأبْخسِ ثمنٍ، وإنْ حدثَ افْتراضًا فلِأنَّهُ مجْبرٌ منْ أجْلِ غيْرِهِ، يفْعلُهَا لِترْتيبِ النْصوصِ وكتابتِهَا نيابةً عنِ الْأغْنياءِ وإبْداعُهُ يتضاعفُ كَمنْ ولدَ منْ أجْلِهِمُ ويموتُ منْ أجْلِهِمْ حينَ يأْتِيهِ الْإفْلاسُ علَى قدميْهِ ،
وحتَّى الْفنّانُ يبيعُ منْ أجْلِ سيجارةٍ أوْ لقْمةِ النّاريْنِ ..
لذلكَ الْحياةُ ليّنةٌ فِي حضْرةِ الشّبْعانِ.

"بيْترْ ماكْفرايْسْ" فِي فيلْمِ "THE LONG WAlK"
شخْصيّةٌ مركّبةٌ وعنيدة تشْبهُنِي إلَى حدٍّ مَا، هوَ الْفكْرةُ والْمبْدأُ الّذِي يعيشُ منْ أجْلِهِ ويضْحكُ منْ كلِّ خطْوةٍ يخْطُوهَا،
طوالَ الْفيلْمِ وأنَا أراقبُ الْأحْداثَ وجلُّ اهْتمامِي عليْهِ كأنَّهُ الْهراءُ الْأنيقُ الّذِي يجْعلُكَ تعْرفُهُ وتتْبعُهُ حتَّى النّهايةِ ، لَا يمثّلُ النّجاةَ وحْدَهَا وسطَ مجْتمعٍ ديسْتوبِّي، لَا يقْترفُ الْأخْطاءَ الْمجّانيةَ بلْ يساعدُ علَى فهْمِهَا، يقدّمُ لكَ مهمّةً مقْليّةً فِي زيْتِ التّردّدِ والْإنْفجارِ فِي أيّةِ لحْظةٍ ، يُثرْثرُ معَ الْعمْقِ، كَشخْصٍ وجدْرانٍ وطريقٍ وترابٍ وهمجيّةٍ وعنْفٍ وصولًا إلَى حذائِهِ الّذِي يعْطِيهِ قيمةً أكْثرَ،
أمَّا فلْسفتُهُ فِي الْخطابِ معَ صديقِهِ " رايْ " تصيبُكَ بِالْجنونِ نظرًا لِأثرِ الصّداقةِ بيْنَهُمَا
ولحسْنِ حظِّي عرفْتُ معْنَى ذلكَ فِي الْواقعِ ، علاقةٌ غريبةٌ أراهَا منْ خلالِ مشاهدةِ فيلْمٍ وأنَا الّتِي عشقْتُ الْفنِّ السّابعَ فِي سنٍّ صغيرةٍ، تضخّمَتْ رؤْيتِي لِلْموْتِ وابْتعدَتَ مَسافَةُ
الْخوْفِ فِي داخلِي، عرفْتُ أنَّ الْمشْيَ لَا يكونُ فِي حالةِ يقظةٍ بلْ فِي النّوْمِ أيْضًا ، فعقْلُنَا يحْتفظُ بِخطّةِ الْهزْلِ والنّجاةِ، عرفْتُ معْنَى أنْ تكونَ نائمِا وأحْلامُكَ تسْتنْزفُ، عرفْتُ معْنَى قوْلِ أمِّي حفظَهَا اللّهُ عنْدَمَا تكونُ فِي أحْسنِ حالاتِهَا تطْلقُ عبارتَهَا

" لَا أسْتطيعُ الْعيْشَ بِدونِك".

لكنَّنِي أسْتمرُّ ..."

1

الطّفْلةُ الّتِي إِذَا تَنَاوَلَتْ "عُشْبَةَ الْخُلُودِ" وهيَ (الْكِتَابَةَ بِاللَّوْحَةِ وَ الْحَرْفِ)

لَا تَشِيخُ...

تمْهيدٌ :

بيْنَ الْقلمِ الْجافِّ والْقلمِ السّائلِ مبْدعةٌ ترْفعُ الْكلْفةَ عنِ الْكتابةِ بِالْحبْرِ والْكتابةِ بِاللّوْنِ...

فكيْفَ تعاملَتْ بِلغةٍ صوْتيّةٍ تعْتمدُ أبْجديّةً مكْتوبةً ومنْطوقةً بِاللّسانِ والشّفاهِ والْيدِ ،ولغةٍ تعْتمدُ الْكتابةَ والْقراءةَ بِالْأصابعِ والْعيْنِ... ؟

مقدّمةٌ توْضيحيّةٌ:

أ

إنَّ مقاربةَ أيِّ نصٍّ شعْرِيٍّ أوْ نثْرِيٍّ فِي التّصوّرِ النّقْدِيِّ الْمعاصرِ، لَا يعْتمدُ فقطْ الْقراءةَ الْانْطباعيّةَ أو التّفْسيريّةَ الشّارحةَ والْواصفةَ الْنّاسخةَ لِلْمعْنَى الْمباشرِ ، بلْ تشْترطُ منْهجًا أوْ مناهجَ نقْديّةً ، تكْشفُ دلالاتِهِ الرّمْزيّةَ وبُناهُ الْباطنيّةَ الْخفيّةَ منْ خلالِ ظَاهرِهَا .

ب

النّصُّ كيّانٌ لغوِيٌّ وكائنٌ جماليٌّ يسْتجيبُ لِتأْويلٍ يُعرِّي معانِيَهِ عبْرَ الْأسْلوبِ الّذِي اعْتمدَهُ كاتبُهُ أوْ كاتبتُهُ ، لِتفْكيكِ رموزِهِ الّتِي هنْدسَتْهُ عتبةً وتداعياتِهَا سواءُ أعْلنَتْ عنْ نفْسِهَا أوْ اخْتفَتْ داخلَ معْطياتِ النّصِّ الْمنْثورِ السّرْدِيِّ أوِ الْمنْطوقِ شعْرًا ، فِي دائرةٍ ترْبطُ الْأجْزاءَ بِالْكلِّ. تسْتنطْقُهَا لِتعْترفَ بمَا قيلَ عفْوًا أوْ قصْدًا...

ج

إشْكاليّةُ الْعملِ الْفنِّيِّ :

ْيقولُ "مارْتنْ هيْدغرْ" :

"الْفنُّ ليْسَ مجرّدَنشاطٍ عادِيٍّ ، بلْ مجالٌ يكْشفُ منْ خلالِهِ الْإنْسانُ معْنَى الْكيْنونةِ.

الْعملُ الْفنِّيُّ ليْسَ فقطْ شَيْئًا جميلًا بلْ "مكانًا" يظْهرُ فيهِ الْوجودُ ويتجلَّى."

مميّزًا بيْنَ الشّيْءِ المادِّي (حجرٌ مثلًا) والْعملِ الْفنِّي، وإنْ ظلَّ شَيْئًا ماديًّا (لوْحةٌ، تمْثالٌ)، فإنَّهُ يتجاوزُ الشيْئيةَ لِيكْشفَ معْنًى مَا.

مثلًا لوْحةُ "فانْ غوغْ" عنْ حذاءِ الْفلّاحةِ. لَا ترْسمُ الْحذاءَ ، بلْ تعْكسُ قسْوةَ حياةِ الْفلّاحينَ، و الْعملَ فِي الْأرْضِ .

الْعملُ الْفنّيُّ هوَ كشْفُ مَاوراءَ ظاهرِ الشّيْءِ...

فيصْبحُ الْفنُّ أصْلاً لِلْوجودِ الْإنْسانِيِّ، ومجالاً لِفهْمِ ذواتِنَا و الْعالمِ"



2

بيْنَ النّصِّ النّثْرِيِّ اللّغوِيِّ واللّوْحةِ الْمرْسومةِ شعْرةٌ دقيقةٌ جدًّا ،فَاللّوْحةُ قصيدةٌ نثْرِيّةٌ مرْسومةٌ ومكْتوبةٌ بِالرّيشةِواللّوْنِ ،

بيْنمَا الْقصيدةُ أوِ النّصُّ لوْحةٌ تكْتبُهَا الْفرْشاةُ بِحروفٍ ، هيَ الْخطوطُ الْهنْدسيّةُ تكْعيبًا أوْ تثْليثًا أوْ ترْبيعًا إنَّهَا حروفٌ هنْدسيّةٌ توشِّي اللّوْحةً...
تُكْتَبُ القصيدةُ نثْرَا شعْرًا بِأرْقامٍ ريّاضيّةٍ وأشْكالٍ وأحْجامٍ متعدّدةٍ ، ممَّا يعْنِي أنَّهُمَا يبْنيانِ معْمارًا خاصًّا لِكلٍّ منْهُمَا ،يشْربُ منْ أبْجديّةٍ تنْسجُ تيمتَهَا وفْقَ معاييرَ محدِّدةٍ...

سؤالُ الْقراءةِ هوَ سؤالٌ ليْسَ إجْرائيًّا ،لِأنَّ التّلاؤمَ حقيقةٌ خفيّةٌ ، فَالْمبْدعةُ تكْتبُ وهيَ ترْسمُ خطوطَ لوْحةٍ مَا، و ترْسمُ وهيَ تقْرأُ لغةً بِ لوْنٍ تخْتارُهُ حسبَ رؤْيتِهَا...

لِهذَا يصْعبُ السّؤالُ :

متَى ابْتدأَتْ رسّامةً ومتَى ابْتدأَتْ قاصّةً وساردةً... ؟

لِهذَا فهيَ تكْتبُ بِالْألْوانِ وترْسمُ بِالْحروفِ...

فكلُّ لوْحةِ نصٌّ جمالِيٌّ ، وكلُّ نصٍّ لوْحةٌ فنّيّةٌ ، لأنَّهُمَا يحْملانِ بصْمةَ الّتِي انْتجَتْ خطابًا لهُ وظيفةٌ جماليّةٌ، ومنْطقٌ جماليٌّ متجانسٌ جوْهرًا ؛ مخْتلفٌ ظاهرًا ؛ ينْتميانِ لِهوّيّةٍ واحدةٍ...

تداخلٌ/ بيْنَ حدِّ الْكتابةِ وحدِّ الرّسْمِ تجْعلُ الْأصابعَ تشْتغلُ فِي كلْتيِ الْحالتيْنِ...

تقاطعٌ/ربَّمَا تفاوتٌ نسْبيٌّ هوَ بحْثٌ عنْ حدَّ كلَيْهِمَا

فأيْنَ تشْرعُ الذّائقةُ الْجماليّةُ لِلْكاتبةِ ، و أيْنَ تنْتهِي... ؟



3

منْهجُ الْقراءةِ :



تعْتمدُ التأْويلَ الْمباشرَ فِي علاقةِ الْجزْءِ بِالْكلِّ منَ اللّفْظِ إلَى الشّبكةِ الدّلاليّةِ ، ومن الصّورةِ الْمفْترضةِ إلَى رمْزيّتِهَا، منَ الْمشْهدِ اللّغوِيِّ إلَى الْمشْهدِ الْبصرِيِّ علَى اعْتبارِ أنَّهَا تمْزجُ الْحبْرَ بِالصّباغةِ ، والْكلمةَ بِالْفرْشاةِ ، واللّغةَ بِالرّسْمِ...

بيْنَ التّشْكيلِ اللّغوِيِّ والتّشْكيلِ اللّوْنِيِّ ، خطابٌ فنِّيٌّ جمالِيٌّ يقولُ لغتيْنِ يخْلطُ النّكْهاتِ اللّغويّةَ ، والْفُرْشاتيّةَ لِتقدّمَ لوْحةً مكْتوبةً تارةً ومرْسومةً تارةً أخْرَى لِلنّصِّ الْمنْشودِ...

فهلْ تمكّنَتِ الْكاتبةُ "حفيظةُ لمْسلّكْ" منَ" الْكتابةِ بِيديْنِ" كمَا يقولُ الْمفكّرُ الْمغْربيُّ" عبْدُ السّلامِ بنْعبْدْ الْعالِي "...؟

كيْفَ سيعْكسُ الْمنْجزُ هذهِ اللّوْحةَ الْنّاطقةَ الْمرْئيّةَ... ؟

هلِ اسْتطاعَتِ الْمبْدعةُ الْمغْربيّةُ التّوْأمةَ بيْنَ مَا تكْتبُ بِالْحروفِ وبيْنَ مَا تكْتبُ بِالْألْوانِ... ؟

أمْ أنَّ التْوْأمةَ تكونُ أحْيانَا متطابقةً وتارةً سياميّةً... ؟

هلِ الْكتابةُ بِذائقتيْنِ هيَ وعْيٌ خاصٌّ بِدوافعَ ذاتيّةٍ تمرْكزَتْ فيهَا تجْربةُ الْألمِ تيمةً زاوجَتِ الرّسْمَ بِالْكلماتِ والْألْوانِ... ؟

يقولُ "حجي جابر"/ ص 154

فِي روايتِهِ "سمْروايْتْ" منْ أريترْيَا :

" حينَ تكونُ ضعيفًا تقلُّ حساباتُكَ ، تتلاشَى الْخياراتُ أمامَكَ ، لَاتعودُ متْرفًا بِالْهواجسِ أوِ الْأفْكارِ الْمتناقضةِ ، حينَهَا إمَّا أنْ تموتَ أوْ تموتَ ، لذَا ستكونُ أكْثرَ حرْصًا منْ عدوّكَ أنْ تجدَ ميتةً تليقُ بكَ ، ميتةً تبْقيكَ حيًّا رغْمًا عنْهُ . "

وتقولُ" فِرْجِينْيَا وُولْفْ" :

"هناكَ نوْعٌ منَ الْحزْنِ ينْشأُ منْ معْرفة الْكثيرِ، ومنْ رؤْيةِ الْعالمِ علَى حقيقتِهِ . إنّهُ حزْنٌ فهِمَ أنَّ الْحياةَ ليْسَتْ مغامرةً كبيرةً ، بلْ سلْسلةً منَ اللّحظاتِ الصّغيرةَ غيْرَ الْمهمّةِ، وأنَّ الْحبَّ ليْسَ قصّةً خياليّةً، بلْ هوَ عاطفةٌ هشّةٌ وعابرةٌ، وأنَّ السّعادةَ ليْسَتْ حالةً دائمةً ، بلْ هيَ لمْحةٌ نادرةٌ وعابرةٌ عنْ شيْءٍ لَا يمْكنُنَا التّمسّكَ بهِ أبدًا. وفِي هذَا الْفهْمِ تكْمنُ وحْدةٌ عميقةٌ، شعورٌ بِالْانْفصالِ عنِ الْعالمِ، عنِ الْآخرينَ، عنِ الذّاتِ ."

فكيْفَ نقلَ الْعملُ الْجماليُّ فِي وجْهيْهِ معاناةَ الْمبْدعةِ الْمغْربيّةِ... ؟

ومنَ الصّورةِ الْمفْترضةِ إلَى رمْزيّتِهَا.

منَ الْمشْهدِ اللّغوِيِّ إلَى الْمشْهدِ الْبصرِيِّ علَى اعْتبارِ أنَّهَا تمْزجُ الْحبْرَ بِالصّباغةِ ، والْكلمةَ بِالْفرْشاةِ ، واللّغةَ بِالرّسْمِ...

بيْنَ التّشْكيلِ اللّغوِيِّ والتّشْكيلِ اللّوْنِيِّ ، خطابٌ فنِّيٌّ جمالِيٌّ يقولُ لغتيْنِ يخْلطُ النّكْهاتِ اللّغويّةَ ،والْفُرْشاتيّةَ لِتقدّمَ لوْحةً مكْتوبةً تارةً ومرْسومةً تارةً أخْرَى لِلنّصِّ الْمنْشودِ...

فهلْ تمكّنَتِ الْكاتبةُ "حفيظةُ لمْسلّكْ" منَ" الْكتابةِ بِيديْنِ" كمَا يقولُ الْمفكّرُ الْمغْربيُّ" عبْدُ السّلامِ بنْعبْدْ الْعالِي "...؟

كيْفَ سيعْكسُ الْمنْجزُ هذهِ اللّوْحةَ الْنّاطقةَ الْمرْئيّةَ... ؟

هلِ اسْتطاعَتِ الْمبْدعةُ الْمغْربيّةُ التّوْأمةَ بيْنَ مَا تكْتبُ بِالْحروفِ وبيْنَ مَا تكْتبُ بِالْألْوانِ... ؟

أمْ أنَّ التْوْأمةَ تكونُ أحْيانَا متطابقةً وتارةً سياميّةً... ؟

هلِ الْكتابةُ بِذائقتيْنِ هيَ وعْيٌ خاصٌّ بِدوافعَ ذاتيّةٍ تمرْكزَتْ فيهَا تجْربةُ الْألمِ تيمةً زاوجَتِ الرّسْمَ بِالْكلماتِ والْألْوانِ... ؟

يقولُ "حجي جابر"/ ص 154

فِي روايتِهِ "سمْروايْتْ" منْ أريترْيَا :

" حينَ تكونُ ضعيفًا تقلُّ حساباتُكَ ، تتلاشَى الْخياراتُ أمامَكَ ،

لَاتعودُ متْرفًا بِالْهواجسِ أوِ الْأفْكارِ الْمتناقضةِ ، حينَهَا إمَّا أنْ تموتَ أوْ تموتَ ، لذَا ستكونُ أكْثرَحرْصًا منْ عدوّكَ أنْ تجدَ

ميتةً تليقُ بكَ ، ميتةً تبْقيكَ حيًّا رغْمًا عنْهُ . "

وتقولُ" فِرْجِينْيَا وُولْفْ" :

"هناكَ نوْعٌ منَ الْحزْنِ ينْشأُ منْ معْرفةِ الْكثيرِ، ومنْ رؤْيةِ الْعالمِ علَى حقيقتِهِ. إنّهُ حزْنٌ فهِمَ أنَّ الْحياةَ ليْسَتْ مغامرةً كبيرةً، بلْ سلْسلةً منَ اللّحظاتِ الصّغيرةِ غيْرِ الْمهمّةِ، وأنَّ الحبَّ ليْسَ قصّةً خياليّةً، بلْ عاطفةً هشّةً وعابرةً، وأنَّ السّعادةَ ليْسَتْ حالةً دائمةً، بلْ لمْحةً نادرةً وعابرةً عنْ شيْءٍ لَا يمْكنُنَا التّمسّكُ بهِ أبدًا. وفِي هذَا الْفهْمِ تكْمنُ وحْدةٌ عميقةٌ، شعورٌ بِالْانْفصالِ عنِ الْعالمِ، عنِ الْآخرينَ، عنِ الذّاتِ ."

فكيْفَ نقلَ الْعملُ الْجماليُّ فِي وجْهيْهِ معاناةَ الْمبْدعةِ الْمغْربيةِ... ؟

"حفيظةَ مسلّكْ"

يفْتتحُ النّصُّ عتبتَهُ الْمفْصليّةَ بِ: السّؤالِ منَ الذّاتِ إلَى الذّاتِ:

" هلْ تكْتبينَ؟"

الصّمْتُ يخْفِي الْجوابَ:

" أنَا لَا أكتْبُ /أنَا أحْزنُ"

غرابةُ الصّمْتِ أنَّهَا تعودُ إلَى شخْصيّةٍ متلبّسةٍ تسْكنُ الذّاتَ السّاردةَ الّتِي تتّخذُ كيْنونتيْنِ واحدةٌ تكْتبُ رسالةً إلَى الْمتلقِّي، و الثّانِيّةُ تُمْلِي قراراتِهَا ، وكأنَّ االْكاتبةَ تنْشطرُ إلَى إثْنتيْنِ ناطقةٍ ومنفّذةٍ...

هذِهِ الْفرضيّةُ هيَ الّتِي تطْرحُ إشْكالًا :

مَنْ تُحرّكُ خيوطَ اللّعْبةِ... ؟

حفيظةُ الْكاتبةُ أمْ حفيظةُ السّرّيّةُ... ؟

أهيَ لعْبةُ مارْيونيتْ... ؟

فِي النّصِّ تشيرُ إلَى الْإصْرارِ بِأنَّ لَا أحدَ سيفْهمُ وهذَا يدْخلُ فِي خصوصيّةِ الْفرْدِ ،

( كُلْشِي كَ يْتْقَلَّبْ إلَّا رَاسْ بْنَادَمْ)

( مَاعَارْفَاهْشْ عْلَاشْ مَطْوِي)

همَا مثلانِ منَ الثّقافةِ الشّعْبيّةِ الْمغْربيّةِ يجسّدانِ جهْلَنَا بِالْآخرِ وهوَ مَا شهدَ بهِ الْفيْلسوفُ الْيونانِيُّ "سقْراطُ " حينَ قالَ:

" تكلّمْ حتَّى أراكَ "

الْاعْترافُ بِأنَّ ذاكرتَهَا بصريّةٌ منْطقيٌّ ، فليْسَتْ لهَا لغةٌ منْطوقةٌ وكاتبةٌ ، بلْ مرْئيّةٌ لِكوْنهَا فنّانةً والْفنّانةُ ليْسَتْ ذاتَ بعْدٍ واحدٍ ،بلْ متعدّدَةَ الْأبْعادِ

الْفنّانُ قدْ يمْلكُ ذاكرةً بصريّةً/ لغويّةً/حركيّةً/

لهَا علاقةٌ بِالسّينمَا والْمسْرحِ والرّقْصِ والرّسْمِ وحينَ تقولُ :

"لمْ أكنْ مقْنعةً"

"أخْفقْتُ فِي الشّرْحِ والتّفْسيرِ"

تنْتهِي إلَى الْاعْترافِ بِعدمِ اقْتراف أيِّ ذنْبٍ (الْقتْلِ)

و هذِهِ اعْترافاتٌ تذكّرُنِي بِ اعْترافاتِ "تُولُوسْتْوِي".

فِي هذِهِ الْإِسْنِغْمنْتَاتِ الْمتتاليّةِ تبوحُ بِمعاناةٍ تتكرّرْ حيْثُ تؤكّدُ أنَّ لِلزّمنِ وقْعَهُ الْأليمَ خاصّةً سنةَ 2013

هوَ زمنٌ ينْفلتُ منَ الزّمنِ الْواقعِيِّ لِيتحوّلَ بدايةَ زمنِ الْألمِ ، تصفُهُ صباحًا لَا يُشْبِهُ أيَّ صباحِ ، إنّهُ مشْحونٌ بِالْقلقِ ،تبْدُو مخْتلفةً عنْ قريناتِهَا، تعبّرُ عنْ شعورٍ مرٍّ يكْتسحُ الذّاتَ تَفْتَحُ نهارَهَا بِتحيّةٍ غريبةٍ :

" كلُّ مَا أفْعلُهُ بدايةً عبارةٌ عنْ اعْتذارٍ رَسْمِيٍّ لِحياتِي السّابقةِ"

إيحاءٌ مقْصودٌ يشيرُ أنَّهَا عاشَتْ زمنيْنِ بيْنهُمَا قطيعةٌ ، يُسْتنْبطُ منْهُ أنَّ الزَّمَنَ الْأوّلَ كانَ زمنًا عاديًا عاشتْهُ دونَ طوارئَ نغّصَتْ مسارَهَا ، الزَّمَنُ الثّانِيُّ هوَ نتيجةٌ حتْميّةٌ لِهذَا الْإنْقلابِ الْفجائيِّ لمْ يكنْ محْسوبًا فِي أجنْدةِ الْعمْرِ الْخاصِّ أوِ الْعامِّ ،أسْبابٌ خاصّةٌ جدًّا شكّلَتْ قطيعةً واقعيّةً سيكونُ تأْثيرُهَا قويًّا علَى نفْسيّةٍ ، راكمَتْ خيانةً مجْهولةً منْ زمنِ مادِّيٍّ ،ينْعكسُ علَى الزّمنِ الشّعورِيِّ اخْتزنتْهُ فِي ذاكرتِهَا وإلَّا لِماذَا تعْتذرُ... ؟

مَا الّذِي دفعَهَا إلَى الْقوْلِ بِتنمّرِ الزّمنِ الْواقعِيِّ لِيغْدوَ قنْبلةً موْقوتةً ستُحْدثُ تغيّرًا علَى مسْتوَى سيْكولوجِيٍّ عميقٍ

بأسفٍ موجعٍ تتذكّرُ أنَّ الْحياةَ السّابقةَ لمْ تُعَشْ طويلًا مدّةً كافيّةً :

" لمْ تدمْ طويلًا"

أيْ أنَّ مَا سيأْتِي صدْمةٌ /مفاجأةٌ / دونَ سابقِ مؤشّراتٍ علَى حدوثِ تحوّلٍ يشْبهُ طفْرةً مورْفولوجيّةً أثّرَ علَى الْكيْنونةِ...

تصفُ بِحرْقةٍ الْوضْعَ الْجديدَ / حفيظةُ الْآنَ :

"أخْرجُ منْ غرْفتِي كَمَنْ يسْحبُ منِّي روحِي لِأواجهَ وجْهَ فتاةٍ تشْبهُنِي إنْ كنْتُ هيَ ؟ أتمْتمُ أنِّي أعْرفُهَا ..."

"إنْ رأيْتَهَا فِي الْمرْآةِ ،أهْربُ منْهَا فوْرًا ،تاركةً ورائِي مقابلةً مؤجّلةً، وكأنَّ الْعالمَ مسْتعدٌّ لِيكونَ لِي فِي السّقوطِ فقطْ... "

مقْطعٌ موجعٌ يدلُّ أنَّ حدثًا طارئًا فاجأَهَا فأحْدثَ تغيّرًا جذْريًا داخليًا لَا خارجيًّا...

كمُّ الْألمِ يصبُّ هنَا بِتفْريغٍ نفْسِيٍّ يمزّقُ الْمرْآةَ نفْسَهَا ، لِأنَّ لهَا عيْنيْنِ تبْصرانِ الْفرْقَ...

هيَ هنَا توظّفُ شخْصيّةً مشْهورةً فِي تاريخِ الرّوايةِ الْبوليسيّةِ "آجاتَا كْريسْتِي" تسْتنْجدُ لاشعوريًا بهَا كَجوابٍ عنْ وضْعيّةِ شائكةٍ مرْتبكةٍ تحاصرُهَا حينَ سُئلَتْ عنْ سببِ غيابِهَا واخْتفائِهَا :

"لَا أتذكّرُ شَيْئًا"

زمنٌ مُسْتقْطعٌ منَ الذّاكرةِ عمْدًا إنَّهُ توْظيفٌ لِ صورةٍ تجسّدُ جوابَ الْمبْدعةِ وكأنَّهَا منْذُ الْبدايةِ تقولُ :

لَا تسْألونِي...!

إنَّهَا الْخصوصيّةُ وجبَ احْترامُهَا وعدمُ النّبْشِ فِي مسبّباتِهَا ، فليْسَ لِأحدٍ الْحقُّ فِي معْرفةِ الْخفايَا...

الْجوابُ علَى التّساؤلِ

لماذَا تعْتذرينَ...؟

ذكّرنِي سؤالُهَا بِ ديوانِ الشّاعرِ الْفلسْطينيِّ "محْمودُ درْويشْ" "لَا تعْتذرْ عمَّا فعلْتَ" أنْتِ لمْ تسْحبِي الْحياةَ منْ أحدٍ ولَا ذنْبَ لكِ فلماذَا ستعْتذرينَ... ؟

الْحياةُ هيَ الّتِي يجبُ أنْ تعْتذرَ ؛ لِأنَّهَا تخونُ الْجميعَ ، تصيبُنَا بِأعْطابٍ ، لكنَّ أكْبرَ عطبٍ يؤْلمُنَا هوَ سحْبُهَا الْحياةَ عبْرَ رديفِهَا الْموْتُ لِتخْتفيَ كَبهْلوانٍ يضْحكُ و نبْكِي نحْنُ

تخْتفِي و َتتْركُنَا فِي مواجهةٍ مباشرةٍ معَ مصيرٍ نجْهلُهُ ،إذِ الْموتُ لَا يؤْلمُ الْموْتَى بلِ الْأحْياءَ...

نجْهلُهُ كَ قطيعةٍ وصدْمةٍ ،نجْهلُ مَا بَعْدَهُ ، هلْ سنعيشُ كمَا تُوهِمُنَا الْأدْيانُ... ؟

أيْنَ سنحقّقُ مَاسمّاهُ "نتْشهْ" "الْعوْدَ الْأبدِيَّ" أمْ سنعيشُ تجْربةَ التّناسخِ أوِ الْإسْتنْساخِ الّذِي بدأَ الْعلْمُ يُجْرِي تجاربَ حوْلَهُ.. ؟

هلْ بدأَ مفْعولُ عشْبةِ الْخلودِ فِي أسْطورةِ "غَلْغاميشْ" يسْرِي منْ خلالِ مخْتبراتِ الْعلْمِ الْآنَ انْطلاقًا منْ علْمِ التّجْميلِ ؛ ومحاربةِ التّجاعيدِ والشّيْخوخةِ وتجْويدِ الْحياةِ ، وإطالةِ الْعمْرِ بِالْخضوعِ لِعلاجٍ هرْمونِيٍّ و نظامٍ غذائِيّ خاصٍّ ،

وإنْ لمْ تنْجحِ التّجاربُ فهيَ خطْوةٌ بِاتّجاهِ اكْتشافِ مصْلِ الْقضاءِ علَى الْخوْفِ منَ الْمجْهولِ ، الْموْتُ ذاكَ الْمجْهولُ الْمخيفُ الْمُرْعبُ ، نتخيّلُهُ داخلَنَا نجْهلُ موْعدَهُ وهيْأتَهُ مَنْ سمّاهُ :

ملاكَ الْموْتِ أوْ عزْرائيلَ أوْ (قبّاضْ لَرْواحْ) بِلهْجةٍ مغْربيّةٍ... ؟

نعْترفُ بِوجودِهِ كيْنونةً متخيَّلةً مرْعبةً ، خارجَنَا كائنًا يفاجئُ الْجميعَ دونَ تمْييزٍ ،نسجَ الْمخْيالُ الْبشرِيُّ حوْلَهُ حكاياتٍ ميتافيزيقيّةً ،تمثّلَهَا الدّينُ :

"اعْملْ لِدنْياكَ كأنَّكَ ستعيشُ أبدًا ، واعْملْ لِآخرتِكَ كأنَّكَ ستموتُ غدًا"

لَا أفْظعَ منْ شبحٍ لَا تسْتطيعُ إدْراكَ صورتِهِ إلَّا عبْرَ كوابيسِ "هيتْشْكوكْ" يُحايثُ ذاتَنَا ،ويُعشّشُ داخلَنَا...

أمِّي لهَا حكايةٌ طريفةٌ حينَ أسْألُهَا:

"كيْفَ حالُكِ... ؟

تجيبُ بِتلقائيّةِ امْرأةٍ مؤْمنةٍ بِ الشّبحِ الْمقدّسِ :

" نَاكْلُو لْقوتْ ؛ و نَتْسَنَّاوْ لْموتْ "

بِضحكاتِ أمِّي ممْتزجةً بِ ضحْكتِي أقولُ :

" الْوالدةْ عزْرائيلْ شادْ تِيقارُو أنْتِ اللِّي كَتْجبْديهْ "

نضْحكُ معًا

هوَ مَا نثرْتْهُ الْكاتبةُ فِي نصِّ تمْثيلِيٍّ لِتجْربةٍ الْوجعِ الْيقظِ بِعبارتِهَا :

" الْحياةُ عادلةٌ لِثوانٍ وعامٍ وبضْعِ سنواتٍ وبعْدَهَا سيرْحلونَ"

تسْطيرُ الْهلعِ والْخوْفِ منَ اللّامعْلومِ يرْفعُ فِي ذهْنِي سؤالًا متوجّسةً :

هلْ تقْصدُ الْأديبةُ أمَّهَا... ؟

أسْتدلُّ علَى الْمعْنَى بِقوْلِهَا :

" أرقَّ وأحنَّ قلْبٍ..."

تداعٍ نفْسيٌّ لهُ منْطقٌ ذاتِيٌّ تعيهِ وحْدَهَا ، لِأنَّهَا مَنْ تحْملُ وزْرَ الْغيابِ والْوحْدةِ تَخْشَى الْعزْلةَ ، وهيَ الّتِي تعْتبرُأمَّهَا سندًا وعكّازةَ الْحياةِ ،

إنَّهَا تجْربةٌ خاصّةٌ دفعتْهَا إلَى اعْترافاتٍ دفينةٍ خوْفًا منَ التّخلِّي عنْهَا مرّتيْنِ....

فِي خطابٍ اعْترافيٍّ شيّقٍ فِي الْألمِ والْحذرِ تعْتمدُ تقْنيّةَ الشّهاداتِ بِتوظيفِ شخْصيّتيْنِ أساسيّتيْنِ "آجاتَا كريسْتِي" و"" آنَا بّافْلُوفَا"

الْانْتقالُ منْ روائيّةٍ إلَى راقصةِ بالِيهْ مشْهورةٍ أيْضًا هوَ تماهٍ معَ الْمبْدعينَ والْمبْدعاتِ يكونُ اسْتحْضارُهُمْ بوْصلةً لِلْقارئِ لِيجسَّ درجةَ الْمعاناةِ، فحضورُ سيّدةِ الرّقْصِ الرّوسِيِّ الّتِي تنْتمِي إلَى الْمدْرسةِ الْكلاسيكيّةِ هوَ نوْعٌ منْ نوسْتالْجْيَا أدبيّةٍ لِمماثلتِهَا كَراقصةٍ بِالْجسدِ والرّاقصةِ بِالْألْوانِ الّتِي تحيلُ إليْهَا كَرسّامةٍ:

"كلّمَا رأيْتُ راقصةً تقفُ علَى حافّةِ أصابعِهَا وتمدُّ ذراعيْهَا لِلْفراغِ ،أقولُ أنَا هيَ، أنَا الّتِي فُرضَ عليْهَا الْوقوفُ مسْتقيمةً فِي داخلِي ،بيْنمَا فِي الْخارجِ عليَّ وضْعُ رأْسِي فِي الْمقدّمةِ والْإتْيانُ بِالْحلِّ طوالَ الشّهْرِ ،السّنةِ... "

" ANNA PAVLOVA" الْمقاوِمةِ لِلْألمِ ،رغْمَ قدميْهَا الْمقوّستيْنِ ،وكاحليْهَا النّحيفتيْنِ، و أطْرافِهَا الطّويلةِ ،لمْ يكنْ جسدُهَا النّموذجَ الْمطْلوبَ وفْقَ معاييرِ رقْصِ الْباليهْ ،تعرّضَتْ لِسخْريّةِ زملائِهَا أطْلقُوا عليْهَا ( الْمكْنسةَ)
(الْوحْشةَ الصّغيرةَ )
وقدْ برزَتْ كاريزْمَا الرّاقصةِ فِي لوْحةٍ فنّيةٍ رائعةٍ "DYING SWAN" " وهيَ رقْصةُ "الْبجعةِ الْمحْتضَرَةِ " رقْصةٌ منْفردةٌ صمّمَهَا "ميخائيلْ فوكينْ" علَى أنْغامِ CYGNE لِ كاميلْ سانْسْ منْ LE CARNAVAL DES ANIMAUX قدّمتْهَا4000 مرّةً بِأسْلوبٍ ليْسَ تقْليديًا ، تؤدِّي عروضَهَا بِركْبتيْنِ مثْنيّتيْنِ وملابسَ داخليّةٍ...
تماهيهَا معَ الرّقْصةِ وصلَ حدَّ الْجنونِ حينَ طلبَتْ وهيَ علَى فراشِ الْموتِ :

"جهزُّوا زيَّ الْبجعةِ" تحوّلَتْ فيلْمًا يثيرُ الدّهْشةَ... كانَتْ محبّةً لِلْحيواناتِ امْتلكَتْ منْ بيْنِهَا بجعتيْنِ ( جاكْ و كْلارَا)

توظيفُ هذهِ اللّوْحةِ فِي كتابةِ النّصِّ مهمٌّ، لِأنَّهَا تظْهرُ أنَّ الْعيوبَ الْخلْقيّةَ أوِ الّتِي تحْدثُ فِي الْحياةِ لَاتعيقُ الْإنْسانَ إذَا كانَتْ إرادتُهُ أقْوَى...

فهلْ توحِي الْمبْدعةُ الْكاتبةُ/ الرّسّامةُ/ بِأنَّ هناكَ تماثلًا بيْنهُمَا ... ؟

هلْ تعوّضُ الْألْوانُ /الْفرْشاةُ / اللّوحاتُ /الْحبْرُ هذَا الْاحْساسَ بِظلْمِ الْواقعِ وظلْمِ الْآخرينَ الّذينَ شبّهَهُمْ "سارْترْ" بِ الْجحيمِ... ؟
إنَّهَا تنْسَى أنَّ الرّأْسَ الصّغيرَ هوَ الّذِي سيفْعلُ ذلكَ ، هذَا الرّأْسُ الّذِي تسِمُهُ بِالصّغرِ أهيَ إشارةٌ إلَى حجْمِهِ أمْ تضْخيمُ قيمتِهِ؟

إشارةٌ قويّةٌ تدلُّنِي علَى محْنةِ هذَا الرّأْسِ الْمثْقلِ بِهمومٍ شتَّى ، إذْ تكرّرَ فِي رسوماتِهَا وكتاباتِهَا...

رأْسٌ احْتلَّ مساحةً مهمّةً تجْعلُهُ نثْرًا / رسْمًا فكْرةً محْوريّةً، وتيمةً مرْكزيّةً تدورُ حوْلَهُ جلُّ إبْداعاتِهَا سرْدًا /تشْكيلًا ويدورُ فِي اتّجاهيْنِ عملًا بِمثلٍ مغْربيٍّ مشْهورٍ:

"الرَّاسْ اللِّي مَا يْدُورْ كُدْيَةْ"

كيْفَ اسْتطاعَتْ أنْ تخْلطَ السّيراميكَ بِأبْجديةٍ بسيطةٍ ،وتمْزجَ الْكولاجَ Collage اللّصْقَ الْفنِّيَّ بِالْكولاجِ اللّغوِيِّ... ؟

إنّهَا تكْتبُ اللّوْنَ وترْسمُ الْحرْفَ...

هكذَا وصفَتْ علاقةَ ذاتٍ بِذاتٍ كَوحْدةٍ وكَثنائيّةٍ...

وصْفٌ يتكرّرُ لِحياةِ الْألمِ يسْتوطنُ الذّاتَ لِدرجةِ تشْبيهٍ سيّئٍ

لِماذَا تشْبيهُ الْعيْشِ بِالْحمارِ... ؟

إنْتقالٌ انْتقامِيٌّ منَ الْحياةِ ومنْ كلِّ مَايحيطُ بهَا، ولمْ ينْتبهْ لهَا لِاعْتباراتٍ إنْسانيّةٍ...

هذَا السّقوطُ منْ صفةِ الْبشرِ إلَى صفةِ الْحيوانِ، علْمًا أنَّ الْحمارَ حيوانٌ خدومٌ ماذَا وراءَ منْطوقِهِ... ؟

إنَّهَا تسْتعْملُ لفْظةَ (الرّأْسِ) بِشكْلٍ مثيرٍ لِلْانْتباهِ تتكرّرُ فِي نصوصٍ اطّلعْتُ عليْهَا ،تؤشّرُ علَى وجودِ شبَهٍ بيْنَ رأْسِ الْحمارِ الْمظْلومِ ورأْسِهَا ظلْمٌ لهُ منْطقٌ خاصٌّ بِمعاناتِهَا كمَا تقولُ :

" الْعيْشُ يتطلّبُ رأْسَ حمارٍ يتْقنُ الْألمَ الْأنيقَ كلَّ يوْمٍ ، و رأْسِي يسْكنُهُ أفْضلُ حمارٍ علَى الْإطْلاقِ...

يصْبرُ دونَ موسيقَى، يئنُّ دونَ تلْحينٍ ،يبْكِي دونَ صوْتٍ، أصْلحُ كَلوْحةٍ فنّيّةٍ يكونُ نصيبُهَا التّصْفيقُ والتّهْليلُ..."

تقابلٌ بيْنَ رأسِ حفيظةَ ورأسِ الْحمارِ تقابلٌ يفْصحُ عنْ مسْتوْطنةِ الْمرارةِ تعيشُهَا بعيدًا عنْ الْجميعِ إلَّا عنْ لوحاتِهَا ورأْسٍ يخْلطُ الْألْوانَ بِالْحروفِ لِتنْسجَ لوْحةً فريدةً تقْرؤُهَا بِأصابعِهَا وعيْنيْهَا كَذاكرةٍ بصريّةٍ ونفْسيّةٍ عنيدةٍ ،

لهذَا اسْتشْهدَتْ بِرأْسِ الْحمارِ....

4

الْمقْطعُ النّثْرِيُّ الرّابعُ ( سرْدُ _ سيرِي ذاتِي) لِلْكاتبةِ ينْطلقُ منْ سؤالٍ :

هلْ تقْرؤونَ مَا أكْتبُ...؟
هلْ تشاهدونَ مَا أرْسمُ... ؟

هلْ ستكونونَ بِجانبِي تشاركونَنِي نفْسَ الْحيْرةِ أوْ بعْضَهَا... ؟

الْفكْرةُ هيَ تقمّصُ شخْصيّةِ حفيظةَ السّاردةِ تعيشُ ندوبَهَا ومأْساتَهَا بعيدةً عنِ الْآخرينَ / قريبةً منْهُمْ أيْضًا :

" الْفكْرةُ ليْسَتْ سيّئةً" /إنَّهَا ثمينةٌ

مفارقةُ الْمقْطعِ معَ الْعتبةِ الّتِي صاغَهَا فعْلُ أمْرٍ :

"تجاهلْنِي"

إنْ

كنْتُ

فكْرَةً

سيّئةً

إنَّهَا اللّغةُ الْآمرةُ مشْروطٌ فعْلُهَا بِالسّوءِ كأنَّهَا تحدّثُ وتتحدَّى الرّأْسَ الْعنيدَ:

إنْ كانَ رأْسِي يحْملُ فكْرةً سيّئةً ، يعْنِي أساسًا الْعدوَّ الْمقنَّعَ هوَ نفْسُهُ أنَا تلْكَ الْفكْرةُ فإنْ بدوْتُ غيْرَ لائقةٍ ، فاهْملْنِي

خطابٌ باطنِيٌّ كأنَّهَا تحاورُ شخْصًا خفيًّا أوْ كأنَّهَا هذهِ الْكاتبةُ ترْتدِي طاقيّةَ إخْفاءٍ لَا ترَى سوَى نفْسِهَا ، أوْ كأنَّ لِحفيظةَ ظلًّا أوْ شبحًا، أوْ أنَّهَا هيَ فِي حالةِ ظهورٍ ولَا ظهورٍ، إنَّهُ انْشطارُ الْهوّيّةِ فِي حالةِ الْكتابةِ والرّسْمِ ،

"الْأديبةُحفيظةُ "فِي وعْيِهَا شخْصٌ وفِي لاوعْيِهَا شخْصٌ لَا علاقةَ لهَا بهِ...

حالتانِ نفْسيّتانِ إحْداهُمَا تتنكّرُ لِلْأخْرَى بْسيكوبّاطيّةٌ رغْمًا عنْهَا ،فُصاميةٌقسْرًا...

أيُّ عذابٍ هذَا التّحوّلُ الْميتامورْفُوزِيُّ métamorphose...؟

الْبناءُ الدْرامِيُّ الْإزْدواجِيُّ عذابٌ إضافِيٌّ يُحْدثُ رجّةً ليْسَتْ جسديّةً ،بلْ سيْكولوجيّةً كأنِّي أصْغِي لِصَوْتِ " روشيلْ هيرْتْ" :

" أحْيانًا أخْلعُ جسدِي ، لكنَّ أحدَهُمْ يُعِيدُهُ إليَّ..."

أسْتنْتجُ أنَّ لِرأْسٍ الْكاتبةِ الْمغْربيّةِ دوْرًا حيويًّا فِي كوْنِهُ هوَ الدّينامُو ،بلْ هوَ نفْسُهُ الْجسدُ، وقدْ خصَّتْ بهِ نصًّا عنْوانُهُ "EMAIL"

إنَّهَا شخْصيّتانِ فِي واحدةٍ تظْهرانِ وتخْتفيانِ ، تتناوبانِ أوْتتبادلانِ الْأدْوارَ ،لكنَّهُمَا لَا تلْتقيانِ أوْ ربّمَا تتجاهلُ إحْداهُمَا الْأخْرَى فِي حالةٍ معيّنةٍ أثْناءَ الْإلهامِ الْإبْداعيِّ ، لَا تلْتقيانِ وجْهًا لِوجْهٍ مباشرةً...

أيْنْ هيَ الصّورةُ الْحقيقيّةُ... ؟

هلْ فقدَتْ هوّيتَهَا...؟

هلْ تعِي هذهِ اللّعْبةَ اللّاشعوريّةَ... ؟

لازمةٌ أوْ عتبةٌ ترافقُ نصوصَهَا الْمرْتبطةَ غالبًا بِلوحاتِهَا

يزْخرُ النّصُّ بمفْرداتٍ:

الْفكْرةُ /الْكاتبُ/ الْحضيضُ

الْجوعُ /التّمرّدُ /الْأمرّينَ

التّمزّقُ /هوَ لَا يسْرقُ /بلْ يبيعُ كلماتِهِ...

هلْ توحِي بِوضْعٍ سادَ الْمشْهدَ الثّقافِيَّ ، حيْثُ تحوّلَ إلَى سوقٍ لِلْمارْكوتينغْ والْإرْتزاقِ فِي غيابٍ سيّاسةٍ ثقافيّةٍ تدْمجُ الْمثقّفينَ فِي دوْرةِ الْإقتصادِ الثّقافِيَّ لَا سوقًا حرّةً تخْضعُ لِسماسرةِ ولوبياتِ الْجشعِ... ؟

هلْ تعْلنُ أنَّ وضْعَهَا يُشْبِهُ هذَا الْحالَ ، لِهذَا تعْرضُ لوحاتِهَا لِلْبيْعِ بِهدفِ شرْعنةِ سلوكٍ بْراغْماتِيٍّ تَغيبُ فيهِ الْوزارةُ الْوصيّةُ علَى الشّأْنِ الثّقافِيَّ ،تهْدفُ إلَى تغْطيّةِ حاجياتِهَا الضّروريّةِ كيْ تتمكّنَ منْ مباشرةِ إبْداعِهَا الْفنِّيِّ... ؟

منْ وجْهةِ نظرِي مبْدئيًا لَا أتبنَّى منْطقَ التّجارةِ الثّقافِيّةِ لوْ كانَ الدّعْمُ منَ الدّوْلةِ ضدَّ الزّبونيّةِ والْولاءِ والْقرابةِ الْانْتهازيّةِ، تغْلقُ الْبابَ أمامَ هذَا النّمطِ السّوقِي ويسْتفيدُ الْجميعُ منْ رعايةٍ متكافئةٍ ،لَا تخضعُ لِأيِّ تمييزٍ سوَى الْاسْتحْقاقِ...
فلَا تضْطرُّ الْفئةُ الْمسْتضْعفةُ إلَى الْبحْثِ عنْ موْردٍ فِي حالةِ انْعدامِهِ.

لِهذَا أعْتبرُهُ مشْروعًا لَا حرجَ فيهِ منْ غيْرِ اسْتغْلالِهِ لِصالحِ الْمحْظوظينَ فقطْ...

إنَّ ظاهرةَ الْبيْعَ لِتغْطيّةِ تكاليفِ الْحياةِ ليْسَ سرقةَ الْجيوبِ ، بلْ تأْمينًا لِلْإثْنيْنِ، رغْمَ أنَّ ميْسورينَ يحْظوْنَ بِحصانةٍ ثقافيّةٍ عكسَهَا الْمقْطعُ التّالِي :

" والْكاتبُ عنْدمَا يصلُ إلَى الْحضيضِ معيشةً لَا يسْرقُ بلْ يبيعُ كلماتِهِ بِأبْخسِ ثمنٍ ،وإنْ حدثَ اقْترافًا فلِأنَّهُ مجْبرٌ منْ أجْلِ غيْرِهِ ،يفْعلُهَا لِترْتيبِ النّصوصِ وكتابتِهَا نيابةً عنِ الْأغْنياءِ وإبْداعُهُ يتضاعفُ كَمَنْ ولدَ منْ أجْلِهِمْ ويموتُ منْ أجْلِهِمْ حينَ يأْتيهِ الْإفْلاسُ علَى قدميْهِ، وحتَّى الْفنّانُ يبيعُ منْ أجْلِ سيجارةٍ أوْ لقْمةِ النّاريْنِ ...لِذلكَ الْحياةُ ليّنةٌ فِي حضْرةِ الشّبْعانِ ..."

إشارةٌ ذكِيّةٌ إلَى معاناةِ الْفنّانينَ ولَا ننْسَى أنَّ كثيرًا منْهُمْ ومنْهُنَّ ماتُوا دونَ أنْ يطالُوا لقْمةَ عيْشٍ ...

أتذكّرُ تاريخًا فِي الثّمانيناتِ انْتحارُ الْممثّلِ الْمسْرحِيِّ "حسيْنُ الْحورِي " الرّائعِ فِي دوْرِهِ فِي فيلْمِ "حلّاقُ درْبِ الْفقراءِ" وفِي سنةِ 2023 انْتحرَ حرْقًا مسْرحيٌّ آخرُ "أحْمدُ جوادْ " أمامَ وزارةِ الثّقافةِ ،يدلُّ هذَا علَى أنَّ الْوضْعَ الثّقافيَّ
عامّةً ليْسَ بِخيْرٍ ، فنبرّرُ سلوكَ الّذينَ يلْجؤونَ إلَى الشّارقةِ وسلْطنةِ عمانَ وقطرَ منْ أجْلِ بيْعِ الْكلماتِ ، قمّةُ الْاسْتهْتارِ السّياسِيِّ فِي موْطنِهِمْ ، إضافةً إلَى عجْزِ الْكثيرينَ ممّنْ لَا دخْلَ لهمْ لِطبْعِ كتبِهِمْ بيْنمَا الّذينَ لهُمْ حظْوةُ الْوزارةِ بِوصايةٍ جيّدةٍ ، يعْرفُهُمْ معْرضُ الْكتابِ ويوقّعونَ ثمَّ يفوزونَ بِتسْويقٍ خارجَ الْبلدِ ، أمَّا الّذينَ يبْقوْنَ علَى الْهامشِ فتغيبُ عنْهُمْ مجّانيّةُ الطّبْعِ و الدّعْمِ منَ الْجماعاتِ الْمحلّيَةِ والدّولةِ الّتِي يشْترَطُ فيهَا التّشْجيعُ ،لِأنَّ الْكتابَ هوَ صورةٌ مشرّفةٌ لِلْكاتب والْكاتبةِ والدّوْلةِ معًا...لكنَّ الثّقافةَ فِي الْبلْدِ الْمتخلّفِ كَالْمغْربِ ، لَا تمثّلُ أوْلويّةً فِي سياسةِ الْوزارةِ خاصّةً بِالنّسْبةِ لِمَنْ لَا موْردَ لهمْ. أشبّهُ ذلكَ بِأنَّ الثّقافةَ مجرّدُ زائدةٍ دوديّةٍ وجبَ اسْتئْصالُهَا بِمشْرطِ جرّاحٍ هوَ السّلْطةُ السّيّاسيّةُ ،لِأنَّهَا لَا تشكّلُ أوْلويّةً فِي الْمشْروعِ السّياسِيِّ لِلطّبقةِ السّيّاسيّةِ ، ولَا تضعُهَا الْأحْزابُ فِي برامجِهَا الْإنْتخابيّةِ خاصّةً مَنْ يُحْسَبونَ علَى الْيسارِ...
علَى عكْسِ مَانراهُ مثلًا ، يتكلّفُ إتّحادُ كتّابِ الْعراقِ بِالدّعْمِ ولوْ بِنسْبةٍ مَا وبشروطٍ فِي الْمغْربِ تسْتغلُّ دورُ النّشْرِ الْوضْعَ فترْفعُ الْأسْعارَ بِشكْلٍ مزْعجٍ يتراوحُ بيْنَ 8000 إلَى 10000درْهمٍ مغْربيّةٍ ماعدَا دورُ النّشْرِ الّتِي تطْبعُ ولَا توزّعُ ، تخفّضُ الْكلْفةَ ، نلْجأُ إليْهَا سعْيًا لِلْحفْظِ والتّوْثيقِ فقطْ ، لَا تطلّعَا لِتوزيعٍ أوْ توْقيعٍ ممَّا يؤثّرُ علَى التّعرّفِ علَى مبْدعِي ومبْدعاتِ الظّلِّ ..."

5

في إطارِ توْظيفِ شخْصيّاتٍ أدبيّةٍ لاحظْتُ اسْتحْضارَ فيلْمٍ ” THE lONG WALK” منْ خلالِ بطلِهِ " " بيترْ ماكْفرايْسْ" لِتأْكيدِ التّماثلِ بيْنَ شخْصيّتِهِ وشخْصيّةِ بيترْ كمَا سبقَ أنْ تعاملَتْ معَ شخْصيّةِ طفْلةٍ فِي فيلْمٍ كرْطونِيٍّ

" جولِي بْراوْنْ "فِي الرّسومِ الْمتحرّكةِ موقّعةً النّصَّ بِ "أنْثَى الْهامشِ "مثّلَتْ فِي الزّهْرةِ الْبرّيّةِ تقولُ :

لوْ لمْ أكنْ حفيظةَ لكنْتُ جولِي بْراوْنْ...

اسْتنْتجْتُ أنَّهَا أدْمنَتْهُ حتَّى وصلَتْ درجةً تخيّلَتْ أنَّهَا و الطّفْلةَ شخْصيّةٌ واحدةٌ ، كأنَّهَا تعاطَتِ الْفيلْمَ فِي سنٍّ مبكّرةٍ ، وهوَ دلالةٌ علَى اهْتمامِهَا بِالْفنِّ السّابعِ كَجنْسٍ جمالِيٍّ كَالْفنِّ التّجْريدِيِّ ، إذْ درستْهُ عبْرَ الْأنْترْنيْتِ متغلّبةً على كافّةِ الصّعوباتِ ، وهذَا يشكّلُ تفرّدًا وتميّزًا يتّسمُ بهِ ذوُو الْإراداتِ الْحرّةِ والْقويّةِ :

" بيترْ مَاكْفْرايْسْ " فِي الْفيلْمِ شخْصيّةٌ مركّبةٌ وعنيدةٌ تقولُ:

" تشْبهُنِي إلَى حدِّ مَا ، وهوَ الْفكْرةُ ، والْمبْدأُ الّذِي يعيشُ منْ أجْلِهِ ويضْحكُ منْ كلِّ خطْوةٍ يخْطوهَا ..."

تماثلٌ فِي مجْتمعِ الدّيسْتوبْيَا ضدَّ مجْتمعٍ الْيوتوبْيَا الّذِي نادَى بهِ "أفْلاطونُ " فِي جمْهوريّتِهِ الْفاضلةِ ..

لكنْ واقعيًا لَا نموذجَ يحْتذَى بهِ فِي الدّولِ سواءُ كانَتْ نظامًا رأْسْماليًا أوْ إشْتراكيًا /ملكيًا /أوْ جمْهوريًا
كلُّ الْمجْتمعاتِ تقْتاتُ علَى إضْعافِ فئةٍ أخْرَى ، وعدمِ اقْتسامِ ثرواتٍ الْبلدِ بِالتّساوِي ، ونموذجُ الْخليجِ يمثّلُ ذلكَ ،كمَا السّعوديّةُ الّتِي تحْتكرُ ثرواتِ الْحجِّ والنّفْطِ كَسياحةٍ دينيّةٍ واقْتصاديّةٍ اسْتشْهدَتْ بهَا
روائيّةٌ سعوديّةٌ "رجاءُ عالمْ"فِي روايةِ "طوْقُ الْحمامِ"نالَتْ جائزةَ الْبوكَرْ تقاسمَهَا معَهَا الرّوائيُّ الْمغْرِبِيُّ "محمّدُ الْأشْعرِي "عنْ روايتِهِ "الْقوْسُ والْفراشةُ" سنةَ 2011

الْتقاطةٌ قيّمةٌ لِلْمجْتمعِ الدّيسْتوبِيِّ كَمجْتمعٍ يسْرقُ الْإنْسانَ ويسْرقُ طاقاتِهِ إنْ لمْ يقْتلْهَا ، وهوَ مقْطعٌ يطْرحُ إشْكاليّةً عميقةً لِلنّقاشِ بيْنَ الْمثقّفينَ كَسلْطةٍ ثاويّةٍ والطّبقةِ السّياسيّةِ كَسلْطةٍ ظاهرةٍ ...
تسْتطْردُ فِي شرْحِ الْفيلْمِ لِغايةِ توْضيحِ طبيعةِ الْمجْتمعِ وتواجدِ الْفرْدِ فيهِ ، وكيْفَ يناورُ دونَ تطْبيعٍ معَ الْفسادِ بِتوْضيحِهَا أنَّ فلْسفةَ الْبطلِ فِي الْفيلْمِ ، تبْرزُهَا منْ خلالِ حوارِهِ معَ صديقِهِ " رايْ"

يبْرزُ النّصُّ أهمّيّةَ السّينمَا فِي مسارِهَا كوْنُهَا تشبّعَتْ بِقيمٍ يذْكرُهَا الْفيلْمُ كَقيمةِ الصّداقةِ ، وتذْكرُ منْ خلالِهَا أنَّهَا عشقَتِ السّينمَا منْذُ الصّغرِ ...

لهذَا اسْتحْضرَ النّصُّ نماذجَ سينمائيّةً وفنّيّةً وروائيّةً ، لمْ تسْتحْضرْ نموذجًا فِي الرّسْمِ ، ممَّا يعْنِي فِي تأْويلِي أنَّهَا لَاتذْكرُ ذاكرتُهَا الْبصريّةُ سوَى أنَّ الذّاتَ والْأمَّ همَا اللّتانِ علّمَتَاهَا ، لِأنَّ أمَّهَا كانَتْ تمارسُ الْخيّاطةَ وتوْشيّةَ الْأثْوابِ بِالْعقيقِ، هيَ الْمدْرسةُ الْحاضنةُ لِموْهبةِ الرّسْمِ قالَتِ الْأمُّ كلّمَا كانَ ذهْنُهَا صافيًا وحالتُهَا جيّدةً:

"لَا أسْتطيعُ الْعيْشْ بِدونِكِ "تعيدُهَا الرّسّامةُ سرًّا بِنفْسِ الصّدْقِ "لَا أسْتطيعُ الْعيْشَ بِدونِكِ أيْضًا "

حوارٌ خفيٌّ حتَّى لوْغابَتْ فهيَ حاضرةٌ فِي ذاكرةٍ بصّارةٍ حاضرةٍ فِي أصابِعِكِ أيّتُهَا الْفنّانةُ...! أليْسَتْ تلْكَ الْحفيظةُ الّتِي تكونُهَا لحْظةَ الْالْهامِ تسْكْنُ خلاياكِ الْمتوثّبةَ لِلرّقْصِ علَى الْورقِ و علَى الْقماشِ"ACRYLIC" الْأَكْرِيلِيكْ

وهوَ قماشٌ ذُو ألْيافٍ اصْطناعيّةٍ ...

ذكّرتْنِي بِطفولتِي حينَ كانَ والدِي يصْحبُنِي آخرَ كلِّ أسْبوعٍ إلَى السّينمَا رفْقةَ صديقيْهِ أتذكّرُ إسْمَ أحدِهِمَا "فاكَسْ "لَا أعْرفُ هلْ هوَ إسْمٌ أمْ كُنْيةٌ ...؟ والثّانِي "سي محمّدْ" مرْتديّةً بدْلةً رماديّةً ريّاضيّةً

وحذاءً رياضيًّا أيْضًا وقصّةَ شعْرٍ خاصّةً بِالذّكورِ ، لِأنَّهُ كانَ يرْغبُ فِي طفْلٍ ذكرٍ / لَا طفْلةٍ ، لِهذَا اخْتزنَ فِي لاوعْيِهِ صورةَ الذّكورةِ جسدَهَا فِي شخْصِي عرضْتُهَا فِي كتاباتٍ منْشورةٍ كَ قصائدَ ستنْشرُ فِي

مجْموعاتٍ شعْريٍةٍ قيْدَ الطّبْعِ ...

تنْتهِي كتابةُ هذِهِ الْحكايةِ / النّصِّ / النّثيرةِ/ السّرْدِ الْقصصِي / أوِ الْحكايةِ السّيرةِ الذّاتيّةِ / بِطرْدِ الْخوْفِ منَ الْموْتِ وإنْ تضخّمَتْ رؤْيتُهُ:

" عرفْتُ أنَّ الْمشْيَ لَا يكونُ فِي حالةِ يقظةٍ بلْ فِي النّوْمِ أيْضًا "

منْهيّةً ذلكَ بِقناعةِ الْاسْتمْرارِ رغْمَ الْمعاناةِ بِقفْلةٍ تحْملُ الْألمَ والْأملَ معًا ...

"لكنَّنِي أسْتمرُّ "

فهلْ نحْتاجُ كلَّ هذَا الْألمِ ، لِنكْتبَ بِقوّتِهِ إرادةَ الْحياةِ ونرْسمَ مسارًا يليقُ بنَا ...؟

يقولُ "شارْلْ بُوكُو فَسْكِي:

" الْأحْوالُ جيّدةٌ مَادمْتُ لمْ أمُتْ بعْدُ..."



"



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لَيْلَةٌ دُونَ تَعْلِيقٍ...-
- -أَسْرَارُ الْغُرْفَةِ...-
- - ذَاكِرَةُ سِرْوَالٍ...-
- قراءة في نص الشاعرة الجزائرية razika boussoualim
- -إِبْنَةُ الشِّعْرِ...-
- -رَقْصَةُ الضّْبَابِ...-
- - كَرْنَفَالُ الْبَصَلِ...-
- - ذَاكِرَةُ remorque ....-
- -حَكَايَا لَامَعْقُولَةٌ...-
- - الْقَصِيدَةُ الْمُشَاكِسَةُ...-
- - مَوَاسِمُ الشِّعْرِ...-
- - تَدْوِيرٌ مَجَّانِيٌّ...-
- -وَتَخْتَفِي السَّمَاءُ...-
- -زِيَّارَةُ الْفَرَاشَاتِ...-
- - جَوْلَةٌ فِي السَّمَاءِ...-
- - ذَكَاءُ الْمِرْآةِ...-
- -سُقُوطٌ فِي الْوَهْمِ...-
- -قراءةُ محمّدَ سلْمانْ رسْتمْ في نصِّ فاطمة شاوتي -الذّكاءُ ...
- - عُمْدَةُ الْمَدِينَةِ...-
- قراءةُ فاطمة شاوتي في نصّي الشاعر العراقي -ثامر سعيد -: - ال ...


المزيد.....




- سياسات ترامب تلقي بظلالها على جوائز نوبل مع مخاوف على الحرية ...
- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - -قراءةُ فاطمةَ شاوْتِي فِي نصِّ الْكاتبةِ الرّسّامةِ - حفيظةَ لْمْسَلَكْ - - تجاهلْنِي إنْ كنْتُ فكْرةً سيّئةً -