أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - التصعيد الأوربي ضد روسيا هل هو اشارة لحرب على الأبواب؟














المزيد.....

التصعيد الأوربي ضد روسيا هل هو اشارة لحرب على الأبواب؟


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد المشهد الأوروبي في المرحلة الأخيرة حالة من التوتر المتصاعد تجاه روسيا، خصوصاً بعد تكرار الاتهامات لموسكو باختراق الأجواء فوق كوبنهاغن وبولندا، وهي اتهامات باتت تشكّل مادة أساسية في الخطاب السياسي والإعلامي الغربي. ورغم حدّة هذه المواقف، جاء ردّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضحاً بأن لا وجود لقرار بشن حرب ضد أوروبا، مؤكداً أن تمركز القوات الروسية على طول الحدود هو مجرد خطوة دفاعية هدفها ردع أي تحرك محتمل لحلف شمال الأطلسي. وفي الوقت نفسه وصف بوتين قرار انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو بالقرار الغبي، في إشارة إلى أن موسكو ترى فيه استفزازاً غير ضروري من دول كانت تتمتع لعقود بحياد استراتيجي مكّنها من البقاء بعيداً عن دوامة الصراع الروسي–الأوروبي. ومن زاوية روسية، فإن ما يجري في الفضاء الإعلامي الأوروبي من تضخيم لسيناريو الحرب الشاملة ليس إلا محاولة لصرف أنظار الرأي العام عن أزمات داخلية، وفي مقدمتها الأزمات الاقتصادية التي تعصف بعدد من العواصم الأوروبية منذ اندلاع الحرب الأوكرانية وتداعيات العقوبات المتبادلة.

المتابع لمسار العلاقات بين روسيا وأوروبا يدرك أنها لا تسير باتجاه قطيعة كاملة، بل نحو إعادة رسم التوازنات. فروسيا، من خلال تصريحاتها وتحركاتها، لا تسعى إلى مواجهة مباشرة مع الاتحاد الأوروبي لكنها في الوقت ذاته تريد ضمان مجالها الحيوي الاستراتيجي وخصوصاً في بحر البلطيق والبحر الأسود. ومن المرجح أن تشهد المرحلة المقبلة محاولات أوروبية لعقد اتفاقيات استراتيجية مع موسكو تمنحها هامشاً أوسع من حرية الحركة في البلطيق مقابل تخفيف التوتر على الحدود الشرقية لأوروبا. أوروبا نفسها تدرك أن الاعتماد الكلي على المظلة الأمريكية يضعف استقلاليتها السياسية، وأنها بحاجة إلى التوصل مع روسيا إلى تفاهمات تقلل من حجم التهديدات الأمنية والاقتصادية، خصوصاً فيما يتعلق بالطاقة والتجارة، وعليه فإن المستقبل قد يحمل شراكات محدودة ومنضبطة تقوم على مبدأ الردع المتبادل أكثر من قيامها على صدام مفتوح.

أما الحرب في أوكرانيا، ورغم قسوتها وطول أمدها، فمن غير المرجح أن تنتهي بانتصار حاسم لطرف على الآخر، والمسار الأكثر احتمالاً يتمثل في تسوية سياسية تتجاوز واشنطن، حيث يبرز سيناريو يقوم على اتفاق روسي–أوروبي يضمن وقف الحرب مقابل التزامات أوكرانية بعدم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو الناتو، وقد يقترن ذلك بتغيير في البنية السياسية الأوكرانية نفسها عبر تشكيل حكومة أكثر ميلاً للتوازن أو حتى موالية لموسكو بشكل غير مباشر. هذا السيناريو ليس بعيد المنال إذا أخذنا بنظر الاعتبار تزايد إرهاق أوروبا من تكلفة الحرب، سواء في مجال الطاقة أو في مجال الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.

ولا يمكن تجاهل الدور الأمريكي في هذا المشهد، فالولايات المتحدة تعتبر أن إبقاء التوتر قائماً بين روسيا وأوروبا يخدم مصالحها الاستراتيجية سواء بإبقاء أوروبا تحت المظلة الأمنية للناتو أو بفرض تبعية اقتصادية أعمق للغاز والنفط الأمريكيين بديلاً عن الطاقة الروسية، كما أن واشنطن تسعى إلى عزل روسيا دولياً ومنع أي تقارب أوروبي–روسي قد يؤدي إلى إضعاف مكانتها في القارة. لكن مع مرور الوقت قد تجد أوروبا نفسها أمام خيار صعب، إما الاستمرار في النهج الأمريكي الذي يستنزفها اقتصادياً وسياسياً، أو الانفتاح على تسويات مع روسيا تضمن مصالحها القارية، وهنا سيكون مستقبل العلاقات مرهوناً بقدرة أوروبا على اتخاذ قرار مستقل بعيداً عن الضغوط الأمريكية.

وعليه فإن الحرب الروسية–الأوروبية لا تبدو واردة في الأفق، فالمعادلات القائمة تشير إلى أن الطرفين يسعيان لتجنب مواجهة مباشرة، والمستقبل على الأرجح سيشهد إعادة ترتيب الأوراق عبر اتفاقيات استراتيجية تمنح روسيا نفوذاً أوسع في محيطها الحيوي مقابل تهدئة متبادلة مع أوروبا، أما الحرب الأوكرانية فسيناريو التسوية بات يلوح كخيار حتمي لكنه لن يتم إلا عبر تجاوز الدور الأمريكي أو تحجيمه في مسار الحل السياسي. نحن إذاً أمام مرحلة انتقالية في العلاقات الدولية قد تحددها قدرة أوروبا على التحرر من المظلة الأمريكية وقدرة روسيا على فرض نفسها لاعباً لا يمكن تجاوزه في أمن القارة ومستقبلها



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بلفور إلى بلير .دولة أسرائيل الكبرى
- أعمار غزة بين العدوان والأبتزاز السياسي
- التأمر الخارجي والداخلي في مسار الدولة الأسلامية والأمة العر ...
- الأمن الوقائي ودور المواطن
- رمزية الخوف في النفس البشرية
- المملكة العربية السعودية وأنتزاع الأعتراف الدولي بدولة فلسطي ...
- التسويق السياسي في السياسة الأمريكية والغربية
- التبني وأثاره على المتبنى بين الأيجابية والسلبية
- غسيل الدماغ بين الواقع العلمي والخيال
- هل ستحصل الدوحة على حق الرد على أسرائيل؟
- أدارة الوقت بين ظاهرة التسويف وضغط اللحظات الأخيرة
- أمريكا ببن الجدار الأخضر والتخبط السياسي
- الأنسان بين الانتماء الطبيعي والمكتسب
- العدو الصغير والقائد الثائر
- القصف الأسرائلي على الدوحة بين الأستهتار الأسرائلي والخنوع ا ...
- أحتمالات المواجهة الفينزوالية الأمريكية وتأثيرها على الساحة ...
- الدور العراقي كوسيط في الملف الأيراني النووي هل يجدي بنفع؟
- تحالفات الكبار بين أحلال السلام والهيمنة (مجموعة شنغهاي)
- الفجور والتقوى لدى النفس البشرية
- التخنث وسط الشباب العراقي


المزيد.....




- البيت الأبيض ينشر صورة لترامب خلال تسجيل فيديو للتعليق على ر ...
- -حماس- تصدر بيانا بشأن موقفها من خطة ترامب للسلام في غزة
- حماس تجدد موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية م ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لهدوء المغرب وجيل زد يجدد دعوات الاحتج ...
- حماس تعلن موافقتها على الإفراج عن كل الرهائن وفق خطة ترامب
- أردوغان لترامب: استمرار هجمات إسرائيل يفشل مبادرات وقف الحرب ...
- ديسكورد.. منصة ألعاب أصبحت غرفة عمليات لتنظيم الاحتجاجات
- يونيفيل: الجيش الإسرائيلي ألقى قنابل قرب عناصرنا جنوبي لبنان ...
- أسطول الصمود يكذب مزاعم بن غفير بشأن المساعدات المحمولة
- نتنياهو يبحث رد حماس على خطة ترامب وغالبية الإسرائيليين يؤيد ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - التصعيد الأوربي ضد روسيا هل هو اشارة لحرب على الأبواب؟