أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - تداعيات العقوبات الدولية تجاه إيران وأثرها على العراق














المزيد.....

تداعيات العقوبات الدولية تجاه إيران وأثرها على العراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تداعيات العقوبات الدوليةضد ايران وأثرها على العراق 

ادهم ابراهيم 

أعادت الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) تفعيل آلية "الزناد" أو ما يُعرف بـ"سناب باك"، ما أدى إلى إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران في محاولة لمنع الانتشار النووي.
وبذلك تم إحياء جميع القرارات السابقة التي كانت قد جُمّدت بعد توقيع اتفاق عام 2015، المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة.
هذه العقوبات لم تقتصر تداعياتها على إيران وحدها، بل امتدت لتشمل دول الجوار، وعلى رأسها العراق، الذي بات يواجه مأزقاً اقتصادياً وسياسياً بالغ التعقيد بسبب ارتباطه الوثيق بالاقتصاد الإيراني.

تواجه إيران وضعاً داخلياً خانقاً، حيث هبط الريال إلى أدنى مستوياته التاريخية، وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق. ووسط هذا الضغط، برز العراق كمنفذ خلفي يساعد إيران على الالتفاف على العقوبات، سواء عبر التجارة، أو تهريب الدولار، أو استمرار تصدير السلع.
غير أن هذا الدور جعل العراق يتحمل عبئاً اقتصادياً مضاعفاً، إذ أدى إلى اضطراب ميزانه التجاري وتضخم أسعار السلع الأساسية داخله.

منذ العقوبات السابقة، تحوّل العراق إلى مصدر رئيسي للعملة الأجنبية بالنسبة لإيران. إذ أعلنت السلطات العراقية مراراً عن "هجوم عملة" على نظامها المالي، بعدما كُشف عن أن بعض التجار يعيدون بيع الدولار إلى إيران عبر السوق السوداء. ونتيجة لذلك ارتفعت مبيعات الدولار في المزادات الرسمية، ما زاد الضغط على الاقتصاد العراقي وأدى إلى تفاقم التضخم.
كما يُعد العراق مستورداً رئيسياً للسلع غير النفطية من إيران، وهو ما يعمّق عجزه التجاري ويجعل أي اضطراب في العلاقات مع طهران مؤثراً بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين العراقيين.

ساهم الفساد المستشري بين السياسيين ورجال الأعمال العراقيين، إضافة إلى نفوذ الوكلاء الإيرانيين، في تسهيل عمليات تهريب الدولار والبضائع. إذ تُصدر فواتير مزوّرة وتُمرر عبر منافذ جمركية خاضعة لسيطرة جماعات مسلحة مرتبطة بطهران. كما أن نظام المراقبة اليدوي والتقليدي في العراق يجعل من هذه العمليات أمراً يسيراً.
هذا الواقع جعل العراق عرضة للاتهام بالمساعدة على خرق العقوبات، ما قد يؤدي بدوره إلى عقوبات مالية أمريكية إضافية تُضعف اقتصاده أكثر.

لم تقتصر التأثيرات على الاقتصاد فحسب، بل امتدت إلى الجانب السياسي والأمني. إذ إن النفوذ الإيراني داخل العراق يعقّد أي مساعٍ لبناء مؤسسات دولة مستقلة القرار. فالعديد من الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران تسعى إلى استغلال العقوبات لتعزيز حضورها، وتمويل أنشطتها عبر التهريب أو الاستفادة من العقود الحكومية.
وقد أدى ذلك إلى تحويل العراق إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران، مع ما يحمله من تهديدات لسيادته واستقراره الداخلي.

ارتفاع قيمة الدولار مقابل الدينار العراقي انعكس مباشرة على أسعار المواد الغذائية والخدمات، ما يهدد بعودة الاحتجاجات الشعبية على غرار انتفاضة عام 2019. ويُضاف إلى ذلك شعور المواطنين بأن الدولة عاجزة عن مواجهة الميليشيات وضبط الاقتصاد، مما يعمّق أزمة الثقة بين الشعب والسلطة.

ومع تصاعد الضغط الدولي على إيران، يتوقع مراقبون أن تسعى طهران لتعويض خسائرها عبر تعزيز نفوذها داخل العراق. فكلما اشتدت العقوبات، كلما ازداد اعتماد إيران على بغداد كمنفذ اقتصادي ومالي.
غير أن هذا التوجه قد يُقابل بتشديد أمريكي وضغوط دولية أكبر على العراق، ما يضع بغداد في موقف بالغ الحساسية، بين استحقاقاتها الداخلية ومصالحها الإقليمية.

إن العقوبات المفروضة على إيران تهدد الاستقرار الاقتصادي والسياسي في العراق بشكل مباشر، وتضعه في قلب صراع إقليمي ودولي لا يحتمل تبعاته. ومع تفاقم الفساد وضعف سيطرة الدولة على الميليشيات، تبدو قدرة العراق على حماية اقتصاده وأمنه محدودة.
غير أن هذه الأزمة، رغم خطورتها، يمكن أن تتحول إلى فرصة لإعادة النظر في اعتماد العراق المفرط على إيران، والانطلاق نحو سياسات أكثر استقلالية تراعي مصلحة شعبه أولاً، وتعيد له توازنه السياسي والاقتصادي بعيداً عن لعبة المحاور.
ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة الوسطى بيضة القبان في العراق
- شرق أوسط جديد صراع القوى وفراغ الرؤية العربية
- إسرائيل على منحدر العزلة
- الفقر يدفع الشباب العراقي إلى أتون الحرب الروسية الأوكرانية
- الذكاء الاصطناعي قوة حضارية أم اداة للهيمنة الرقمية
- قانون الحشد الشعبي. . حجر الزاوية لمستقبل النظام في العراق
- قراة في التغول الإسرائيلي
- الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية
- الشرق الأوسط من يرسم خرائطه
- شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
- سيناريو المواجهة ومستقبل النظام الإيراني
- اشكالية استقلال القضاء في العراق. .
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...
- ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام ا ...


المزيد.....




- تظاهرات المغرب: ضرب سيدة مسنة وإحراق سيارة شرطة؟
- حماس تواصل دراسة مقترح ترامب وإسرائيل تصعد عسكريا في مدينة غ ...
- ماذا لو نجح الاتحاد الأوروبي في إقراض أوكرانيا 140 مليار يور ...
- إسرائيل تعترض -أسطول الصمود- المتجه الى غزة وتبث مقطعًا للحظ ...
- ماذا دار في أول اتصال بين ترامب وأمير قطر بعد التعهد بالدفاع ...
- الجيش الأمريكي يبدأ تقليص قواته في العراق وإعادة تموضع البقي ...
- +++ تطورات اعتراض إسرائيل لـ-أسطول الصمود- المتجه إلى غزة ++ ...
- كيف تابع الإعلام الغربي احتجاجات -جيل زد 212- في المغرب؟
- المغرب : هل تفلح الحكومة في احتواء الإحتجاجات ؟
- تغطية خاصة: هل خرجت الاحتجاجات الشبابية في المغرب عن نطاق ال ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - تداعيات العقوبات الدولية تجاه إيران وأثرها على العراق