|
ثورة مغدورة وأخرى موهومة وثالثة قيد الاختبار
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 22:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قل مانشاهد وبشكل يكاد يكون يوميا ومنذ أعوام على صفحات التواصل الاجتماعي ، مقالات ، او بوستات ، او إشارات ، من النخب الكردية السورية ، يتساءل أصحابها بمرارة ، وبنوع من المراجعة النقدية عن أمرين متلازمين ، مآلات الثورة الثورية ( التي خيبت الامال ) والندم على الانخراط فيها او دعمها ، وحتى التشكيك في كونها ثورة ، والامر الثاني اظهار الخيبة المضاعفة حول من بالغ في تقديم الوعود – السخية – عن ان ( كردستان روزآفا قادمة وماهي الا مسالة وقت ) بحسب مانشرت كاتبة وناشطة مستقلة مميزة ، مقيمة بالوطن ، ومعروفة بمواقفها الجريئة والشفافة ، والجادة اعتذر عن ذكرها بالاسم . هذان الجانبان ( الوطني والقومي ) ، او الموضوعان المهمان في الحياة السياسية السورية ، يستحقان البحث والتمحيص ، والمناقشات المستفيضة حولهما ، وفي العجالة التالية ساحاول التعبير عن وجهة نظري بشانهما . الجانب الوطني كما أرى وحسب رؤيتي ، ومواكبتي الاحداث ، وبما يتعلق الامر بالثورة السورية المندلعة في آذار ٢٠١١ ، فقد كانت جزء من موجات ثورات الربيع " العفوية " بالمنطقة التي قامت واجمعت على جملة من الأهداف المتشابهة ، والمتعلقة بخصوصيات كل بلد : اسقاط الاستبداد ، واستعادة الحرية ، والكرامة ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وحل كل القضايا الداخلية وفي المقدمة القضية الكردية ، حيث تم التأكيد على ذلك في العديد من الوثاٍئق المنشورة . ماجرى بسوريا كانت حقا انتفاضة شعبية ، وطنية ، ديموقراطية ، ضد الظلم والاضطهاد بمشاركة الجيل الناشئ الباحث عن حياة افضل ، شكلت التنسيقيات الشبابية عمودها الفقري ، واكتملت شروط تحولها الى ثورة دفاعية مقاومة بعد التحاق تشكيلات من الجيش ( الحر ) بصفوف الشعب ، ولكن ذلك لم يدم طويلا ، فبعد تعافي المجموعات الحزبية التقليدية من هول الصدمة ، لانها تفاجأت حيث لم تكن تتصور ذلك ، ومالبثت وخاصة جماعات الإسلام السياسي وذراعها الأكثر تماسكا – حركة الاخوان المسلمين السورية – ان استثمرت الظرف الموضوعي المؤاتي بدعم تركيا وقطر والسعودية ، لتقوم بالالتفاف ، واستيعاب الفاعلين الأوائل الذين افتقروا الى الدعم ، والتجربة السياسية ، وتحرف الثورة والمعارضة عن أهدافها الحقيقية ، والارتداد عبر العمل من اجل – اسلمة الثورة واخونتها – بالتناغم مع الداعمين الأساسيين من النظام الإقليمي والعربي الرسمي ، وبذلك تم اجهاض الثورة منذ العام الثاني لها أي بعام ٢٠١٢ . هناك من تنبه للمخط التصفوي هذا مبكرا ، وحذر منه ، ودعا الى عقد مؤتمر وطني سوري من الوطنيين والثوار ومن كل المكونات من اجل الوقوف امام عملية الارتداد ، وتصحيح المسار ، وكان حراك " بزاف " في مقدمة المطالبين بذلك الى جانب عقد مؤتمر كردي سوري جامع بالوقت ذاته بحسب الوثائق المنشورة في موقعه ، وقد قوبل هذا الطموح المشروع بالرفض الشديد من قيادات ( المجلس الوطني السوري ، والائتلاف ، والأحزاب الكردية من طرفي الاستعصاء . الجانب القومي لااعلم من تقصد كاتبتنا عندما ذكرت ( كنت مفتكرة ان كردستان روزآفا قادمة مسالة وقت لن يتعدى أيام او اشهر ..) ولكن بحسب التسمية التي لاتخلو من الغموض ( روزآفا ) فان أوساط سلطة الامر الواقع هي من روجت وبشكل غير رسمي ، وفي سياق التضليل الإعلامي ، ذلك المصطلح غير المفهوم مثل غيره من العبارات التي تحمل اكثر من وجه وتفسير مثل ( الامة الديموقراطية ) ، وقد دابت أوساط – ب ك ك – على هذه الاستخدامات كنهج للتضليل أولا ، والتملص من المسؤولية ، وسهولة تقديم التنازلات اذا دعت الحاجة ، فعبارة ( روزآفا ) التي تعني ( الغرب ) باللغة العربية مجرد تسمية لاحدى الجهات الأربعة ، ولامعنى سياسيا لها من ناحية المطالب والحقوق الكردية ، يمكن تفسيرها بدمشق بان المقصود – شمال شرق سوريا – ، فاذا كان المقصود الجغرافيا الكردية السورية يجب القول – كردستان السورية – او – المنطقة الكردية – او ( كردستان الغربية ) بالمفهوم الكردستاني ( الجنوبية – الشرقية – الشمالية ) ، وكان ( البارتي اليساري - حزب الاتحاد الشعبي الكردي ) اول من استخدم هذالتعبير في ادبياته منذ العام ١٩٦٥ ، والانكى من كل ذلك ادعاء قيام ( ثورة روزآفا ) ، متى اندلعت ، وتحت اية شعارات ، ومتى انتصرت ؟ وماذا حققت ؟ كل ذلك ليس معلوما ، مانعرفه ان مقاتلي – قنديل – توجهوا الى سوريا بعد الاتفاقية الثانية مع نظام الأسد الابن بعد وساطة ( المرحوم الطالباني وقاسم سليماني ) لمساعدة النظام ، ومواجهة الثورة السورية . ومن تتالي الاحداث منذ الثامن من ديسمبر الفائت تاريخ سقوط نظام الاستبداد ، واتفاقية العاشر من آذار ، يظهر ان ( سلطة الامر الواقع بكل مسمياتها المنضوية تحت زعامة فرد واحد ) تسعى من وراء عبارة ( روزآفا ) تعزيز منطقة نفوذها ، او كيانها ، او امارتها الحزبية ، من اللون الواحد ( ب ك ك لاند ) الغني بالنفط والغاز والمياه ، كمرحلة تالية احتياطية بعد ( ب ك ك لاند الأول في قنديل ) ، خصوصا ان هذه السلطة خارجة عن الاجماع الكردي ، وتنفرد في مواقفها وسياساتها في الوقت الراهن . بقي ان نقول ان الفصيل الذي اسقط نظام الاستبداد في الثامن من ديسمبر ( جبهة النصرة ) ، وشكل الإدارة الانتقالية الحاكمة الان ، تعهد على لسان الرئيس الانتقالي السيد احمد الشرع انه يستكمل اهداف الثورة المغدورة ، وبصدد تحقيق ما عجزت عن تحقيقها ( المعارضة ) ، ولاشك ان الشعب السوري يترقب ، ويتابع ، وينتظر تنفيذ تلك التعهدات - الأهداف على ارض الواقع وفي المقدمة : التشاركية الجامعة محل اللون الواحد ، وعدم إطالة المرحلة الانتقالية ، وإعادة بناء المؤسسات الدستورية ، وإعادة المهجرين ، والانتخابات البرلمانية في كل المحافظات ، والحل السلمي للامور العسكرية والأمنية مع – قسد - ، ومن اجل عدم إضافة تعقيدات جديدة الى الملف الكردي ، وعدم إضاعة الوقت مع هذا الحزب او ذاك ، من الضرورة بمكان الاستجابة لمطلب دعم عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع في العاصمة دمشق ، باشراف لجنة تحضيرية ، وبمشاركة ممثلي كل التيارات الفكرية والسياسية وجميع المناطق الكردية ، وكذلك كرد الشتات ، من اجل إقرار المشروع الكردي للسلام ، وانتخاب الممثلين الشرعيين للتحاور مع الشركاء بدمشق .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جدلية الداخل والخارج في - الحكاية - السورية
-
دولة فلسطين
-
التقرير السياسي لحراك - بزاف -
-
من دفتر يومياتي لقاء لم يكتمل بين ( معارضين سوريين اضداد )
...
-
في منهجية الكتابة عن الحالة الكردية السورية
-
أي النموذجين يصلح للحالة الكردية السورية
-
الاحاطة السياسية التاسعة والتسعون لحراك - بزاف -
-
من دفتر يومياتي عندما بدأنا باختراق جدار العزلة ومد ا
...
-
اي - تدويل - لقضية كرد سوريا ؟
-
في دورة – اعلان الاستقلال – للمجلس الوطني الفلسطيني
-
مناقشة ( الرأي الاخر ) حول الذكرى الستين للكونفرانس الخامس
-
ستون عاما على كونفرانس الخامس من آب ١٩٦
...
-
اللقاء الثامن والتسعون في غرفة بزاف
-
الى الإدارة الانتقالية الحاكمة في دمشق : لاتربطوا القضية ال
...
-
عطفا على ندائنا السابق للإدارة الانتقالية بدمشق لات
...
-
بعد تفاقم الوضع الأمني في السويداء رسالتي الى الإدارة الانتق
...
-
بانتظار - اليوم التالي -
-
قراءة نقدية في رسالة- اوجلان -
-
المسار التحرري لانتفاضة الشيخ سعيد
-
اللقاء السابع والتسعون للجان حراك - بزاف -
المزيد.....
-
جيمي كيميل يروي كيف علم بإيقاف برنامجه عن البث
-
احتجاجات -جيل زد- غير المسبوقة تتوسع في المغرب.. ما الذي يحد
...
-
احتفالات في موريتانيا بعد فوز التيك توكر غيث الموريتاني
-
إغلاق مهرجان -أكتوبرفست- في ميونيخ بعد انفجار وتهديد بوجود ق
...
-
نداءات للتهدئة وحكومة -تتفهم- .. فهل تتوقف مظاهرات -جيل زد-؟
...
-
الاعتراف بدولة فلسطين: التباس وأخطاء بخصوص قنصليتي بريطانيا
...
-
مسيّرات وطائرات حربية و-أسطول شبح-.. استراتيجية روسية لإرباك
...
-
استهداف الحوثيين سفينة هولندية يشعل جدلا على المنصات
-
أسطول الصمود بحالة تأهب مع اقتراب سفن حربية إسرائيلية
-
تحفظ الجيش الإسرائيلي على خطة ترامب وتخوف من الانسحاب من غزة
...
المزيد.....
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|