|
سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي
أبو الحسن سلام
الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 10:55
المحور:
الادب والفن
سميحة أيوب وإشكالية الأداء التمثيلي بين العامية والفصحي أ.د أبو الحسن سلام 2023 مقدمة البحث : في عصر انسحبت فيه لغة التعبير الدرامي الصوتي الفصيح في المسرح وفي المسلسل الدرامي علي شاشات التليفزيون وحلت محلها اللهجة العامية المصرية باختلاف لهجاتها في ما بين العامية الريفية والعامية الصعيدية وعالمية الصحراوية السيناوي والسيواوية ، تغيرت معها صوتيات الأداءات اللغوية وموسيقاها ورنينها حدة أو ترقيقا من جنس بيئة شخصيات إنسانها ، وهو ما ترتب عليه تلون الأداء التمثيلي في أسلوب أداء الممثل أو الممثلة الواحدة ، بما استلزم من ضرورات نملك الممثل/ الممثلة لمهارات الخبرة فضلا الي ما امتلك من تأهيل امتزجت منهجيا مع موهبة أدائية خلاقة، وهو ما تجلي في خاصية أسلوبية لأحد/ إحدي ممثلي/ ممثلات أعلام مسرحنا ، ومن أولهم ( سميحة أيوب ) وقد وجد الباحث أهمية بحث هذه الإشكالية في حرفية فن التمثيل عند سميحة أيوب لما تحمل من خبرة في حرفية الأداء التي تمرست في أداء عشرات الأدوار المسرحية لشخصيات من المسرح العالمي والعربي تعبر بلغة حوار درامي فصحي ، وبأداء أدوار درامية في لغة هجينة بين الفصحي والعامية ، وأداء درامي شعري متباين بين المسرحية الشعرية والمسرحية النثرية ، فضلا عن تمرسها في أداء أدوار في لهجة حوار عامي متباينة ما بين البيئة الريفية وبيئة صعيد مصر ولهجة صحراوية. أهمية البحث : يسهم هذا البحث بإعادته لمشكلة العامية في لغة الكتابة المسرحية وإشكالية التداخل والحجاج الثقافي والفني والنقدي في الآوساط الثقافية والمسرحية ، بتجديد عرض المشكلة التي تستعصي الي الحل انتصار للغتنا الفصحي ، خاصة بعد أن تسارعت هو التباعد بين جيل ما بعد السبعينيات مرورا بجيل ثقافة الانترنت وشبكة التواصل الاكتنيوم فغلبت اللهجة العامية السوقية والمتدنية العامية المهذبة و المهجنة بين الفصحي والعامية أملآ في إعادة طرح قضية اللغة في مسرحنا المعاصر من عروض الستينيات وعروض من سنوات الثمانينيّات وعروض الألفية . اشكالية البحث : مهارات التخلص الدرامي والجمالي الأدائي ما بين التعبير التمثيلي بالأداء الفصيح في عروض مسرحية والتعبير الأدائي التمثيلي في عروض حوارها باللهجة العامية المصرية في اختلاف بيئاتها الريفية والصعيدية والسواحلية والصحراوية ، ومهارات التكييف الصوتي في أداء حالات التباين اللغوي ما بين لهجة كل من تلك البيئات. منهج البحث : تحليلي وصفي حدود البحث : موضوعيآ : لغة الأداء - نماذج من العربية الفصحي المسرح العالمي والمسرح المصري. - أمثلة من الأدوار المسرحية في عروض مهجنة الحوار بين الفصحي والعامية . - أمثلة من الأدوار المسرحية في أداء تمثيلي لعروض مسرحية بلهجة عامية . مكانيآ : بيئات مختلفة عالمية ومصرية. زمنيآ: مختارات من عروض تاريخية ، وعروض حديثة وعصرية . أقسام البحث : يتكون البحث من مبحثين تطبيقيين أساسيينكالآتي : المبحث الأول : سميحة أيوب في الأداء التمثيلي لأدوار مسرحية بالتعبير الحواري الشعرى . نموذج مختار من عرض مسرحية ( دماء على ستار الكعبة). المبحث الثاني : سميحة أيوب في الأداء التمثيلي لأدوار مسرحية في لهجة مهجنة بين الفصحي والعامية وفي عامية مصرية – نماذج مختارة - نتائج البحث وتوصياته : ثبت المصادر والمراجع : إجراءات البحث : تتوزع إجراءات البحث علي محورين في مسيرة فن أداء السيدة سميحة أيوب المسرحية. -المحور الأول يعالج تقنيات الأداء التمثيلي في أدوار من المسرح الشعري مثل ( مجنون ليلي ، الوزير العاشق داء علي أستار الكعبة ). -المحور الثانى يعالج تقنيات الأداء التمثيلي في فن سميحة أيوب في عروض مسرحية تقدم في لهجةعربية فصحى ، مثل ( فيدرا ). المبحث الأول سميحة أيوب : الموهبة - التأهيل – الخبرة. ولدت في حي شبرا في القاهرة، وبدأت حياتها الفنية في عام 1947 في فيلم المتشردة ثم فيلم حب في سنة 1948. وفي سنة 1949م دخلت سميحة أيوب المعهد العالي للتمثيل الذي أسسه زكي طليمات وتتلمذت على يده، وبالتوازي مع دراستها كانت تعمل في المسرح والسينما فقدمت خلال فترة الخمسينات العديد من الأعمال وهي: فيلم شاطئ الغرام في مطلع سنة 1950م، ثم في سنة 1951 شاركت في فيلم ورد الغرام . وقد ذاعت نجوميتها في أوائل الخمسينيات، وتخرجت من المعهد العالي للتمثيل في سنة 1953م. انضمت إلى المسرح القومي المصري، وصارت مديرة له مرتين في الفترة بين 1975 -1989، كما تولت إدارة المسرح الحديث بين عامي 1972 و 1975. وبلغ رصيدها المسرحي على مدار مشوارها الفني ما يقرب من 170 عرضا مسرحيا ، منها : ( الأيدي الناعمة 1954 - كسبنا البريمو 1955- السبنسه 1962- تلميذ الشيطان 1964 - العباسة 1966- كوبري الناموس 1964 - سكة السلامة 1966 - بير السلم 1968 - مقلب عطيات 1972 ). هي صاحبة تاريخ طويل على خشبة المسرح ، إنها علامة مهمة من علامات المسرح المصري والعربي في النصف الثاني من القرن العشرين، قدمت خلال مشوارها الذي قارب الخمسين عاما روائع فنية رسخت في وجدان المشاهد المصري والعربي واستحقت بجداة لقب سيدة المسرح المصري. تجلت خبرات ممارستها في تجسيد أدوار مسرحية لشخصيات متباينة السمات والأبعاد الاجتماعية والنفسية المركبة ، أقلام كتاب كبار ورموز مسرحية عالمية ومصرية ، منها المصري مثل : ( سكة السلامة، بير السلم ، السبنسة، السلطان الحائر الوزير العاشق، دماء على ستار الكعبة، الخديوي .. ) ومنها أدوار عالمية مثل : (جروشا في دائرة الطباشير القوقازية.. للألماني برتولت بريشت ، فيدرا للفرنسي راسين ، والشخصية الرئيسية في مسرحية الخال فانيا للروسي أنطون تشيخوف ، أنتينوري لليوناني سوفوكليس ودور شخصية الجدة في مسرحية مسافر بلا متاع ) هذا بالطبع غير عشرات الأدوار في الأفلام وفي مسلسلات درامية في فن الشاشة. الخبرة الإدارية وإدارة فرقة المسرح القومي بالقاهرة حيث تولت الفنانة سميحة أيوب إدارة المسرح القومي لمدة 14 عاما ، ومع هموم إدارة أهم فرقة مسرحية في مصر ( فرقة المسرح القومي العريقة ) إلا أنها لم تبتعد كثيرا عن خشبته إذ كانت حريصة على إنتاج عرض مسرحي كل ثلاثة أعوام ، وكان لعودتها إلى خشبة المسرح القومي مؤخرا بعد غياب خمس سنوات من مغادرتها لمنصب مدير المسرح القومي أثر طيب إذ قامت بدور الأم في مسرحية ( الناس اللي في التالت) التي احتجزها إرهابي تحت تهديد السلاح حتي يفرج الشرطة عن زميل له مسجون في سجن من سجون نظام الدولة ، وكان لعودتها وأداء دور الأم في تلك المسرحية أثر كبير في إعادة الجمهور مرة أخرى إلي حضور العروض المسرحية ، خاصة أن العرض جمعت فيه كل عناصر النجاح ، وعاد ت للمسرح القومي عادة رفع لافتة ( كامل العدد ) فوق شباك بيع التذاكر. سميحة أيوب : بلاغة الأداء وجمالية التعبير. تتجلي بلاغة التعبير في دلالة يسر بلوغ المعني أذن السامع وعينه لحظة صدوره عن الممثل/ الممثلة ، بحيث تحقق الأثر الدرامي ، موشحآ بالأثر الجمالي في آن واحد، وهذا أمر مقيد بمدي إمساك الممثل/ الممثلة للعاطفة الحاكمة لشخصية الدور المسرحي ، والإمساك باللحظات الشعورية المتدرجة والمتابعة المجسدة لتلك العاطفة المتحكمة في فعل الشخصية المدفع بمؤثر أو باعث - وفق ستانسلافسكي في ( إعداد الممثل) ) ، وهذا ما يتأكد بمهارة تحليل الدور المسرحي تحليلا دراميا لطبيعة الأفعال في علاقاتها ببيئة الحدث وأبعاد الشخصية حالة كونها شخصية نامية - من لحم ودم - أو بصفتها شخصية نمطية تعادل فكرة أو صفة إجتماعية ، أي بصفتها شخصية درامية في الحدث المسرحي، بالإضافة في مرحلة تالية لتنشيط مهارة التحليل الأدائي لتمثيل شخصية الدور المسرحي نفسه. فإذا كانت مهمة تحليل النص المسرحي دراميآمنوط بمخرج العرض أو بدراماتورجي توفره إدارة جهة الإنتاج في جلسات ( قراءة الطاولة ) في حضور الممثلين المشاركين في إنتاج العرض المسرحي - خلال مرحلة القراءة الأولي ، التي يطلق عليها مرحلة القراءة البيضاء ، غير الشعورية - ، وما تلاها من مرحلة القراءة التحليلية لحالات التدرج الشعوري وتأهل الممثل/ الممثلة لتملك مشاعر شخصية الدور، وحركتها وإيماءاتها المدفوعة ببواعثها علي الفعل ، ذلك الجهد الذي يتشارك فيه الممثل لتوجيه محرج النص تجسيدا لرؤية المخرج ، في ترجمة معني النص ، أو تفسيره ، أو تأويله، أو تفكيكه - حسبما كانت رؤية المخرج أو تصوره -. والسؤال : هل هذا يتوافق مع ممثلة قديرة مثل سميحة أيوب ؟ الإجابة : نعم ، فمن البداهة في إنتاج عرض مسرحي واضطلاع مخرج العرض بمهامه في قيادة كل طاقم العمل وكل عناصره بكل التفصيلات الفرعية ، ومن ذلك توافق ممثل الدور المسرحي مع متطلبات تجسيده لدور الشخصية متناغما مع زملائه في العرض المسرحي ، من أجل وحدة إيقاع رؤية المخرج في انتاج صورة العرض المسرحي ، وقد تناغمت مشاركاتها مع متطلبات روعة الصورة المسرحية في أدائها المسرحي ، لكونها تدقق في اختيار الأدوار التي تعرض عليها ، ولا تختار إلا ما تري فيه ما هو جاد ورصين ومحقق لما هو أسمي وأرفع ومحقق للقيم الانسانية والاجتماعية. وفي مشاهدتنا لدورها (عزيزة) في عرض مسرحية ( بير السلم ) يمكننا أن نلحظ تماهي نقلات أدائها الشعوري مع العاطفة الحاكمة المسيطرة علي تعبيرها الصوتي والحركي في خطه المتدرج ، في ما بين حالات تعاملها من أفراد بيت العائلة ما بين اخوتها وأخواتها ، وعلاقتها بأمها ، وهو الأداء المتسم بالحزم وبالخدمة التي تعكس حالة عدم الرضا ، وحالة المعارضة ، وما يقابلها من لين التعبير وترقيق الصوت في تعاملها مع أخيها الأصغر ( مصطفي) العائد إلي البيت بعد فترة غياب ، في مقابل حدة تعبيراتها مع أخيها ( حسن) كبير العائلة المتحكم في ماليات الأسرة في ظل ما هو شائع عن اعتكاف رب الأسرة في ( بير السلم ) مع حظر دخول أحد عليه في معتزله الاختياري ، إلا (عزيزة )فهي وحدها التي تستطيع الدخول ومقابلة والدهم رب الأسرة . (عزيزة) وحدها من تعرف بحقيقة وجود الأب أو عدم وجوده ، ذلك أن أقوال أفراد البيت الواحد متضاربة بين من يقول إن الوالد موجود منازل في بير السلم ، والبعض ينكر وجود الأب ، والبعض يقول إنه مات، لا أحد لديه حقيقة عن صحة وجود الأب. وفى واقع الأمر إن طاقة التعبير التمثيلي في فن(سميحه أيوب) تجلت من خلال مهارتها في العثورعلى العاطفة الحاكمة للدور المسرحي والإمساكباللحظة الشعورية وقدرتها على التنقل بين الحالاتالشعورية المتباينة في الفعل الدرامي للشخصيةالتي تؤديها انطلاقآ من منهج تمثيلي يجسد تصورهاللشخصية نفسها، مرتكزة على بواعثها وعلاقاتها معالشخصيات الأخرى في الحدث، ومتوافقة معالرؤية الكلية التي يرسمها مخرج العرض. والكلام عن اللحظة الشعورية وضرورة إمساك الممثلبها على امتداد خط الصراع الدرامي في الحدثالمسرحي يحيلنا إلى قدرة الممثل على الإمساكبالعاطفة الحاكمة للشخصية المسرحية. وذلك بل شك لا يتحقق دون التحليل الأدائي للدور نفسه، وذلكيعني قيام الممثل بجهد تحليلي يترجم في النهاية منخلال تصور الممثل لأبعاد الدور الذي سيقوم بتمثيلهمرتبطآ مع التصور العام لمخرج النص المسرحيلخلق حالة التوازن بين فهم الممثل للدور ورؤيةالمخرج. يقول أبو الحسن سلام :" تعتمد بلاغة الأداءالتمثيلي على قدرة الممثل وتمكنه من صنع التوازنبين تعبيره الجسدي وتعبيره الصوتي عن المواقفالدرامية عبر مستوياتها الشعورية والإدراكيةالإرادية، وغير الإرادية ". ويقول هانى أبو الحسن : " من التقنيات المهمه التى اهتم بها (ستانسلافسكى) ما يسمى (تقنية الوحدات والأهداف) حيث يتم تقسيم الدور المسرحى لعدد من الوحدات لكل وحده هدف بعينه يحقق مسار الفعل للشخصيه المسرحيه التى يجسدها الممثل تجسيدآ أدائيآ عن طريق امساكه باللحظة الشعورية كى تتحقق المصداقية أو ما أطلق عليه ( المعادل التمثيلى للشخصية الدرامية) ". وليس هناك شك في أن " موقع بلاغة الأداء التمثيليالمتمثلة فيما بين الصمت الناطق في التعبيرالمرئي والتعبير التمثيلي الصامت فيما ينطقه الممثلمع تضافر كلا التعبيرين في المشهد المسرحي الذييتشارك فيه الحوار مع لحظات الصمت، فمن خلالتناغم الأداء بين الفنون الأدائية تعبيرا عن موقفدرامي تتكشف الفروقات بين بلاغة تعدد مستوياتالأداء وجمالياته في الأدوار المسرحية في أثناءتمثيله لدوره". وللحديث عن منهج ( سميحه أيوب ) التمثيلى مع تعدد مناهج التمثيل فمنها ما يركز على الأداءالصوتي للممثل أكثر من حركة جسده، ومنها أداءيركز على حركة جسد الممثل أكثر من تعبيرهالصوتي، ومنهج يتعادل فيه التعبير الصوتي معحركة جسد الممثل، نجد أن ( سميحه أيوب) تتبعمنهج ( ستانسلافسكي ) الواقعى النفسى الذى يعتمد على إبراز الممثل للصفات الداخلية للدور،دوافعه النفسية مع الصفات الخارجيه المظاهرالمادية الجسدية والسلوك وطريقة الحركة والكلام،يشرح ( ستانسلافسكى ) فى كتابه (إعداد الممثل)نظريته في إعداد الممثل بوصفها نظرية أساسيةفي تدريب الممثل وإعداده لتجسيد الشخصيةالمسرحية تجسيدا ذاتيا معتمدا على البعدالسيكولوجي للشخصية التي يمثلها، لذلك عرفتبنظرية التمثيل النفسي، وفيها يهتم الممثل بتركيزالانتباه، وبالذاكرة الإنفعالية وبالخيال كي يتخيلأفضل أسلوب لتجسيد صورة مشاعر الشخصيةوتجسيدها بقلب دافئ وعقل بارد كما يقولستانسلافسكي نفسه : " يعتمد الممثل في ذلك علىذاكرته الانفعالية، باسترجاع صورة انفعال سابقمر به في حياته يشبه الموقف الذي يقوم بتمثيله،وحتى يحقق الصدق في أداء الشخصية يجب أنيندمج في الدور الذي يلعبه ". غير أن ( سميحة أيوب ) وفق تعريف ستانسلافسكى أيضآ تتبع منهج التمثيل الاستغلالى، الذى يعتمد فى الأساس على ميزه خلقيه لدى شخصية الممثل،قد تكون هذه الميزه فى قدرته الجسديه والحركيه مثال الفنان ( محمد صبحى) وقد تكون فى قدرته الصوتيه مثال (محمود ياسين، نجيب الريحانى) والقدره الصوتيه المتميزة لدى ( سميحه أيوب ) فهى تنتمى للمدرسة الصوتية فى الأداء التمثيلى. صوت (سميحة أيوب ) فضلآ عن وظيفته الجمالية يحمل أيضآ وظيفة تواصلية، ولتلك مهارة والموهبةأهمية كبرى للمتلقي لا يمكن الاستغناء عنها ،كونها المهارة الأولى في تحقيق إلقاء فعال، يتحققمن خلاله التعبير عن أدق تفاصيل الدور المسرحى،كذلك قدرتها على التحكم بطبقات صوتهاوانعطافاته بـشكل يسهم في خلق انسجام بينصوتها وبين المتلقي من جهة أخرى. كذلك تناسب تعبيرها الصوتي مع تعبيرات الوجهوالجسد، فلا يمكن أن يخرج الـصوت بطبقات عاليةويظهر الجسم بحالة استرخاء، ولا يمكن أن يظهرالجسم بحالة توتر ويـسمع الـصوت دافئـاً على سبيل المثال. وليس الصوت فقط بل تتمتع ( سميحة أيوب) بقدرتها المذهلة على الإلقاء، واسلوبها المتفرد التي تنطق بهالكلمات والمعاني، وهـذا ما أكده عقيل مهدي بقوله : " إما أنها توازن أي أنها توازن ما بين الصوتوالجسد، ما بين الإيماءة والتعبير، ما بين الإشارةوالانفعال ". إن الإلقاء المسرحي يتنوع بتنوع الشخوص ، فلكلشخصية إيقاع لغوي وتنوع لحني ومـدى صـوتيوأوزان وسرع وطابع صوتي وتدرجات في الشدةوتنوعات في اللون والجرس خاص بها وكمـا يحـددهاالمؤلف والمخرج. إن المهمات الأساسية لفن الإلقاء و خلق الأجواءالمناسبة والعواطف والمواقف المراد نقلها إلى المتلقيكي يستطيع التميز بين الحالات والمواقف والعواطفوالعلاقات المختلفـة ولكـي يـستطيع إدراك المعـانيوالأفكار التي تنقلها صور المقدمة بواسطة الصوت". يقول حسين على : " الإلقاء فن ومهارة، لأنه يحتاجإلى موهبة فطريـة يـستطيع صـاحبها أن ينميهابالممارسة والتدريب ويحولها إلى مهارة يستخدمهاعند الحاجة". المبحث الثانى تقنيات أداء السيدة سميحة أيوب فى المسرحية الشعرية مسرحية ( دماء على ستار الكعبة) نموذجآ. يقول فاروق جويدة مؤلف المسرحية : " الحجاج بن يوسف الثقفي لا يحتاج إلى تعريف فهو أشهر طاغية في تاريخ العرب والمسلمين ولا بد أن أعترف أنني في مسرحيتي الشعرية : (دماء على ستار الكعبة) أخذت من (الحجاج) اسمه ولم أكتب سيرتهإن (الحجاج) في هذه المسرحية رمز للقهر واغتيال حرية النسان في أي زمان ومكان". فالمسرحية تؤرخ لقضية ظلم الحاكم، واستبداده نتيجة فساد الحاشية ونفاقها المعهود للحاكم، وإن كانت أحداث المسرحية - كما يوحي العنوان – ( دماء على ستار الكعبة ) تعود إلى العصر الأموي ، إلا أنها تحدث في كل مكان وزمان. ملخص المسرحية : تدور أحداث العرض حول شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي وفترة حكمه الظالمه، حيث كان يحكم باسم الدين ظلمآ، وتفشى الفقر والمرض والجوع، وينقسم الشعب بين مؤيد ومعارض، ومن ضمن الشخصيات ( سعاد) (سميحة أيوب) والتى ظهر اسمها فى المسرحية 127 مرة، التى تحب الحجاج كرمز للعدل، ثم تنقلب عليه مع الشعب ليقوموا بثورة ضده، فيقيم محاكمة ظالمة وباطلة لها حيث يشهد شهود الزور عليها أنها تخفى ( عدنان) فى بيتها وتثير الشعب ضد الحاكم، فيأمر بقتلها ويثور الشعب بكامل فئاته ضدة. شخصية سعاد تلك المرأة الثائرة ضد كل أشكال الظلم والطغيان، عانت كثيرآ فى أيامها على حد قول سلام : كانت أجمل الفتيات فى أيامها عبرت عن أيمها كل السحابات الحزينة لاأدرى كم عاما ولكن كل ما أدريه.. أعوام ثيرة. وفى موضع آخر سلام : كبرت سعاد ورغم ما صنعت بهاالأيام عاشت تنتظر عدنان لم يرجع.. وضاقت كل أبواب الأمل.. فسعاد من الشخصيات المتآمرة على الحجاج وذلك لرفضها للظلم فهي تكرهه فىقولها : صوت: ماذا عن الحجاج..؟ سعاد: لا تسألونى عنه.. إنى أكرهه.. فى أى عصر أكرهه.. يتضح لنا أن سعاد هى الشخصية المحورية فى المسرحية ترفض الظلم والأستبداد، وتسعى للتغيير وتحقيق العدالة. أبعاد شخصية سعاد ( سميحة أيوب) : أولآ البعد المادى لشخصية سعاد ( سميحة أيوب ) : يقصـد بـه كـل مـا يتعلق بالكيان المادي بتركيب جسمالشخصية المسرحية وما تحمله ملامح وخصائص كالوزن والطول والنوع الاجتماعي(الجنس) واللون، وبها من إعاقات طبيعية أو مكتسبةومظهرها الخارجي، وحالتها الصحية. والبعد المادي بمثابة المادة الأولى التي تساعدالمتلقي قارئًا أو مشاهدا على فهم الشخصيةالمسرحية والتعرف عليها بصورة مباشرة، لذايستوجب على الكاتب المسرحي أن يهتم به ويعنى بهعناية خاصة، لأنه يمثل القاء الأول بين المتلقيوالشخصية، كما أن هناك من يعتبر الملابس جزءاهاما من هيئة الشخص حيث نستطيع من خلالها أننتحصل على مادة كافية وكبيرة لملاحظة وتحليلالشخصية المسرحية وتغيير تصرفاتها. بالإضافة إلى صوت الشخص .... إن عمق الصـوتومداه أو حجمه واتساعه سواءآ أكـان خارجيا منالأنف أم من الحلق أو كان ضعيفا أم قويا كل هذهالصفات لها أثر كبير في الكاتـب المسرحيوالجمهور على السواء. وعلى الرغم من أن البعـدالمادي لا يحدد الجزئيات ولا يصـف الشخصوصفآ دقيقآ، فإنه يلعب دورآ مهمآ في إبرازالشخصية المسرحية. شخصية سعاد وصفت وظهرت بالوجه الحسن وبعيون جميلة وابتسامة دائمة رغم صعوبة ومرارة الأيام وطويلة القوام وترتدى ثيابآ رثه ويبدو عليها الإرهاق والتعب وزهد الحياة، جسدها رفيع غير ممتلئ فهى فقيرة وزاهدة وكادحة لا تأكل كثيرآ فى ظل الفقر والجوع والمرض، صوتها منخفض الحدة لا يكاد يخرج من حلقها، صاحبة نبرة هادئه ورومانسية فى حبها ل ( عدنان ) ، وتعلو النبرة والحدة حينما تثور وتصرخ بصوت قوى وثابت فى وجه الطغيان،وتدافع عن الحق والعدل وتنبذ وتحارب العنف والقتل والظلم. كانت سعاد فتاة جميلة.. فى وجهها ليل طويل لم تفارقه ابتسامة.. فى طولها نهر عميق لا تطاولة سماء الكون نبلآ واستقامه.. فى ثوبها طهر الخليقة يوم أن كانت طهارتها تهز الأرض كانت صيحة منها قيامه. - مازلت أذكر يوم أن رحل العفاف من المدينة كلها.. قد كان يلبس ثوبه الفضى.. نفس الثوب.. يخطب فى جموع الناس.. مازلت أذكر كل شئ فيه.. العين نفس العين.. والوجه نفس الوجه نفس الحلم.. نفس الكبرياء. - عيناك عندك أجمل الأشواق حين تغيب أطهر الأشياء حين تجئ... ثانيآ البعد النفسى لشخصية سعاد ( سميحة أيوب ): إن البعد النفسى هو ذلك الكيان المتصل بالتركيب العصبى والشعورى للشخصية ويعد ثمرة للبعدينومتمما لهما، إذ أن أثرهما المشترك هو الذي يحييفي الشخصية ميولهـا ومزاجها وعقـدها وهواجسهاوعوارضها المرضية، ومن ثم يتحكم في سلوكهاوعلاقاتها ونظرتها العامة إلى الأشياء وقوة صراعها واحتكاكها وتعاملها مع الآخر. - عبرت على أيامها كل السحابات الحزينة. - كانت تحب قريبها ( عدنان ). - تبدو عليها علامات إرهاق وتعب وجنون. - كالسحاب يطوف فوق الأرض ليس له قرار. - لا تسألونى عنه.. إنى أكرهه.. فى أى أرض أكرهه..فى أى عصر أكرهه.. حينما سؤلت عن الحجاج. - ماتت ولم تترك لنا شيئآ يذكرنا بها. - قد غيروها ألف مرة.. مزقتها ونسيتها. - من يسجن الأنفاس قهرآ فى الصدور ويهدم الإنسان لا يخشى الحرم.. وغدآ سيهدم كل شئ. - قد تظلم الدنيا وتصبح فى عيون الناس قبرآ مظلمآ قد تصبح الأيام سجنآ معتمآ.. لكن طيف الصبح ينبت وسط الظلام كل الحناجر سوف تصرخ.. سوف تنطق سوف تسقط أنت يا حجاج وحدك فى الزحام. - الخوف فيك يا حجاج وليس فى شعبك فالشعب لا يخشى السجون.. لكن شعبك قد حزن.. خيبت ظنه.. ضيعت حلمه.. ماذا ستفعل صيحة خرساء فى وجه الرصاص ؟ .. هذا رصاص الشعب يا حجاج أولى أن يصوب فى عدوك.. لكن بربك كيف أسكنت الرصاص..؟. ومن هنا نستطيع تحليل نفسية سعاد المرهقة التى مرت بقسوة الأيام فأنهكتها، وترى الدنيا سوداء مظلمة وعبارة عن سجن كبير، وأصبحت محصنة ضد الخوف من يأسها، شجاعة ضد الظلم والطغيان، رقيقة تحب ( عدنان) ، تقف فى وجه الطاغيه ولا تبالى، بل وتبغضه وتقولها على الملأ، ولا تخشى لوم لائم فى قول الحق حتى ولو كلفها ذلك حياتها، فهى لا تهاب الموت. ثالثآ البعد الاجتماعى لشخصية سعاد ( سميحة أيوب ) : يقصد به الكيان الاجتماعي للشخصية والمتمثل في الوضع البقي، ونوع التعليم، ونوع العمـل والحياة الأسرية والمادية والدين والهوايات، وما إلى ذلـك مـن ظـواهر التركيبية الاجتماعيـة للشخصية. حيث على الكاتب المسرحي أن يلم بكل ما يتعلق بتركيب أسرة الشخصية من الناحية الطبقية والسلوكية والثقافية والعلاقات التي تربط أفرادها، ونوعية البيئة والوسط الاجتماعي وآثارها على تربية الشخصية وأفعالها وطموحاتها ورؤيتها للعالم. - الشعب جاع يا حجاج جاع.. الشعب ضاع. - لقد استبحت الأرض أعراضآ وأموالآ ودينآ. - فرق كبير بين حب الناس يا حجاج والقهر المعربد فى الخناجر. - أراك بعينى مزادآ كبيرآ بلأمس كنت تبيع الفضيلة ولآن تبيع الرذيلة وبين المزادين.. بعت الرجولة. - كل الحياة إلى زوال .. حكامها.. تيجانها.. ألقابها.. فالناس تمضى أو تجئ.. والعمر يرحل لا يجئ.. لكن أعظم ما يراة الناس فوق الأرض إنسان أقام العدل فى زمن الضلال فالعدل فى زمن السلاسل والقيود.. هو المحال إنسان لا يرى أن الحرام هو الحرام.. أن الحلال هو الحلال.. أن الشعوب أمانة لله فى عنق الرجال.. فرق كبير بين شعب فى يد الشرفاء أو شعب يمزقه الدجل. ومن هنا يتبين لنا الوضع الإجتماعى لسعاد ( سميحة أيوب ) التى تنتمى إلى الطبقة الفقيرة الكادحة التى تسعى وراء العيش وتعانى الغلاء والفقر والجوع والعوز ويظهر ذلك جليآ فى بؤسها ومظهرها الخارجى اليائس وثيابها الفقيرة، تعانى الأمرين كما هو حال الشعب، تتعامل مع الفقراء وتشعر بهم ويشعروا بها، ترى الحلال بين والحرام بين، ترى أن الرجولة هى أن يؤتمن الحاكم على شعبه، تتصف بالأمانة والإخلاص والشرف، وتتحلى بأخلاق الفرسان، تقدر القيم النبيلة والوفاء والشرف،لا تستبيح الأعراض ولا الدين ولا الروح البشرية. تلك كانت الأبعاد الثلاثة فى شخصية سعاد ( سميحة أيوب) ، وللمزيد من التشخيص سوف نقوم بتشخيص الفعل والمونولوج والكلام والصوت والمظهر والفكر، للوقوف على عالم الشخصية والتعرف على تركيبتها الذهنية وطريقة تفكيرها وكشف مواطن القوة والضعف فى نفسها وتحديد سلوكها ومسلكها فيما يلى : 1- التشخيص بالفعل: يعتبر الفعل من أهم عناصر التشخيص باعتبارهجوهر الدراما هو تمثيل فعل ما، كما أن أفعال مرآةلحقيقتها الداخلية والخارجية. والمشكلة الخاصة التي تنطوي على عرضالشخصية من خلال الفعل هي في تحقيق صلةمعقولة بين الشخصية والفعل، فقد تكون الشخصيةجذابة جدا أو منفرة جدا، وقد يكون الفعل بهيجآ أومفزعآ أو مفرحـآ ولـكـن مـا لم تـضـم هناك علاقة بينالشخصية والفعل، ويحافظ عليها، فإن صبغتيالمعقولية والإقناع تنتفيان عن المسرحية كما أنوحدتها تهتز اهتزازآ شديدآ. ولعل أفضل سبيل لمعالجة مشكلة العلاقة بينالشخصية والفعل، هو سبيل الدوافع، فهذه العلاقةتنطوي على فرض يقول إنّ هناك، بل يجب أن تكونهناك أسباب كافية ومبررات شاملة لأي فعل فوقالمسرح سواءً أم ذا نتائج خطيرة، ويجب ألا يجرىفوق المسرح أي فعل لا يمكن أن يفسّر ويفهم علىضوء طبائع أكان تافهآ الممثلين أنفسهم ورغباتهمودوافعهم. والتشخيص بالفعل ما هو إلا التشخيص الماثل فيالفعل الذي تقوم به الشخصية من خلال سلوكهاوحركتها ومواقفها في الأزمات. وعليه فإن كل أفعال سعاد ( سميحة أيوب ) تعكس شخصيتها الفقيرة المرهقة المنهكة الحالمة الرومانسية فى حبها الثائرة فى وجه الظلم والطغيان الشجاعة فى الحق المدافعة عن حقوق الشعب فى العيش الكريم والحرية والعدالة الإجتماعية. 2- التشخيص بالكلام والصوت: الصوت أثر مسموع، ينتج عن اهتزازات في الحبالالصوتية يمتاز بالارتفاع والانخفاض والتضييقوالاتساع تابع للحالات النفسية والعاطفيةوالاجتماعية التي تكون عليها الشخصية فقد تنـوحتزغرد أو تتأوه أو تصيح... فتمتزج في هذا النوع منالتشخيص الحالة النفسية مع الصوت ... ولا يمكننادراسة التشخيص بالصوت والكلام بمعزل كلي عنالتشخيص بالحركة والإشارة لأنهما نسق علاماتيهام في الصياغة النهائية للتشخيص في الخطابالمسرحي الذي يتحـد فيـه الكـلام بفعل الكلام،وتشير هنا إلى أن التشخيص بالكلام والصـوتمرتبط ارتباطا كليا بعضـو الـكـلام (جهـاز النطق) وبشيء من الكلام (الخطاب المسرحي)، فهو عنصرالكشف عن بعض جوانب الشخصية من خلال جهازالنطق أو الصوت الذي يميزها عن غيرها، وهكذانجد أنّ الكلام يزودنا بمرشد أمين ومتنوع إلى فهمالشخصية التي تود أن نعرفها. فالتشخيص بالكلام مرتبط ارتباطا وثيقا بالوصفالجسماني، ألا الجسماني، ألا وهو الكلام وبالرغممن أهمية الصوت أو الانطباع الذي يتركه تتوقف فيالحياة الواقعية على نباهة المراقب، فإنه لا شيء منصفات الشخصية الجسمانية يقـارب في أهميتـهالصـوت للتشخيص، علاوة على مـا يمكـن أن يقـومهـذا فسلام يصرح بما فعله الحجاج من هدم وظلموهتك للمحارم وقتل لحرية الإنسان وفي موضع آخرنجد سعاد تقر بأن الحجاج هو صاحب السيفالمدنس من دماء المسلمين فهي صريحة في قولها،وفي هذا تقول: سعاد: حجاج.. يا صاحب الشيف المدنس من دماء المسلمين.. يا هادم البيت الحرام.. عليك لعنات السماء.. فهنا سعاد تدعو عليه أن تنزل عليه لعنات السّماءوهذا جزاء ما يفعل فشخصية الحجاج تدور حولهامعظم الأحداث وتؤثر وتتأثر بها أكثر من غيرها. 3- التشخيص بالمونولوج: التشخيص بالمونولوج هو بمثابة توقيـف للزمن فيلحظة معينة، أو أشـبه مـا يكـون بالـصـورةالفوتوغرافية حيث يتجمد الحدث والشخصية عندلحظة معينة وهي تقريبا من قلب الشخصية. كما ظهرت سعاد ( سميحة أيوب) تناجى نفسها سعاد (تكلم نفسها) مازلت أذكر يوم أن رحل العفاف عن المدينةكلها.. قد كان يلبس ثوبه الفضي.. نفس الثوب.. سعاد تكام نفسها عدنان .. الكعبة لهدمت ياعدنان . .أتُراك تصدق؟ من يحمي الكعبة غير يديك..؟3 وفي موضع آخر يقول فاروق جويدة ماکنت يا عدنان نفرق أتني أعيش بعدك. كالسحاب يطوف فوق الأرض ليس له قرار. (تضحك سعاد وهي تدور على المسرح فيما يشبهنوبة الجنون) سعاد: عدنان والحجاج.. عدنان طهر في زمان المعصية.. هذا زمانالمعصية.. 4- التشخيص بالمظهر: (تدخل سعاد المسرح) ..امرأة مرهقة مجهدة ..عليها بقايا جمال وشباب غارب ..تمسك علبة صغيرةوتحضنها (بالإشارة ) تدور سعاد مرة أخرى حول نفسها (بالإشارة) (تبكي سعاد.. بينما يتجه إليها سلّام ويطرد الأطفالبعيدا عنها (بالحركة والاشارة) سلّام:( يقترب منها يضع يده على رأسها في حنان) (بالحركة والاشارة) الأطفال: يا سعاد يا مجنونة.. يا سعاد يامجنونة يا سعاد يا مجنونة المجنونة.. المجنونة.. المجنونة.. (تدخل سعاد المسرح) ..امرأة مرهقة مجهدة ..عليها بقايا جمال وشباب غارب ..تمسك علبة صغيرةوتحضنها (بالإشارة ) تدور سعاد مرة أخرى حول نفسها (بالإشارة) (تبكي سعاد.. بينما يتجه إليها سلّام ويطرد الأطفالبعيدا عنها (بالحركة والاشارة) سلّام:( يقترب منها يضع يده على رأسها في حنان) (بالحركة والاشارة). 5- التشخيص بالرأي والفكر: من خلال تتبعنا لمسار المسرحية في ما يخصالتشخيص بالرأي والفكر يظهر عند الحجاج منخلال آراه وأفكاره والكل يكنون له البغض وينتظرونلحظة رحيله ومن ان التشخيص بالرأي يقول الشاعرفاروق جويدة: أنا ابن جلاء وطلاع الثنايا أنا الجلاد تسكرني المنايا أحب الدم لم أعشق سواه وأجمل ما أراه دم الضحايا أنا الحجاج يا شعب النعاج.. والله لم أبقي بكم رجلا ولن أبقي بكم أملا، إذا كنتم بهذا الحال. وفي هذا المقطع يقدم الحجاج وصفا لشخصيتهالحقيقية المولعة بفتك الدماء دون رحمة ومنالتشخيص بالفكر نذكر آراء الشخصيات حولالحجاج. سعاد: عدنان والحجاج.. ليل وصبح.. كيف يجتمعان..؟ طهر وعهر .. كيف يجتمعان؟ نبل وبطش.. كيف يجتمعان؟ عدل وزور.. كيف يجتمعان؟ فرح وحزن.. كيف يجتمعان؟. وفى حوار الظابط مع سعاد الضابط: عدنان أين..؟ سعاد: أو تعرفه..؟ الضابط: نعم أعرفه.. سعاد: قد زارني في الحلم منذ شهور. قد قال إن الليل سوف يطول بعض الوقت إن الصبح سوف يغيب.. إن الارض سوف تنام أعواما طويله.. سيصيبها عقم طويل. وفي حـوار آخـر لسعاد مع الحجاج ذلك الرجلالظالم الذي يستبيح الأرض اعراضـاً وأمـوالاً ودينا،وسعاد تدافع عن الشعب وترفض كل ما ظاهر للنفاقوالخداع. سعاد: الشعب يا حجاج جاع .. الشعب ضاع. الحجاج: إنا نحارب يا امرأة سعاد: تحارب شعبك. الحجاج: احارب اعداء هذا الوطن سعاد: حاربت من؟ .. لقد استبحت الأرضاعراضا واموالا ودينا الحجاج: حاربت كي يبقى نداء الله فوقمآذنه. والشعب ولأني وتلك قضيتي سعاد: متى ولآك هذا الشعب ..؟ الحجاج: أترى سمعت هتافه وسط المزارع والحقول وفوق جدران المنازل.. ؟ أترى رأيت غناءه وصياحه والفرحة الكبرى على كل الوجوه ..؟ هذا قرار بالولاية .. سعاد: عار عليك بأن تولى بالهتاف وخلف ظهر الناس تستير الخناجر ! فرق كبير بين حكم بالرصاص وبين حكمبالمشاعر فرق كبير بين حب الناس يا حجاج فرق كبير بين حب الناس يا حجاج والقهر المعربد في الخناجر. فسعاد حوارها هذا تبين للحجاج نفاقه بين الناس،فهو يظهر عكس ما يخفي، وهي تذكره بخطاياه. ومن هنا يتضح للباحث طريقة تفكير سعاد ( سميحة أيوب) وعقليتها المتفطنه الواعية التى ترى الجميل جميلآ والمشوه مشوهآ وحشآ، تستطيع التمييز بين الظلم والعدل، ترى بواطن النفوس، تعشق النبل،رومانسية حالمة، تمقت الباطل والعهر، تعشق الحلم والجمال، تبغض القسوة والطغيان، عادلة وصاحبة مبدأ ورأى وفكر، ثائرة فى وجه البطش والطغيان والزور، زاهدة فى حياتها ومعيشتها ودنياها، واهبة لروحها من أجل إعلاء القول الحق ومن أجل لآخرين. (يتجه رجال الشرطة إلى المقصلة يحاصرونالجمهور.. بينما يلتف حبل المشنقة حول رقبة سعاد) سعاد: كل الحياة إلى الزوال.. حكامها.. تيجانها.. ألقابها فالناس تمضي وتجئ.. والعمر يرحل ولا يجئ.. لكن اعظم ما يراه الناس فوق الارض إنسان أقام العدل في زمن الظلال فالعدل في زمن السلاسل والقيود ..هو المحال. وتختم المسرحية بغناء يعبر عن الحزن وعن نهايةسعاد. غناء : زمن يعلمنا الأسى زمن يعلمنا العذاب. فإلى متى سيظل سيف القهر يعصف بالرقاب زمن المهانة لم يدع شيئآ لنا غير السراب إن أغلقوا للصبح بابآ سوف نفتح ألف باب. قتل الحق والعدل قتلت سعاد ( سميحة أيوب ) محامية الشعب رمز العدل والحق. المبحث الثالث تحليل أداء سميحة أيوب فى مسرحية باللغة العربية الفصحى المسرحية العالمية فيدرا نموذجآ مسرحية فيدرا. قُدّمت مسرحية (فيدرا) لجان راسين (1639 - 1699) للمرة الأولى في أول أيام عام 1677 في باريس. وهى من بين المسرحيات الكثيره التي اقتبست عنالأساطير والنصوص اليونانية، خلال فتره العصرالذهبي للمسرح الكلاسيكي الفرنسي. قام المسرح القومى المصرى بإنتاجها وقامت ببطولتها السيدة ( سميحة أيوب ) فى دور ( فيدرا) و السيدة ( أمينة رزق ) والسيد ( عبد الله غيث ) والسيدة ( فردوس عبد الحميد) ، حيث تناولت الصراع الأبدى بين القدسية والتدنيس، والواقع والخيال، والشرف، وتم تقديمها على خشبة المسرح القومى فى مصر ثم تم عرضها فى دار أوبرا باريس بعد ترشيح من وزير الثقافة الفرنسى. التحليل الدرامي لشخصية فيدرا : من البديهى عند أداء دور مسرحي أن يتحصلالممثل / الممثلة علي تحليل درامي للشخصية التيسيقوم بتمثيلها قبل امتلاكه لمنهج التحليل الأدائيللشخصية ، إعتمادآ علي الإمساك بالعاطفةالحاكمة لشخصية هذا الدور المسرحي، والإمساكبالعاطفة الحاكمة للمشاعر الخاصة بالشخصية ،لذلك نبدأ بتحليل دور (فيدرا) للتعرف علي أبعادالشخصية ، وعلي وجه الإتفاق أو الإختلاف بينهاوبين شخصية (فيدرا) في نص ( هيبوليت) اليونانييوربيديس، نظرآ لكون (فيدرا راسين) معارضة لنصهيبوليت ليوربيديس. فيدرا بين نص يوربيديس ونص راسين : مسرحية ( فيدرا) التي عارضه بها راسين في القرنالسابع عشر مسرحية هيبوليت للكاتب التراجيديثالث تراجيديي كتاب المسرح اليوناني ( يوربيديس) هي إحدي المسرحيات الكثيرة التي اقتبست عنالأساطير والنصوص اليونانية في عصر المسرحالكلاسيكي الفرنسي الزاهر – عصر موليير وراسينوكورني، تعد معارضة جان راسين لمسرحية ( هيبوليت) ليوربيدس ، المستلهمة في المسرح اليونانيمن أسطورة يونانية استلهامآ فلسفيآ أخلاقيآ تعدعلامة علي اهتمامات راسين الرئيسية بالموضوعالقديم، وضرورة استلهامه بإجراء تحولات أساسية،في الشكل و المضمون ، تتماهي مع ثقافة عصره ( القرن السابع عشر) حتي أنه رسم شخصية(فيدرا) امرأة معاصرة لعصره ، جعلها تقاوم مارسمه لها كيد إيريس إله الحرب نكاية وانتقامآ منعائلتها إذ هي تقاوم عاطفتها غير الأخلاقية التيتدفعها دفعا نحو عشق ( هيبوليت) ابن زوجها – وتلك علامة تشف عن بروز سمات إرادتها البشرية-، وهذا ما اختلفت فيه كتابة القرن السابع عشرالميلادي عن المسرحية اليونانية التي تظهر فيهاالشخصية مرسومآ إلهيآ، دور الإنسان فيه دورتنفيذي حتمي، مخالفة الإنسان له يعد سقطةدرامية، خطيئة تودي به إلي الهلاك - الصراع إذاهو صراع للنفس بدلا من صراعها مع الآلهة-. تنهرم(فيدرا) وتخسر معركتها - في النهاية – مما يبددصراعها من دون طائل، لكن لا يفوّت راسين العبرة،حيث التركيز علي البعد السيكولوجي والحرص عليالسمات الأخلاقية، حرصآ على اتصاف (فيدرا بها). ف (فيدرا – راسين) تدرك ما يحدث لها، وتقاومجموح عاطفتها وتدرك أن عاطفتها تلك تقودها نحوالدمار، لذلك تبذل جهدها في التصدي لتلك العاطفةالطائشة ، المدمرة ، وتدرك في الوقت نفسه أن ليسبيدها الوقت وأن ليس في يديها معجزة تمنع وقوعالكارثة أو تخفف من وقع المأساة. ( فيدرا ) – راسين - شخصية محورية : رسم (راسين) (فيدرا) باعتبارها الشخصية المحوريةفي بنية الحدث الدرامي، في مقابل( هيبوليت) فينص يوربيديس، وهذا تحول أساسي في معارضةنص راسين لنص يوربيديس. لم يعد هيبوليت محورالصراع في الحدث الدرامي ، فليس هو الضحيةالتي تسقط بسبب شذوذ عاطفة (فيدرا) وهوسعشقها له، وإنما (فيدرا) هي ضحية لأهوائها .. وذلك أن الصراع هنا – صراعآ داخليآ بين (فيدرا)وعاطفتها الملتهبة المحرمة بين وعيها وقدرها. (فيدرا) كما صورها (راسين)، امرأة معاصرة ، امرأةمصارعة ، تنتصر في هزيمتها، وذلك بكل بساطةلأنها تعي صراعها وتعيشه مع ذاتها. هنا، بالنسبةإلى راسين، يكمن الأساس في إدراك حقيقةالصراع، حتى وإن لم يؤد هذا الإدراك إلى الأهدافالمنشودة. حاول (راسين) إذا بمعارضته ل(هيبوليت) الحيلولةدون رجوع الصراع في مسرحيته إلي جذورالصراعات الكلاسيكية بين آلهة الأولمب لإضفاءالطابع الإنساني على هذه المرأة التي أوقعها سوءطالعها في هوى ابن زوجها، وذلك بجعلها تصارعذاتها ضد ذلك الهوى الأثيم، ولكن القدر يقف لهابالمرصاد، حتي النهاية. فيدرا و لعنة الحب: في مسرحية ( فيدرا) للشاعر الفرنسي (راسين) ،تضطلع ببطولة العرض بتمثيل دور فيدرا السيدة (سميحة أيوب)، ومعها السيدة (أمينة رزق)، وهو دورمركب يجسد لعنة الحب المحرم، هنا يتوهج أداءسميحة أيوب في شخصية (فيدرا) تتمثل في جبرالذات عن طريق القهر" أحسست بالقشعريرةوالالتهاب "، عبر العينين وقعت (فيدرا) في إحديمواقفها التي تحاور فيها مربيتها تصرح (فيدرا) بأنمصيبتها جاءت من الماضي السحيق تظهر كيفوقعت في حب (هيبوليت)، في يوم زفافها لمحت(هيروديت) الذى أدرك أنها وقعت في حبه هو، اللعنةالتي ستزلزلها عند الحب الذي اكتوت به هو حبالموت حب المستحيل الذي سيزلزلها ولكن ستجريوراء هذه اللعنة، هذا التدمير، هنا يتوحد دافع الحياةودافع الموت تقول : " أتينا أظهرت لي عدوي أكثرعداوة ، إذن ذلك العدو هو الحب ، حب العدو ، ذلكالحب ، ذلك الشخص موضوع الحب هو حب الذاتعن طريق الآخر". وتقول : " أحسست بالقشعريرة والانتهاك، عبرالعينين وقعت فيدرا ، لم تَر عيناها لحظتها ماسيحيق بها بعد ذلك ، عيناها لم تريا ما سيوقعهافي هوة الزنا وإنتهاك المحارم. تقول ردا علي سؤال مربيتها عن السر الذي يعدلها " بالحقد فينوس ، بالغربة " ثم تضيف : " مادامتفينوس تريد لي الموت لموت فسأموت حتي أنهي هذهالعائلة المنكودة فسأموت، حتي أكون نهاية الأسرةالمنكودة". عبرت سميحة أيوب تعبيرآ مدركآ لأزمة شخصية(فيدرا) من حيث كونها مذنبة وغير مذنبة في آنواحد وتلك مناط المفارقة التراجيدية، فالشخصيةمذنبة وغير مذنبة، ومع أن الشخصية تدرك أنها عليخطأ، ومع ذلك تصر علي السير في طريق الخطيئةحتي حتفها تقول لمربيتها : " ستسمعين الآن مايروعك وما يهولك، إني أحبه، إن جسدي يقشعر عندذكر اسمه المشؤوم، فينوس الأسطورة متزوجة منهفستوس اله الحديد والبراكين فولكانو عند الرومان،منشغلا بأمره لم يكن يملك الجمال والوقت الذي يهتمبفينوس، لذلك خانته مع الآخر الذي كان أكثرجاذبية من اله الحرب آيريس أو مارس عند الرومان،لكن في دورة اعتيادية لمح خلوتهما إله الشمسوأخبر زوجها الذي صنع خيطآ سحريآ لفه وهماعلي سرير الخلوة وأخبر بقية الآلهة ليشاهدونا وهوما جعلهما محور سخرية الآلهة، ولكي تنتقم فينوسصبت حقدها ولعنتها علي ذرية إله الشمسوستلحقهما لعنتها، فجعل إلنته تحب ثورآ، وتجعلفيدرا تتورط في حبها الخاطئ، أساس فعلالتراجيديا، مادامت فينوس تريد لي الموت، كلمحاولاتها للتقرب من الآلهة باءت بالفشل، وتحولتإلي دمية في يد فينوس. الفعل الدرامي في دور فيدرا : هو مركز القوة في هذه المسرحية وليس الفعلالجسدي هكذا هو واقع القوة في مثل تلكالتراجيديات فحركة الممثل تكون محدودة في إيقاعبطئ أو متباطئ أقرب ما تكون إلي السكون ،وليست للفرجة المنظرية إهتمامآ كبيرآ، فالتعبيرالأدبي هو الأهم في تلك المسرحية، وآرسطو نفسهلا يعطي للمناظر في التراجيديات اهتمامآ كبيرآ،لذلك تجلي أداء (سميحة أيوب) في التعبير الدراميالصوتي، الشخصية هنا تستجيب للنداء التراجيدي،حيث الخلاص من أزمتها بالخلاص عن طريقالإنتحار في إحدي حواراتها تصرح (فيدرا) : بأنمصيبتها إرث من الماضي السحيق، تظهر كيفوقعت في حب (هيروديت) في يوم زفافها، عندمالمحت (هيروديت) عندها أدركت كيف وقعت في حب(هيبوليت) وهو حب مستحيل، ولعنة ستدمرها، ومعذلك ستجري وراء هذه اللعنة وراء هذا التدمير ، هنايتوحد دافع الهوي مع الموت، وهنا تعبر الممثلة عناستجابتها لداء التراجيدي، حيث عاطفة الخوفوالشفقة، والخلاص يأتي بقرار الانتحار. البعد النفسى لشخصية فيدرا (سميحة أيوب): مع عدم إمكانية التوافق بين متطلباتها ونظام العالم، قررت أن تغادره وتترك نفسها تموت إن مكان خشبة المسرح هو موقع تحت الشمس، ولكن الشمس في المسرحية هي إله، من أجداد فيدر، والخشبة مكان تحت نظر الله، هو العالم، المكان الذي يعيش فيه البشر، وإن مغادرة الخشبة يعني مغادرة العالم والحياة كذلك فيدر لا تعود على الخشبة إلى مرغمة، مدفوعة من إينون : " لا تسيري بنا أكثر من هذا القدر، ولنتوقف هنا ياعزيزتي إينون، فلمأعد أستطيع الوقوف وقد خارت قواي، إن ضوء النهار الذي جئت أشاهده ليعشى بصري، وأحس بركبتي المرتعدتين تتهاويان من تحتي. واحسرتاه. فيدرا : ما أشد ما أنوء بهذه الحلي التافهة،وما أثقل تلك الخمر على رأسي وما أسمج اليد التي صففت هذه الخصلات،فعقدت شعري على جبيني ! إني لأضيق بكل شيء وأتأذى منه، وكل ماحولي يعمل على تعذيبي ! أنت يا رفيع القدر، يا ساطع الضياء، يامنجب أسرة منكودة، أنت يا من كانت تجهرأمي معتزة بأبوتك، ومن عسى أن يحمر الآنخجلاً مما يراني عليه من اضطراب، أنت ياكوكب الشمس، هأنذي آتية لأراك للمرةالأخيرة. يا للآلهة ! ليتني كنت جالسة في ظلالالغابات / فيعن لي أن أتابع بعيني عربةمنطلقة في حلبة السباق، يلفها غبار تلكالبقعة الكريم ". وهكذا قسرآ، إذا صح التعبير، بعد أن فهمتجزئيا الإشارة إلى هيبوليت من هذهالتعويذة " (السحر)، الموجهة للآلهة. ماذا يا سيدتي يا للجنون ! أين أنا، وماذاأقول ؟ أين انطلقت بي الأماني وطاش الفكر ؟لقد فقدت عقلي، سلبتني الآلهة قدرته، إينون،إن حمرة الخجل تصبغ وجهي إنني أكشفلك أكثر مما ينبغي عن عذابي المشين، وأرىالدموع بالرغم مني تفيض من عيني. مما تقدم يتبين لنا البعد النفسى لفيدرا التى تحب حبآ جنونيآ مستحيلآ ، تشعر أنها فقد عقلها ولا تشعر بجسدها، تشعر بالضياع والتعاسة وتنهمر منها دموعهالادون أن تدرى، فقدت شغفها بالحلى والتزين والملبس وتصفيف شعرها، تشعر بالبؤس واليأس واللعنه بسبب قلبها وحبها. البعد الإجتماعى لفيدرا ( سميحة أيوب) : ترى الحوار مع العالم خطيئه، ولكنها تتمتع بعظمة الرفض، تتحدث فيدر بلغة ثانية، فقد وافقت على العيش في العالم لأنها تعتقد أن هذا العالم جدي، وأن القيم فيه مدفوعة إلى حد التطرف، وأن قدر البشر فيه كقدرها – أقوى من إرادة الآلهة. وقعت فى حب مثالي، نقي، وجديد - من وجهة نظرها-، زوج كان بوسعها أن تحبه بالفعل دون أن ترتكب أية خطيئة، لا تجاه هواها، ولا مجدها، إنه حب مشروع دون خطأ أو تخلي لكن (هيبوليت) الذي يعرف قبل كل شيء قوانين عالمه، لا يفهم شيئاً من لغة فيدر، ما عدا أنها تريد شيئاً فظيعاً، لأنه ممنوع في القوانين : هيبوليت : يا للآلهة ! ماذا أسمع ؟ سيدتي، هل نسيت أن تيزيه أبي وأنه زوجك؟. فيدرا : آه منك أيها القاسي. لقد فهمتني حقالفهم، وقد ذكرت لك ما يكفي لتفيق منضلالك ! فليكن، اعرف إذن حقيقة فيدر، وكلما يعتمل في قلبها من ثورة الحب. لا يمكن لأحد أن يعيش مع هذه التناقضات كلها،كما أنها تتصور من جديد أن لا منفذ آخر سوىالموت وهذا بالتحديد ما لا يفهمه، ولا يمكن أن يفهمهالعالم. أصبحت الأدوار من الآن مقلوبة، فحب (هيبوليت)الذي تريد (فيدرا) أن تخنقه بالإنتحار بإسم المجد،والذي قدمته لها (إينون) كحب ممكن التحقيق باسمالرشاد الذي لا يفهم أبدأ العظمة الإنسانية، تبين أنهصعب المنال كذلك، عندما تنصح (إينون) (فيدرا) أنتتخلى عن الحب، بإسم الرشاد، تحاول (فيدرا)على العكس، بإسم قانونها الخاص الذي يفرضالإتجاه نحو التطرف، أن تفعل أي شيء للفوزب(هيبوليت)، إنه الانحطاط الأقصى، في وهمها،وفي كفاحها للجمع بين الحياة والنقاء كذلك، ما إنترحل (إينون) حتى تستعيد (فيدرا) حوارهاالانعزالي مع الإلهة. فيدرا : أنت يا من ترين العار الذي ترديت فيه،أي فينوس العاتية، ألا كفاك ما أصابني منذل ؟ لن تستطيع قسوتك أن تبلغ بي بعداليوم أكثر مما بلغت، فقد تمّ لك النصر، ولميطش لك سهم، أيتها القاسية، إن كنتترومين مجداً جديداً، فأطبقي على عدو أكثرتمرداً وأشد نفوراً إن هيبوليت يشيح عنك، ولايركع قط أمام مذابحك، متحدياً بذلك سخطك،وكأنما اسمك يؤذي أسماعه المتعالية. فاثأريأيتها الآلهة منه، إن قضيتنا لواحدة، ليطرقالحب قلبه. وفى نهاية المسرحية تظهر (فيدرا) واقفة، بعد أنشربت السم، لإحقاق الحقيقة، ولكي تعلن ل(تيزيه)أن وجودها الذي يشوش نظام العالم من جهة،وإضاءة الشمس من جهة أخرى. فيدرا : توقف وجودى نهائياً وأردت أن أنشربين يديك صحيفة ندمي، لأطيل عذابي، وأناأهبط إلى عالم الموتى، لقد تجرعت سماجاءت به الساحرة " ميدية " من أثينا،وتركته ينساب في عروقي الملتهبة، وها هو ذايصل إلى قلبي فيشيع فيه، وهو يحتضر،برداً لا عهد لي به، والآن لم أعد أرى منالسماء والزوج اللذين يؤذيهما وجودي، إلامن خلال غشاوة، ألا إن الموت قد استلب النورمن عيني، وكانت نظراتهما تلطخ في وضحالنهار، فعاد إليه صفاؤه ونقاؤه كاملاً. إن وجودها يهين (تيزيه)، لكن وجودها في العالموعند (تيزيه) اللذين كانا يغضبا الشمس، كما هيالآن، منفصل بهوة سحيقة عن العالم، وعن هيبوليت،وتيزيه، وإينون، بعد أن تجاوزت الخطأ، فقد زال زمنالتراجيديا. فيدرا : أنت يا كوكب الشمس، هأنذي آتيةلأراك للمرة الأخيرة. فيدرا : ألا إن الموت قد استلب النور من عيني،وكانت نظراتهما تلطخ في وضح النهار، فعادإليه صفاؤه ونقاؤه كاملاً. المبحث الرابع تحليل أداء ( سميحة أيوب ) فى دور باللغة العامية مسرحية (سكة السلامة) نموذجآ سكة السلامة هي مسرحية كوميدية مصرية عرضتفي عام 1964، من بطولة سميحة أيوب فى دور (سوسو) وتوفيق الدقن وشفيق نور الدين وعبد المنعمإبراهيم، من تأليف سعد الدين وهبة ومن إخراجسعد أردش، إنتاج المسرح القومي المصري ومسرحالتلفزيون المصري. تدور القصة حول أتوبيس يتوه بركابه في الصحراء،وتقدم المسرحية النماذج البشرية المتمثلة في ركابالأتوبيس وأخطاء وذنوب كل راكب وعندما يوشكواعلى الموت جوعاً وعطشاً يعلن كل منهم توبته ويقررالإصلاح من نفسه، وتتغير مواقفهم بعد النجاة. تحليل أداء ( سميحة أيوب ) فى دور (سوسو) فى واقع الأمر قامت ( سميحة أيوب ) فى هذا الدور بتقديم شخصية مركبة متمثلة فى شخصية (سوسو) وهى عبارة عن ممثلة درجة ثالثة وكومبارس وليس لديها مانع فى أن تبيع جسدها من أجل المال والشهرة كأحد النماذج البشرية داخل المجتمع المصرى الذى لا يخلو من الذنوب والخطايا كانت ضمن ركاب الأتوبيس الذى تاه فى الصحراء، ولكنها لا تظهر تلك الشخصية أمام ركاب الأتوبيس، بل تظهر نفسها على أنها ممثلة مشهورة ومن طبقات المجتمع الراقية، ولقد تحدثت(سميحة أيوب) نفسها عن هذا الدور وقالت أن دور (سوسو) من وجهة نظرها هو دور تافهه على حد قولها : " دور (سوسو) هو دور هايف، وجمهور (سميحة أيوب ) غير معتاد منها على تلك الأدوار التافهه، وعندما أظهر على المسرح لا ينتظر منى الجمهور أن أظهر فى دور شخصية هايفة بهذا الشكل، ولكن يتضح بعد ذلك فى فصول المسرحية أن تظهر كشخصية عميقه جدآ مسكينة جدا وتحلم بالشهرة والوصول للقمة بشتى الطرق وتتصرف تصرفات مجنونة توقعها فى مشكلات عديدة ". ويتفق البحث مع حديث ( سميحة أيوب ) عن دور ( سوسو) أن الشخصية فعلآ على الرغم من أنها تبدو تافهه إلا أنها شخصية مركبة ومشتتة الفكر والمشاعر ومضطربة ومسكينة، ترتدى ثوب الشهرة والمجد فوق جسد من الفقر والعوز، وتتلون على حسب الموقف فتارة تظهر عاهرة وتارة تبدو فاضلة، وتارة تدعى الشهرة وتارة كومبارس، على حسب الحدث التى تمر به وعلى حسب والزمان والمكان. البعد النفسى للشخصية (سوسو) عاهرة تبيع جسدها و تتستر خلف واجههأنها فنانة قديرة و ممثلة رائعة و تدعى الثقافة و تقولان مسرحية هاملت هى مسرحية عائلية و انهاتحكى قصة زوجة رحلت مع عشيقها و " هملت " فيتربية أولادها. تحاول الإنتحار من الفقر واليأس سوسو : طب ما انا ولعت في نفسى زمان وانت اللى نجيتنى. تحلل شخصية حسين الوصولى الإنتهازى الحقيركما تراه حين يتستر على تلك الصفات ويريد إظهار نفسه كشخص فاضل، ثم يراود سوسو على نفسهافى نفس الوقت. وتقوم بتقسيم الركاب الى ثلاثة مجموعات، مجموعة" سوسو و قرنى و محمد " و تقول الى سكةالسلامة، ثم " عويس و سليمان" إلى سكة الندامة .. والباقين الى سكة اللى يروح ما يرجعش. البعد الجسدى للشخصية استخدمت ( سميحة أيوب) ببراعة لغةجسدها وحديثها الجذاب كى تتلاعببعواطف المحيطين بها، وهى إحدى استراتيجيات الإغواء لكسب ثقة الآخرينوإقناعهم بما يجب عليهم القيام به. وكانت تجوب المكان عدة مرات وتتحرك يمينآ ويسارآ لتبرز جسدها ووجاهتها لخطف أنظار وفكر باقى الركاب، مما يدل على عدم ثقتها بنفسها وتشكك فى ذاتها وقدراتها. واستخدمت بالطبع ( سميحة أيوب) طبقات صوتها كالعادة بمنتهى البراعة والحرفية وتنقلت بين طبقات صوتها من الصوت الخافت تارة إلى الإلقاء تارة والشعور بالذنب والندم والضياع تارة أخرى فى صوت مهزوم منهك، ثم الصوت الناعم الرقيق تارة أخرى وهى تقنع بنعومتها من تحدثه كى تجبره على القيام بما تريد، وتلك القدرة على الحركه فى مساحة صوتها هى موهبة وميزة غير إعتيادية استغلتها (سميحة أيوب) خير استغلال كى تظهر شخصية (سوسو) بهذا الشكل المضطرب نفسيآ وعاطفيآ وتجذب تعاطف المشاهد وتدعوهم إلى الإشفاق عليها وحبها لإنها ظلمت من قسوة الحياة ومع ذلك لا تكل عن تحقيق مرادها بشتى الوسائل الغير شريفة فى أحيان كثيرة. البعد الإجتماعى للشخصية هى شخصية تائهة وضائعة ومشتته لاتدرى إلى أين تذهب وماذا تفعل، وترى الحياة سوداء وظالمه من العوز والفقر سوسو: تخاطب السماء.... انا اقولك ايه بس؟جايه مين و رايحه فين.... ما إنت عارفسوسو.....مش انت اللى خلتنى سوسو... ماأنت عارف مين سوسو سعدية عبد العالالدلجمونى، مش انت اللى جيبتنى هناعلشان اموت؟؟... طب ما انا ولعت في نفسىزمان و انت اللى نجيتنى، طب اعيش ليه؟؟علشان اموت هنا على البحر. والخلاصة أن (سميحة أيوب) استخدمت كامل إمكانياتها الجسدية والصوتية والذهنية وأحسنت استغلالهم جيدآ كى تظهر لنا شخصية (سوسو) فى منتهى الهارمونية فيما بين الجسد والصوت وطريقة التفكير كى تبرز ملامح تلك الشخصية المركبة المريضة التى تعانى من ازدواج الشخصية أو الشزوفرانيا بل تعدد الشخصيات بداخلها، ونجحت فى التحول فى اللحظات الدرامية المتداخلة فيما بين الواقع والحلم وإدراك اللحظات الدرامية أو ما يطلق علية المعرفة الديناميكية بين داخل وخارج الشخصية أو ما يعرفه ( بيتر بروك)بالإنصات الداخلي أو الشفافية التي تبررنفسها عند بروك في كل المستويات، بداية منإحساس الممثلة بدوافعها ودوافع الآخرينلمثولوجيا الكشف عن الطبقات الخفية فيالنص وإنتهاء بتطوير الشخصية الذي لايعتمد على الذاتية. فصدقها الجمهور واقتنع بالشخصية وتقبلها وبرر لها ما تفعله من أجل التعايش والنجاة. خاتمة فى كلمة السيدة سميحة أيوب على هامش احتفال اليوم العالمى للمسرح لعام 2023 الذى تنظمه الهيئة الدولية للمسرح بهدف الترويج لفن المسرح فى جميع أنحاء العالم قالت : " عندما نعتلي خشبة المسرحفإننا نعتليها وبداخلنا حياة واحدة لإنسان واحد إلاأن هذه الحياة لديها قدرة عظيمة على الانقساموالتوالد لتتحول إلى حيوات كثيرة نبثها في هذاالعالم لتدب فيه الحياة وتورق وتزدهر فقط لننتشيبعطرها مع الآخرين". بتلك الكلمات يظهر لنا جليآ شخصية السيدة (سميحة أيوب) وقدرتها وإمكاناتها الذهنية والعقلية والحسية، تشعرك أنها داخل رواية أو مسرحية تعيشها ولست تستمع إلى كلمة فى حوار فى مهرجان، منبع للتنوير، ونبع من منابع قوى مصر الناعمة. وتضيف : " إن ما نقوم به في عالم المسرح كمؤلفينومخرجين وممثلين وسينوغرافيين وشعراء وموسيقيينومصممي كوريوجرافيا وحتى كتنقنيين وفنيين، كلنابلا استثناء، إنما هو فعل لخلق حياة لم تكن موجودةمن قبل قبل أن نعتلي خشبة المسرح، هذه الحياةتستحق يداً حانية تتعهدها وصدراً حنوناً يحتضنهاوقلباً حانياً يأتلف معها وعقلاً رزيناً يوفر لها ماتحتاجه من أسباب الاستمرار والبقاء ربما لا أغاليعندما أقول إن ما نقوم به على خشبة المسرح هو فعلالحياة نفسها وتوليدها من العدم كجمر مشتعل يبرقفي الظلمة فيضيئ ظلمة الليل ويدفئ برودته، نحنمن يمنح الحياة رونقها، نحن من يجسدها، نحن منيجعلها نابضة ذات معنى، ونحن من يوفر الأسبابلفهمها، نحن من يستخدم نور الفن لمواجهة ظلمةالجهل والتطرف، نحن من يعتنق مذهب الحياة لتدبفي هذا العالم الحياة، ونبذل من أجل ذلك من جهدناووقتنا وعرقنا ودموعنا ودمائنا وأعصابنا كل مايتوجب علينا بذله من أجل تحقيق هذه الرسالةالسامية مدافعين بها عن قيم الحق والخير والجمالومؤمنين بحق أن الحياة تستحق أن تعاش. تلك السيدة تشع تنويرآ وتبث أرواحآ وتنويرآ وهى فى سن 91 عامآ، لذلك لقبت بالمرأة الفولاذية ولقبت بسيدة المسرح العربى، وتم تكريمها فى مختلف دول العالم، وتقلدت بأرفع الأوسمة من مختلف رؤساء العالم. النتائج 1. تجلت قدرات ( سميحة أيوب) فى معايشة الشخصيات المختلفة فى المسرحيات المختلفة تنم عن قدرة كبيرة على التلون ومواكبة الأحداث وذلك بالطبع ما جعلها تشارك فى أكثر من 250 عمل فنى درامى منهم 170 مسرحية محلية وعالمية على مدار 74 عامآ وهو عمرها الفنى. 2. ايمان ( سميحة أيوب ) بتقديس العمل، والعمل الدؤوب، والجهد المتواصل، وحبها وإخلاصها فى أعمالها، وإمكانياتها وقدرتها الجسدية والصوتية والنفسية والحسية الهائلة. 3. ظهر بوضوح اتباع ( سميحة أيوب) لمنهج ( ستانسلافسكى) فى الأداء التمثيلى والذى يسمى ( الواقعية النفسية أو الواقعية السيكولوجية) والتى يظهر فيها الجوانب الداخلية والنفسية للشخصية فضلآ عن المظهر الخارجى والتعبير الجسدى. 4. فيما يخص الأسلوب التمثيلى تتبع ( سميحة أيوب ) أسلوب التمثيل الاستغلالى وفقآ ل(ستانسلافسكى). 5. تنتمى ( سميحة أيوب ) نظرآ لقدرتها وموهبتها الصوتية الهائلة والإلقائية لما يطلق عليه (المدرسة الصوتية فى الأداء التمثيلى). 6. يظهر للبحث جليآ الفارق بين الموهبة والدراسة فكل منهما على حدة ليس بالضرورة أن يشكل فنانآ عظيمآ أو خالدآ، ولكن بالطبع عند تجتمع الموهبة مع الدراسة فإن الناتج نموذج عالمى يدرس ويخلد فى التاريخ المسرحى، ومن هنا تأتى أهمية صقل الموهبة لشباب الممثلين بالدراسة الأكاديمية والتعلم من خبرات الأكادميين والخبراء. قائمة المصادر والمراجع أولآ المصادر : 1. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%AD%D8%A9_%D8%A3%D9%8A%D9%88%D8%A8 2. https://youtu.be/dhtfc_kAILk 3. Youtu.be/gBYRXWbvpTo 4. فاروق جويدة، دماء على ستار الكعبة، دار غريب للطباعة، القاهرة، 1990. ثانيآ المراجع : الكتب العلمية 1. أحمد إبراهيم، الدراما والفرجة ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، مصر، ط1، 2006م. 2. حسين على هارف، علم الإلقاء – فصول فى الأداء الصوتى، مراجعة : سامى عبد الحميد،ط1، دار الجواهرى للنشر والتوزيع، بغداد،2016. 3. صالح لمباركية، بناء الشخصية فى مسرح ألفريد فرج، الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة،القاهرة، 1997م. 4. عبد المطلب زيد، أساليب رسم الشخصية المسرحية (قراءة في مسرحية " مصرع كليوبترا لشوقي ")، دار الغريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 2005م. 5. عقيل مهدى، نظرات فى فن التمثيل، مديرية دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، 1988. 6. على عواد، غواية المتخيل المسرحي، مقاربة الشعرية النص والعرض والنقد، المركز الثقافي العربي، المغرب، ط1، 1997م. 7. فرحان بلبل، أصول الإلقاء المسرحي، مكتبة مدبولى، القاهرة، 1996. 8. فرد.ب ميليت، جيرالدايدس بنتلي، فن المسرحية، تحليل : صدقي خطاب، دط، نشر وتوزيع دار الثقافة، بيروت ـ لبنان، 1986م. 9. قسطنطين ستانسلافسكي، إعداد الممثل ، ترجمة : محمود مرسي ومحمد زكي العشماوي ،القاىرة، دار النهضة العربية، 1982. 10. مصطفى صمودي ، قراءات مسرحية ، من منشورات اتحاد الكتب العرب ، دمشق، ط1 ، 2000 م. المجلات 1. مفتاح مخلوف، شعرية التشخيص وأساليبة فى المسرح ( الوردة والسياف)، مجلة المخبر العدد السابع، 2011. مواقع الإنترنت 1. Albawabhnews.com/4775001 2. Youyu.be/7tD10WcLU4s 3. أبو الحسن سلام، الممثل والفرجة المثالية على دوره المسرحي،ahewar.org/m.asp?!=23872 4. فاروق جويدة، ويكيبديا الموسوعة الحرة، 2017. 5. هانى أبو الحسن، m.ahewar.org/s.asp?aid=334283&r=0 كتب باللغة الأجنبية 1.Brook Peter The Shifting Point London, Methuen,1987
#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنتاج المعني - زمكانية مواضع الحروف
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
-
استلهام الخيالي الاسترجاعي لأوتوشرك مزامنة الخيال التوقعي لح
...
-
طه حسين العقلانية الفكرية القلقة
-
هموم الفعل الثقافي في بلادنا
-
إلمر رايس والمسرح غير التجاري في أمريكا
-
السخصية المسرحية بين النموذج الصراعي والنموذج المقاوم
-
مرجعيات التمسرح في فنون التأليف رالإخراج
-
عرض مسرحي ( العيال زهقت). لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحي
...
-
مرجعيات سايكودراما مورينو المسرحانية
-
الحوار الدراني والحكي
-
مناهج التمثيل التشاركي
-
المسرح بين الفاعل الفلسفي وجماليات التشويه
-
السياسة والفواعل المسرحية والإعلامية
-
د. جمال ياقوت المخرج المسرحي مبدعا وأكاديميا باحثا
-
غواية الرؤية في الإخراج المسرحي
-
العبال زهقت - عرض مسرحي طلابي
-
قصيدة التثر وتعادلية النوع
-
تقنيات دراماتوجيا العرض المسرحي التفكيكي - عرض في قلبي -؟للم
...
-
منهج التمثيل التشاركي في نظرية المسرح البديل
المزيد.....
-
معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن
...
-
من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
-
المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن
...
-
فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم
...
-
من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال
...
-
إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
-
صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
-
بين شبرا والمطار
-
العجيلي... الكاتب الذي جعل من الحياة كتاباً
-
في مهرجان سياسي لنجم سينمائي.. تدافع في الهند يخلف عشرات الض
...
المزيد.....
-
سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي
/ أبو الحسن سلام
-
الرملة 4000
/ رانية مرجية
-
هبنّقة
/ كمال التاغوتي
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
المزيد.....
|