أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - المملكة العربية السعودية وأنتزاع الأعتراف الدولي بدولة فلسطين. دبلوماسية تقودها الرؤية والحكمة














المزيد.....

المملكة العربية السعودية وأنتزاع الأعتراف الدولي بدولة فلسطين. دبلوماسية تقودها الرؤية والحكمة


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 03:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين في الأمم المتحدة حدثاً عادياً في سجل القضايا العربية، بل محطة فارقة جسّدت نجاح الدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في تحويل القضية الفلسطينية من ملفٍ عالق لعقود طويلة إلى واقعٍ سياسي ملموس يجد مكانه بين دول العالم.

منذ عقود والسعودية تضع القضية الفلسطينية في صدارة أولوياتها، إيماناً منها بأن فلسطين ليست مجرد أرض محتلة، بل قضية أمة بأسرها. ومنذ إطلاق مبادرة السلام العربية عام 2002 على يد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحتى مواقف الملك سلمان الصلبة، والتحركات الحيوية التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان اليوم، ظلّت المملكة على العهد، لا تحيد عن مبدأ دعم الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

الاعتراف الدولي بفلسطين لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة جهد دبلوماسي متواصل استند إلى رؤية استراتيجية عميقة. فقد عملت السعودية على بناء جسور تواصل مع القوى العالمية المؤثرة، وحشد التأييد من الدول الإسلامية والعربية، وممارسة ضغط سياسي متوازن داخل المنظمات الدولية، حتى أضحى الموقف الداعم لفلسطين موقفاً عالمياً لا يمكن تجاهله. وما كان لهذا أن يتحقق لولا المكانة التي تتمتع بها المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، فهي الدولة التي تجمع بين الثقل السياسي والاقتصادي والديني، ما يجعل كلمتها مسموعة ومؤثرة في صناعة القرار الدولي.

القضية الفلسطينية أثبتت مرة أخرى أن العرب لا يمكن أن ينتظروا الحلول من الخارج، فالعرب كالجسد الواحد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد. وما يصيب فلسطين من ظلم ومعاناة إنما يصيب الأمة بأكملها، وهو ما عبّر عنه الشاعر حين قال: إن الجرح لا يؤلم إلا من كان به الألم. هذه الحقيقة تجسدت عملياً في وحدة الموقف العربي الذي دفعت به السعودية، لتؤكد أن القضايا الكبرى تُنتزع بالعمل المشترك والإرادة الجماعية.

لقد تابع العالم مشاهد مؤثرة في قاعة الأمم المتحدة، حين تعالت كلمات قادة الدول واحدة تلو الأخرى معلنة الاعتراف بفلسطين دولة حرة مستقلة. لم يكن ذلك مجرد إعلان سياسي، بل لحظة تاريخية حملت رسالة عميقة: أن العرب إذا اجتمعوا ووحدوا كلمتهم فإنهم قادرون على فرض إرادتهم، وأن السعودية بجهودها الدبلوماسية المتواصلة كانت رأس الحربة في هذه المرحلة الحاسمة.

إن هذا الاعتراف الدولي يمثل بداية عهد جديد للقضية الفلسطينية، ويعزز مكانة المملكة كدولة قائدة ورائدة في العالمين العربي والإسلامي. كما أنه يرسل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن العرب، إذا وعدوا أوفوا، وإذا عاهدوا التزموا، وأنهم أمة لا تتخلى عن مبادئها ولا تتراجع عن حقوقها، مهما طال الزمن أو تعاظمت التحديات.

وختاماً، فإن السعودية لم تحقق مجرد إنجاز سياسي عابر، بل صنعت لحظة تاريخية ستظل شاهداً على أن فلسطين قضية لا تموت، وأن صوت العرب إذا اتحد لا يمكن أن يُهزم. واليوم، بينما يرفع الفلسطيني علم دولتهم في الأمم المتحدة، ترتفع معه هامات العرب جميعاً، اعتزازاً وفخراً بوحدة الصف، وإيماناً بأن الغد يحمل بشائر الحرية والكرامة لأرض فلسطين وشعبها الأبي.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسويق السياسي في السياسة الأمريكية والغربية
- التبني وأثاره على المتبنى بين الأيجابية والسلبية
- غسيل الدماغ بين الواقع العلمي والخيال
- هل ستحصل الدوحة على حق الرد على أسرائيل؟
- أدارة الوقت بين ظاهرة التسويف وضغط اللحظات الأخيرة
- أمريكا ببن الجدار الأخضر والتخبط السياسي
- الأنسان بين الانتماء الطبيعي والمكتسب
- العدو الصغير والقائد الثائر
- القصف الأسرائلي على الدوحة بين الأستهتار الأسرائلي والخنوع ا ...
- أحتمالات المواجهة الفينزوالية الأمريكية وتأثيرها على الساحة ...
- الدور العراقي كوسيط في الملف الأيراني النووي هل يجدي بنفع؟
- تحالفات الكبار بين أحلال السلام والهيمنة (مجموعة شنغهاي)
- الفجور والتقوى لدى النفس البشرية
- التخنث وسط الشباب العراقي
- حزب الله بين الأيدلوجية المذهبية وشعار المقاومة
- الأغتصاب الجنسي بين التحريم والتجريم والعار الأجتماعي
- البداوة وأثرها في بناء المجتمعات
- البداوة وأثرها في نشأت المجتمعات
- الأنتخابات البرلمانية العراقية ٢٠٢٥ ...
- القوات الأمريكية تغادر العراق...قرأة موجزة


المزيد.....




- واشنطن توافق على علاج للتوحد وترامب يحذر من مخاطر الباراسيتا ...
- ترامب يصنف حركة -أنتيفا- منظمة إرهابية محلية عقب اغتيال حليف ...
- شهداء بقصف لا يتوقف على مدينة غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابط برتبة رائد يقود سرية في ا ...
- حملات دهم وتفتيش في قلقيلية ونابلس والخليل
- لماذا منعت إدارة ترامب الدبلوماسيين الإيرانيين من التسوق في ...
- الأردن وفلسطين.. علاقة تتخطى الجغرافيا ومطلوب تعزيز دعم الشع ...
- إدارة ترامب تحذر إسرائيل -سرا- من ضم الضفة الغربية
- أطباء بلا حدود: أزمة لبنان الإنسانية مستمرة رغم مرور عام على ...
- مصر.. الإفراج عن الناشط البارز علاء عبدالفتاح بعد العفو الرئ ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - المملكة العربية السعودية وأنتزاع الأعتراف الدولي بدولة فلسطين. دبلوماسية تقودها الرؤية والحكمة