أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد التاوتي - المُتعة بين الشِّيعة والسُنّة














المزيد.....

المُتعة بين الشِّيعة والسُنّة


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من كتاب حقوق العصر... الطبعة الأولى 2016

يجب علينا اليوم، العمل والبحث في فرضية قيام سياسة الإسلام على دُور سفيانية عديدة، ليست بالضرورة مجسمة بحيطان وأبنية.. ولا علاقة لها بشخص أبي سفيان التاريخي.. ولكنها دور معنوية عديدة، امتدت عليها سياسة الإسلام منذ نشأته إلى الفتح..، إلى اليوم.

"رُزأ" أهل السنة والجماعة في واحدة فقط، دخلت دار أبي سفيان ثم سرعان ما خرجت منها زمن عمر بن الخطاب..، وهي نكاح المتعة.. لمعارضتها كارثة دينية أخرى أكثر منها منفعة، وهي التحريض على الغزو... يعزز رأينا هذا أن المتعة كانت مباحة ومارسها الصحابة عهد النبوة، وحرمت وأحلت بضع مرات على اختلاف في العدد والسياق، أولها تحريمها بغزوة خيبر، وآخرها ما ورد من أن النبي رخص للمسلمين بالمتعة في حجة الوداع.
وسبب "نجاة" الشيعة من تلك "الرزية"(رزية تحريم المتعة) هي أنهم لم يكونوا في زمام القيادة السياسية للأمة، حتى يفكروا في مقاصد "حماية" فريضة الغزو من كل ما من شانه التقليل من إغرائها. ونكاح المتعة يقلل من ذلك الإغراء كثيرا، بل يكاد يبطله. حيث أنه إذا توفر هذا النوع من النكاح المؤقت حتى للفقراء، كل حسب طاقته، لا يبقى ثمة داع ملح على البحث عن الظفر ببنات أصفر أو أبيض أو أزرق...

ولذلك كانت محاولات واضحة لتحريمها أبدا زمن النبوة، لولا أن الدين كرسها قبل أن يفطن لمضاعفاتها المتعارضة مع "التحريض" على القتال، فأضحت تقليدا متأصلا أكثر من الخمر. وكان من غير السهل أن يقلع عنها المسلمون بين يوم وليلة. إلى أن جاء عهد عمر المعروف بالحسم في القضايا، وفي زمنه كان الغزو يجري على قدم وساق، وكان طموح السياسة التوسعية أكثر تماثلا، وإغراء احتلال الأمصار أكثر جلاء وإلحاحا منه زمن النبوة.. وكان من مسؤولية القائد السياسي عمر بن الخطاب، الحفاظ على "مقاصد" الدين و "التحريات" المساعدة عليها، مما عجل باتخاذ القرار "المناسب" والحازم مع المتعة.

وعلى هذا، لو ظفر الشيعة بالخلافة زمن الحسن أو الحسين، وصارت إليهم القيادة السياسية للأمة، لاهتموا بحماية المقاصد السياسية و "أدواتها".. ولكان وردنا تحريم المتعة من جهتهم أيضا.
الجذر التاريخي، مُؤكد للمتعة (شراء الجنس).. ومؤكد لفريضة الغزو (العدوان على المختلف).. ومؤكد لبنات الأصفر (الإشهار والإغراء الجنسي بنساء المختلف).. ومؤكد للسبي والاغتصاب (العدوان على أعراض المختلفين).. ومؤكد لقيادة عمر السياسية (حكم الدين).. وذاك هو العَرض..، فإذا التأم على لوحة لا تريحنا، فلأنها لوحة لا تبعث على الراحة بكل بساطة.. ونحن لم نزد على عرض اللوحة للأمانة، بدون إضفاء أية قراءة من قبلنا.

فهذه ليست قراءة، ولكنها عرض محايد وأمين لسياسة جنسية في القيادة والحكم، ابتدعها واختص بها الدين.. والعجيب أن السياسات الإباحية المعاصرة متهمة بالكفر من طرف الرأس النظيرة في دماغ الهايدرا، (أي رأسنا نحن)، في حين أنها امتداد موضوعي معها لأصل واحد.. وسبب هذه الازدواجية هو ضمان دوام فتنة أخرى يرعاها الدين وهي الخلاف المقدس ودوام الحروب بين الناس..

عصفورين بحجر واحد... أستخدم التزوير في الانتخابات النيابية، فأكون قد أرسيت تقليدا لذلك (ذلك قهر من قانون التاريخ)، وشكلت جزءا كبيرا من السياسيين يؤمنون به (ذلك قهر من طبيعة الاجتماع).. ثم ألعن في سياستي المعلنة، كل المزورين الخائنين لآمال الشعب.. فأكون قد شكلت فريقا يلعن الفريق الأول.. وهكذا أكون قد أبدعت فتنة، وضمنت لها الدوام. وبها ضمنت لنفسي مسافة معتبرة بيني وبين المتخاصمين في وجهيَ الكريم. فأحزابنا السياسية جميعا يلعن بعضها الآخر، ولكنها تحرص كلها على تأكيد صدورها عن "ضمير" الأمة أو تأييدها لبرنامج الرئيس.. أو تأكيدها على الصدور عن الدستور ومبادئ الجمهورية مع العبرانيات الديمقراطية الأخرى.. ولا أحد منها يجرؤ على مجرّد التفكير في إعادة النظر ببرنامج الرئيس.

فالدين كما قدمنا، يحرص، أول ما يحرص، على "امتلاك" غريزتي الرغبة والرهبة في الإنسان، وانتزاعها انتزاعا من سلطة عقله وإرادته وفطرته..، بأن يقرر و "يكتب على" جمهور المؤمنين به، احتكاره الحصري لصلاحية " تنظيمها" والتشريع لها..، تماما كما تصنع اليوم أنظمتنا المسلمة، حسنة الإسلام، المتهمة بالعلمانية، ومركزيتها العبرانية الدولية التوحيدية الجديدة، حسنة الإسلام هي الأخرى والمتهمة بالكفر، في احتكارها لمقاود الضروريات الحيوية الأساسية الأولى لقوام الإنسان والمجتمع.
فالاغتصاب كما نرى، طرَد المتعة من دار أبي سفيان، لعدم "خدمتها" للأهداف الدينية، وبقي هو محتفظا "بحصانته السفيانية"مع الأسف إلى يومنا هذا بأثواب جديدة متجددة، خدمة "لفقه الجهاد" المعاصر..
وهكذا كما نلاحظ، فإن داعش وأخواتها تنهل من المعين الصافي للإسلام الحنيف الأول.. على خلاف ما يقوله لنا المحرفون والمدلسون الجدد، أصحاب الإسلام الإشهاري..

وعلى افتراض أن محميات دار أبي سفيان هي كل ما كان استثناء بالإسلام..، وهو افتراض فقط من اجل تقليب النظر، وسيستخدمه ويعاند به المحرفون الجدد، ونحن نقدمه لهم هدية خالصة يشغلون بها وقتا إضافيا..، فعلى افتراض ذلك، تكون داعش ممثلة لما دخل دار أبي سفيان.. أما هم..، المحرفون الجدد، فيمثلون – وهذه مصيبة - إسلام الفتح الذي "استخدمها" وأدخلها الدار.. وبمسرحنا السياسي الدعوي اليوم، ما يُحَدث طويلا عن هذه الحقيقة...



#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الدّين و التديُّن. 2
- الديانات العبرانية. أول من أدخل الأيدولوجيا المادية الصرفة ع ...
- الديانات العبرانية أوّل من أدخل الأيدولوجيا الماديّة الصّرفة ...
- بين الدّين والتديّن
- ما جنيناه من تسييس البحث الأنطولوجي
- محنة الشعر العربي مع الحرب الأخيرة
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
- من القديم الراهن 3
- من القديم الراهن 2
- من القديم الراهن 1
- المكر الأزلي
- عبور الجزائر.. محاذير في الطريق.
- تحدي الساعة
- خصائص العبور الجزائري الجديد و كيف نحافظ عليه
- المثقف العربي بين النظام و بين بنية النظام
- حقوق العصر.. تحقيقات في جريمة ازدراء العقل و معاداة الإنسان
- علاقة داعش بالخلافة الأمريكية
- تسامح الجزائر مع اكتساح النشاط الطقوسي/السياسي للمجال العام
- سؤال عن مستقبل الثقافة في الجزائر
- مصر تصحح مسار الربيع


المزيد.....




- ترامب يدعو قادة عرب وإسلاميين لاجتماع حول غزة في نيويورك
- حرس الثورة الإسلامية: ردنا على أي عدوان سيكون قاتلا
- المالكي: الانتخابات ستحصّن العراق من عودة الدكتاتورية والطائ ...
- خارجية الاحتلال تهاجم بريطانيا وتتهم -الإخوان- بالوقوف خلف ق ...
- بابا الفاتيكان عن غزة: لا مستقبل يتأسس على العنف والنزوح الق ...
- -قساوسة ضد الإبادة-.. 550 رجل دين مسيحيا ينادون بوقف الحرب ع ...
- بابا الفاتيكان يجدّد تضامنه مع غزة: لا مستقبل بالعنف والتهجي ...
- بابا الفاتيكان يندد بتشريد سكان غزة: نتضامن مع أشقائنا في ال ...
- الاحتلال يفرض إغلاقاً شاملاً على الضفة وينشر كتيبتين إضافيتي ...
- السوربون جامعة فرنسية بدأت كلية لتعليم المسيحية على ضفاف نهر ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد التاوتي - المُتعة بين الشِّيعة والسُنّة