أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد التاوتي - سؤال عن مستقبل الثقافة في الجزائر














المزيد.....

سؤال عن مستقبل الثقافة في الجزائر


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4224 - 2013 / 9 / 23 - 21:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الجزائر لم تكن في يوم من أيام تاريخها أكثر استقلالا و أكثر إرادة في شخصية مواطنيها و تحكما و عزما و حرية في جميع مبادراتها مثل أيام الثورة.. و تحديدا منذ 1954 إلى 1962. في هذه الفترة كان الشعب الجزائري يعيش أوج درجات حريته و يمارس إرادته الأكثر انعتاقا و تحررا و يفكر بملء عقله . و لذلك استطاع ان يطوع أعتى قوة في الحلف الأطلسي ، و الأغرب من ذلك، استطاع أن يطوي قرنا و نيف من الثقافة الاستعمارية المتمازجة مع جنيستها الثقافة التقليدية لمجتمع ما قبل الاستعمار...

هل استمرت هذه الروح بعد الاستقلال؟
كنت في مقال سابق ألمحت إلى ما أسميته الذهنية الماكيزارية التي سرت في السلوك و الممارسة.. و يمكن الاصطلاح عليها بالذهنية الطالبانية لأنها لا تختلف عنها مضمونا الا في درجة التعقيد الحداثي عندنا.

و قد بدأت هذه المرحلة الطالبانية منذ اللحظة التي فكر فيها جيش الحدود الاستحواذ على البلد و الانقلاب على المركزيين و تنحية حكومة الثورة، و بدا المشاورات مع الوزراء الخمسة انتهاء باختيار الرئيس بن بله.
و منذ ذلك الوقت وقع الانحراف عن الشخصية الجزائرية الثورية الحداثية التي سطعت في العالم العربي لمدة سبع سنوات..
كان من محاسن الصدف أن الحكم الطالباني لم يكن ليستغني عن كفاءة أجيال تكونت في حضن الثورة مشاركة و تعلما، و على أيدي قادتها و تشربت الثقافة التحررية الإنسانية مما أعطى للبلد دفعا قويا في الجيش و الإدارة بالعقدين الأولين، و مضت هذه الكفاءات تعمل في صمت إلى أن ناداها الواجب الوطني إلى السفور السياسي سنة1991، وحماية البلد من النتائج المنطقية و الطبيعية للحكم الطالباني..

تمضي الأحداث و التطورات بعد ذلك مكيفة على قوافي عولبة العالم ليكون للجزائر شرف تدشين أولى حكومات الربيع العربي المسبق سنة 1999، و يستمر الدوار...

كلنا نتساءل اليوم عن الجمهورية الثانية و موعدها.. و لكن لم نتساءل يوما عن شروطها.

برأيي أن الجزائر، أو الجزائريين بالأحرى، بحكم تكوينهم و موزاييك خبراتهم المتوسطية و احتكاكهم بهرج الشرق و الغرب معا، و برغم الشروخ و الإصابات الخطيرة التي لحقتهم بالزمن الطالباني لا يحتاجون الى كبير عناء من اجل فهم بسيط للمسألة.
لا يعدو الأمر أن نعود إلى كتابات و وصايا قادة الثورة و تصوراتهم لجزائر المستقبل.
ما هي خطتهم و برنامجهم للبلد قبل الاستقلال .. العربي بن مهيدي، عبان رمضان..، و أوان الاستقلال، محمد بوضياف..، فرحات عباس و غيرهم.
في تصوراتهم، لا يزالون أكثر طليعية من كثير من البرمائيات السياسية عندنا اليوم.

لنعد إلى حلم فرحات عباس مثلا عندما رأس أول برلمان جزائري..
إجرائيا، يغدو الأمر سليما لأننا لما نزل هناك.

لننشر الثقافة التحررية الحقيقية التي حركت قادة الثورة و لنبدأ معهم في البناء. نشرنا و سوقنا كثيرا عن المهاترات التي تخدم البرمائيات السياسية أكثر مما تخدم الجزائر. و لكن لا نكاد نسمع عن الدولة الحديثة كما يتصورها محمد بوضياف و النظام العلماني الصارم كما يتصوره فرحات عباس او المنظومة التربوية كما يتصورها مصطفي الأشرف .

لم اعد افهم الوصايات الثقافية الرسمية المنثشرة عبر الولايات كأضرحة الموالد.. أليس من مهمة السياسة الثقافية في الجزائر أن تتمثل استراتيجيا هذه المضامين؟



#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر تصحح مسار الربيع
- الإلحاد و الإسلام
- هوس الإعجاز عند المسلمين
- لعنة الاستراتيجيا
- طبيعة الرهان الديمقراطي في المجتمع الجزائري
- الربيع الأمريكي بالمنطقة العربية
- اليسار العربي، من تشخيص الأنظمة إلى تثقيف المجتمعات
- موسم العودة إلى الحجاز
- العهد البوعزيزي الجديد و الخطر المسيحي القادم
- العلمانية المؤمنة
- فضائية المستقبل تتجاوز اليسار و اليمين
- المسلمون طيبون
- الحوار المتمدن و التغيير
- مستقبل الثقافة في مصر
- الشعب المصري قبل كل شيء
- الحرب و الغاز الطبيعي: الغزو الإسرائيلي و حقول غزة البحرية
- كتابة الجيتول و النوميديين القديمة
- أمريكا و العلمانية (دونيس لاكورن)
- أصول الإنسيّة اللائكيّة (شارل كونت)
- العنف ضد المرأة: من التباس المعنى الى تمييع النضال


المزيد.....




- وزارة الخارجية الهندية: نيودلهي مارست حقها في منع الهجمات ال ...
- كتائب -القسام- تعلن تنفيذ كمين بقوة إسرائيلية شرق خان يونس
- قناة هندية: مقتل 70 مسلحا على الأقل في غارات هندية على باكست ...
- زاخاروفا تعلق على تصريح ترامب بشأن الدور الأمريكي في الحرب ا ...
- مراسلنا: 16 قتيلا وعشرات الإصابات بقصف إسرائيلي على قطاع غزة ...
- مصر تعلق على وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين
- تعليق الرحلات بمطار صنعاء عقب الهجوم الإسرائيلي
- هكذا يطوّع الأميركيون القوانين لمكافحة مقاطعة إسرائيل
- فيتنام وغزة.. مقارنة بين مقاومتين
- إسرائيل تدعم الهند وتحذير عالمي من تداعيات الاشتباكات مع باك ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد التاوتي - سؤال عن مستقبل الثقافة في الجزائر