أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد التاوتي - تحدي الساعة














المزيد.....

تحدي الساعة


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 6189 - 2019 / 4 / 2 - 21:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مطامح الشعوب تنزل من السماء، و تجسيدها يطلع من الأرض. لا خيار لنا، و لا خيار لأية فكرة أو أي مبدأ من التجسّد و التحقّق خارج المعطيات الموضوعية للواقع السياسي الراهن. مهما كان الحلم جميلا و مثاليا.. حتى الديانات التي يؤمن بها الناس في ربوعنا، كوحي أو إلهام جميل، لم تتجسّد في المريخ أو في الزهرة. و إنما نمت و ترعرعت من براثن السياسة و في نكبات التاريخ.
لقد طوينا في ظرف قصير مرحلة صراع المصالح. حيث انتقل هرجهم اليوم، من حماية المصالح و المواقع إلى حالة " انج سعد، قد هلك سعيد".. و بهذا انتقلت الأطراف المتصارعة من تكتل المصالح إلى محاولة استخدام تكتل الايدولوجيا.
و التحدّي الراهن في هذه اللحظة يتمثّل في السؤال التالي:
هل يتعيّن على الشارع الثائر أن يصطفّ مع واحدة من الكتلتين؟
لم يكن الشارع يعنيه الصراع الأول، لأن أطرافه كانت في نظره كتلة واحدة قضى عليها بأن تنخسف نهائيا من قيادة البلاد. و مهما قيل عن الدولة العميقة، إلا أن هذا المفهوم ينطبق في الواقع على بؤر منحسرة في الإدارة و ليس كلّها، بملمح كولونيالي محكوم عليه بان يبقى في الظل، و نجاعته تكون في أوقات الاستقرار فقط حيث تكون أدوات القرار متوفرة و الحال أن مثل هذه الأوقات يعطل فيها القرار الإداري حتى على المستوى المركزي. و لأنه لا يملك واجهة سياسية لطبيعته الكولونيالية كما قدّمنا، فلا يمكنه أن يكون شعبيّا بله شعبويّا يؤثر في الحراك بأية صورة من الصور.
أمّا الصراع الثاني، فأصبح بين عشية و ضحاها و كأنه ممثَّلا في الحراك.،
التيار الوطني المحافظ بقاطرته المضافة من أصوليين أساسا من جهة، و التيار الوطني الديمقراطي بقاطرته المُضافة من استئصاليين أساسا من جهة أخرى.
فإذا نجح الشارع في الإبقاء على نقائه مع الصراع الأوّل، فهل ينجح في ذلك مع الصراع الثاني؟
مبدئيا، على الشارع أن يدرك بأنّ صراع الأجنحة لا يهمه في قليل أو كثير. الشارع يمثل حركة التاريخ، فماذا يعنيه من صراع يجري خارج التاريخ.
و أخشى ما نخشاه أن يتعاطف كل جزء من الحراك مع ما يراه من عصب السلطة مناسبا لتصوره و قناعاته. و بهذه الطريقة رأينا دخول الصراع الإيديولوجي، و لو جزئيا، إلى الحراك.
عُصب السلطة تودّع السلطة فلا تعيدون تثبيتها... و الحراك بدأ نقيّا فلا تلوّثوه بحساسيات و عرقيات و طائفيات كان الحراك قد طواها في لمح البصر و قذف بها في مزابل التاريخ. و هذا هو الانجاز الحقيقي للحراك، بحيث يمكن تصنيفه في اللحظات التاريخية العزيزة و الفريدة التي تهب على الشعوب. و لو أضعنا الاستفادة القصوى من ثمارها اليوم فإنها قد لا تعود مرة أخرى قبل ألف سنة.



#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصائص العبور الجزائري الجديد و كيف نحافظ عليه
- المثقف العربي بين النظام و بين بنية النظام
- حقوق العصر.. تحقيقات في جريمة ازدراء العقل و معاداة الإنسان
- علاقة داعش بالخلافة الأمريكية
- تسامح الجزائر مع اكتساح النشاط الطقوسي/السياسي للمجال العام
- سؤال عن مستقبل الثقافة في الجزائر
- مصر تصحح مسار الربيع
- الإلحاد و الإسلام
- هوس الإعجاز عند المسلمين
- لعنة الاستراتيجيا
- طبيعة الرهان الديمقراطي في المجتمع الجزائري
- الربيع الأمريكي بالمنطقة العربية
- اليسار العربي، من تشخيص الأنظمة إلى تثقيف المجتمعات
- موسم العودة إلى الحجاز
- العهد البوعزيزي الجديد و الخطر المسيحي القادم
- العلمانية المؤمنة
- فضائية المستقبل تتجاوز اليسار و اليمين
- المسلمون طيبون
- الحوار المتمدن و التغيير
- مستقبل الثقافة في مصر


المزيد.....




- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد التاوتي - تحدي الساعة