علي إبراهيم آلعكلة
كاتب
(Ali Ogla)
الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 13:27
المحور:
الادب والفن
لم يكن الشعر الأبيض يومًا هاجسي،
ولا تخيّلت أن أقف يومًا أمام المرآة أحاسبه أو يخاصمني.
لكن حين غزا رأسي ولحيتي، أدركت أن الزمن لا يمازح أحدًا.
ثم، ذات صباح، لمحت أول شعرة بيضاء على لحيتي.
ابتسمت. بدت كنجمة صغيرة في ليلٍ حالك.
تذكرت قول الخليفة المستنجد بالله العباسي:
“كليالٍ تزيّنها الأقمار”،
فقلت في نفسي: ولمَ لا؟ ففيها بعض الوقار.
لكن بعد الخمسين تغيّر المشهد.
لم تعد الشعرة البيضاء ضيفًا عزيزًا،
بل جيشًا كاملًا يزحف بلا توقف.
هجوم شرس لا يكلّ ولا يملّ،
حتى امتلأ رأسي ولحيتي بتلك الخصلات.
عندها بدأ صراع خفي بيني وبينها.
حاولت. صبغت. انتظرت.
لكن الغزو كان مستمرًا.
كنت أكلّمها، أترجاها أن تمهلني قليلًا،
أن تترك لي فسحة من الشباب.
لكنها كانت عنيدة، وقد بدا أنّها اتخذت قرارها ومضت فيه إلى النهاية.
اليوم، لم أعد أخجل من شعري الأبيض.
كل خصلة فيه شهادة على عمر عشته،
على ضحكة صادقة، ودمعة قديمة،
وانتصار صغير على صعوبات الحياة.
لم يعد الصراع بيننا قائمًا؛
صار هدنة… بل صداقة هادئة،
تليق برجل قطع نصف الطريق،
وتصالحت معها إلى الأبد.
#علي_إبراهيم_آلعكلة (هاشتاغ)
Ali_Ogla#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟