أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد عبدالحسين جبر - محامي مَلَكة الدفاع














المزيد.....

محامي مَلَكة الدفاع


وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)


الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 13:26
المحور: المجتمع المدني
    


في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم الأربعاء الموافق (١٧ / ٩ / ٢٠٢٥) باشرنا في اللجنة الثقافية بنقابة المحامين العراقيين محاضرةً داخل مقر نقابة المحامين. قلت للحضور فيها وأنا أقدم الأستاذ المحاضر لهم: أجزم أنها ستكون مميزة ومختلفة عن غيرها، وستخرجون منها ليس كما دخلتم. وجاءت هذه المحاضرة جزءاً من نشاطات لجنتنا الثقافية في نقابة المحامين العراقيين، وبتوجيه ومتابعة مباشرة من نقيب المحامين الزميلة أحلام اللامي. وكانت بعنوان: "محامي: مَلَكة الدفاع"، ألقاها الفقيه القانوني البروفيسور الدكتور محمد سليمان الأحمد، أستاذ القانون الخاص في كلية القانون في جامعة السليمانية، ورئيس مركز البحوث القانونية في وزارة العدل في إقليم كوردستان العراق.
وتطرق في بداية محاضرته إلى استقلال مهنة المحاماة وعدم تبعيتها لأية جهة، ناهيك عن عراقتها وقِدَمها، فالمحامي رغم عدم تبعيته لمؤسسات الدولة، إلا أنه يشاركها في تحقيق أهم قيمة، ألا وهي قيمة العدالة.
فالمحامون من علية القوم، حتى إن في مصر معظم من يمتلكون ألقاب الباشوات هم المحامون.
والمحامي هو أقوى جسر بين الجانب النظري والجانب العملي، فهو من يثير الفكرة للمحكمة، فما حكم القاضي إلا نقل بين فِكَر المحامين المترافعين، فالمحامي مُنشِئ للفكرة بينما القاضي غالباً ما يكون ناقلاً لها.
وكل ذلك حتّم على المحامي أن يمتلك مَلَكة تحصنه في عمله، والتي لا تأتي بمجرد امتلاك المعلومة، وإنما تحتاج لتطوير الذات وامتلاك ثقافة عامة، سواء في العلوم المتصلة بالقانون أو حتى غير المتصلة به.
والمحامي أكثر شخص يعصر فكره حتى أكثر من أساتذة الكليات، وبالتالي هي مهنة ليست سهلة وتكتسب بمرسوم جمهوري أو تعيين، وإنما هي إبداع يُصنع باستمرار، لا سيما وأن المحامي جسر بين الفقه والقضاء، فأقدر من يستطيع التعليق على أحكام القضاء هم المحامون، ومن خلال أفكارهم وآرائهم تُبنى النظريات والقواعد القانونية، بل في فرنسا يعتبرون المحامين مصدراً غير رسمي للقانون، كونهم من خلال مذكراتهم ينتجون نصوصاً قانونية على المدى الطويل، وما نظرية الظروف الاستثنائية المهمة في القانون سوى من بنات أفكار المحامين، وتولدت من مذكراتهم، خاصة أن مذكرات المحامين كانت رصينة جداً وفيها بحث وإبداع بحيث بلغت في بعض الدول أكثر من مائة صفحة، أما الآن فمما لا يخفى هناك تراجع مع الأسف في هذا الجانب، مما انعكس على أحكام القضاء أيضاً، فالخلل إن وُجد في الحكم القضائي سببه الخلل في مرافعات ومذكرات المحامين.
فملكة المحامي هي درايته والإحاطة بالتخصص، فهي الذاكرة المهنية، وأول من استخدمها هو ابن خلدون في مقدمته، ورأى بأنه يحتاجها كل ذي مهنة في مهنته.
وملكة الدفاع متوفرة سواء كان المحامي وكيلاً للمدعي أم المدعى عليه، وكيل المشتكي أم المتهم، فهو يدافع عن جانب موكله مهما كان موقعه في الدعوى.
وهكذا قدّم محاضرة قيّمة أثبت فيها ريادة المحامي في الثقافة والدور والفقه القانوني وتقويم الأحكام القضائية إلى الحد الذي أقرّ فيه بامتلاك المحامي لملكة التنظير والتفعيل، فيما لا يملك الفقيه سوى ملكة التنظير، ولا يملك القاضي سوى ملكة التفعيل، فالمحامي على حد قوله جسر بين الفقه والقضاء إذن.
بلا مبالغة كانت محاضرة مهمة وغنية بالأفكار والآراء، وتستحق أن تكون درساً ومنهاجاً للمحامي.
بل لأهميتها آثرت نقيب المحامين الزميلة أحلام اللامي حضورها بعد إكمال اجتماع مجلس النقابة مباشرة، وقدمت كتاب شكر باسم نقابة المحامين إلى السيد المحاضر، ونالت المحاضرة إعجاب المحامين الحاضرين، بل وحتى من لم يتسنَّ لهم الحضور عند مشاهدتها في مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشرها، بحيث رغم علو مضمونها حصدت آلاف المشاهدات، وهذا نادراً ما يحصل في مواقع التواصل الاجتماعي.
نأمل مزيداً من التعاون مع السيد محمد سليمان الأحمد ومركز البحوث القانونية في كوردستان الذي يرأسه، ولدينا في اللجنة الثقافية كثير من الفعاليات المشتركة معهم في قادم الأيام.



#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكريم أم تقليد مسؤولية ؟
- صعوبة أو مخاطر الحديث أو الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي!
- هل طلاق الفار اوجدته مدونة الاحكام الشرعية الجعفرية فقط؟
- هل المدونة قانون ؟
- هل الاثم جزاء قانوني ؟
- سلمتك بيد الله يمحملني اذية!
- كرنفال نقابي رائع
- المحامي في الدراما العراقية
- طرفة من سوح القضاء
- نقابة المحامين مع حرية التعبير
- رسالة الى وزير التعليم
- الفرق بين كلام الشارع والقانون والقضاء
- مدخل لفهم قضية خور عبدالله
- رأي الشارع بين أمير الكويت ومحافظ الكوت!
- من هو بطل فيلم هايبر ماركت في الكوت؟
- هكذا يقضي المحامي يومه!
- المعقبون ورثة الأوقاتيين في العراق!
- مجلس الدولة ضمانة دستورية لا غنى عنها:
- منين جاي ووين رايح !!!
- الدونية لا تزال هنا!


المزيد.....




- الجزيرة ترصد معاناة الغزيين بسبب تفشي الأمراض بين النازحين
- نتنياهو: سأعرض في الأمم المتحدة رؤيتنا للسلام الحقيقي النابع ...
- أحمد الشرع يشارك لأول مرة باجتماعات الأمم المتحدة وتصريح جدي ...
- البرازيل تستبعد أميركا من منتدى بالجمعية العامة للأمم المتحد ...
- هيئة فلسطينية تحذر من تداعيات منع إسرائيل علاج 3 معتقلين
- الشرع أول رئيس سوري يشارك باجتماعات الأمم المتحدة منذ 6 عقود ...
- نتنياهو يتعهد باستغلال منبر الأمم المتحدة لعرض رؤية -السلام ...
- خبيرة أممية: تراجع -زلزالي- لحقوق الإنسان بروسيا منذ غزو أكر ...
- الشرع أول رئيس سوري يشارك باجتماعات الأمم المتحدة منذ 6 عقود ...
- في خطوة هي الأولى منذ عقود... الرئيس السوري يشارك في اجتماعا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد عبدالحسين جبر - محامي مَلَكة الدفاع