أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبدالرؤوف بطيخ - كتاب (أن تكون تروتسكيّا اليوم) تأليف نهويل مورينو.














المزيد.....

كتاب (أن تكون تروتسكيّا اليوم) تأليف نهويل مورينو.


عبدالرؤوف بطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 04:47
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


دعونا نبدأ بفهم ماذا يعني أن تكون حقّا ماركسيّا؟. لا يمكننا أن ننشئ طائفة، كما حصل بالنسبة لماو أو ستالين. أن تكون تروتسكيّا اليوم لا يعني الاتّفاق مع كلّ ما كتبه أو قاله تروتسكي، بل معرفة كيفيّة انتقاده أو تجاوزه، وكذلك بالنسبة لماركس، وإنجلز، أو لينين، لأن الماركسيّة تعمد إلى أن تكون علميّة، والعلم يقول إنّه لا توجد حقائق مطلقة. هذا هو أوّل شيء، أن تكون تروتسكيّا يعني أن تكون نقديّاً، بما في ذلك للتروتسكيّة نفسها.
على الجانب الإيجابي، أن تكون تروتسكيّا يعني أن تستجيب لثلاث مواقف تحليليّة وبرامجيّة واضحة. أوّلها: طالما أن الرأسماليّة موجودة في العالم أو في بلد ما، فإنّه لا يوجد حلّ حقيقي لأيّة معضلة على الإطلاق – بدء بالتعليم، والفن، وتناول المشاكل العامّة للجوع، وتفاقم الفاقة.. الخ.
وبالتوازي مع هذا، رغم أنّه ليس ذات الشيء تماما، تأتي مقاربة الحاجة إلى النضال بلا هوادة ضدّ الرأسماليّة حتّى هزيمتها، لفرض نظام اقتصادي واجتماعي جديد في العالم لا يمكنه إلاّ أن يكون الإشتراكيّة.
والمعضلة الثانية أنّه في تلك الأماكن التي تمّ فيها تجريد البرجوازيّة من ممتلكاتها (أتحدّث عن الاتّحاد السوفييتي[1] وكلّ البلدان التي كانت تدعو نفسها بالإشتراكيّة) لا يوجد حلّ إذا لم تَسُد ديمقراطيّة العمّال. الشرّ الأعظم، سفلس الحركة العمّاليّة العالميّة، هو البيروقراطيّة، الوسائل الشموليّة التي كانت متواجدة في تلك البلدان وفي منظّمات العمّال، والاتّحادات، والأحزاب التي زعمت أنّها من الطبقة العاملة، والتي أفسدتها البيروقراطيّة. وهذه حركة في غاية الحكمة لتروتسكي، الذي كان أوّل من استخدم هذا المصطلح، والذي بات اليوم مقبولا عالميّا. الكلّ يتحدّث عن البيروقراطيّة، وأحيانا حتّى حكّام تلك الدول التي ندعوها بدول العمّال. دون الديمقراطيّة الأوسع لا يمكنك البدء في بناء الإشتراكيّة. الإشتراكيّة ليست محض بناء إقتصادي. وحدها التروتسكيّة من خرجت بهذا التحليل، وكانت أيضا وحدها من خلصت إلى استنتاج أنّه كان من الضرورة شنّ ثورة في كافّة تلك الدول وفي الاتّحادات لضمان الديمقراطيّة العمّاليّة.
والمسألة الثالثة، والحاسمة، هو أنّها الوحيدة الملائمة حقّا للأزمة الإقتصاديّة والإجتماعيّة العالميّة الفعليّة، عندما تقوم مجموعة من الشركات الكبرى العابرة للحدود بالهيمنة تقريبا على الإقتصاد العالمي برمّته. على هذه الظاهرة الإقتصاديّة- الإجتماعيّة علينا الردّ بمنظّمة وسياسات أمميّة.
في عهد الحركات القوميّة هذا، والتي تعتقد أنّ كلّ شيء يمكن حلّه في بلد بعينه، فإن التروتسكيّة وحدها من تقول إن هناك حلّ وحيد على الصعيد الإقتصادي العالمي يدشّن نظاما جديدا، هو الإشتراكيّة. لذا، فلا بدّ من العودة إلى التقاليد الإشتراكيّة لوجود أمميّة إشتراكيّة، تتناول الإستراتيجيّة والتكتيكات لتحقيق هزيمة الشركات الكبرى التي تهيمن على العالم، وبناء اشتراكيّة عالميّة، والتي ستكون أمميّة أو لا تكون.
إذا كان الإقتصد عالميّا؛ فينبغي أن تكون هناك سياسة عالميّة ومنظّمة عالميّة للعمّال، بحيث تستطيع كلّ ثورة، وكلّ بلد يشنّ ثورته، الامتداد على المستوى العالمي من جهة، ومن جهة أخرى يمكنها منح حقوق ديمقراطيّة على نحو متصاعد للطبقة العاملة، بحيث يمكنهم امتلاك مصيرهم بأيديهم عبر الديمقراطيّة.
الإشتراكيّة لا يمكنها أن تكون إلاّ أمميّة. كلّ المحاولات لجعل الإشتراكيّة قوميّة باءت بالفشل، لأن الإقتصاد عالمي ولا يمكن وجود حلّ إجتماعي- إقتصادي للمشكلات داخل الحدود الضيّقة لبلد ما.
للدخول في تنظيم الإشتراكيّة العالميّة لا بدّ من هزيمة الشركات متعدّدة الجنسيّة عالميّا.لهذا، فإن توليفة (ما يؤول إليه وحدة وصراع الأضداد بين الفرضيّة ونقيضها= المترجم) التروتسكيّة اليوم أن التروتسكيّين هم وحدهم في العالم من يمتلكون منظّمة عالميّة (صغيرة، ضعيفة، كيفما تشاء) ولكن الأمميّة الوحيدة الموجودة، الأمميّة الرابعة، التي مزجت إرث كافّة الأمميّات السابقة وحدّثتها ضدّ الظاهرة الجديدة، ولكن من وجهة نظر ماركسيّة:
(أنّنا بحاجة إلى نضال أممي).
-نشر 13يوليو-تموز 2019.
أعيد النشر : 18سبتمبر-ايلول 2025.
[1] الاتّحاد السابق للجمهوريّات الإشتراكيّة السوفياتيّة، التي تواجدت منذ 1922- 1991.
______________________________________________
ملاحظات المحرر
-المصدر: الرابطة الأممية للعمال.
-رابط.المقال: https://litci.org/arab/%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d9%88%d8%aa%d8%b3%d9%83%d9%8a%d9%91%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85



#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص(طُيُور السِّنونو لَا تجْعلني أَحلُم...)عبدالرؤوف بطيخ.مصر ...
- من أرشيف الماركسيين,القسم الفرنسى: مقال ( جان بول سارتر، الل ...
- من أرشيف التروتسكيين.القسم الفرنسى: مقال(الأحداث في فلسطين ي ...
- مقال. إيطاليا: علم الماركسية الغريب من لوتا الشيوعية.مجلة ال ...
- تحقيقات (نستله شركة متعددة الجنسيات في مياه مضطربة)مجلة الصر ...
- الشبكات الاجتماعية (مساحة للحرية) ...خاضعة لرأس المال.مجلة ا ...
- البنوك الفرنسية تستفيد من الحرب فى اوكرانيا.بقلم سيسيل سيريج ...
- مقال(للدفاع عن مصالحنا كعمال، دعونا نعتمد فقط على أنفسنا!).ب ...
- إفتتاحية جريدة نضال العمال(لن يسمع لصوت غير صوت من يناضل!)بق ...
- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ...
- نص سيريالى بعنوان (تزارا أو العناصر الأربعة)عبدالرؤوف بطيخ.م ...
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ...
- كراسات شيوعية(الأحزاب الشيوعية اليوم) دائرة ليون تروتسكي [ M ...
- إفتتاحية جريدة الشرارة: إضراب في الخطوط الجوية الكندية:العمل ...
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ...
- إعادة إصدار كتاب (رأس المال) لكارل ماركس.مجلة (الصراع الطبقى ...
- أوكرانيا: البنوك الفرنسية تستفيد من الحرب.بقلم سيسيل سيريج.ف ...
- كراسات شيوعية(الحرب التجارية واقتصاد الحرب:تعبيرعن تصاعد الت ...
- قراءات ماركسية عن: سياسة (ترامب والحرب التجارية والاقتصاد ال ...
- إفتتاحية جريدة النضال العمالى ( لنستعد للقتال للدفاع عن حقنا ...


المزيد.....




- قبل يوم من اغتياله.. تشارلي كيرك بعث رسالة نصية لصحفي في CNN ...
- الجيش البولندي يرسل طائرات مقاتلة قرب حدوده بعد ضربة روسية ق ...
- أحلام الطلاب الفلسطينيين تتحطم بعد سحب أمريكا تأشيراتهم للدر ...
- -غير لائقة ولا مسموح بها-.. قاضٍ فيدرالي يرفض دعوى ترامب ضد ...
- ترامب يعلن استهداف سفينة مخدرات بمنطقة القيادة الجنوبية الأم ...
- فيديو مرعب.. انزلاق طيني هائل يحاصر سائق سيارة فجأة في كاليف ...
- خارج مصر.. اكتشاف أقدم سجل للتحنيط يغيّر فهم نشأة هذه الممار ...
- اليوم الـ715 للحرب على غزة: إسرائيل تكثّف هجماتها وحصيلة الق ...
- أييلِت غوندار غوشِن: أديبة إسرائيلية تتحَسس أوجاع طرفي حرب غ ...
- روسيا تنفي انتهاك مقاتلاتها المجال الجوي الإستوني


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبدالرؤوف بطيخ - كتاب (أن تكون تروتسكيّا اليوم) تأليف نهويل مورينو.