ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 23:34
المحور:
القضية الفلسطينية
يُكثِر نتنياهو وقادة اليمين الصهيوني من الاستشهاد بالتوراة وأنهم شعب الله المختار الذي اصطفاهم الله والزعم إن دولتهم هي أرض الميعاد التي قامت بداية قبل ٣٠٠٠ سنة بوعد إلهي وتعود اليوم على أساس هذا الوعد، ومن هنا يوظفون نصوص التوراة في خطاباتهم وفي تسمية عملياتهم وحروبهم ضد الشعب الفلسطيني وآخرها (عربات جدعون)، وانطلاقاً من هذا التوظيف الديني يحشدون يهود العالم وجزءاً من المسيحيين وحتى من العرب الذين انخدعوا بتضليل ترامب وانخرطوا في (السلام الابراهيمي) المزعوم.
مع أنني أشك بكل كتبهم الدينية وأنها منزلة من السماء، ومع ذلك نتساءل: لماذا لم يحمي ربهم دولتهم الأولى التي لم تُعمِر سوى ٧٠ عاماً؟ ولماذا لم يحميهم ربهم من التعرض قديماً للسبي مرتين ومن المحرقة أو الهولوكوست حديثاً؟ ولماذا غاب عنهم ربهم ٣٠٠٠ سنة ثم تذكرهم الآن ليقيم لهم دولتهم التوراتية؟ وهل قامت دولتهم المعاصرة نتيجة الوعد الالهي المزعوم أو نتيجة وعد بلفور ثم الانتداب البريطاني على فلسطين؟ وهل كانت دولتهم التوراتية الربانية المزعومة تقوم لو كانت مخرجات الحرب العالمية الثانية معاكسة، بمعنى لو انهزم الحلفاء وانتصرت ألمانيا ودول المحور؟ وهل كانت دولتهم الربانية التوراتية المعاصرة ستستمر لولا الدعم الغربي الذي لم ينقطع حتى اليوم، وفي الحرب الحالية لم يحميهم الرب بل الطائرات والصواريخ الأمريكية؟
(الرب) لا علاقة له بالسياسة وترسيم الحدود، وإسرائيل قامت بجهد بشري ونتيجة توازنات دولية.
لقد اشتغل اليهود على أنفسهم وفهموا كيف يوجهون الأمور لصالحهم من خلال استغلال الازمات الداخلية للدول أو افتعالها لتكديس الثروات ورشوة كبار السياسيين والنخب الحاكمة في تلك الدول، كما أحسنوا توظيف الأزمات والمتغيرات الدولية، فتحالفوا مع الطرف الأقوى كما عرفوا مركز القوة والتأثير في حياة البشر وفي النظام العالمي وهو المال والإعلام، فسيطروا في هذا المجال؟
الديانات تحولت لأيديولوجيات يوظفها الأكثر ذكاء لتحقيق مصالح دنيوية قد تكون شخصية أو حزبية أو وطنية.
[email protected]
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟