نصرت كيتكاني
الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 20:13
المحور:
المجتمع المدني
في المجتمعات ، تظهر بين الحين والآخر شخصيات تتقمص دور العظماء، تتحدث بثقة زائفة ، وتتصرف وكأن لها وزنا استثنائيا.
غير أن المراقب المتأمل يكتشف أن هذه الشخصيات في حقيقتها فارغة، بل تحمل في داخلها نزعات سلبية كالجشع والأنانية وربما السرقة بأشكالها المختلفة ، لكنها تخفي ذلك وراء أقنعة المظاهر والكلمات.
هذه الشخصية تبني لنفسها صورة متخيلة:
تكثر من استعراض علاقاتها أو إنجازاتها المزعومة.
و تتحدث بلهجة المتعالي الذي يملك الحلول لكل شيء.
لكن ما إن يطلب منها برهان حقيقي، حتى تنكشف محدوديتها وضعف تأثيرها في الواقع.
وراء هذا الوهم تكمن صفات رديئة تفسر تمسك هذه الشخصية بالقناع :
الجشع يظهر في حرصها الدائم على المكاسب حتى لو كانت صغيرة، وفي محاولتها اقتناص الفرص على حساب الآخرين.
ليست دائما سرقة أموال بالضرورة، بل قد تكون سرقة أفكار أو جهود أو حتى إنجازات غيرها ونسبها لنفسها.
الأنانية تكون ظاهرة إذ ترى في كل موقف فرصة لتضخيم ذاتها لا لخدمة الجماعة.
المشكلة ليست في الفرد وحده، بل في المجتمع الذي يسايره:
فالبعض يجامله خوفاً أو طمعاً، فيزيد من تضخم وهمه.
و آخرون يصدقون مظهره البراق دون أن يتساءلوا عن جوهره.
وبهذا تتحول الشخصية الفارغة إلى "ظاهرة اجتماعية" تستهلك الوعي العام وتشوّه القيم.
مثل هذه الشخصيات قد تزدهر وقتيا، لكنها سرعان ما تسقط عند أول اختبار حقيقي.
فالمظاهر لا يمكن أن تخفي الجشع والفساد طويلاً، والمجتمع في النهاية يميز بين من يترك أثراً نافعاً ومن لا يملك سوى الضجيج.
و في النهاية العظمة الحقيقية لا تبنى على الأوهام ولا تخفي وراءها سرقة وجشعاً ، بل تقوم على الصدق والعمل.
أما من يتزين بواجهة براقة ويخفي جوهراً مظلماً، فوجوده مؤقت وصوته عابر، لأنه بلا وزن في ميزان الحقيقة.
#نصرت_كيتكاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟