أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - هل أنا يهودي مؤقت في السويد؟















المزيد.....

هل أنا يهودي مؤقت في السويد؟


محمد سعد خير الله
محمد سعد خيرالله عضو رابطة القلم السويدية

(Mohaemd Saad Khiralla)


الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا طلب مني أن أصف الخروج القسري من الأوطان، أصفه بأنه "جرح نازف لا يندمل أبدًا ويظل مصاحبًا للمرء طوال حياته". نعم، أنا أحد هؤلاء؛ ففي الأول من أبريل 2018، منذ سبعة أعوام وبضعة أشهر، اضطررت لمغادرة مصر إلى السويد لإنقاذ حياتي، كوني كنت معارضًا للنظام العسكري السلطوي الذي لا يزال يحكم حتى اليوم. منذ ذلك الحين وأنا أعاني، وكانت هذه المعاناة سببًا رئيسيًا لتعاطفي مع كل من يمر بهذه التجربة، بما في ذلك اليهود المصريون الذين تعرضوا للتطهير العرقي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث أُجبر نحو 85 ألف يهودي مصري من أصحاب المهارات العالية على الرحيل قسرًا. اليوم لم يبقَ في مصر سوى أقل من عشرة من يهودها.

بعد الأحداث الإرهابية في 7 أكتوبر 2023، تناولت في مقالاتي الاستقطاب المرعب وتأثيرات الصراع الإسرائيلي/الفلسطيني على أوروبا. أسمح لنفسي بالقول إن الكثير من خفايا هذا الصراع وتعنت الأطراف العربية منذ تقرير لجنة بيل البريطانية عام 1937، غائبة تمامًا عن الخطاب الأوروبي، وكأن هناك رغبة مبيتة في شيطنة إسرائيل واليهود. قدم الطرف اليهودي عشرات المبادرات للعرب، كلها رُفضت تباعًا. والسؤال: هل يعرف المجتمع السويدي هذه الحقائق؟

مؤخرًا، حذر رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترشون، من تصاعد الأعمال المعادية للسامية، مشيرًا إلى أن البلاغات عن جرائم الكراهية ضد اليهود ارتفعت بنسبة 360% بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 مقارنة بالعام السابق. وقال: «اليهود في السويد يشعرون بعدم الأمان في بلدهم، ولن نقبل استخدام صراعات الشرق الأوسط ذريعة للكراهية أو التهديد». وأكد أن الخطاب العدائي والمعادي للسامية ضد اليهود السويديين مرفوض تمامًا.

لكن لنكن صرحاء: صراعات الشرق الأوسط انتقلت بالفعل إلى كل ركن داخل السويد، وتبعات ذلك عبّر عنها تقرير المجلس الوطني السويدي لمنع الجريمة (Brå)، الذي أشار إلى ارتفاع معاناة اليهود، وأن نحو نصفهم بات يفكر في الهجرة، خصوصًا إلى إسرائيل. نحن أمام واقع قاسٍ، ومن المهم جدًا أن أنقل أصوات بعضهم؛ أن أسمع أنينهم وأقدمه لكم من خلال ثلاث شهادات مباشرة، لعلّها تسهم في تغيير الأوضاع. لقد توجهت إليهم وطرحت سؤالي عليهم.

ما هو رأيكم في التقرير الأخير الذي يصف "الوضع الحساس لليهود السويديين، حيث يفكر نصفهم تقريبا في السفر إلى الخارج"؟ وما دلالة ذلك بالنسبة لكم، وهل ترونه انعكاسًا لفشل الحكومة في التعامل مع المؤيدين والأنصار للجماعات الإرهابية مثل حماس وغيرها؟

قال " يائير ألسندر "وهو يهودي، يدير بودكاست صهيوني وناشط مجتمعي.

"يمكن بالطبع مناقشة الجوانب الأكاديمية للدراسة، لكن الادعاء بأنها لا تعكس أي واقع يحدث، ممكن فقط إذا كان الشخص منفصلًا عن المجتمع اليهودي السويدي أو إذا كان مدفوعًا أيديولوجيًا لإنكار هذه الحقائق. من يعيش في السويد اليهودية يعرف هذا؛ إنها محادثة متكررة. بعضهم يتخذ الخطوة.

كما أراه كأثر حتمي للتغيرات الديمغرافية التي حدثت في السويد. هذا هو السبب الرئيسي، إضافة إلى الوضع السياسي مع الصراع في الشرق الأوسط، الذي جعل التيارات المعادية للسامية، وخاصة بين من لهم جذور في الشرق الأوسط ومرتبطة بإسرائيل، تظهر إلى السطح بقوة كبيرة.

لم يكن بإمكان الحكومة إيقاف هذا بالكامل مهما فعلت، لكنها كانت تستطيع التعامل مع الأمر بشكل أفضل بكثير.

عندما تنخرط الحكومة في "انتقاد تمثيلي لإسرائيل" وتدعم العقوبات ضدها على مستوى الاتحاد الأوروبي، فإن ذلك يمنح مجالًا لحركة فلسطين/BDS.. هناك خط أحمر يمتد من أولف كريسترشون وحزب المحافظين إلى مورغان يوهانسون والحزب الاشتراكي الديمقراطي، ثم إلى اليسار الراديكالي والحركة الفلسطينية، ومن هناك إلى الجماعات المؤيدة للعنف."

أما "أديل جوزيفي "وهي صحفية مخضرمة فقالت عبارات مغلفة بمرارة ظاهرة" ،أتفهم أولئك الذين
يرغبون في مغادرة السويد. أنا نفسي سأغادر أيضًا. نعم، أرى أن سياسيي السويد فشلوا لأكثر من عشر
سنوات."

وعندما سئل "دانيال آيزنبرغ "وهو رجل يهودي، يعيش في مالمو منذ ما يقرب من 70 عامًا"

"لم يهاجر الكثير بعد، لكن العديد لديهم ما نسميه "حقيبة عقلية" جاهزة في الخزانة، لاستخدامها إذا نشأت حالة مفاجئة يشعرون فيها بالحاجة للمغادرة. وليس هذا جديدًا، فقد ظهرت تهديدات صريحة ضد المجموعة اليهودية في السويد منذ منتصف ونهاية الثمانينيات من قبل مجموعات إسلامية وراديكالية معادية لإسرائيل ومعادية لليهود. وضعنا حراسًا عند الكنيس، في الجنازات، وفي مناسبات أخرى للجمعية اليهودية. ركّبنا زجاجًا مضادًا للرصاص والقنابل في نوافذ الكنيس. أحيانًا كان هناك شرطة مسلحة بـ K-pist خارج مباني الجمعية، وكان علينا المرور بهم عند ترك أطفالنا في الروضة اليهودية. إذن، هذا ليس جديدًا على الإطلاق.

كما كتب دانييل آيزنبرغ في مقال رأي: "هل أنا يهودي سويدي أم مجرد يهودي يعيش في السويد؟ حيث أعيش لأنني ولدت هنا وبقيت هنا خلال أول 50 عامًا من حياتي. لكن بقية حياتي؟ أين سأعيش لاحقًا؟ لكي لا أشعر بعدم الأمان والخوف على حياتي وحياة عائلتي."

أما بالنسبة لي، فقد عشنا في السويد منذ هروب عائلتنا من المجر عام 1956، وبعد عامين حصلنا على فرصة للعيش في السويد. نشأت هنا وأنجبت أربعة أطفال وثمانية أحفاد. هل نحن يهود سويديون، أم مجرد يهود حصلوا على إقامة مؤقتة هنا، وبعضهم وُلد هنا أيضًا، دون أي ضمانات أو شعور بأننا سنتمكن من البقاء؟

في ختام هذا المقال، أجد نفسي أمام حقيقة مؤلمة: يقف تقريبًا نصف اليهود السويديين على مفترق طرق، يفكرون فيه مغادرة وطنهم، وقلوبهم مثقلة بالقلق والخوف. شهاداتهم تعكس واقعًا مريرًا، فهم ضحايا صراع غيبت فيه ثلاثة أرباع الحقائق، واستطاعت الجماعات والحركات الإسلامية الإرهابية، بمساندة بعض التيارات اليسارية في أوروبا وأمريكا والعديد من البلدان، أن تصنع "خلطة متكاملة من الأكاذيب وقلب الحقائق والتدليس" لخدمة حركة حماس، التي يعلن قادتها من حين لآخر بوضوح أن أسمى أهدافهم هو "محو وإزالة إسرائيل من خريطة العالم".
عار علينا جميعًا أن يدفع اليهود السويديون فاتورة صراع تريد بعض القوى أن يبقى أبديا ، بحسب نصوص دينية من القرآن والسنة والسيرة النبوية. إن هذا المقال صرخة من مواطن جذوره من الشرق الأوسط يعرف الحقيقة، فهل ستصل هذه الصرخة، أم ستتبدد في رياح سممت بفعل فاعل ؟؟



#محمد_سعد_خير_الله (هاشتاغ)       Mohaemd_Saad_Khiralla#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة ضوء: إلى أسطول الصمود الوجهة الحقيقية هي الدوحة لا غزة
- ومضة ضوء:-قطر والانتهاكات عار الصمت الدولي وروحاني نموذجًا.-
- ومضة ضوء: -الإبادة الأرمنية التي اعترفت بها إسرائيل: العدالة ...
- ومضة ضوء: خيرالله يجري حوارًا مع مجدي خليل حول معاناة الأقبا ...
- ومضة ضوء: إحياء حركة أنصار السلام المصرية حلم قديم لضرورة ال ...
- ومضة ضوء: محمد سعد خيرالله يحاور مجدي خليل حول محنة الأقباط ...
- ومضة ضوء:المهزلة المزدوجة لمصر مع إسرائيل- العداء الشعبي وال ...
- ومضة ضوء : نتنياهو مرشدا جديدا لجماعة الإخوان المسلمين
- ومضة ضوء: الذكرى الثالثة والسبعون لليوم الأسوأ والأكثر سوادً ...
- ومضة ضوء : الفتاوى التكفيرية تهدد السلام: صَنِّفوا الأزهر تن ...
- ومضة ضوء انهيار - دولة الحزم العليا - يستدعي تشكيل حكومة إنق ...
- ومضة ضوء :-انتبهوا جيدًا: النظام المصري يصنع داعش من أجل است ...
- ومضة ضوء :عنوان المقال :-لاءات- مصر الأربع لواشنطن: هل تتحال ...
- ومضة ضوء: زلزال سياسي في العالم العربي: تسجيل صوتي يكشف تفكي ...
- ومضة ضوء -أنا أتهم-: أسلمة قسرية للفتيات القبطيات المختطفات ...
- ومضة ضوء -يهود مصر: لا عدالة دون اعتراف-
- ومضة ضوء: عنوان المقال:اليهود في مصر، قبل تطهيرهم العرقي
- ومضة ضوء -أحمد الشرع: ظل إلهي على الأرض أم رئيس؟-
- ومضة ضوء: لماذا لا يمكن الثقة بالجيش المصري كشريك للسلام؟
- ومضة ضوء - خطواتي العشر لإنقاذ مصر من مصير كارثي -


المزيد.....




- السعودية وباكستان النووية توقعان اتفاقية دفاع مشترك لـ-ردع أ ...
- الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة يجددان التزامهما بتعزيز ا ...
- كيف يمهد جيش الاحتلال الطريق أمام قواته البرية لاحتلال مدينة ...
- تراجع إسرائيل وخطة ثلاثية في دمشق لأجل السويداء
- الحرب على غزة مباشر.. قصف وتدمير بمدينة غزة واستهداف نازحين ...
- يشرّع ويعيّن ويُراقب.. ماذا يفعل قيس سعيد في تونس؟
- كيف تكتشف مدينة كالغاري الكندية صيفا؟
- العقوبات الأوروبية على إسرائيل.. خطوة محورية أم مجرد رسالة ر ...
- تفاصيل خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة في ثلاث مراحل
- بعد هجوم الدوحة.. السعودية وباكستان ترسمان حلفًا دفاعيًا بمب ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - هل أنا يهودي مؤقت في السويد؟