أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - قمة قطر الطارئة: محاولة للتضامن العربي والإسلامي في مواجهة التصعيد الإسرائيلي















المزيد.....

قمة قطر الطارئة: محاولة للتضامن العربي والإسلامي في مواجهة التصعيد الإسرائيلي


قاسم محمد داود
كاتب

(Qasim Mohamed Dawod)


الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعت دولة قطر إلى عقد قمة عربية وإسلامية طارئة في الدوحة، عقب الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت وفدًا من حركة حماس كان يجري محادثات في العاصمة القطرية، وأدت إلى مقتل عدد من أعضائه إضافة إلى ضابط أمني قطري. الاعتداء الذي وقع على أراضي دولة ذات سيادة مثّل تصعيدًا غير مسبوق في سياق الصراع، وأثار ردود فعل واسعة داخل المنطقة وخارجها. وجاءت الدعوة إلى القمة باعتبارها محاولة لتنسيق موقف عربي وإسلامي مشترك تجاه الهجوم، وللتأكيد على رفض استهداف الوسطاء والمسارات الدبلوماسية في أي جهود تتعلق بالقضية الفلسطينية.
التحرك القطري السريع لعقد قمة طارئة بهذا المستوى لم يكن خطوة بروتوكولية عابرة، بل جاء نتيجة جملة من الاعتبارات السياسية والأمنية. أول هذه الأسباب كان الانتهاك المباشر لسيادة قطر، إذ إن الغارة الإسرائيلية وقعت داخل أراضيها، وفي وقت كانت تستضيف فيه محادثات غير معلنة، ما اعتبرته الدوحة تجاوزًا خطيرًا للأعراف الدبلوماسية والوساطة.
أما السبب الثاني فيرتبط بضرورة حشد تضامن إقليمي واسع؛ فالحادثة لم تُقرأ على أنها اعتداء على قطر وحدها، بل كسابقة يمكن أن تمس أي دولة عربية أو إسلامية تضطلع بدور الوسيط في النزاعات.
إضافة إلى ذلك، أرادت قطر من خلال توسيع دائرة الدعوة لتشمل الفضاءين العربي والإسلامي معًا أن تُخرج القضية من الإطار المحلي أو الخليجي الضيق، وتمنحها بعدًا سياسيًا أكبر يضع إسرائيل أمام جبهة دبلوماسية ممتدة، ويعزز موقفها في المحافل الدولية.
وأخيرًا، سعت الدوحة إلى أن تكون القمة منصة لبحث رد جماعي، يتراوح بين المساعي القانونية في المؤسسات الدولية وبين توحيد الخطاب السياسي والإعلامي، بما يضمن أن الهجوم لن يُسجل كحادث معزول، بل كتصعيد له تبعات أوسع على الأمن والاستقرار الإقليميين.
أثار الهجوم على الدوحة وما تبعه من دعوة قطر لعقد قمة طارئة سلسلة من المواقف المتباينة، عكست في مجموعها حجم الصدمة من التصعيد الإسرائيلي.
ففي الساحة العربية، سارعت دول مثل السعودية ومصر والأردن إلى إدانة الغارة والتأكيد على دعم سيادة قطر، فيما عبّرت دول أخرى عن قلقها من تداعيات استهداف المسارات السياسية، حتى وإن جاءت بياناتها بصياغات حذرة تراعي علاقاتها مع أطراف دولية مؤثرة.
أما على المستوى الإسلامي الأوسع، فقد أبدت تركيا وإيران وباكستان تضامنها العلني مع الدوحة، داعيةً إلى موقف جماعي يحول دون تكرار مثل هذه الاعتداءات، مع التركيز على أن استهداف وسطاء التفاوض يُعد سابقة خطيرة في أعراف العلاقات الدولية.
دوليًا، صدرت إدانات متفاوتة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ركزت على الدعوة إلى ضبط النفس واحترام القانون الدولي، في حين اكتفت الولايات المتحدة بالتعبير عن "القلق" من التصعيد دون توجيه إدانة مباشرة لإسرائيل، وهو ما أثار جدلاً واسعًا حول ازدواجية المعايير في التعامل مع مثل هذه الحوادث.
وبينما رأت بعض العواصم الغربية أن القمة القطرية قد تشكل فرصة لاحتواء التوتر عبر العمل الجماعي، حذرت أصوات أخرى من أن تتحول إلى منصة سياسية تزيد من الاستقطاب وتقلل فرص العودة إلى طاولة المفاوضات.
ركزت الدعوة القطرية والمواقف المساندة لها على جملة من الأهداف التي رُوِّج لها باعتبارها مخرجات متوقعة من القمة، أهمها:
تثبيت الموقف السياسي الرافض لانتهاك سيادة قطر، والتأكيد على أن استهداف الوسطاء لا يمكن أن يمر من دون رد جماعي.
إعادة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية كقضية مركزية في الأجندة العربية والإسلامية، بعد أن تراجعت في أولويات بعض الدول.
البحث عن آليات مشتركة للتحرك الدبلوماسي في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية لفرض مساءلة على إسرائيل.
تنسيق خطاب إعلامي وسياسي موحد يواجه السردية الإسرائيلية، ويعزز حضور الرواية العربية والإسلامية في المحافل العالمية.
لكن في المقابل، يواجه المؤتمر جملة من التحديات المباشرة التي تُلقي بظلالها على إمكان تحقيق هذه الأهداف:
تباين المواقف بين الدول العربية والإسلامية: فبينما تتبنى بعض الدول خطابًا متشددًا ضد إسرائيل، تحرص أخرى على عدم المساس بعلاقاتها القائمة معها أو مع الولايات المتحدة، ما قد يضعف وحدة البيان الختامي.
غياب آليات تنفيذية واضحة: التجارب السابقة أظهرت أن القمم غالبًا ما تكتفي ببيانات إدانة دون الانتقال إلى إجراءات عملية، وهو ما يثير الشكوك حول قدرة هذه القمة على تجاوز هذا النمط التقليدي.
الضغوط الدولية والإقليمية: بعض القوى الكبرى ترى أن التصعيد ضد إسرائيل قد يضر بجهود التهدئة أو بالمصالح الاقتصادية والأمنية في المنطقة، مما يحدّ من مساحة المناورة لدى العديد من الحكومات المشاركة.
حساسية الدور القطري: فبينما تحاول الدوحة تثبيت موقعها كوسيط نزيه، فإن انخراطها في تنظيم القمة قد يُفسَّر من قبل خصومها كخطوة انحياز سياسي، وهو ما قد يضعف ثقة بعض الأطراف بوساطتها لاحقًا.
على الرغم من الزخم الذي أحاط بالقمة العربية والإسلامية في الدوحة، فإن تقييم فاعليتها يستوجب النظر إلى مستويين: الرمزي والعملي.
فعلى المستوى الرمزي، نجحت القمة في تثبيت حقيقة أن الاعتداء الإسرائيلي لم يكن مجرد حادث محلي يخص قطر وحدها، بل اعتداءً مسّ السيادة العربية والإسلامية، وأعاد إحياء خطاب التضامن في مواجهة الانتهاكات المتكررة. هذا البعد الرمزي يضع إسرائيل أمام صورة أكثر عزلة سياسيًا، ويعزز من حضور الرواية العربية والإسلامية في الإعلام والمحافل الدولية.
أما على المستوى العملي، فإن قدرة القمة على إحداث تغيير ملموس تبقى محدودة، إذ إن الانقسام بين الدول المشاركة حول طبيعة الرد، وارتباط بعضها بعلاقات وثيقة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، يجعل من الصعب تصور خطوات تنفيذية تتجاوز بيانات الشجب والإدانة. ومع ذلك، فإن مجرد انعقاد القمة بهذا الاتساع يفرض على إسرائيل حسابات جديدة، ويذكّرها بأن الاستهداف المباشر لدولة وسيطة لا يمكن أن يمر بلا تبعات سياسية ودبلوماسية.
في المحصلة، يمكن القول إن القمة قد لا تغيّر ميزان القوى على الأرض، لكنها تترك أثرًا مهمًا في تقييد هامش المناورة الإسرائيلي، وفي إعادة إدخال القضية الفلسطينية إلى صلب أولويات العمل العربي والإسلامي، وهو ما قد ينعكس تدريجيًا على مواقف دولية أوسع إذا ما أحسنت الدول المنظمة استثمار هذا الزخم.



#قاسم_محمد_داود (هاشتاغ)       Qasim_Mohamed_Dawod#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يملك حق الخوف في الشرق الأوسط؟
- العشيرة والمال السياسي… حين تُختطف الديمقراطية في العراق كيف ...
- فشل التجربة الديمقراطية في العراق بعد 2003: تحليل العوامل ال ...
- -اتفاقيات أبراهيم- مع إسرائيل: تطبيع بلا مقابل
- هل يتكرر مصير مملكة القدس في دولة إسرائيل؟
- مشروعان متصادمان على حساب العرب: إيران وإسرائيل وصراع الهيمن ...
- لا منتصر ولا مهزوم: كيف تدير واشنطن الصراع بين إيران وإسرائي ...
- ازدواجية المعايير في النظر إلى البرامج النووية: إيران تُدان ...
- البرلمان العراقي ومصلحة المواطن: تشريعات غائبة وتغيير مؤجل
- انتخابات بلا ناخبين: أزمة ثقة في الديمقراطية العراقية
- نحو مشروع عربي تكاملي لمواجهة الأطماع الصهيونية والرأسمالية ...
- الأسس التوراتية لجرائم الصهيونية في غزة والضفة الغربية
- حقائق عن الصراع العربي الإسرائيلي
- العراق: التناقض الصارخ بين الثروة الوطنية والواقع المعيشي لل ...
- ترحيل الغزيين ابتزاز سياسي يتماشى مع مخطط إسرائيلي
- مشروع إيران.. الطموحات والعوائق
- أزمة قوى اليسار العراقي
- الحرب في سوريا جرح في الشرق الأوسط
- إسرائيل نموذج للديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترامب العائد وإيران


المزيد.....




- دخل وسرق وخرج بأقل من دقيقتين.. عملية نهب دقيقة والجاني كان ...
- إلى أين سيذهب سكان مدينة غزة؟ - الإندبندنت
- ميرتس يحذر أوروبا.. -بوتين يختبر حدودنا-
- مباحثات هاتفية بين وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا ونظ ...
- زيارة دولة تاريخية ثانية لترامب إلى بريطانيا.. ما أهداف الزي ...
- قوتها تفوق -بورشه باناميرا-.. شاهد -بوليستار 5- الكهربائية ب ...
- 7500 إسرائيلي يوقعون عريضة للاعتراف بدولة فلسطين
- غزة.. نزوح جماعي ومأساة إنسانية متواصلة
- واشنطن بوست تطرد الكاتبة كارين عطية بسبب تشارلي كيرك
- رئيس الصناعات الدفاعية التركية: نستحوذ على 65% من سوق الطائر ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - قمة قطر الطارئة: محاولة للتضامن العربي والإسلامي في مواجهة التصعيد الإسرائيلي