أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - ازدواجية المعايير في النظر إلى البرامج النووية: إيران تُدان وإسرائيل تُحصّن














المزيد.....

ازدواجية المعايير في النظر إلى البرامج النووية: إيران تُدان وإسرائيل تُحصّن


قاسم محمد داود
كاتب

(Qasim Mohamed Dawod)


الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعدّ الملف النووي الإيراني من أكثر الملفات إثارةً للجدل في الساحة الدولية، حيث تتصدره تصريحات متكررة من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول غربية أخرى تُحذر من "خطر إيران النووي"، بالرغم من تأكيد طهران المتكرر على سلمية برنامجها، وخضوعه -نظرياً- لاتفاقيات ومعاهدات دولية مثل معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT). وفي المقابل، لا تُبدي هذه الدول أي قلق يُذكر حيال امتلاك إسرائيل لما يُقدَّر بـ 90 رأساً نووياً، رغم أنها ترفض التوقيع على تلك المعاهدة ولا تخضع لأي تفتيش دولي.
فلماذا هذا التناقض الصارخ؟ ولماذا تُعدّ إيران تهديداً "نووياً" حتى وهي تحت التفتيش، بينما تُمنح إسرائيل حصانة مطلقة رغم امتلاكها السلاح النووي واحتلالها لأراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود؟
القلق من البرنامج النووي الإيراني لا ينبع فقط من طبيعة التكنولوجيا، بل من تصورات سياسية تحركها المصالح الجيوستراتيجية. فإيران تُعتبر خصماً صريحاً للولايات المتحدة وإسرائيل وبعض دول الخليج، وتدعم حركات مقاومة مسلحة كحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، ومجموعات في العراق وسوريا. هذا التمدد الإقليمي يُنظر إليه غربياً كخطر محتمل إذا ما تزاوج مع قدرات نووية.
لكن الأمر لا يتوقف هنا. فحتى بعد التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015، والذي وضع قيوداً صارمة على نشاطات إيران النووية، انسحبت إدارة ترامب منه عام 2018، لتعود إيران لاحقاً إلى رفع مستويات التخصيب، مع تراجع نسبي في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهو ما وُظّف كذريعة لتعزيز الرواية القائلة بأن "إيران تسعى إلى القنبلة".
في الجهة المقابلة، تُعدّ إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك فعلياً أسلحة نووية، وتُقدر ترسانتها النووية بـ 80–90 قنبلة على الأقل. ومع ذلك، فإنها لم توقّع على معاهدة عدم الانتشار، وترفض السماح لأي تفتيش دولي على منشآتها النووية في "ديمونا". بل إنّ السياسة الإسرائيلية تقوم على الغموض الاستراتيجي، دون أي ضغط دولي فعلي يُجبرها على الشفافية.
والأخطر من ذلك أن إسرائيل لا تُعامل كـ "خطر وجودي"، رغم سجلها الحافل باستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة، حيث تسببت الحرب الأخيرة (2023–2024) بمقتل أكثر من 55 ألف مدني، نصفهم من النساء والأطفال، بحسب تقديرات حقوقية مستقلة.
تمارس إسرائيل منذ 1967 احتلالاً عسكرياً في الضفة الغربية والقدس الشرقية والجولان السوري، وتفرض حصاراً خانقاً على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عاماً، ولا تعترف حتى اليوم بحدود نهائية أو بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته. ومع كل ذلك، فإن العالم الغربي لا يرى في إسرائيل "تهديداً" رغم امتلاكها لقنابل نووية فعالة.
في المقابل، تُصوَّر إيران وكأنها الخطر الأكبر، فقط لأنها تُصرّ على حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، مثل إنتاج الطاقة والبحوث العلمية.
ما يحدث يُظهر بشكل فجّ أن المعايير الدولية ليست محكومة بالقانون أو الأخلاق أو العدالة، بل بالمصالح والتحالفات. فمن يملك الحظوة السياسية، يُمنح الضوء الأخضر لكل ما يفعل. ومن يقع خارج المعسكر الغربي، يُدان حتى وهو يُعلن التزامه بالقانون الدولي.
إن التعامل الانتقائي مع ملفي إيران وإسرائيل النوويين يكشف عن نفاق دولي واضح، يُغذي مشاعر الغضب والظلم في العالم العربي والإسلامي، ويُضعف ثقة الشعوب بالمؤسسات الدولية ومبادئ العدالة العالمية.



#قاسم_محمد_داود (هاشتاغ)       Qasim_Mohamed_Dawod#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي ومصلحة المواطن: تشريعات غائبة وتغيير مؤجل
- انتخابات بلا ناخبين: أزمة ثقة في الديمقراطية العراقية
- نحو مشروع عربي تكاملي لمواجهة الأطماع الصهيونية والرأسمالية ...
- الأسس التوراتية لجرائم الصهيونية في غزة والضفة الغربية
- حقائق عن الصراع العربي الإسرائيلي
- العراق: التناقض الصارخ بين الثروة الوطنية والواقع المعيشي لل ...
- ترحيل الغزيين ابتزاز سياسي يتماشى مع مخطط إسرائيلي
- مشروع إيران.. الطموحات والعوائق
- أزمة قوى اليسار العراقي
- الحرب في سوريا جرح في الشرق الأوسط
- إسرائيل نموذج للديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترامب العائد وإيران
- الأسباب التي تدفع الغرب لدعم إسرائيل والانحياز إليها
- إيران وزعامة العالم الإسلامي
- ديمقراطية الجوهر وديمقراطية المظهر
- عن السياسة والسياسيين
- العرب السنة وأزمة الزعامة
- الإقليم العربي السني بين الممنوع والمسموح
- فشل مشروع الديمقراطية الليبرالية الأميركي في العراق
- القبلية الحكومية في العراق


المزيد.....




- مصر.. علاء مبارك وفيديو لوالده عن -المقاومة فوق أشلاء الشهدا ...
- ما خطة نتنياهو العسكرية لاحتلال غزة؟ وكيف ستواجهه المقاومة؟ ...
- وكالة تسنيم: إرهابيون حاولوا اقتحام مركز شرطة سراوان جنوب شر ...
- مقابر القدس تاريخ عريق ينهشه التهويد
- -الحركة العالمية نحو غزة- مبادرة شعبية لكسر الحصار وتعزيز ال ...
- غسل الأموال جريمة مالية معقدة عابرة للحدود
- فيديو لحظة سرقة معدات قناة سعودية في لندن خلال تقرير عن السر ...
- مصر.. إعادة فيديو حماس المحذوف من يوتيوب بعد شكوى وساويرس يع ...
- محمد بن زايد يهنئ أرمينيا وأذربيجان باتفاق السلام
- لندن وباريس تتعهدان بدعم زيلينسكي وتحقيق سلام عادل بأوكرانيا ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - ازدواجية المعايير في النظر إلى البرامج النووية: إيران تُدان وإسرائيل تُحصّن