أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - نحو مشروع عربي تكاملي لمواجهة الأطماع الصهيونية والرأسمالية العالمية في ثروات الأمة العربية..















المزيد.....

نحو مشروع عربي تكاملي لمواجهة الأطماع الصهيونية والرأسمالية العالمية في ثروات الأمة العربية..


قاسم محمد داود
كاتب

(Qasim Mohamed Dawod)


الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل تسارع الأحداث الإقليمية والدولية، واشتداد شراسة الأطماع الإسرائيلية والصهيونية في فلسطين والمنطقة، وتنامي الجشع الرأسمالي العالمي تجاه الثروات العربية، وعلى رأسها النفط والغاز، بات من الضروري أن تتكاتف الدول العربية في مشروع تكاملي شامل يحمي ثرواتها ويعزز مكانتها الإستراتيجية. فليس بالإمكان التغاضي وتجاهل أن هناك أطماع إسرائيلية تاريخية واستراتيجية في بعض الأراضي العربية، خاصة المرتبطة بالأمن أو الموارد (مثل الجولان وفلسطين وجنوب لبنان). ولكنها تختلف من حيث الشكل والموقف الرسمي بين الحقب الزمنية والقيادات السياسية. وليس سراً أن هناك مشاريع وتحركات إقليمية ودولية تهدف إلى استغلال أو التحكم في ثروات الوطن العربي، خصوصًا النفط والغاز، بوسائل متعددة: سياسية، اقتصادية، عسكرية، أو حتى قانونية (عبر عقود مجحفة). التحكم بالثروات ليس فقط لأغراض الربح، بل أيضًا لضمان النفوذ الجيوسياسي.
لقد كشفت العقود الأخيرة أن تفكك القرار العربي، وتشرذم المصالح، وتعدد التبعيات، جعلت من الوطن العربي ساحة مفتوحة للمشاريع الخارجية، تُنهب فيها الثروات وتُفرّط فيها السيادة، في وقت تمتلك فيه الأمة من المقومات الجغرافية والديمغرافية والاقتصادية والعسكرية ما يجعلها قوة لا يُستهان بها. أن جوهر التحدي الجيوسياسي الذي تواجهه الأمة العربية منذ عقود: كيف تبني الدول العربية جبهة موحدة لمواجهة الأطماع الصهيونية والرأسمالية العالمية بثرواتها؟ الإجابة تتطلب التفكير في مشروع عربي تكاملي يقوم على الوعي، السيادة، والتكامل الحقيقي. يمكن إيجاز أبرز الركائز والخطوات التي يمكن من خلالها بناء اتحاد أو تعاون فعال بين الدول العربية كرؤية استراتيجية في هذا السياق:
1-إعادة إحياء مشروع "الوحدة العربية الاقتصادية" ومن الضروري تجاوز النظريات إلى التطبيق عبر:
- تشكيل تكتلات اقتصادية إقليمية حقيقية (مثل تحالف العراق-مصر-الأردن). توحيد السوق العربية أو على الأقل إقامة تكتلات إقليمية اقتصادية قوية (مثل مجلس التعاون، اتحاد المغرب العربي، تحالفات ثنائية بين العراق ومصر والسعودية، اتحاد "الشام الجديد" سوريا ولبنان والأردن ...
- إنشاء منظمة عربية مستقلة للطاقة تنسق سياسات الإنتاج والتسعير والتصدير. تعمل كمنظمة نفطية مستقلة لحماية المصالح العربية في أسواق النفط والغاز، وتنسيق سياسات تصدير الطاقة، التسعير، والاستثمار، كما تفعل "أوبك+"، ولكن بقرار عربي مستقل.
- التحكم بالموارد المعدنية والنفطية والغازية عبر عقود عادلة واستثمارات سيادية.
2. تعزيز الأمن القومي العربي الجماعي لصد التدخلات الخارجية، ويتم هذا عبر بناء:
- قوة ردع عسكرية عربية مشتركة، بقيادة موحدة وتنسيق استخباري.
- منظومة استخبارات وتنسيق أمني مشترك لحماية البنى التحتية والثروات، ولمواجهة التدخلات الخارجية (مثل الوجود التركي أو الإيراني في بعض الدول، أو النفوذ الإسرائيلي غير المباشر).
- عقيدة دفاعية عربية موحدة تُعلي من شأن السيادة وترفض التبعية، وتضع في أولوياتها حماية الثروات والسيادة الوطنية.
3. تكامل في الطاقة والبنية التحتية، حيث يمكن تعزيز التكامل من خلال:
- ربط شبكات الغاز والكهرباء والنقل بين الدول العربية لنقل الغاز والنفط والكهرباء لتسهيل حركة التبادل التجاري البيني ولتقليل الاعتماد على الأسواق الأجنبية.
- إنشاء صناديق استثمار عربية موحدة توجه العائدات لبناء الاقتصاد العربي، لاستثمار فائض العائدات النفطية في مشاريع عربية استراتيجية (مثل الطاقة البديلة، الزراعة، الصناعة).
- تطوير صناعة نفطية وغازية عربية متقدمة بعيدًا عن الاعتماد الأجنبي. (مثل أنابيب عربية تربط الخليج العربي بالمغرب العربي عبر الأردن ومصر) لتجاوز الممرات الخاضعة للهيمنة الأجنبية.
4. وحدة الموقف السياسي والدبلوماسي، إذ من الضروري أن تتوحد المواقف العربية تجاه:
- القضية الفلسطينية كقضية مركزية جامعة. احتلال الجولان، التدخلات الخارجية في العراق، أزمة السودان، ليبيا، إلخ.
- رفض مشاريع التطبيع التي تُستغل سياسيًا واقتصاديًا لتمرير مصالح إسرائيلية. ومواجهة التطبيع غير المشروط الذي يُوظَّف اقتصاديًا وسياسيًا ضد مصالح العرب.
- مواجهة السياسات الغربية التي تفرض الهيمنة عبر العقوبات أو القروض المشروطة.
- دعم القضية الفلسطينية كمركز استراتيجي لوحدة العرب، وليس مجرد ملف إنساني.
5. بناء إعلام عربي موحد ونهضة ثقافية واعية. الإعلام الواعي هو رأس الحربة في أي مشروع نهضوي، لذلك يجب:
- إطلاق قنوات ومنصات عربية موحدة تخاطب العالم بلغات متعددة.
- التصدي للحرب الناعمة والتطبيع الثقافي والحرب النفسية.
- تعزيز الوعي القومي والهوية الجامعة في المناهج والجامعات والإعلام.
- دعم المبادرات المدنية (شباب، مفكرين، إعلاميين، اقتصاديين) لإحياء الهوية العربية الجامعة.
6. استقلال القرار الاقتصادي والسياسي من خلال:
- فك التبعية للمؤسسات المالية الدولية (مثل صندوق النقد الدولي) التي تفرض سياسات قد تخدم أطرافًا خارجية.
- تقليل الاعتماد على المؤسسات المالية العالمية (كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي).
- تشجيع الصناعات والمنتجات العربية وتمكين السوق العربية، بدعم المنتجات والصناعات العربية، وتفضيلها على المنتجات الأجنبية.
- سنّ تشريعات وقوانين صارمة تمنع وتحمي الثروات من البيع أو التفريط في عقود مجحفة طويلة الأمد.
وفي الختام إن التحديات جسيمة، والمشاريع المعادية في تصاعد، لكن فرصة النهوض ما تزال قائمة. تحتاج فقط إلى إرادة سياسية صادقة وحراك شعبي واعٍ، يفرض على صانعي القرار العربي أن يتجاوزوا مرحلة الشعارات إلى مرحلة الفعل والتكامل.
إن مشروعًا عربيًا قائمًا على الوعي والسيادة والتكامل ليس فقط ضرورة، بل هو الضمانة الوحيدة لبقاء هذه الأمة واستعادة مكانتها بين الأمم، بعيدًا عن التبعية والتفكك.
أن قيام تعاون أو اتحاد عربي فعال في وجه المشاريع التوسعية والصهيونية والرأسمالية العالمية ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى إرادة سياسية صادقة ووعي شعبي يقظ. البداية تكون من بناء أرضية مشتركة اقتصادية وسياسية، وتطوير مؤسسات فعّالة تتجاوز الشعارات إلى التنفيذ الحقيقي.



#قاسم_محمد_داود (هاشتاغ)       Qasim_Mohamed_Dawod#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسس التوراتية لجرائم الصهيونية في غزة والضفة الغربية
- حقائق عن الصراع العربي الإسرائيلي
- العراق: التناقض الصارخ بين الثروة الوطنية والواقع المعيشي لل ...
- ترحيل الغزيين ابتزاز سياسي يتماشى مع مخطط إسرائيلي
- مشروع إيران.. الطموحات والعوائق
- أزمة قوى اليسار العراقي
- الحرب في سوريا جرح في الشرق الأوسط
- إسرائيل نموذج للديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترامب العائد وإيران
- الأسباب التي تدفع الغرب لدعم إسرائيل والانحياز إليها
- إيران وزعامة العالم الإسلامي
- ديمقراطية الجوهر وديمقراطية المظهر
- عن السياسة والسياسيين
- العرب السنة وأزمة الزعامة
- الإقليم العربي السني بين الممنوع والمسموح
- فشل مشروع الديمقراطية الليبرالية الأميركي في العراق
- القبلية الحكومية في العراق
- تفكك الهوية الوطنية وتعدد الولاءات في العراق بعد الغزو الأمي ...
- فشل الديمقراطية في العراق والوطن العربي
- استدعاء التاريخ ووهم البطولة


المزيد.....




- لهذه الأسباب.. مصر تعلن تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير ...
- ما خيارات إيران لمواجهة إسرائيل؟
- نتنياهو مهددا إيران: -سنضرب كل موقع وهدف لنظام آية الله- في ...
- سلطنة عُمان تعلن إلغاء الجولة السادسة من المحادثات النووية ا ...
- نتنياهو: سنضرب كل موقع وكل هدف للنظام الإيراني والقادم أعظم ...
- ما حقيقة الأهداف الإسرائيلية من ضرب إيران؟ تعطيل البرنامج ال ...
- وسائل إعلام إيرانية: إسرائيل قصفت مستشفى للأطفال في طهران
- الوصفة السحرية لآلام أسفل الظهر
- وفد حكومي ليبي رفيع يلتقي تنسيقية قافلة الصمود في سرت ويؤكد ...
- مسؤول إسرائيلي: جبهة غزة أصبحت ثانوية وإيران هي مسرح العمليا ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - نحو مشروع عربي تكاملي لمواجهة الأطماع الصهيونية والرأسمالية العالمية في ثروات الأمة العربية..